mnsoor
10 Oct 2008, 11:03 PM
منقول.. كتب جيفرسون مولي الكاتب الأمريكي والناشط الشهير في حقوق المرأة مقالاً يصف فيه الحياة في السعودية بشكل عام والمرأة السعودية بشكل خاص...قد لا يُعجب المقال الكثيرين لكنه مقالاً أعتقد أنه من المهم أن ننقله لكم كما هو : أثناء عودتي لمنزلي القابع في ولاية فرجينيا كنت أحمل مع همومي الكثيرة بعض جرائد المساء مع كتلة من التقارير المتعلقة _عادة _بشؤون المرأة على مستوى العالم ، كان وقت عودتي _عادة_ يتزامن مع وقت عودة جاري العزيز محمد من العربية السعودية ، وبالرغم من أنه رجل مثقف ودمث الأخلاق وأسري من الدرجة الأولى إلا أنه نادراً ما رأيته يصطحب امرأته والتي لا تخرج مطلقاً إلا معه، وتكون مع ذلك ململمة بغطاء كامل من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها حتى لا يكاد يرى منها سوى عينيها السوداوتين. وبما أن شؤون المرأة تعنيني بشكل أساسي ؛ ولأني سمعت كثيراً عن وضع المرأة في العربية السعودية أحببت أن أطلع أكثر عن وضع امرأة جاري السعودي وكيفية حياتها وطقوسها اليومية ، ولأن هذا الأمر سيتعثر عليّ معرفته لمحافظة جاري محمد على عادته وتقاليده ولإيمانه العميق بدينه الذي يمنعني من الجلوس مع زوجته والتحدث معها بمفردنا ،استعنت بهذا الأمر بزوجتي صوفيا والتي زارتها أكثر من مرة ،وأكدت لي أن زوجة محمد وتدعى مها امرأة طيبة الخلق مقبلة على الحياة تحب زوجها بشكل كبير لمعاملته لها بكرم وطيبة و رومانسية ، كما أفشت لي زوجتي العزيزة _صوفيا_ أن زوجة محمد امرأة جميلة بل في غاية الجمال والأناقة . انتابني شعور غريب حيث ظننت أن زوجته كانت دميمة الخلقة حتى يخفيها عن أناظر العالم وكأنها وحش يخاف الناس أن يشاهدوه، ولكن يبدو أن الأمر عكس ذلك إذ تبين أنها جوهرة اختصها لنفسه وهذه النرجسية اعتقد أنها مقبولة ومستحسنة . هذا الأمر جعلني أصر على الذهاب للعربية السعودية نفسها لأرى بأم عيني وضع المرأة هناك وأرى مدى صحة الكلام المهين الذي نسمعه عنها حتى منعت من أبسط حقوقها ، ولايمكن قياس هذا الأمر بوضع محمد وزوجته مها لأخذه كنموذج للوضع العام للحياة الأسرية للعربية السعودية فمحمد يختلف عن الكثيرين هناك في العربية السعودية فهو أولاً يعيش في أمريكا بلد الحرية وملتقى الحضارات، ثانياً بسبب حملة شهادات عالية وعمله كمهندس كيميائي ربما جعله أكثر تفتح ورومانسية وإقبال للحياة وبذلك هو يختلف عن الكثيرين من البدو هناك . بُحت لجاري العزيز محمد برغبتي لزيارة العربية السعودية ، فرحب بذلك وطلب مني تأخير هذا الأمر حتى يتسنى له اصطحابي للسعودية في حال اخذ إجازة رسمية من عمله ، طاب لي هذا الأمر حقيقة ؛ خصوصاً بعدما كثر الحديث عن عمليات خطف وتهديد للأجانب وكل ما هو على غير دين السعوديين. بعد أقل من عشرين يوماً أتى محمد بتذكرة سفر للرياض عاصمة السعوديين ، فرحت بذلك وشكرته على طيبته وكرمه ...وبدأت أجهز أمتعتي وأغراضي الشخصية لرحلة لا أعرف بالضبط احتياجاتها !! فهي بالنسبة لي رحلة للمجهول !! وصلنا العربية السعودية في المساء كان مطارها يوحي أنها مدينة جميلة ، وبدت لي كذلك ونحن نجوب شوارعها... إنها مدينة متمدنة وعصرية بشكل لائق ، كنّا في طريقنا إلى منزل محمد حيث أصر على اصطحابي معه لمنزله لتناول وجبة العشاء ،والإقامة هناك بعد أن خصص قسم خاص من منزله لراحتي وبدون مقابل مادي.. أنه رجل رائع وكريم ، بيد أنه اتضح لي فيما بعد أن هذا هو ديدن السعوديين إذ لا يأخذوا من ضيوفهم أي مقابل مادي بل تلزمهم الضيافة إكرام الضيف بشكل لائق... بعد تناول وجبة العشاء الدسمة لم أجد نفسي إلا وأنا ملقى على سرير صوف مريح للغاية.. فنمت نوماً عميقاً لم يوقظن سوى صوت جهوري جميل كأنه داخل غرفتي ، تبين لي أنه صوت مكان العبادة للمسلمين "المسجد" وبالرغم من أن ذلك الصوت أيقظني من أعماق أحلامي إلا أنه كان صوتاً شجياً ودافئاً يوحي بالطمأنينة . عدت للنوم مرة أخرى ولم يوقظن سوى صوت محمد وهو يهمس في أُذني بان وجبة الإفطار أصبحت جاهزة .. لم نخرج خارج المنزل إلا قبيل غروب الشمس لظروف مناخية ... إذ كانت مدينة الرياض تتمتع بجو حار وجاف لا يطاق ...دخلنا في برج تجاري ضخم بني حديثاً_فيما بعد_ في قلب العاصمة وجلسنا في مقهى مطل على السوق التجاري حسب طلبي لأرى الناس بشكل مناسب واخذ الانطباع بشكل مباشر . رأيت النساء أكثر من الرجال_هنا_ولفت انتباهي أن جميع النسوة سواسية أي كلهن بلباس موحد " السواد"ولا يكاد تفرق بينهن ، صحيح أنه أمر مقلق لدي إلا أن الجميل فيه انك لا تكاد تفرق بين من تتمتع بالمال والجمال وبين من هي دميمة أو فقيرة . كان الناس بشكل طبيعي يتسوقون ولا احد يضايقهم .. لاحظت عدم وجود أي بائعة أو عاملة في السوق سواء في المحلات التجارية أو فيما يعمل في المقهى والمطعم فسألت محمد أين المرأة السعودية عن العمل هل هي محرومة منه ؟ ابتسم وقال في بروده المعهود إن النساء لدينا لهن عمل محدد يتوافق مع طبيعتهم السيكولوجية فلا تتوقع منّا أن نضعها في مكان يقلل من قيمتها ومكانتها.. فأنت لا يمكن أن ترى المرأة في السعودية تقود الشاحنات أو تعمل على تنظيف الشوارع أو حتى نادلة في المطاعم ... لقد خصص لهن أماكن عمل تليق بهن سواء في المدارس الخاصة بالبنات أو المستشفيات أو البنوك النسائية وغير ذلك مما يتوافق مع مكانتها وطبيعتها ، رددت بسرعة عليه: ولكن هذا يحصر عمل المرأة ويعطي الرجل أكثر فرصة للعمل فرد ضاحكا : بالطبع أن الرجل في مجال العمل هو المقدم لأنه هو المطالب دينيا بالمعيشة قال تعالى" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ"..النساء /الآية 34 لأن كلاً حسب طبيعته ومواصفاته الخلقية _ كما ذكرت لك _ فقد وضع الله سبحانه وتعالى موازين محكمة وكلاً لما خلق له بحيث جعل لكل واحد وظيفته وما أن يختل موازين تلك المعايير حتى تخرج عن القاعدة وتصبح نشازاً فمثلا قولي هل تستطيع أن تتخيل طائرا جميلاً كالنورس يظهر عن فطرته التي فطره الله عليها من جمال ونعومة ويقوم بالتهام فريسة عبارة عن طائر آخر!! بيد أن الأمر مختلف لو رأيت طائراً كالنسر مثلا يلتهم طائراً أو حيواناً لأن هذا أمر طبيعي !! ودعت صديقي محمد بعد عشرة أيام كاملة قضيتها في العربية السعودية ، كان انطباعي قد تغير تماما عن المرأة السعودية بل عن الحياة بشكل عام في العربية السعودية ، فلم أكن أتوقع أن تكون بذلك الجمال، وأن تتمتع بكل مظاهر العولمة والتقنية والعالم الجديد . رجعت إلى بيتي القابع في ولاية فرجينيا لأعود لممارسة حياتي الطبيعية...في الصباح التالي خرجت باكرا كعادتي.. أحسست بدوار خفيف.. رأيت في أقصى الشارع مقعد للجلوس ليس بعيداً عني.. ذهبت لارتاح عليه قليلا و ارتب أوراقي التي بدأت مبعثرة وغير مرتبة.. أزعجني صوت شاحنة كبيرة توقفت بجانبي وكانت تصدر أصواتاً مزعجة ،فطلبت بصوت جهوري من السائق الذي لا أكاد أرى منه سوى يديه أن يطفئ المركبة أو يبتعد عن أماكن الجلوس ، فلوح لي بيده بعنف .. ثم اخرج رأسه الضخم الغير مرتب وبدا يهدد ويتفوه بكلمات جارحة !! لم يكن ذلك السائق سواء امرأة لم تتجاوز العقد الرابع من عمرها فيما يبدو لي وقد تجردت من جميع أحاسيسها الأنثوية .. تذكرت كلام صديقي محمد عن الطائر والمهنة والآية الكريمة ..رجعت لأوراقي فوجدت التقارير الكثيرة عن المرأة السعودية في ملفي القديم أمسكت بها ورميتها في سلة بجواري مخصصة للمهملات والقاذورات ..تبدت لي ملفات أخرى عن وضع المرأة في الغرب تقارير مخيفة بدأت أقرا فيها وكأنني انظر لها لأول وهلة : في عام 1993 تم توقيف ما يزيد عن نصف مليون رجل لارتكابهم العنف ضد النساء. ـ خلال عام1994، 21% من حالات العنف التي وقعت المرأة ضحيتها، قد ارتكبت من قبل قريبين، ولكن فقط 4% من حالات العنف ضد الرجل، قد ارتكبت من قبل قريبات. موقع بي بي سي أشار إلى ان50 % من النساء البريطانيات يعرض عليهن ممارسة الجنس أثناء العمل. كما أكد المجلس الأوروبي في تقرير نُشر مؤخرا في باريس أن آلافا من النساء في أوروبا هن من ضحايا الاستعباد المنزلي ، يخدمن في منازل دبلوماسيين يعتبرون أنفسهم فوق القانون، وهم بمنأى عن العقوبات . وأعلن مقرر الجمعية البرلمانية في المجلس الأوروبي الأيرلندي "جون كنور" : أن الحصانة غالبا ما تعتبر مرادفا للإفلات من العقوبات" ، وتتحدث الوثيقة عن أماكن تكثر فيها العبودية المنزلية ووثيقة الصلة بالوسط الدبلوماسي ، وتقترح مجموعة من التدابير لمكافحة هذه الآفة . وأكد التقرير الصادر عن المجلس الأوروبي أن أكثر من أربعة ملايين امرأة يجرى بيعهن سنويا في العالم ، وأن كثيرات منهن يقعن ضحايا العبودية المنزلية . وَيُقَدَّرُ عدد النساء ضحايا العبودية المنزلية ببضعة آلاف في فرنسا ومعظم المستخدمين هم من الأجانب ، لكن 20 بالمائة منهم فرنسيون .. ومن جانبها أكدت الأمم المتحدة أن تجارة الرقيق قد احتلت المرتبة الثالثة – بعد تهريب المخدرات والأسلحة – في النشاطات غير الشرعية الأكثر ربحا ؛ حيث تحقق أربحا سنوية تقدر بـ 7 مليارات دولار كما نشرت محطة CNN الإخبارية الأمريكية؛ أكدت فيه انتشار ظاهرة تجارة الرقيق من النساء حول العالم لاستخدامهن في الأعمال الجنسية المحرّمـة. كما أشار التقرير إلى أن معدلات هذه الظاهرة تزيد عاما بعد عام . آه يكفي .. إن كل هذه التقارير تزعجني حقاً ، بحق الرب إي حقوق أعطيت لهن ، وبأي حق نطالب بحقوق نساء الغير إذا كان هذا هو حال نساءنا .. سلب لحقوقهن وكرامتهن ..وتجريد لإنسانيتهن ولكن أي إنسانية تتحدث عنها إذا كان في الماضي القديم قد عقد مجمع ديني شهير في أوربا تحديداً في باكون يذكر بأن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنها ، وأنه لا روح لها ولا خلود ، ولا تُلقن مبادئ الدين لأنها لا تقبل عبادتها ، ولا تدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان!! .... أي حكم وعقل هذا !! هذا ماضي من نسمي أنفسنا اليوم حماة الحرية والديمقراطية والنساء !! لقد حاولت أن أنبش في ماضي من نسميهم إرهابيون ومتخلفون _ المسلمين_ عن مؤتمر أو مجمع ديني او حتى فتوى طائشة تخرج المرأة عن إنسانيتها وتوصف بأنها ليست من جنس البشر !! لكن دون جدوى !! أغلقت ملفاتي .. تذكرت الطائر والمهنة والآية الكريمة .. أغمضت عيناي قليلاً .. همس في أذني صوت دافئ جميل .. أنه نفس الصوت الذي سمعته أول مرة في منزل محمد !! انتهى ،، -------
------------------------ خارج التغطية : سأفشي لكم سراً يا سادة يا كرام.. أتمنى أن تركزوا في كلامي جيداً ؛ لأنّ البعض سيعيد قراءة الموضوع مرة أخرى وبعين أخرى غير تلك التي قرأها بها أول مرة حينما يعلم خفايا أخرى للموضوع!! إذ لم يكن السيد جيرفسون مولي سوى شخصية غير حقيقية ....لكن الحقيقة المؤكدة أن كل التقارير والمعلومات الواردة في المقالة صحيحة وموثقة .. أعرف أن الكثير كان في باله كلاماً حينما كان الكلام على لسان أمريكي وبعدما أصبح بلسان سعودي !! ستتغير أشياء كثيرة .. بيد أن الذي لا يتغير ولا يقف عند كلام لا أمريكي ولا سعودي ولا غيره .. هو كلام الله سبحانه وتعالى .. فهو دستورنا وبه نجاتنا .. لا أنظمة دولية ولا مجالس أمنية ولا حقوق شبه إنسانية !!
فوزي القبوري العتيبي
------------------------ خارج التغطية : سأفشي لكم سراً يا سادة يا كرام.. أتمنى أن تركزوا في كلامي جيداً ؛ لأنّ البعض سيعيد قراءة الموضوع مرة أخرى وبعين أخرى غير تلك التي قرأها بها أول مرة حينما يعلم خفايا أخرى للموضوع!! إذ لم يكن السيد جيرفسون مولي سوى شخصية غير حقيقية ....لكن الحقيقة المؤكدة أن كل التقارير والمعلومات الواردة في المقالة صحيحة وموثقة .. أعرف أن الكثير كان في باله كلاماً حينما كان الكلام على لسان أمريكي وبعدما أصبح بلسان سعودي !! ستتغير أشياء كثيرة .. بيد أن الذي لا يتغير ولا يقف عند كلام لا أمريكي ولا سعودي ولا غيره .. هو كلام الله سبحانه وتعالى .. فهو دستورنا وبه نجاتنا .. لا أنظمة دولية ولا مجالس أمنية ولا حقوق شبه إنسانية !!
فوزي القبوري العتيبي