همي الدعوه
11 Oct 2008, 01:44 AM
وغداً تبدأ الدراسة
بدء الدراسة غداً ، فغداً يعود الطلاب والطالبات إلى مقاعــد الدراسة وطلب العلم , ولنا مع الغد وقفات :
الوقفة الأولى : ذلك السير الحثيث وتلك الجموع الغفيرة التي تموج بها الشوارع ، وتغص بها الطرقات , وهم من كل حدب ينسلون ، تكتض بهم معابر الوصول إلى غاياتهم ومقاصدهم , ذلك الأمر يذكرنا بيوم الجمع يوم التغابن يوم يقوم الناس لرب العالمين , غداً ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن السهر الطويل وتغير البرامج اليومية , يجعلهم يتمايلون ، وربما ظل بعضهم طريقه , ويوم القيامة هول رهيب ، وهلع عجيب , الجميع يخشى الحساب , ويخاف العقاب " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " ، غدا أيها المسلمون ينطلق الآباء والأبناء والأمهات والبنات إلى دور العلم ، ومدارس التعليم , تحفهم السكينة , ويغشاهم الأمان ، وربما ارتسمت على وجوههم البسمة ، يجوبون الشوارع بكل هدوء واطمئنان , ويوم القيامة يهربون متجهين إلى أرض المحشر ، إلى يوم الجمع قال تعالى : " يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن " وقال تعالى : " قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ، وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ : طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَالدَّابَّةَ ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ تَسُوقُ النَّاسَ أَوْ تَحْشُرُ النَّاسَ ، فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا ، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا " [ أخرجه الترمذي وقال : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] ، فماذا أعددنا لذلك اليوم الذي يشيب فيه الولدان ؟
أما الوقفة الثانية : فغداً عباد الله يحرص الآباء والأمهات على إيقاظ أبنائهم وبناتهم مبكرين ، وإلى مدارسهم متجهين ، لا سيما ويوم الغد أول أيام العام الدراسي الجديد وربما غـداً مـن الآباء والأمهات من أيقـظ أبناءه قبل صلاة الفجر , لا لأداء الصلاة ولكن خشـية أن تفوتهم الدراسة وتوزيع المناهج الدراسية , فهلا عقل الآباء والأمهات خطورة هذا الأمـر , قال صلى الله عليه وسلم : " من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم " [ أخرجه مسلم ] , ومن كان في ذمة الله فلن يضيعه الله أبداً ، ألا فأعلموا رحمكم الله أن أداء صلاة الفجر جماعة في بيوت الله تعالى دليل على رفع مستوى الإيمان لدى المسلم , وعلاقته على خوفه من ربه , وإشـارة على حفظ الله له , فمن صلى هذه الصلاة العظيمة التي تشهدها ملائـكة الليل والنهار جعل الله له نوراً يسير به في حياته وبعد مماته, قال صلى الله عليه وسلم : " بِِشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " [ أخرجه الترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجة ] ، فاستيقنوا يا رعاكم الله هذا الفضل العظيم لمن أدى صلاة الصبح جماعة في بيوت الله تعالى , فبصلاة الصبح جماعة يوفق الأبناء والبنات ، ويكونون في كنف ربهم تعالى وفي حفظه ورعايتة وعنايته ، فاهتموا بهذه الشعيرة العظيمة ، وأدوها وفق شرع الله تعالى ،
الوقفة الثالثة : يسعى الآباء مجتهدين بشراء مستلزمات العام الدراسي كل وفق طاقته وجهده ، ليدخلوا الفرح والسرور إلى قلوب أبنائهم ، وربما كانت هناك فئة من الناس يتباهون ويتنافسون في شراء أنفس السلع وأغلاها ثمناً , لا سيما من فتح الله عليه بالمال وأغدق عليه النعم والخيرات , فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم , لكن يا عباد الله تذكروا أن هناك طلاباً وطالبات قد دخلوا مع الفقر معتركا , ودارت بهم رحى الفاقة , وجذبتهم عاصفة الحاجة , فكونوا خير معين لهم ، كم هم الفقراء اليوم وكم هم المساكين , ناهيكم عن الأيتام والأرامل الذين لا يجدون لقمة يسدون بها جوعهم , أو لباساً يواري سؤاتهم , وغداً أبناؤنا بلبس جديد , وعيش رغيد , ودفتر جديد , فالحمد لله على ما أنعم , والشكر له على ما أسدى , لكن تأملوا نظـرات الأيتام غداً , وراقبوا حركات الأعين , وحزن الوجوه , فهلا من رجل يتقي النار بشق تمرة , فيملأ بيوت الفقراء هذا اليوم قبل الغد فرحة وسروراً , قال تعالى : " وآتوهم من مال الله آتاكم " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا " وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما " [ أخرجه البخاري ] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله " وأحسبه قال " وكالقائم الذي لا يفتر , وكالصائم الذي لا يفطر " [ متفق عليه ] ، فارعوا إخوانكم الفقراء , واهتموا بتكافل المجتمع ، وأبنوا لبناته على أساس من التقوى ، والخوف من الله جل وعلا , وتذكروا أن اليوم صحة وغـداً سقم ومرض , واليوم غنى وغداً فقر وحاجة , وتأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " اغتنم خمسا قبل : وغناك قبل فقرك ، وسعتك قبل سقمك ، فاغتنموا هذه الأموال التي بين أيديكم , وأنفقوها في طاعة ربكم ، قبل أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ، تكلم كانت بعض الوقفات مع يوم الغد , يوم انطلاقة العام الدراسي الجديد ..
يحيى بن موسى الزهراني
ياله من دين
بدء الدراسة غداً ، فغداً يعود الطلاب والطالبات إلى مقاعــد الدراسة وطلب العلم , ولنا مع الغد وقفات :
الوقفة الأولى : ذلك السير الحثيث وتلك الجموع الغفيرة التي تموج بها الشوارع ، وتغص بها الطرقات , وهم من كل حدب ينسلون ، تكتض بهم معابر الوصول إلى غاياتهم ومقاصدهم , ذلك الأمر يذكرنا بيوم الجمع يوم التغابن يوم يقوم الناس لرب العالمين , غداً ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن السهر الطويل وتغير البرامج اليومية , يجعلهم يتمايلون ، وربما ظل بعضهم طريقه , ويوم القيامة هول رهيب ، وهلع عجيب , الجميع يخشى الحساب , ويخاف العقاب " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " ، غدا أيها المسلمون ينطلق الآباء والأبناء والأمهات والبنات إلى دور العلم ، ومدارس التعليم , تحفهم السكينة , ويغشاهم الأمان ، وربما ارتسمت على وجوههم البسمة ، يجوبون الشوارع بكل هدوء واطمئنان , ويوم القيامة يهربون متجهين إلى أرض المحشر ، إلى يوم الجمع قال تعالى : " يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن " وقال تعالى : " قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ، وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ : طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَالدَّابَّةَ ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ تَسُوقُ النَّاسَ أَوْ تَحْشُرُ النَّاسَ ، فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا ، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا " [ أخرجه الترمذي وقال : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] ، فماذا أعددنا لذلك اليوم الذي يشيب فيه الولدان ؟
أما الوقفة الثانية : فغداً عباد الله يحرص الآباء والأمهات على إيقاظ أبنائهم وبناتهم مبكرين ، وإلى مدارسهم متجهين ، لا سيما ويوم الغد أول أيام العام الدراسي الجديد وربما غـداً مـن الآباء والأمهات من أيقـظ أبناءه قبل صلاة الفجر , لا لأداء الصلاة ولكن خشـية أن تفوتهم الدراسة وتوزيع المناهج الدراسية , فهلا عقل الآباء والأمهات خطورة هذا الأمـر , قال صلى الله عليه وسلم : " من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم " [ أخرجه مسلم ] , ومن كان في ذمة الله فلن يضيعه الله أبداً ، ألا فأعلموا رحمكم الله أن أداء صلاة الفجر جماعة في بيوت الله تعالى دليل على رفع مستوى الإيمان لدى المسلم , وعلاقته على خوفه من ربه , وإشـارة على حفظ الله له , فمن صلى هذه الصلاة العظيمة التي تشهدها ملائـكة الليل والنهار جعل الله له نوراً يسير به في حياته وبعد مماته, قال صلى الله عليه وسلم : " بِِشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " [ أخرجه الترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجة ] ، فاستيقنوا يا رعاكم الله هذا الفضل العظيم لمن أدى صلاة الصبح جماعة في بيوت الله تعالى , فبصلاة الصبح جماعة يوفق الأبناء والبنات ، ويكونون في كنف ربهم تعالى وفي حفظه ورعايتة وعنايته ، فاهتموا بهذه الشعيرة العظيمة ، وأدوها وفق شرع الله تعالى ،
الوقفة الثالثة : يسعى الآباء مجتهدين بشراء مستلزمات العام الدراسي كل وفق طاقته وجهده ، ليدخلوا الفرح والسرور إلى قلوب أبنائهم ، وربما كانت هناك فئة من الناس يتباهون ويتنافسون في شراء أنفس السلع وأغلاها ثمناً , لا سيما من فتح الله عليه بالمال وأغدق عليه النعم والخيرات , فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم , لكن يا عباد الله تذكروا أن هناك طلاباً وطالبات قد دخلوا مع الفقر معتركا , ودارت بهم رحى الفاقة , وجذبتهم عاصفة الحاجة , فكونوا خير معين لهم ، كم هم الفقراء اليوم وكم هم المساكين , ناهيكم عن الأيتام والأرامل الذين لا يجدون لقمة يسدون بها جوعهم , أو لباساً يواري سؤاتهم , وغداً أبناؤنا بلبس جديد , وعيش رغيد , ودفتر جديد , فالحمد لله على ما أنعم , والشكر له على ما أسدى , لكن تأملوا نظـرات الأيتام غداً , وراقبوا حركات الأعين , وحزن الوجوه , فهلا من رجل يتقي النار بشق تمرة , فيملأ بيوت الفقراء هذا اليوم قبل الغد فرحة وسروراً , قال تعالى : " وآتوهم من مال الله آتاكم " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا " وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما " [ أخرجه البخاري ] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله " وأحسبه قال " وكالقائم الذي لا يفتر , وكالصائم الذي لا يفطر " [ متفق عليه ] ، فارعوا إخوانكم الفقراء , واهتموا بتكافل المجتمع ، وأبنوا لبناته على أساس من التقوى ، والخوف من الله جل وعلا , وتذكروا أن اليوم صحة وغـداً سقم ومرض , واليوم غنى وغداً فقر وحاجة , وتأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " اغتنم خمسا قبل : وغناك قبل فقرك ، وسعتك قبل سقمك ، فاغتنموا هذه الأموال التي بين أيديكم , وأنفقوها في طاعة ربكم ، قبل أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ، تكلم كانت بعض الوقفات مع يوم الغد , يوم انطلاقة العام الدراسي الجديد ..
يحيى بن موسى الزهراني
ياله من دين