همي الدعوه
16 Oct 2008, 04:51 AM
الدكتور محمد عبد الحليم عمر الخبير الاقتصادي في حوار خاص لمفكرة الإسلام :
الأحد 12 من شوال 1429هـ 12-10-2008م
الدكتورعمر : الاقتصاد الإسلامي هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة المالية العالمية .. , الغرب يبحث التوجه للاقتصاد الإسلامي بديلاً عن الرأسمالية الربوية
http://208.66.70.165/ismemo/media//dmohamed.jpg
الدكتور محمد عبد الحليم عمر الخبير بالاقتصاد الإسلامي
همة برس- خاص بمفكرة الإسلام
أكد الدكتور محمد عبد الحليم عمر،استاذ الاقتصاد والخبير الاقتصادي و مستشار مجموعة صالح كامل للاقتصاد الإسلامي أن الدول الغربية تسعى الآن للبحث عن بديل للرأسمالية التي باتت على وشك الانهيار، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الإسلامي بات الحل الوحيد أمام الاقتصاديات الكبرى لاستخدامه للخروج من الأزمة المالية العالمية التي يتعرض لها العالم أجمع الآن.
وقال د. عمر : إن الغرب بات الآن في ورطة كبرى، ويبحث عن مخرج آمن، وخبراء الاقتصاد لديهم ينصحونهم بالاتجاه إلى الاقتصاد الإسلامي، بعيدًا عن التعاملات الربوية والمضاربات، لأنها السبب الرئيسي والأساسي وراء اندلاع الأزمة المالية العالمية الأخيرة، التي أطاحت بعدد من كبريات البنوك في العالم، وعلى رأسها بنك "ليمان براذر" الأمريكي رابع أكبر بنك في العالم.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار:
هل فعلاً ما يقال عن أن الاقتصاد الإسلامي بات البديل للرأسمالية الغربية كمحاولة للخروج من الأزمة المالية العالمية التي يعيشها الغرب الآن؟.
نعم بالتأكيد.. فالغرب يحاول الآن الاتجاه نحو الاقتصاد الإسلامي، كمحاولة للخروج من أزمته المالية الطاحنة، ولك أن تعلم أن الخبراء الرأسماليين أقروا بأنه يجب ضبط الرأسمالية بسياج من الأخلاق والتدخل الحكومي، وهذا الضبط في حد ذاته ما هو إلا اتجاه نحو الاقتصاد الإسلامي، لأن الاقتصاد الإسلامي يحرم عمليات كثيرة، تضر بالاقتصاد بشكل عام، كالغش والتدليس والمضاربات والتعاملات الربوية.
فالتعاملات الربوية تزداد فوائدها بشكل دوري وبلا رحمة على الموردين، مما ينتج عن خلل في الدورة الاقتصادية لأن المدين يأتي عليه وقت ولا يستطيع الإيفاء بوعود السداد، وبالتالي يضطر الدائن إلى مقاضاته، ومن ثم وقف عمليات البيع والشراء، وهو ما يضر بالعملية التجارية بشكل عام بينهما.
لكن ألا ترى أن هذا تحول في الفكر الغربي جدير بالتوقف عنده بشأن الاتجاه نحو الاقتصاد الإسلامي؟
نعم هو تحول فكري، ولكنه مطلوب، وهم الآن علموا مدى أهمية الدين الإسلامي، فهم كانوا في السابق يقولون إن الاقتصاد ليس له علاقة بأي دين، أو أسس تقومه وتضبطه، وقد ركز الغرب على الاقتصاد المالي، وليس الاقتصاد الحقيقي، الذي يبني الدول ويعمل على تقدمها وبالطبع الاقتصاد المالي مرفوض تمامًا في الإسلام.
فالإسلام يشترط أن تكون كل حركة مال تقابلها خدمات على أرض الواقع، لكن العالم الغربي ركز على حركة المال فقط، وتوسع فيها جدًا، دون أن تكون مقابلها خدمات وانتقال سلع للغير، لذلك أصبح المنهج الرأسمالي هو منهج الاقتصاد المدين؛ حيث كل الناس فيه مدينون.
وما هي الخطوات التي اتخذها الغرب أو سعى إليها لكي يظهر أنه يتجه نحو الاقتصاد الإسلامي؟
هناك العديد من الخبراء الرأسماليين أشاروا إلى ضرورة الاتجاه إلى الاقتصاد الإسلامي، وأنا قرأت مقالة لرولان لاسكين رئيس تحرير صحيفة لوجورنال د فينانس الفرنسية قال فيها: لقد آن الأوان لأن يعتمد "وول ستريت"، يقصد سوق المال على الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي، لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل، والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة.
كما قرأت مقالة أخرى لبوفيس فانسون رئيس تحرير مجلة تشالينجز قال فيها: لابد أن نقرأ القرآن، ونتتبع آياته، للخروج من هذه الأزمة المالية، ولتطبيق ما به من أحكام تخص مبادئ الإسلام في الاقتصاد، لأنه لو حاول القائمون على بنوكنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها لما كان قد حل بنا ما حل من كوارث وأزمات، ولما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري، لأن النقود لا تلد النقود.
وقرأت أيضًا لموريس آلي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد كتابًا سبق وألفه قبل عدة سنوات، رصد فيه المشكلات المالية التي قد يتعرض لها العالم، وتوقع فيه حدوث الأزمة المالية الحالية، وقدم مجموعة إصلاحات أتى بها جميعًا من مصادر الشريعة الإسلامية؛ حيث اقترح للخروج من الأزمة وإعادة التوازن شرطين هما: تعديل معدل الفائدة إلى حدود الصفر، ومراجعة معدل الضريبة إلى ما يقارب 2%، وهو ما يتطابق تمامًا مع إلغاء الربا، ونسبة الزكاة التي يقرها النظام الإسلامي.
وما هو الدور الذي يجب على الدول العربية والإسلامية القيام به الآن لنشر الاقتصاد الإسلامي؟
عليهم أولاً تطبيق الشريعة الإسلامية في دولهم، قبل أن ينقلوها إلى الغرب، لأن الغرب لا يعلم الاقتصاد الإسلامي، لكنه يريد أن يتعلمه، ولن يأتي التعلم إلا بتطبيقه أولاً في بلاده الإسلامية.
وما هي الحلول التي وضعها الغرب للخروج من الأزمة المالية الحالية؟
الغرب وضع ثلاثة سيناريوهات لانتهاء الأزمة المالية العالمية: السيناريو الأول يقول: إنها ستنتهي بعد 6 شهور، والثاني يقول ستنتهي بعد سنة، والثالث بعد سنتين، كما أن هناك رأيًا آخر يقول إنها لن تنتهي، ولذلك يجب الاتجاه نحو الاقتصاد الإسلامي للخروج سريعًا منها، والاعتماد على اقتصاد له ضوابط وأسس وقوانين تنهي التعاملات الربوية والمضاربات، التي اكتشف العالم الآن أنها تحدث أكثر الضرر على الاقتصاديات الدولية.
الأحد 12 من شوال 1429هـ 12-10-2008م
الدكتورعمر : الاقتصاد الإسلامي هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة المالية العالمية .. , الغرب يبحث التوجه للاقتصاد الإسلامي بديلاً عن الرأسمالية الربوية
http://208.66.70.165/ismemo/media//dmohamed.jpg
الدكتور محمد عبد الحليم عمر الخبير بالاقتصاد الإسلامي
همة برس- خاص بمفكرة الإسلام
أكد الدكتور محمد عبد الحليم عمر،استاذ الاقتصاد والخبير الاقتصادي و مستشار مجموعة صالح كامل للاقتصاد الإسلامي أن الدول الغربية تسعى الآن للبحث عن بديل للرأسمالية التي باتت على وشك الانهيار، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الإسلامي بات الحل الوحيد أمام الاقتصاديات الكبرى لاستخدامه للخروج من الأزمة المالية العالمية التي يتعرض لها العالم أجمع الآن.
وقال د. عمر : إن الغرب بات الآن في ورطة كبرى، ويبحث عن مخرج آمن، وخبراء الاقتصاد لديهم ينصحونهم بالاتجاه إلى الاقتصاد الإسلامي، بعيدًا عن التعاملات الربوية والمضاربات، لأنها السبب الرئيسي والأساسي وراء اندلاع الأزمة المالية العالمية الأخيرة، التي أطاحت بعدد من كبريات البنوك في العالم، وعلى رأسها بنك "ليمان براذر" الأمريكي رابع أكبر بنك في العالم.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار:
هل فعلاً ما يقال عن أن الاقتصاد الإسلامي بات البديل للرأسمالية الغربية كمحاولة للخروج من الأزمة المالية العالمية التي يعيشها الغرب الآن؟.
نعم بالتأكيد.. فالغرب يحاول الآن الاتجاه نحو الاقتصاد الإسلامي، كمحاولة للخروج من أزمته المالية الطاحنة، ولك أن تعلم أن الخبراء الرأسماليين أقروا بأنه يجب ضبط الرأسمالية بسياج من الأخلاق والتدخل الحكومي، وهذا الضبط في حد ذاته ما هو إلا اتجاه نحو الاقتصاد الإسلامي، لأن الاقتصاد الإسلامي يحرم عمليات كثيرة، تضر بالاقتصاد بشكل عام، كالغش والتدليس والمضاربات والتعاملات الربوية.
فالتعاملات الربوية تزداد فوائدها بشكل دوري وبلا رحمة على الموردين، مما ينتج عن خلل في الدورة الاقتصادية لأن المدين يأتي عليه وقت ولا يستطيع الإيفاء بوعود السداد، وبالتالي يضطر الدائن إلى مقاضاته، ومن ثم وقف عمليات البيع والشراء، وهو ما يضر بالعملية التجارية بشكل عام بينهما.
لكن ألا ترى أن هذا تحول في الفكر الغربي جدير بالتوقف عنده بشأن الاتجاه نحو الاقتصاد الإسلامي؟
نعم هو تحول فكري، ولكنه مطلوب، وهم الآن علموا مدى أهمية الدين الإسلامي، فهم كانوا في السابق يقولون إن الاقتصاد ليس له علاقة بأي دين، أو أسس تقومه وتضبطه، وقد ركز الغرب على الاقتصاد المالي، وليس الاقتصاد الحقيقي، الذي يبني الدول ويعمل على تقدمها وبالطبع الاقتصاد المالي مرفوض تمامًا في الإسلام.
فالإسلام يشترط أن تكون كل حركة مال تقابلها خدمات على أرض الواقع، لكن العالم الغربي ركز على حركة المال فقط، وتوسع فيها جدًا، دون أن تكون مقابلها خدمات وانتقال سلع للغير، لذلك أصبح المنهج الرأسمالي هو منهج الاقتصاد المدين؛ حيث كل الناس فيه مدينون.
وما هي الخطوات التي اتخذها الغرب أو سعى إليها لكي يظهر أنه يتجه نحو الاقتصاد الإسلامي؟
هناك العديد من الخبراء الرأسماليين أشاروا إلى ضرورة الاتجاه إلى الاقتصاد الإسلامي، وأنا قرأت مقالة لرولان لاسكين رئيس تحرير صحيفة لوجورنال د فينانس الفرنسية قال فيها: لقد آن الأوان لأن يعتمد "وول ستريت"، يقصد سوق المال على الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي، لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل، والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة.
كما قرأت مقالة أخرى لبوفيس فانسون رئيس تحرير مجلة تشالينجز قال فيها: لابد أن نقرأ القرآن، ونتتبع آياته، للخروج من هذه الأزمة المالية، ولتطبيق ما به من أحكام تخص مبادئ الإسلام في الاقتصاد، لأنه لو حاول القائمون على بنوكنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها لما كان قد حل بنا ما حل من كوارث وأزمات، ولما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري، لأن النقود لا تلد النقود.
وقرأت أيضًا لموريس آلي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد كتابًا سبق وألفه قبل عدة سنوات، رصد فيه المشكلات المالية التي قد يتعرض لها العالم، وتوقع فيه حدوث الأزمة المالية الحالية، وقدم مجموعة إصلاحات أتى بها جميعًا من مصادر الشريعة الإسلامية؛ حيث اقترح للخروج من الأزمة وإعادة التوازن شرطين هما: تعديل معدل الفائدة إلى حدود الصفر، ومراجعة معدل الضريبة إلى ما يقارب 2%، وهو ما يتطابق تمامًا مع إلغاء الربا، ونسبة الزكاة التي يقرها النظام الإسلامي.
وما هو الدور الذي يجب على الدول العربية والإسلامية القيام به الآن لنشر الاقتصاد الإسلامي؟
عليهم أولاً تطبيق الشريعة الإسلامية في دولهم، قبل أن ينقلوها إلى الغرب، لأن الغرب لا يعلم الاقتصاد الإسلامي، لكنه يريد أن يتعلمه، ولن يأتي التعلم إلا بتطبيقه أولاً في بلاده الإسلامية.
وما هي الحلول التي وضعها الغرب للخروج من الأزمة المالية الحالية؟
الغرب وضع ثلاثة سيناريوهات لانتهاء الأزمة المالية العالمية: السيناريو الأول يقول: إنها ستنتهي بعد 6 شهور، والثاني يقول ستنتهي بعد سنة، والثالث بعد سنتين، كما أن هناك رأيًا آخر يقول إنها لن تنتهي، ولذلك يجب الاتجاه نحو الاقتصاد الإسلامي للخروج سريعًا منها، والاعتماد على اقتصاد له ضوابط وأسس وقوانين تنهي التعاملات الربوية والمضاربات، التي اكتشف العالم الآن أنها تحدث أكثر الضرر على الاقتصاديات الدولية.