مسك الختام
21 Oct 2008, 01:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد ،،،
فإن الأخلاق هي قوام الدين وأساسه وأثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة وأكثر ما يوصل إلى أعلى الجنة وأفضل ما يقرب من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
الأخلاق هي مهمة الرسل وما بعث النبي إلا ليتممها في حياة الناس لأنه صاحب الخلق العظيم " وإنك لعلى خلق عظيم " وهو القائل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
فالعقيدة أخلاق مع الله والعبادة أخلاق مع النفس والمعاملات مع الناس
فالعقيدة الصحيحة خلق حسن مع الله لأن موطن العقيدة القلب وهو موطن نظر الرب
فإذا اشتمل القلب على التوحيد الصحيح أنار وأشرق حتى يكون كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة
نعم والله إنها شجرة لا إله إلا الله
" ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء "
هكذا عندما تكون العقيدة صحيحة تنتج الأخلاق الحسنة كما تنتج الشجرة الطيبة ثمارها
" تؤتي أكلها ل حين بإذن ربها "
فتثمر الكرم والشجاعة والحياء والصبر والعفة وغير ذلك من محاسن الأخلاق
وأما العبادة فإنها إما شرعت بتقويم أخلاق الناس
فالصلاة تعلم خلق النظام والإنتظام في المجتمع المسلم المنكب بالمكنب والساق بالساق لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى
كما تعلم الصلاة حفظ الوقت عن الضياع فيما لا نفع فيه " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "
وما دامت تنهى عن الفحشاء فهي تأمر بالعفة وما دامت تنهى عن المنكر فهي تأمر بالمعروف
" قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد اباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء "
فأنظروا إلى قولهم أصلواتك تأمرك وإلى قول الله " إن الصلاة تنهى " وهل الأخلاق إلا أمر بالفضائل ونهي عن الرذائل
وأما الزكاة فإنها علاج شح النفس " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "
وتدريب على الكرم والجود والعطاء وطهارة النفس وتطهيرها من الشح والبخل " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها "
وأما الصيام فتدريب للنفس عل الصبر والتحمل
فنهي النفس عن الهوى أول الطريق إلى جنة المأوى وفيه تعليم لخلق الصبر والشكر الذين بهما كمال الدين وتمامه
فنصفه صبر والنصف الآخر شكر
والصوم لله والله يجزي الصائمين ويدخلهم جنته ويجعل صومهم جُنة لهم من النار
وأما الحج فمدرسة مستقلة لتعليم الأخلاق عامة
ففيه السفر وآدابه
والصحبة وآدابها
والعمل والتكسب وآدابهمها
كما أنه فيه إجتماع الأمة وتحطيم الفوارق الفردية والإجتماعية بين أفراد الأمة ومجتمعاتها وربط حاضر الأمة بماضيها
فيا له من دين ما أعظمه وهذه أركانه التي لا يقوم إلا عليها
كلها تقوم على الأخلاق
ومنتدى الأخلاق لكل من له أخلاق
فبإخلاقكم الحسنة تكتبون عن الأخلاق وتقرأون عن الأخلاق
وبين الخُلق ( بضم الخاء ) والخلق ( بفتحها ) علاقة
فالخلق ظاهر والخُلق باطن فمن أحسن ظاهره وترك باطنه فقد أساء خلقه
ومن أحسنهما معاً فقد حسن خلقه وخُلقه
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة يقول ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي )
وبمشاركاتكم جميعاً تتضح الصورة ويكمل النقص وينجلي الخفي ويكتمل البناء
والله الموفق
غفر الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
د. محمد بن علي الشنقيطي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد ،،،
فإن الأخلاق هي قوام الدين وأساسه وأثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة وأكثر ما يوصل إلى أعلى الجنة وأفضل ما يقرب من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
الأخلاق هي مهمة الرسل وما بعث النبي إلا ليتممها في حياة الناس لأنه صاحب الخلق العظيم " وإنك لعلى خلق عظيم " وهو القائل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
فالعقيدة أخلاق مع الله والعبادة أخلاق مع النفس والمعاملات مع الناس
فالعقيدة الصحيحة خلق حسن مع الله لأن موطن العقيدة القلب وهو موطن نظر الرب
فإذا اشتمل القلب على التوحيد الصحيح أنار وأشرق حتى يكون كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة
نعم والله إنها شجرة لا إله إلا الله
" ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء "
هكذا عندما تكون العقيدة صحيحة تنتج الأخلاق الحسنة كما تنتج الشجرة الطيبة ثمارها
" تؤتي أكلها ل حين بإذن ربها "
فتثمر الكرم والشجاعة والحياء والصبر والعفة وغير ذلك من محاسن الأخلاق
وأما العبادة فإنها إما شرعت بتقويم أخلاق الناس
فالصلاة تعلم خلق النظام والإنتظام في المجتمع المسلم المنكب بالمكنب والساق بالساق لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى
كما تعلم الصلاة حفظ الوقت عن الضياع فيما لا نفع فيه " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "
وما دامت تنهى عن الفحشاء فهي تأمر بالعفة وما دامت تنهى عن المنكر فهي تأمر بالمعروف
" قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد اباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء "
فأنظروا إلى قولهم أصلواتك تأمرك وإلى قول الله " إن الصلاة تنهى " وهل الأخلاق إلا أمر بالفضائل ونهي عن الرذائل
وأما الزكاة فإنها علاج شح النفس " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "
وتدريب على الكرم والجود والعطاء وطهارة النفس وتطهيرها من الشح والبخل " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها "
وأما الصيام فتدريب للنفس عل الصبر والتحمل
فنهي النفس عن الهوى أول الطريق إلى جنة المأوى وفيه تعليم لخلق الصبر والشكر الذين بهما كمال الدين وتمامه
فنصفه صبر والنصف الآخر شكر
والصوم لله والله يجزي الصائمين ويدخلهم جنته ويجعل صومهم جُنة لهم من النار
وأما الحج فمدرسة مستقلة لتعليم الأخلاق عامة
ففيه السفر وآدابه
والصحبة وآدابها
والعمل والتكسب وآدابهمها
كما أنه فيه إجتماع الأمة وتحطيم الفوارق الفردية والإجتماعية بين أفراد الأمة ومجتمعاتها وربط حاضر الأمة بماضيها
فيا له من دين ما أعظمه وهذه أركانه التي لا يقوم إلا عليها
كلها تقوم على الأخلاق
ومنتدى الأخلاق لكل من له أخلاق
فبإخلاقكم الحسنة تكتبون عن الأخلاق وتقرأون عن الأخلاق
وبين الخُلق ( بضم الخاء ) والخلق ( بفتحها ) علاقة
فالخلق ظاهر والخُلق باطن فمن أحسن ظاهره وترك باطنه فقد أساء خلقه
ومن أحسنهما معاً فقد حسن خلقه وخُلقه
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة يقول ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي )
وبمشاركاتكم جميعاً تتضح الصورة ويكمل النقص وينجلي الخفي ويكتمل البناء
والله الموفق
غفر الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
د. محمد بن علي الشنقيطي