همي الدعوه
27 Oct 2008, 02:13 PM
ضيعتني مكالمة
إنه كاذب مخادع، لا يستحق مني إلا الازدراء استغل حبي له وانجذابي نحوه ولطخ سمعتي وشهر بأسرتي وأثار الشبهات في كل جانب من حياتي .
تكفكف ( فوزية ) وهي فتاة في عمر الزهور، ينسكب دمعها الساخن وتقول بصوت هامس أقرب إلى النحيب , اكتبوا قصتي على لساني حتى تتعظ كل غافلة وتفهم الدرس كل شاردة من تقاليدها ومبادئ أسرتها.
تخرجت فوزية من الثانوية العامة، لم تدخل الجامعة لأسباب كثيرة . إلا أنها عوضت تعثر الدخول إلى ساحات الجامعات الفسيحة، بأمل دغدغ حواسها وعواطفها مثل أية فتاة في سنها، كانت آمال وأحلام فوزية تكبر كل يوم أن تكون زوجة وأماً لأطفال , ترعى بيتها , وتحضن صغارها .
ربما استعاضت عن الجامعة بأحلامها الكبيرة والصغيرة , لم يكن يشغلها غير اتساع طموحها كل يوم , بل في كل ساعة ولحظة , وفجأة دخل شاب في حياتها .
تقول فوزية وقد استعادت رباطة جأشها وكأنها تصرخ ليسمعها جميع من في آذانهم صمم , تعرفت عليه من خلال الهاتف. أوصلتني به شقيقته. وتربطني بها صداقة عمر وذكريات صبا , فاجأتني ذات مساء ونحن نتجاذب أطراف الحديث عبر الهاتف .
- قالت: ما رأيك في أخي؟
- قلت: ماله . إنه إنسان طيب مثلك تماما ً.
- قالت: لا أقصد ذلك بالتحديد .
- قلت: وماذا تقصدين؟
- قالت بجرأة : ماذا لو تقدم لخطبتك.
- صرخت فوزية: لا .. لا.. يا صديقتي ليس بعد، أنا في بداية الطريق ولا أود التعجل في هذا .
شعرت بنبرة أسى في صوت صديقتي.. يبدو أنها عاتبة عليّ.. ياه لقد أغضبت صديقة عمري، أكملنا المحادثة في ذلك المساء، وجلست أفكر لوحدي..
تبعثرت الأفكار، وصرت مثل السفينة التي تتلاطمها الأمواج يمنة ويسرة , أصارحكم القول : مشاعري لا توصف، ها قد جاءني عريس.
بعد أيام عاودت صديقة العمر لتجدد الطلب من جديد، وخارت مقاومتي أمام طموحي في أن أكون أماً وزوجاً وصاحبة قرار ورأي , وعدتها بالتفكير ولم يطل الانتظار, لقد منحتها موافقتي بلا قيد أو شرط .
بدأت أحادثه ويحادثني عبر الهاتف لساعات طوال، صرت مأخوذة به وبحديثه المعسول، لم أسمع كلاماً حلواً مثل هذا في عمري , يا حياتي ! حبيبتي , تطورت العلاقة بيننا، صرنا نرسم مستقبلنا وأيامنا القادمات في خيالاتنا الواسعة , شكل عش الزوجية الذي سيحتوينا , أطفالنا القادمون , رحلاتنا التي لن تنتهي . تقاسم العواطف . الإيثار والتضحية . ثم الصبر .
لم تمض مدة طويلة على هذا الحلم قررت أن أضع حداً لهذه العلاقة من جانبي لا تسألوني عن الأسباب , فإذا عرف السبب بطل العجب.. تقول فوزية : حاول أن يثنيني عن قراري ألح علي ألا سارع بشيء وأن أنتظر إلا أنني مضيت في سبيلي.. " أنا لا أحبك أتركني لشأني " .
مثل كل شاب أناني متغطرس جنّ جنونه , هددني تحول القط لأليف إلى حيوان مفترس خبيث , بدا في ابتزازي بصورة أهديتها له، قال إنه سيبدأ في توزيعها لتشويه سمعتي إن لم أتراجع عن قراري , فزادتني نذالته شدة على موقفي .
ونفذ الخائن ابتزازه وتهديده، بعث بصورتي إلى والدي , تصوروا !
كاد أبي أن يقتلني حاولت إقناعه بشتى الصور بكيت أمامه.. اسمعني يا أبي، أقسم لك أنني بريئة، هذا الوغد وعدني بالزواج ووافقته ثم رفضته , لم يصدقني أبي الحبيب لقد فقد ثقته فيّ لم إلى الأبد .
مازلت أعاني، أنا بين نارين؛ والد عزيز سحب من تحت قدمي كل عوامل الثقة، وشاب خبيث أحمق مازال يتوعدني ويلاحقني باتصالاته المتكررة . ليسَ أنا وحدي . بل شقيقاتي بصورة أنتزعها مني بواسطة شقيقته , لم يقف عند هذا الحد , بل يمضي في ابتزازه وتهديده لي ولكل من حولي بأنه سيلجأ للسحر لاستلاب موافقتي للزواج منه .
وأنا أموت كل يوم ألف مرة .
من ( كتاب فتياتنا والذئاب ) للكاتب : محمد القحطاني
ياله من دين
إنه كاذب مخادع، لا يستحق مني إلا الازدراء استغل حبي له وانجذابي نحوه ولطخ سمعتي وشهر بأسرتي وأثار الشبهات في كل جانب من حياتي .
تكفكف ( فوزية ) وهي فتاة في عمر الزهور، ينسكب دمعها الساخن وتقول بصوت هامس أقرب إلى النحيب , اكتبوا قصتي على لساني حتى تتعظ كل غافلة وتفهم الدرس كل شاردة من تقاليدها ومبادئ أسرتها.
تخرجت فوزية من الثانوية العامة، لم تدخل الجامعة لأسباب كثيرة . إلا أنها عوضت تعثر الدخول إلى ساحات الجامعات الفسيحة، بأمل دغدغ حواسها وعواطفها مثل أية فتاة في سنها، كانت آمال وأحلام فوزية تكبر كل يوم أن تكون زوجة وأماً لأطفال , ترعى بيتها , وتحضن صغارها .
ربما استعاضت عن الجامعة بأحلامها الكبيرة والصغيرة , لم يكن يشغلها غير اتساع طموحها كل يوم , بل في كل ساعة ولحظة , وفجأة دخل شاب في حياتها .
تقول فوزية وقد استعادت رباطة جأشها وكأنها تصرخ ليسمعها جميع من في آذانهم صمم , تعرفت عليه من خلال الهاتف. أوصلتني به شقيقته. وتربطني بها صداقة عمر وذكريات صبا , فاجأتني ذات مساء ونحن نتجاذب أطراف الحديث عبر الهاتف .
- قالت: ما رأيك في أخي؟
- قلت: ماله . إنه إنسان طيب مثلك تماما ً.
- قالت: لا أقصد ذلك بالتحديد .
- قلت: وماذا تقصدين؟
- قالت بجرأة : ماذا لو تقدم لخطبتك.
- صرخت فوزية: لا .. لا.. يا صديقتي ليس بعد، أنا في بداية الطريق ولا أود التعجل في هذا .
شعرت بنبرة أسى في صوت صديقتي.. يبدو أنها عاتبة عليّ.. ياه لقد أغضبت صديقة عمري، أكملنا المحادثة في ذلك المساء، وجلست أفكر لوحدي..
تبعثرت الأفكار، وصرت مثل السفينة التي تتلاطمها الأمواج يمنة ويسرة , أصارحكم القول : مشاعري لا توصف، ها قد جاءني عريس.
بعد أيام عاودت صديقة العمر لتجدد الطلب من جديد، وخارت مقاومتي أمام طموحي في أن أكون أماً وزوجاً وصاحبة قرار ورأي , وعدتها بالتفكير ولم يطل الانتظار, لقد منحتها موافقتي بلا قيد أو شرط .
بدأت أحادثه ويحادثني عبر الهاتف لساعات طوال، صرت مأخوذة به وبحديثه المعسول، لم أسمع كلاماً حلواً مثل هذا في عمري , يا حياتي ! حبيبتي , تطورت العلاقة بيننا، صرنا نرسم مستقبلنا وأيامنا القادمات في خيالاتنا الواسعة , شكل عش الزوجية الذي سيحتوينا , أطفالنا القادمون , رحلاتنا التي لن تنتهي . تقاسم العواطف . الإيثار والتضحية . ثم الصبر .
لم تمض مدة طويلة على هذا الحلم قررت أن أضع حداً لهذه العلاقة من جانبي لا تسألوني عن الأسباب , فإذا عرف السبب بطل العجب.. تقول فوزية : حاول أن يثنيني عن قراري ألح علي ألا سارع بشيء وأن أنتظر إلا أنني مضيت في سبيلي.. " أنا لا أحبك أتركني لشأني " .
مثل كل شاب أناني متغطرس جنّ جنونه , هددني تحول القط لأليف إلى حيوان مفترس خبيث , بدا في ابتزازي بصورة أهديتها له، قال إنه سيبدأ في توزيعها لتشويه سمعتي إن لم أتراجع عن قراري , فزادتني نذالته شدة على موقفي .
ونفذ الخائن ابتزازه وتهديده، بعث بصورتي إلى والدي , تصوروا !
كاد أبي أن يقتلني حاولت إقناعه بشتى الصور بكيت أمامه.. اسمعني يا أبي، أقسم لك أنني بريئة، هذا الوغد وعدني بالزواج ووافقته ثم رفضته , لم يصدقني أبي الحبيب لقد فقد ثقته فيّ لم إلى الأبد .
مازلت أعاني، أنا بين نارين؛ والد عزيز سحب من تحت قدمي كل عوامل الثقة، وشاب خبيث أحمق مازال يتوعدني ويلاحقني باتصالاته المتكررة . ليسَ أنا وحدي . بل شقيقاتي بصورة أنتزعها مني بواسطة شقيقته , لم يقف عند هذا الحد , بل يمضي في ابتزازه وتهديده لي ولكل من حولي بأنه سيلجأ للسحر لاستلاب موافقتي للزواج منه .
وأنا أموت كل يوم ألف مرة .
من ( كتاب فتياتنا والذئاب ) للكاتب : محمد القحطاني
ياله من دين