شبل العقيدة
29 Oct 2008, 12:08 AM
السَّلاَمُ عَلَيْـــــــــــكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
قد يعجب البعض من ضرب الله مثلاً بالبعوضة في القرآن الكريم..
ولا شك أن ضرب الأمثال في القرآن له حِكمٌ بالغة ، وعبرةٌ كبيرةٌ لمن تدبَّر كتاب الله ..
تلك الحشرة الصغيرة التي تبحث عن أكثر أماكن الإنسان نورًا لتحطّ رحالها فيه..
فتُحيلُ هدوءَه إلى تضجُّر وتبرّم ، فتختفي مرةً وتبدو مرةً أُخرى..
محاولةً الانقضاض عليه في وقتٍ قد أخلدت جوارحه فيه إلى السكون والراحة..
ثم تهبط بخلسة على ذلك الجسد الآمن ، وصاحبه لا يشعر بهذا التخطيط، ولا يحسّ بذلك الكيد..
ثم تُسلِّط رمحها البغيض على جسده المستقر..
وفي برهة من الزمن ينتبه ذلك المسكين بأنه طُعِن غيلة ، وسُرق أفضل دمه من جسده ..
فيتلفّت يمنةً ويسرةً ليرى بأمِّ عينيه أنها البعوضة ..
تلك الحشرة التي تعيش على حسابِ الآخرين ، تهجم عليهم في غفلاتهم ، وتمتصّ منهم دماءهم ..
فلا يملك حين يراها قد أفلتت طائرةً من بين يديه
إلاَّ أن يُطلق دعوات ممتزجةً بزفرات التظلُّم والقهر بأن لا يحالفها التوفيق ..
وأن يشفي غيظ قلبه فيها بأن يراها ميتة ودمه يقطر منها.
هذه الحشرة أعزكم الله في هذا الزمن تقود فئامًا من الناس إلى قذارتها..
وتنهج بهم سبيلها المظلم القاتم ..
فساروا خلفها، واتَّبعوا أثرها، يبنون حياتهم على أذى الآخرين ، ويُسعدون أنفسَهم على حساب غيرهم ..
فارتضى بعضهم أن يلوكَ لحمَ أخيه ميتاً، فهو لا يُشغِلُ وقته إلا بذكر أسوء أحوال إخوانه المسلمين ..
يتلذّذ باستنقاصهم ، ويستطعم النيلَ منهم ، يصفهم بأقبح الأوصاف ، ويَسِمَهم بأشنع السِّمات ..
يُضحك القومَ بأخبارهم ، ويُبهج الأعداءَ بشرّ أقدارهم ..
سلِم من لسانه اليهود والنصارى، ولم يسلم إخوانه منه ..
فيا عجبًا من هؤلاء! كيف وقر الوقر في آذانهم من قول الباري سبحانه وتعالى: ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) ؟!
أم كيف جهلوا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ((لما عُرِج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) رواه أبو داود .
من الناس من شابه البعوض في تتبع أخبار الناس ..
فهو متخصص في القيل والقال ، ومهتمٌ بأمور الناس ..
ماذا أكل فلان ؟ ومتى تزوج فلان ؟ ومتى يخرج فلان من بيته ؟
وماذا بين فلان وبين زوجته ؟ وهل هذه السيارة اشتراها فلان ؟
ومن أين له المالَ ليشتريَ هذه السيارة ؟
تجده يمشي في الشارع وعيناه تجولان في تحركات الناس وأشكالهم وسياراتهم ..
إن سمع كلمةً عابرةً بين اثنين أرخى لها سمعه لعله يفوز بسبقٍ صحفي يُذيعه من الغد في مجالسه وبين أصحابه ..
يعيش خواءً وفراغاً .. لا همَّ له إلاَّ التدخُّل فيما لا يعنيه ..
نفسه ضعيفه .. وروحه خبيثه .. وعقله صغير ..
والبعوض لا يؤذي الناس ويمص دماءهم إلاَّ في الظلام وعلى حين غفلةٍ من الناس..
وكذلك بعض الناس .... شابه البعوض في أذية الآخرين ..
يؤذيهم في الخفاء ، لا يهدأ له بالٌ ولا يقرُّ له قرار حتى يُلحق الضرر بالآخرين ..
يُدبِّر ويُخطط لكن في الظلام .. يؤذي ويضر لكن في الخفاء ..
وما ذلك إلاَّ لأنه جانب الصواب وحاد عن الحق ..
ولو كان فعله صحيحاً لكان واضحاً أمام الناس ..
يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ..
أ - هـ منقول باختصار وتصرُّف
قد يعجب البعض من ضرب الله مثلاً بالبعوضة في القرآن الكريم..
ولا شك أن ضرب الأمثال في القرآن له حِكمٌ بالغة ، وعبرةٌ كبيرةٌ لمن تدبَّر كتاب الله ..
تلك الحشرة الصغيرة التي تبحث عن أكثر أماكن الإنسان نورًا لتحطّ رحالها فيه..
فتُحيلُ هدوءَه إلى تضجُّر وتبرّم ، فتختفي مرةً وتبدو مرةً أُخرى..
محاولةً الانقضاض عليه في وقتٍ قد أخلدت جوارحه فيه إلى السكون والراحة..
ثم تهبط بخلسة على ذلك الجسد الآمن ، وصاحبه لا يشعر بهذا التخطيط، ولا يحسّ بذلك الكيد..
ثم تُسلِّط رمحها البغيض على جسده المستقر..
وفي برهة من الزمن ينتبه ذلك المسكين بأنه طُعِن غيلة ، وسُرق أفضل دمه من جسده ..
فيتلفّت يمنةً ويسرةً ليرى بأمِّ عينيه أنها البعوضة ..
تلك الحشرة التي تعيش على حسابِ الآخرين ، تهجم عليهم في غفلاتهم ، وتمتصّ منهم دماءهم ..
فلا يملك حين يراها قد أفلتت طائرةً من بين يديه
إلاَّ أن يُطلق دعوات ممتزجةً بزفرات التظلُّم والقهر بأن لا يحالفها التوفيق ..
وأن يشفي غيظ قلبه فيها بأن يراها ميتة ودمه يقطر منها.
هذه الحشرة أعزكم الله في هذا الزمن تقود فئامًا من الناس إلى قذارتها..
وتنهج بهم سبيلها المظلم القاتم ..
فساروا خلفها، واتَّبعوا أثرها، يبنون حياتهم على أذى الآخرين ، ويُسعدون أنفسَهم على حساب غيرهم ..
فارتضى بعضهم أن يلوكَ لحمَ أخيه ميتاً، فهو لا يُشغِلُ وقته إلا بذكر أسوء أحوال إخوانه المسلمين ..
يتلذّذ باستنقاصهم ، ويستطعم النيلَ منهم ، يصفهم بأقبح الأوصاف ، ويَسِمَهم بأشنع السِّمات ..
يُضحك القومَ بأخبارهم ، ويُبهج الأعداءَ بشرّ أقدارهم ..
سلِم من لسانه اليهود والنصارى، ولم يسلم إخوانه منه ..
فيا عجبًا من هؤلاء! كيف وقر الوقر في آذانهم من قول الباري سبحانه وتعالى: ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) ؟!
أم كيف جهلوا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ((لما عُرِج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) رواه أبو داود .
من الناس من شابه البعوض في تتبع أخبار الناس ..
فهو متخصص في القيل والقال ، ومهتمٌ بأمور الناس ..
ماذا أكل فلان ؟ ومتى تزوج فلان ؟ ومتى يخرج فلان من بيته ؟
وماذا بين فلان وبين زوجته ؟ وهل هذه السيارة اشتراها فلان ؟
ومن أين له المالَ ليشتريَ هذه السيارة ؟
تجده يمشي في الشارع وعيناه تجولان في تحركات الناس وأشكالهم وسياراتهم ..
إن سمع كلمةً عابرةً بين اثنين أرخى لها سمعه لعله يفوز بسبقٍ صحفي يُذيعه من الغد في مجالسه وبين أصحابه ..
يعيش خواءً وفراغاً .. لا همَّ له إلاَّ التدخُّل فيما لا يعنيه ..
نفسه ضعيفه .. وروحه خبيثه .. وعقله صغير ..
والبعوض لا يؤذي الناس ويمص دماءهم إلاَّ في الظلام وعلى حين غفلةٍ من الناس..
وكذلك بعض الناس .... شابه البعوض في أذية الآخرين ..
يؤذيهم في الخفاء ، لا يهدأ له بالٌ ولا يقرُّ له قرار حتى يُلحق الضرر بالآخرين ..
يُدبِّر ويُخطط لكن في الظلام .. يؤذي ويضر لكن في الخفاء ..
وما ذلك إلاَّ لأنه جانب الصواب وحاد عن الحق ..
ولو كان فعله صحيحاً لكان واضحاً أمام الناس ..
يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ..
أ - هـ منقول باختصار وتصرُّف