ينابيع
15 Jul 2004, 08:20 AM
<span style='font-family:Simplified Arabic'><span style='color:orange'><div align="center">غب يا هلال ..
إني أخاف عليك من قهر الرجال ..
قف من وراء الغيم
لاتنشر ضياءك فوق أعناق التلال ..
غب ياهلال ..
إني لأخشى أن يصيبك
حين تلمحنا الخبال ..
أنا ياهلال ..!
أنا طفلة عربية فارقتُ أسرتنا الكريمة ..
لي قصة
دموية الأحداث باكيةٌ أليمة ..
أنا ياهلال
من ضحايا الإحتلال ..
أنا من وُلِدت
وفي فمي ثدي الهزيمة ..
شاهدت يوماً عند منزلنا كتيبة ..
في يومها
كان الظلام مكدّساً
من حول قريتنا الحبيبة ..
في يومها
ساق الجنود أبي
وفي عينيه أنهارٌ حبيسة ..
وتجمّعت تلك الذئاب الغُبْرُ
في طلب الفريسة ..
ورأيتُ جنديّاَ يحاصر جسم والدتي
بنظرته المريبة ..
مازلت أسمع ياهلال ..
مازلت أسمع صوت أمي
وهي تستجدي العروبة ..
مازلت أبصر نصل خنجرها الكريم ..
صانت به الشرف العظيم ..
مسكينةٌ أمي
فقد ماتت
وما علِمَت بموتتها العروبة ..!
إني لأعجب ياهلال ..!
يترنح المذياع من طربٍ
وينتعش القدح ..
وتهيج موسيقى المرح ..
والمطربون يرددون على مسامعنا
ترانيم الفرح ..
وبرامج التلفاز تعرض لوحةً للتهنئة ..
( عيدٌ سعيدٌ ياصغار ) ..
والطفل في لبنان يجهل منشأه ..
وبراعم الأقصى عرايا جائعون ..
واللاجئون
يصارعون الأوبئة ..
غب ياهلال ..
قالوا :
ستجلب نحونا العيدَ السعيد ..
عيدٌ سعيدٌ ..؟
والأرض مازالت مبللة الثرى بدم الشهيد ..
والحرب ملّت نفسها وتقزّزت ممن تبيد ..!!
عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفين ..
هَرِمت خُطانا ياهلال ..
ومدى السعادة لم يزل عنا بعيد ..
غب ياهلال ..
لا تأتِ بالعيد السعيد
مع الأنين ..
أنا لا أريد العيد مقطوع الوتين ..
أتظن أن العيد في حلوى
وأثوابٍ جديدة ..؟
أتظن أن العيد تهنئةٌ
تُسَطّر في جريدة ..؟
غب ياهلال ..
واطلع علينا حين يبتسم الزمن ..
وتموت نيران الفتن ..
اطلع علينا
حين يورق بابتسامتنا المساء ..
ويذوب في طرقاتنا ثلج الشتاء ..
اطلع علينا بالتئام الشمل
بين المسلمين ..
هذا هو العيد السعيد ..
وسواه
ليس لنا بعيد ..
غب ياهلال ..
حتى ترى رايات أمتنا ترفرف في شَمَمْ ..
فهناك عيدٌ
أيُّ عيد ..
وهناك يبتسم الشقي مع السعيد ..
للدكتور / عبدالرحمن العشماوي . </div></span></span>
إني أخاف عليك من قهر الرجال ..
قف من وراء الغيم
لاتنشر ضياءك فوق أعناق التلال ..
غب ياهلال ..
إني لأخشى أن يصيبك
حين تلمحنا الخبال ..
أنا ياهلال ..!
أنا طفلة عربية فارقتُ أسرتنا الكريمة ..
لي قصة
دموية الأحداث باكيةٌ أليمة ..
أنا ياهلال
من ضحايا الإحتلال ..
أنا من وُلِدت
وفي فمي ثدي الهزيمة ..
شاهدت يوماً عند منزلنا كتيبة ..
في يومها
كان الظلام مكدّساً
من حول قريتنا الحبيبة ..
في يومها
ساق الجنود أبي
وفي عينيه أنهارٌ حبيسة ..
وتجمّعت تلك الذئاب الغُبْرُ
في طلب الفريسة ..
ورأيتُ جنديّاَ يحاصر جسم والدتي
بنظرته المريبة ..
مازلت أسمع ياهلال ..
مازلت أسمع صوت أمي
وهي تستجدي العروبة ..
مازلت أبصر نصل خنجرها الكريم ..
صانت به الشرف العظيم ..
مسكينةٌ أمي
فقد ماتت
وما علِمَت بموتتها العروبة ..!
إني لأعجب ياهلال ..!
يترنح المذياع من طربٍ
وينتعش القدح ..
وتهيج موسيقى المرح ..
والمطربون يرددون على مسامعنا
ترانيم الفرح ..
وبرامج التلفاز تعرض لوحةً للتهنئة ..
( عيدٌ سعيدٌ ياصغار ) ..
والطفل في لبنان يجهل منشأه ..
وبراعم الأقصى عرايا جائعون ..
واللاجئون
يصارعون الأوبئة ..
غب ياهلال ..
قالوا :
ستجلب نحونا العيدَ السعيد ..
عيدٌ سعيدٌ ..؟
والأرض مازالت مبللة الثرى بدم الشهيد ..
والحرب ملّت نفسها وتقزّزت ممن تبيد ..!!
عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفين ..
هَرِمت خُطانا ياهلال ..
ومدى السعادة لم يزل عنا بعيد ..
غب ياهلال ..
لا تأتِ بالعيد السعيد
مع الأنين ..
أنا لا أريد العيد مقطوع الوتين ..
أتظن أن العيد في حلوى
وأثوابٍ جديدة ..؟
أتظن أن العيد تهنئةٌ
تُسَطّر في جريدة ..؟
غب ياهلال ..
واطلع علينا حين يبتسم الزمن ..
وتموت نيران الفتن ..
اطلع علينا
حين يورق بابتسامتنا المساء ..
ويذوب في طرقاتنا ثلج الشتاء ..
اطلع علينا بالتئام الشمل
بين المسلمين ..
هذا هو العيد السعيد ..
وسواه
ليس لنا بعيد ..
غب ياهلال ..
حتى ترى رايات أمتنا ترفرف في شَمَمْ ..
فهناك عيدٌ
أيُّ عيد ..
وهناك يبتسم الشقي مع السعيد ..
للدكتور / عبدالرحمن العشماوي . </div></span></span>