همي الدعوه
17 Nov 2008, 02:32 PM
موعظة مودع . . . كلماتٌ تكتبٌ بماء الذهب .
الدينُ النصيحة
بقلم الشيخ العلامة : صفوت الشوادفى رحمه الله رحمة واسعة
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين ؛ محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين ، و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
... و بعد :
ففى خضم أمواج الحياة المتراكمة ، و الجرى وراء ملذات الحياة و الغايات المادية الفانية يتناسى الإنسان ما عليه ، و يتذكر ما له !!
و هنا يبرز الإسلام كدين عظيم شامل لم يهمل أى جزئية أو موقفاً صغيراً أو كبيراً مما يقع للإنسان أثناء سعيه و كده و تقلبه فى العاملين .
فالإسلام النصيحة ؛ و هى تعنى فى جوهرها : إيقاظ المسلم من غفوته ، و تنبيهه إلى موضع زلته ، و تحذيره من غفلته ، و إرشاده إلى الصراط المستقيم الذى يدرك به غايته .
من أجل هذا فإنه ينبغى على المسلم أن يسعى فى نصح إخوانه و أقرانه و أهل زمانه ، و قد عاب القرآن على من قبلنا من الأمم أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ؛ أى لا يتناصحون ، فاستحقوا بذلك لعنة الله .
و مدح القرآن امتنا بأنها تقيم النصيحة ، و تؤدى ما أوجب الله عليها من الأمر بالمعروف ، و النهى عن المنكر ؛ قال تعالى :
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله } [ آل عمران:110] .
و للنصيحة أثر عظيم ، و نفع كبير ؛ فرب غافل قد سمع آية من كتاب الله أو حديثاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم فانتبه من غفلته ،
و رب عاص سمع مثل ذلك فتاب إلى الله توبة نصوحا ،
ورب جائر أثر فيه كلام واعظ بليغ فأقلع عن جوره ،
و أقام العدل فى نفسه و مع غيره .
ولذلك فإن المسلم الناصح ينصح لأخيه المسلم و يبين له عيوبه سراً ، و يستره ولا يفضحه ؛ و أيضاً لا ينافقه ولا يداهنه ظناً منه أن بذلك يبقى على المودة و المحبة بينهما !!
فإنه لا مودة ولا حب إلا فى الله و لله .
و المسلم النصوح عليه أن يقبل النصيحة ، و أن يشكر من نصحه لأنه يحب له من الخير و الطاعة ما يحب لنفسه ، و يكره له من الشر و المعصية ما يكره لنفسه .
و مع هذا فإن طائفة من الناس لا تصغى لناصحها ، وإن أصغت ردت نصيحته بقولهم : "عليك نفسك" !! فأين هؤلاء من هذا الموقف العصيب
{ وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحاً غير الذى كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير } [ فاطر:37] .
وبعد – أيها القارئ الكريم – فهذه جملة من النصائح التى ذكرها أهل العلم نسوقها إليك ، عسى الله أن ينفعنا و إياكم بها ، وهذا بيانها :
لا تشرك بالله شيئا ، و إن قتلت أو حرقت.
و لا تعقن والديك ، و إن أمراك أن تخرج من أهلك و مالك.
و لا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا ، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد أتى بابا عظيما من الكبائر.
و لا تشربن خمرا ، فإنه رأس كل فاحشة.
و إياك و المعصية ، فإن المعصية تحل سخط الله .
و عليك بالتقوى فإنها جماع كل خير.
و اعتزل شرور الناس تنج من أذاهم.
و اترك ما لا يعنيك ، فإن ذلك أمر محمود.
و اطلب العلم لله ، يكفيك القليل.
و انظر إلى العلماء بعين الإجلال ، و أنصت لهم عند المقال ، و اجعل مراجعتك لهم تفهما ، لا تعنتا.
و اعرف زمانك و أقبل على شأنك ، و احفظ لسانك ، و تحرز من إخوانك.
و لا تغتر بمدح الناس لك ، و لا تصدقهم على خلاف ما تعرف من نفسك.
و سلم على من لقيته أو دخلت عليه أو مررت به من المسلمين.
و إذا دخلت منزلك فسلم على أهلك و من فيه ،فإن لم يكن فيه أحد فقل : السلام علينا و على عباد الله الصالحين.
و لا تبدأ أحدا من أهل الكتاب بالسلام ، و لا تقصدهم بتهنئة و لا تعزية ، و إذا سلم عليك أحد منهم فقل له : و عليك.
و استأذن على أمك و ذوات محارمك إذا أردت الدخول عليهن
. و استأذن دائما بقولك : السلام عليكم ، أأدخل ؟ فإن أذن لك ، و إلا فارجع.
و لا تنظر إلى عورة أحد إلا لضرورة ، و لا تظهر عورتك لأحد إلا زوجتك.
و لا تخل بامرأة أجنبية عنك ليست من محارمك ، حتى لا يكون للشيطان عليك سبيل.
و أمر أولادك بالصلاة إذا بلغوا سبعا و اضربهم عليها إذا بلغوا عشرا، فإنك مسؤول عنهم أمام الله .
و غض بصرك عما حرم الله ، تجد حلاوة الإيمان في قلبك.
و لا تحدث الناس بما يكون بينك و بين زوجك ، فإن ذلك عليك حرام.
و عليك بالسواك ،فإنه مطهرة للفم ، مرضاة للرب.
و أكرم جارك ، و ضيفك ، فإن ذلك من أخلاق المسلمين.
و إياك و الكذب و النميمة ، فإن كليهما خلة ذميمة.
و لا تهجر أخاك فوق ثلاث ليال ، و خيركما الذي يبدأ بالسلام. و لا تصاحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي.
و إذا انتهيت إلى مجلس فسلم و اجلس حيث ينتهي بك المجلس ، و إذا أردت الانصراف فسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة.
و إذا شربت فناول من عن يمينك ، و إذا سقيت قوما فكن آخرهم شربا.
و إياك أن تأكل أو تشرب بشمالك ، فإن ذلك من فعل الشيطان.
و إذا أردت أن تأكل فسم الله و كل بيمينك و كل مما يليك ، و لا تنفخ في طعام أو شراب ، و احمد الله في آخره.
و إذا أردت قضاء الحاجة فاستتر من الناس بعيدا عنهم و لا تحدث أحدا ما دمت تقضي حاجتك ، فإن ذلك ممقوت.
و إذا تثاءبت فاكظم ذلك ما استطعت ، وضع يدك على فمك ، و اغضض من صوتك إذا تكلمت .
و إذا عطست فاحمد الله بصوت مسموع ، و إذا عطس عندك أحد فقل له : يرحمك الله ، و يقول هو لك : يهديكم الله و يصلح بالكم. و إذا كنت في ثلاثة ، فلا تتناجى مع أحدهما دون الثالث ، لأن ذلك يحزنه .
و إياك أن تتداوى بالحرام ، فإن الله لم يجعل الشفاء في حرام.
و حافظ على عيادة المريض ، و لا تطل الجلوس عنده.
و لا تكلف أجيرك من العمل ما لا يطيق.
و ارفق بالدواب في ركوبها و الحمل عليها ، فإنها لا تستطيع• الشكوى ، و لك في الإحسان إليها أجر و في الإساءة إليها وزر .
و لا تلبس الحرير أو الذهب ، فإن ذلك على الرجال حرام ، و البس القصير من الثياب فإنه أنقى لثوبك و أتقى لربك.
و إياك و القمار فإنه موجب لغضب الله. و لا تأكل من حرام ، فإن ذلك يرد الدعاء. و لا ترفع صوتك في بيت الله و لا تنشد به ضالة ، فإن ذلك منهي عنه .
و إذا تكلمت فقل خيرا أو اصمت ، فإن في السكوت سلامة.
و عليك بالجليس الصالح فإنه خير من الوحدة ، و الوحدة خير من جليس السوء.
و إذا فتح لك باب خير فسارع إليه ، و اثبت عليه.
و إياك أن تمشي بين الناس بالنميمة ، فإن ذلك يو جب عذاب القبر.
و إياك و الحسد و الغل و الحقد و البغضاء و سوء الظن ، فإنها أمور مذمومة.
و أحسن قراءة القرآن ، و استمع إليه ، و تدبر معانيه ، و اعمل بما فيه ، و سارع دائما إلى امتثال أمر الله ، و اجتناب نهيه. كن صادق الكلمة فلا تكذب ، ووفي العهد و الوعد فلا تخلف.
عليك بالصبر و الشجاعة و كتمان السر و الصراحة في الحق ، و اعترف دائما بخطئك.
عليك بالوقار و إيثار الجد دائما و لا تمزح إلا صادقا ، و تواضع للناس في غير ذلة و لا خضوع و لا قلق ، و خير التواضع ما كان لفقير و يتيم و مسكين و أرملة. أكثر من المشورة تصل إلى الصواب .
و عليك بالقناعة فإنها مال لا ينفد .
و اعلم أن الموت آت ، و كل آت قريب ، فأكثر ذكره و اجعله يصرفك عن الرغبة في الدنيا و يحملك على التقوى.
وبعد ... اخى القارئ الكريم
، ما هو وجه إنتفاعك بهذه النصائح
، أهو مجلاد قراءة عابرة لإحدى صفحات المجلة ؟
أم تأمل لكنه لا يلبث أن يزول فى متاهات دنياك ؟
أم هو تبصر و عزم ثابت للعمل بكل ماهو مفيد ؟
أخي القارئ ، بإمكانك الانتفاع في نفسك و نفع غيرك فترشدهم إلى الخير ، و الدال على الخير كفاعله ، و ذلك بكتابة هذه النصائح على لوحات ووضعها في الأماكن العامة و المساجد أو قراءتها في المحاضرات أو على جيرانك و أهليك ، و قبل ذلك كله على أسرتك أو بأي طريقة أخرى تراها مناسبة.
و لكن ... الحذر الحذر
من أن تدعو غيرك من غير إقامتها فى نفسك ، فتكون ممتثلاً قول الشاعر :
وغير تقى يامر الناس بالتقى ..... طبيب يداوى و الطبيب مريض
و أخيراً أخى المسلم
عليك بتقوى الله فى السر و العلن ، لتفوز بالسعادة فى الدارين .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و آله و صحبه .
* كانت هذه المقالة قبل الأخيرة التى كتبها الشيخ - رحمه الله - قبل مماته.
طريق التوبة
الدينُ النصيحة
بقلم الشيخ العلامة : صفوت الشوادفى رحمه الله رحمة واسعة
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين ؛ محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين ، و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
... و بعد :
ففى خضم أمواج الحياة المتراكمة ، و الجرى وراء ملذات الحياة و الغايات المادية الفانية يتناسى الإنسان ما عليه ، و يتذكر ما له !!
و هنا يبرز الإسلام كدين عظيم شامل لم يهمل أى جزئية أو موقفاً صغيراً أو كبيراً مما يقع للإنسان أثناء سعيه و كده و تقلبه فى العاملين .
فالإسلام النصيحة ؛ و هى تعنى فى جوهرها : إيقاظ المسلم من غفوته ، و تنبيهه إلى موضع زلته ، و تحذيره من غفلته ، و إرشاده إلى الصراط المستقيم الذى يدرك به غايته .
من أجل هذا فإنه ينبغى على المسلم أن يسعى فى نصح إخوانه و أقرانه و أهل زمانه ، و قد عاب القرآن على من قبلنا من الأمم أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ؛ أى لا يتناصحون ، فاستحقوا بذلك لعنة الله .
و مدح القرآن امتنا بأنها تقيم النصيحة ، و تؤدى ما أوجب الله عليها من الأمر بالمعروف ، و النهى عن المنكر ؛ قال تعالى :
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله } [ آل عمران:110] .
و للنصيحة أثر عظيم ، و نفع كبير ؛ فرب غافل قد سمع آية من كتاب الله أو حديثاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم فانتبه من غفلته ،
و رب عاص سمع مثل ذلك فتاب إلى الله توبة نصوحا ،
ورب جائر أثر فيه كلام واعظ بليغ فأقلع عن جوره ،
و أقام العدل فى نفسه و مع غيره .
ولذلك فإن المسلم الناصح ينصح لأخيه المسلم و يبين له عيوبه سراً ، و يستره ولا يفضحه ؛ و أيضاً لا ينافقه ولا يداهنه ظناً منه أن بذلك يبقى على المودة و المحبة بينهما !!
فإنه لا مودة ولا حب إلا فى الله و لله .
و المسلم النصوح عليه أن يقبل النصيحة ، و أن يشكر من نصحه لأنه يحب له من الخير و الطاعة ما يحب لنفسه ، و يكره له من الشر و المعصية ما يكره لنفسه .
و مع هذا فإن طائفة من الناس لا تصغى لناصحها ، وإن أصغت ردت نصيحته بقولهم : "عليك نفسك" !! فأين هؤلاء من هذا الموقف العصيب
{ وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحاً غير الذى كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير } [ فاطر:37] .
وبعد – أيها القارئ الكريم – فهذه جملة من النصائح التى ذكرها أهل العلم نسوقها إليك ، عسى الله أن ينفعنا و إياكم بها ، وهذا بيانها :
لا تشرك بالله شيئا ، و إن قتلت أو حرقت.
و لا تعقن والديك ، و إن أمراك أن تخرج من أهلك و مالك.
و لا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا ، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد أتى بابا عظيما من الكبائر.
و لا تشربن خمرا ، فإنه رأس كل فاحشة.
و إياك و المعصية ، فإن المعصية تحل سخط الله .
و عليك بالتقوى فإنها جماع كل خير.
و اعتزل شرور الناس تنج من أذاهم.
و اترك ما لا يعنيك ، فإن ذلك أمر محمود.
و اطلب العلم لله ، يكفيك القليل.
و انظر إلى العلماء بعين الإجلال ، و أنصت لهم عند المقال ، و اجعل مراجعتك لهم تفهما ، لا تعنتا.
و اعرف زمانك و أقبل على شأنك ، و احفظ لسانك ، و تحرز من إخوانك.
و لا تغتر بمدح الناس لك ، و لا تصدقهم على خلاف ما تعرف من نفسك.
و سلم على من لقيته أو دخلت عليه أو مررت به من المسلمين.
و إذا دخلت منزلك فسلم على أهلك و من فيه ،فإن لم يكن فيه أحد فقل : السلام علينا و على عباد الله الصالحين.
و لا تبدأ أحدا من أهل الكتاب بالسلام ، و لا تقصدهم بتهنئة و لا تعزية ، و إذا سلم عليك أحد منهم فقل له : و عليك.
و استأذن على أمك و ذوات محارمك إذا أردت الدخول عليهن
. و استأذن دائما بقولك : السلام عليكم ، أأدخل ؟ فإن أذن لك ، و إلا فارجع.
و لا تنظر إلى عورة أحد إلا لضرورة ، و لا تظهر عورتك لأحد إلا زوجتك.
و لا تخل بامرأة أجنبية عنك ليست من محارمك ، حتى لا يكون للشيطان عليك سبيل.
و أمر أولادك بالصلاة إذا بلغوا سبعا و اضربهم عليها إذا بلغوا عشرا، فإنك مسؤول عنهم أمام الله .
و غض بصرك عما حرم الله ، تجد حلاوة الإيمان في قلبك.
و لا تحدث الناس بما يكون بينك و بين زوجك ، فإن ذلك عليك حرام.
و عليك بالسواك ،فإنه مطهرة للفم ، مرضاة للرب.
و أكرم جارك ، و ضيفك ، فإن ذلك من أخلاق المسلمين.
و إياك و الكذب و النميمة ، فإن كليهما خلة ذميمة.
و لا تهجر أخاك فوق ثلاث ليال ، و خيركما الذي يبدأ بالسلام. و لا تصاحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي.
و إذا انتهيت إلى مجلس فسلم و اجلس حيث ينتهي بك المجلس ، و إذا أردت الانصراف فسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة.
و إذا شربت فناول من عن يمينك ، و إذا سقيت قوما فكن آخرهم شربا.
و إياك أن تأكل أو تشرب بشمالك ، فإن ذلك من فعل الشيطان.
و إذا أردت أن تأكل فسم الله و كل بيمينك و كل مما يليك ، و لا تنفخ في طعام أو شراب ، و احمد الله في آخره.
و إذا أردت قضاء الحاجة فاستتر من الناس بعيدا عنهم و لا تحدث أحدا ما دمت تقضي حاجتك ، فإن ذلك ممقوت.
و إذا تثاءبت فاكظم ذلك ما استطعت ، وضع يدك على فمك ، و اغضض من صوتك إذا تكلمت .
و إذا عطست فاحمد الله بصوت مسموع ، و إذا عطس عندك أحد فقل له : يرحمك الله ، و يقول هو لك : يهديكم الله و يصلح بالكم. و إذا كنت في ثلاثة ، فلا تتناجى مع أحدهما دون الثالث ، لأن ذلك يحزنه .
و إياك أن تتداوى بالحرام ، فإن الله لم يجعل الشفاء في حرام.
و حافظ على عيادة المريض ، و لا تطل الجلوس عنده.
و لا تكلف أجيرك من العمل ما لا يطيق.
و ارفق بالدواب في ركوبها و الحمل عليها ، فإنها لا تستطيع• الشكوى ، و لك في الإحسان إليها أجر و في الإساءة إليها وزر .
و لا تلبس الحرير أو الذهب ، فإن ذلك على الرجال حرام ، و البس القصير من الثياب فإنه أنقى لثوبك و أتقى لربك.
و إياك و القمار فإنه موجب لغضب الله. و لا تأكل من حرام ، فإن ذلك يرد الدعاء. و لا ترفع صوتك في بيت الله و لا تنشد به ضالة ، فإن ذلك منهي عنه .
و إذا تكلمت فقل خيرا أو اصمت ، فإن في السكوت سلامة.
و عليك بالجليس الصالح فإنه خير من الوحدة ، و الوحدة خير من جليس السوء.
و إذا فتح لك باب خير فسارع إليه ، و اثبت عليه.
و إياك أن تمشي بين الناس بالنميمة ، فإن ذلك يو جب عذاب القبر.
و إياك و الحسد و الغل و الحقد و البغضاء و سوء الظن ، فإنها أمور مذمومة.
و أحسن قراءة القرآن ، و استمع إليه ، و تدبر معانيه ، و اعمل بما فيه ، و سارع دائما إلى امتثال أمر الله ، و اجتناب نهيه. كن صادق الكلمة فلا تكذب ، ووفي العهد و الوعد فلا تخلف.
عليك بالصبر و الشجاعة و كتمان السر و الصراحة في الحق ، و اعترف دائما بخطئك.
عليك بالوقار و إيثار الجد دائما و لا تمزح إلا صادقا ، و تواضع للناس في غير ذلة و لا خضوع و لا قلق ، و خير التواضع ما كان لفقير و يتيم و مسكين و أرملة. أكثر من المشورة تصل إلى الصواب .
و عليك بالقناعة فإنها مال لا ينفد .
و اعلم أن الموت آت ، و كل آت قريب ، فأكثر ذكره و اجعله يصرفك عن الرغبة في الدنيا و يحملك على التقوى.
وبعد ... اخى القارئ الكريم
، ما هو وجه إنتفاعك بهذه النصائح
، أهو مجلاد قراءة عابرة لإحدى صفحات المجلة ؟
أم تأمل لكنه لا يلبث أن يزول فى متاهات دنياك ؟
أم هو تبصر و عزم ثابت للعمل بكل ماهو مفيد ؟
أخي القارئ ، بإمكانك الانتفاع في نفسك و نفع غيرك فترشدهم إلى الخير ، و الدال على الخير كفاعله ، و ذلك بكتابة هذه النصائح على لوحات ووضعها في الأماكن العامة و المساجد أو قراءتها في المحاضرات أو على جيرانك و أهليك ، و قبل ذلك كله على أسرتك أو بأي طريقة أخرى تراها مناسبة.
و لكن ... الحذر الحذر
من أن تدعو غيرك من غير إقامتها فى نفسك ، فتكون ممتثلاً قول الشاعر :
وغير تقى يامر الناس بالتقى ..... طبيب يداوى و الطبيب مريض
و أخيراً أخى المسلم
عليك بتقوى الله فى السر و العلن ، لتفوز بالسعادة فى الدارين .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و آله و صحبه .
* كانت هذه المقالة قبل الأخيرة التى كتبها الشيخ - رحمه الله - قبل مماته.
طريق التوبة