تاج الوقار
07 Dec 2008, 02:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد:
اخواتي في الاحبة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم اليوم الوقفة (الخامسة عشرة) من " اسعد امرأة في العالم"
الدرة السادسة : وصايا سديدة من أم رشيدة .
اختاه :
هناك وصية جامعة من خير الوصايا المأثورة عن نساء العرب ، وهي وصية إمامة بنت الحارث لابنتها أم اياس بنت عوف ليلة زفافها ، وما فأوصتها به قوله :
(( أي بني : انك فارقت الجو الذي منه خرجت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقت وهن خلق الرجال .
أما الأولى والثانية ، فالخضوع له بالقناعة ، وحن السمع له والطاعة .
وأما الثالثة والرابعة ، فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك عل قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح !.
وأما الخامسة والسادسة، فالتفقد لوقت نومه وطعامه ، فإن توتر الجوع ملهبة ، وتتغيص النوم مغضبة !.
وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والارعاء عل حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير .
وأما التاسعة والعاشرة ، فلا تعصي له أمراً ، ولا تفشي له سرا ، فانك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفضيت سره لم تأمني غدره ، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان حزينا ، والكآبة بين يديه إن كان فرحا!)).
إشراقة : سعادتك ليست وقفا على شخص آخر ، أنها في يدك أنتي .
ومضة : غدا تشرق الشمس وتسعد النفس .
الدرة السابعة : جادت بنفسها فأرضت ربها .
ولا تياس فإن اليأس كفر لعل الله يغني عن قليل
اختي :
هل سمعتي عن المرأة الجهنية التي زلت فوقعت في الزنا ، ثم ذكرت الله فتابت وأنابت ، وجاءت إلى رسول الله تريد أن يرجمها فيطهرها ؟ لقد جاءته حبلى من الزنا ، فقالت : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي ، فدعا النبي وليها فقال : احن إليها ، فإذا وضعت فائتني ، ففعل فأمرر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فشدت عليها ثيابها ، ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ، فقال له عمر : تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟!، قال : لقد تابت توبة ، لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت افضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل ؟
أنها دفعة إيمانية قوية دفعتها إلى التطهر ، واختيار الآجلة عل العاجلة ، ولو لم تكن ذات إيمان قوي ما آثرت الموت رجما ، ولعل قائلا يقول : فلماذا زنت وهل يفعل ذلك إلا ضعيف الإيمان ؟ ! والجواب : انه قد يضعف الإنسان فيقع في المحظور لأنه خلق من ضعف ، ويزل لأنه خلق من عجل ، ويضل لحظة لأنه ناقص ، لكن بذرة الإيمان حين تنمو في قلبه جعل هذه المارة تسرع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن يطهرها ، وجادت بروحها ابتغاء مرضاة الله ورحمته وغفرانه .
إشراقة : لا تكوني متشكيه .. فإن بعد العسر يسرا .
ومضة : كوني صاحبه همه عاليه .. ولا تنظري الى من هو اسفل منك .. فلتكن نظرتك عاليه
الدرة الثامنة : حفظت الله فحفظها
اختاه:
حكي أن امرأة حسنة الوجه كثيرة المال تأخرت في دارها هي ووصيفاتها وجواريها عن الهروب حين الوقعة بالإسكندرية ، فدخلت الإفرنج إليها بأيديهم السيوف المسلولة ، فقال لها أحدهم : أين المال ؟ .
فقالت – وهي فزعة - : المال في هذه الصناديق التي هي داخل هذا البيت ، و أشارت إلى بيت بالمجلس التي هي به ، وصارت ترعد من الخوف ، فقال أحدهم لها : لا تخافي ، فأنت تكونين عندي ، وفي مالي وخيري ترتعين ، ففهمت عنه انه احبها ويريدها لنفسه ، فمالت إليه ، وقالته بكلام خفي : أريد أن ادخل بيت الخلاء ، ورققت له القول
ففهم عنها أنها أرادته ، وأشار إليها أن تمضي لقضاء حاجتها ، فمضت واشتغلوا بنهب الصناديق ، فخرجت المرأة من باب دارها ، ودخلت مخزنا غلسا مملوءا تبنا بزقاق دارها ، فحفرت في التبن حفرة واندفنت بها ، فطلبتها الإفرنج بعد نهبهم لدارها فلم يجدوها ، فاشغلوا بحمل النهب ، ومضوا ، فسلمت المرأة من الأسر بحيلتها تلك ، وكذلك وصيفاتها وجواريها سلمن من الأسر بصعودهن سطح الدار .
فقالت المارة عند ذلك : سلامة الدين والعرض خير من المال الذي لم يدخر عند ذوي المروءات إلا لغرض مثل هذا ، لأن الفقر خير من الأسر والافتتان بتغيير الدين بالقهر .
إشراقة : تقبلي حقيقة لا مفر منها ، وهي انك ستصادفين دائما في الدنيا أمورا لا تستطيعين تغييرها ، وإنما تستطيعين التعامل معها بالصبر والإيمان .
ومضة : الأم مصنع الرجال ومعدن الأبطال .
قريبا : الوقفة السادسه عشرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد:
اخواتي في الاحبة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم اليوم الوقفة (الخامسة عشرة) من " اسعد امرأة في العالم"
الدرة السادسة : وصايا سديدة من أم رشيدة .
اختاه :
هناك وصية جامعة من خير الوصايا المأثورة عن نساء العرب ، وهي وصية إمامة بنت الحارث لابنتها أم اياس بنت عوف ليلة زفافها ، وما فأوصتها به قوله :
(( أي بني : انك فارقت الجو الذي منه خرجت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقت وهن خلق الرجال .
أما الأولى والثانية ، فالخضوع له بالقناعة ، وحن السمع له والطاعة .
وأما الثالثة والرابعة ، فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك عل قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح !.
وأما الخامسة والسادسة، فالتفقد لوقت نومه وطعامه ، فإن توتر الجوع ملهبة ، وتتغيص النوم مغضبة !.
وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والارعاء عل حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير .
وأما التاسعة والعاشرة ، فلا تعصي له أمراً ، ولا تفشي له سرا ، فانك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفضيت سره لم تأمني غدره ، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان حزينا ، والكآبة بين يديه إن كان فرحا!)).
إشراقة : سعادتك ليست وقفا على شخص آخر ، أنها في يدك أنتي .
ومضة : غدا تشرق الشمس وتسعد النفس .
الدرة السابعة : جادت بنفسها فأرضت ربها .
ولا تياس فإن اليأس كفر لعل الله يغني عن قليل
اختي :
هل سمعتي عن المرأة الجهنية التي زلت فوقعت في الزنا ، ثم ذكرت الله فتابت وأنابت ، وجاءت إلى رسول الله تريد أن يرجمها فيطهرها ؟ لقد جاءته حبلى من الزنا ، فقالت : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي ، فدعا النبي وليها فقال : احن إليها ، فإذا وضعت فائتني ، ففعل فأمرر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فشدت عليها ثيابها ، ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ، فقال له عمر : تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟!، قال : لقد تابت توبة ، لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت افضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل ؟
أنها دفعة إيمانية قوية دفعتها إلى التطهر ، واختيار الآجلة عل العاجلة ، ولو لم تكن ذات إيمان قوي ما آثرت الموت رجما ، ولعل قائلا يقول : فلماذا زنت وهل يفعل ذلك إلا ضعيف الإيمان ؟ ! والجواب : انه قد يضعف الإنسان فيقع في المحظور لأنه خلق من ضعف ، ويزل لأنه خلق من عجل ، ويضل لحظة لأنه ناقص ، لكن بذرة الإيمان حين تنمو في قلبه جعل هذه المارة تسرع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن يطهرها ، وجادت بروحها ابتغاء مرضاة الله ورحمته وغفرانه .
إشراقة : لا تكوني متشكيه .. فإن بعد العسر يسرا .
ومضة : كوني صاحبه همه عاليه .. ولا تنظري الى من هو اسفل منك .. فلتكن نظرتك عاليه
الدرة الثامنة : حفظت الله فحفظها
اختاه:
حكي أن امرأة حسنة الوجه كثيرة المال تأخرت في دارها هي ووصيفاتها وجواريها عن الهروب حين الوقعة بالإسكندرية ، فدخلت الإفرنج إليها بأيديهم السيوف المسلولة ، فقال لها أحدهم : أين المال ؟ .
فقالت – وهي فزعة - : المال في هذه الصناديق التي هي داخل هذا البيت ، و أشارت إلى بيت بالمجلس التي هي به ، وصارت ترعد من الخوف ، فقال أحدهم لها : لا تخافي ، فأنت تكونين عندي ، وفي مالي وخيري ترتعين ، ففهمت عنه انه احبها ويريدها لنفسه ، فمالت إليه ، وقالته بكلام خفي : أريد أن ادخل بيت الخلاء ، ورققت له القول
ففهم عنها أنها أرادته ، وأشار إليها أن تمضي لقضاء حاجتها ، فمضت واشتغلوا بنهب الصناديق ، فخرجت المرأة من باب دارها ، ودخلت مخزنا غلسا مملوءا تبنا بزقاق دارها ، فحفرت في التبن حفرة واندفنت بها ، فطلبتها الإفرنج بعد نهبهم لدارها فلم يجدوها ، فاشغلوا بحمل النهب ، ومضوا ، فسلمت المرأة من الأسر بحيلتها تلك ، وكذلك وصيفاتها وجواريها سلمن من الأسر بصعودهن سطح الدار .
فقالت المارة عند ذلك : سلامة الدين والعرض خير من المال الذي لم يدخر عند ذوي المروءات إلا لغرض مثل هذا ، لأن الفقر خير من الأسر والافتتان بتغيير الدين بالقهر .
إشراقة : تقبلي حقيقة لا مفر منها ، وهي انك ستصادفين دائما في الدنيا أمورا لا تستطيعين تغييرها ، وإنما تستطيعين التعامل معها بالصبر والإيمان .
ومضة : الأم مصنع الرجال ومعدن الأبطال .
قريبا : الوقفة السادسه عشرة