همي الدعوه
16 Dec 2008, 12:27 AM
حذاء "منتظر" وبليغ في وجه بوش!
الاثنين17 من ذو الحجة 1429هـ 15-12-2008م
http://208.66.70.165/ismemo/media/iraq/bush_shoes.jpg
بوش يتفادي حذاء الصحافي العراقي
بقلم: محمد الزواوي
لم يتفق العرب على شيء مثلما اتفقوا على إعجابهم بذلك الحذاء الطائر الذي تم توجيهه إلى وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو في جولته الوداعية للمنطقة، تلك الجولة التي كان يراد منها تحسين صورته وحفظ ماء وجهه؛ إلا أن وجهه استقبل فردتي حذاء من مواطن عراقي شريف قبل أن يكون صحفيًا مهمومًا بمشكلات أمته، وهو يطلق غضبًا مكبوتًا في صدره لا تستطيع أن تعبر عنه الكلمات؛ وأي كلمات تعبر عما يختلج في صدور العرب والمسلمين من قتل وتشريد وتعذيب في العراق وأفغانستان؟ وأي كلمات تعبر عما نراه من أرامل ويتامى وثكالى بسبب بوش الذي أقل ما يوصف به أنه مجرم حرب يفلت كل يوم من العقاب؟
لقد التقى الكثير من الصحفيين العرب ببوش وأجروا معه حوارات بشأن المنطقة العربية وبشأن احتلال العراق وبشأن الجرائم الأخلاقية التي ارتكبها جنوده في أبو غريب وجوانتانامو، ولكن بوش كان يتملص دائمًا من الأسئلة ويتنصل من المسئولية ويراوغ روغان الثعالب، فكان الحذاء هو أبلغ رد على ذلك الرجل الذي لم يتوانى للحظة عن خرق كافة القوانين الدولية وتجاهل مظاهرات شعوب العالم الرافضة لغزو العراق، وجعل الأمم المتحدة "غير ذات صلة"، وعارض القريب والبعيد، واتهم ألمانيا وفرنسا بأنهما "أوروبا القديمة" بعد أن وقفتا ضده، كل ذلك من أجل تنفيذ أجندة المحافظين الجدد التي بدأها أبوه منذ حرب الخليج الأولى، وقام بغزو العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر لها على أثر حتى الآن وبعد ما يقرب من ثماني سنوات على الغزو.
فمنذ حرب الخليج الأولى عام 1991 ـ عندما كان منتظر الزيدي صاحب واقعة الحذاء في الثانية عشرة من عمره ـ كانت طائرات بوش الأب تقصف المساكن والكباري والمنشآت ومحطات المياه والكهرباء وقصفت الطائرات الأمريكية حتى الأعراس والمدارس والتجمعات المدنية، وأحالت العراق إلى أكوام من الرماد تختلط باللحم المحروق الذي تنبعث منه رائحة الموت والدمار، وظل العراقيون ينتظرون ذلك اليوم الذي يأتي فيه الأمريكان وجهًا لوجه بعد أن ظلوا يضربونهم لاثتني عشر عامًا من طائراتهم من السماء، وبعد أن فرض بوش وعصابته مناطق حظر طيران وضرب حصارًا على العراق أدى إلى وفاة مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ ومنع عنهم حتى الدواء والغذاء.
ومن قبيلة بني زيد القحطانية، تلك العشيرة العراقية المجاهدة بديالى، خرج منتظر الزيدي الذي أصبح يلقب باسم الصحفي الشريف صاحب واقعة الحذاء، وبالرغم من ميوله اليسارية إلا أنه ولا شك تربى في بيئة مجاهدة معارضة للاحتلال الأمريكي ولأولئك الذين جاءوا لحكم العراق على فوهات مدافع الدبابات الأمريكية، ويقول زملاؤه في قناة البغدادية التي كان يعمل فيها أنه توعد منذ سبعة أشهر وأمام عدد من الصحافيين بأن يلقي حذاءه على رأس بوش إذا سنحت له الفرصة، ولأن الصورة بألف كلمة، فسوف تظل واقعة الحذاء على رأس بوش مرادفة لفترة حكمه التي بلغت ثماني سنوات كئيبة على العراقيين وعلى العالم أجمع، وسيظل العالم يتذكر بوش صاحب واقعة الحذاء الذي ترك البيت الأبيض بعد أن ورط بلاده في حرب بلا نهاية وقتل مئات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، وأوقع العالم في أزمة مالية طاحنة بسبب إنفاقه الأرعن على الحروب والمغامرات العسكرية غير المحسوبة.
وقد تفرغ بوش في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض لشن حملات علاقات اجتماعية موسعة من أجل تحسين صورته والدفاع عن قراراته الخاطئة بغزو العراق وبتدمير أفغانستان، وساق مبررات واهية للتنصل من دماء الأبرياء الذين سفك دمهم بدون ذنب، وكانت زيارته إلى العراق وأفغانستان بغرض تسليط الضوء على "المكاسب" التي حققتها إدارته في السنوات الثمانية السابقة، وعن "الإنجازات" التي حققتها آلة الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان، وأن أمريكا قد جلبت الأمن للعراق وجعلت فتيات أفغانستان ينتظمن في التعليم، ولكن حذاء منتظر الزيدي كان له بالمرصاد ولخص كل ما يريد أن يقوله له العرب والمسلمون، وأفسد عليه خطته الدعائية، فقذفه بالأولى وقال له: "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب"، ثم رماه بالفردة الثانية وقال له: "وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق".. فكان مشهدًا بطوليًا لخص كل ما يدور في قلوب وعقول العرب والمسلمين إزاء ذلك الرجل الذي لا يضاهيه في السفاهة والوحشية سوى هتلر.
وعلى إحدى القنوات التي أذاعت الخبر تهافت المتصلون من كل مكان من الوطن العربي من أجل التعليق على هذه اللقطة الرمزية لتهنئة صاحبها ووصفه بالشجاعة والإقدام وأنه فعل ما يرغب جميع العرب في فعله، فكانوا جميعًا ولأول مرة متفقين على ذلك الفعل، ولقد وصف بعض المعلقين هذا الفعل من الصحفي العراقي بأنها عملية استشهادية، حيث إنه من المتوقع أن يقبع في سجون الاحتلال وأن يخسر وظيفته ومستقبله المهني، ولكن حقيق على كل مسلم في العراق وخارجها أن يهب لنصرة ذلك الرجل الذي أصبح اليوم رمزًا لمن عذبتهم آلة بوش الإجرامية، وستظل لقطة الحذاء الطائر عالقة في أذهان الناس عن بوش وإدارته لسنوات طويلة بعد أن يغادر البيت الأبيض.
ولعل هذا الحذاء الطائر يجعل الرئيس الأمريكي القادم باراك أوباما يمعن التفكير فيما جناه بوش على المنطقة، وقبل أن يتخذ أية قرارات دموية أخرى بحق المسلمين يجب عليه أن يستعيد صورة حذاء منتظر الطائر في مخيلته، لعل هذا الحذاء يدفع الشرور عن المسلمين في يوم من الأيام.
الاثنين17 من ذو الحجة 1429هـ 15-12-2008م
http://208.66.70.165/ismemo/media/iraq/bush_shoes.jpg
بوش يتفادي حذاء الصحافي العراقي
بقلم: محمد الزواوي
لم يتفق العرب على شيء مثلما اتفقوا على إعجابهم بذلك الحذاء الطائر الذي تم توجيهه إلى وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو في جولته الوداعية للمنطقة، تلك الجولة التي كان يراد منها تحسين صورته وحفظ ماء وجهه؛ إلا أن وجهه استقبل فردتي حذاء من مواطن عراقي شريف قبل أن يكون صحفيًا مهمومًا بمشكلات أمته، وهو يطلق غضبًا مكبوتًا في صدره لا تستطيع أن تعبر عنه الكلمات؛ وأي كلمات تعبر عما يختلج في صدور العرب والمسلمين من قتل وتشريد وتعذيب في العراق وأفغانستان؟ وأي كلمات تعبر عما نراه من أرامل ويتامى وثكالى بسبب بوش الذي أقل ما يوصف به أنه مجرم حرب يفلت كل يوم من العقاب؟
لقد التقى الكثير من الصحفيين العرب ببوش وأجروا معه حوارات بشأن المنطقة العربية وبشأن احتلال العراق وبشأن الجرائم الأخلاقية التي ارتكبها جنوده في أبو غريب وجوانتانامو، ولكن بوش كان يتملص دائمًا من الأسئلة ويتنصل من المسئولية ويراوغ روغان الثعالب، فكان الحذاء هو أبلغ رد على ذلك الرجل الذي لم يتوانى للحظة عن خرق كافة القوانين الدولية وتجاهل مظاهرات شعوب العالم الرافضة لغزو العراق، وجعل الأمم المتحدة "غير ذات صلة"، وعارض القريب والبعيد، واتهم ألمانيا وفرنسا بأنهما "أوروبا القديمة" بعد أن وقفتا ضده، كل ذلك من أجل تنفيذ أجندة المحافظين الجدد التي بدأها أبوه منذ حرب الخليج الأولى، وقام بغزو العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر لها على أثر حتى الآن وبعد ما يقرب من ثماني سنوات على الغزو.
فمنذ حرب الخليج الأولى عام 1991 ـ عندما كان منتظر الزيدي صاحب واقعة الحذاء في الثانية عشرة من عمره ـ كانت طائرات بوش الأب تقصف المساكن والكباري والمنشآت ومحطات المياه والكهرباء وقصفت الطائرات الأمريكية حتى الأعراس والمدارس والتجمعات المدنية، وأحالت العراق إلى أكوام من الرماد تختلط باللحم المحروق الذي تنبعث منه رائحة الموت والدمار، وظل العراقيون ينتظرون ذلك اليوم الذي يأتي فيه الأمريكان وجهًا لوجه بعد أن ظلوا يضربونهم لاثتني عشر عامًا من طائراتهم من السماء، وبعد أن فرض بوش وعصابته مناطق حظر طيران وضرب حصارًا على العراق أدى إلى وفاة مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ ومنع عنهم حتى الدواء والغذاء.
ومن قبيلة بني زيد القحطانية، تلك العشيرة العراقية المجاهدة بديالى، خرج منتظر الزيدي الذي أصبح يلقب باسم الصحفي الشريف صاحب واقعة الحذاء، وبالرغم من ميوله اليسارية إلا أنه ولا شك تربى في بيئة مجاهدة معارضة للاحتلال الأمريكي ولأولئك الذين جاءوا لحكم العراق على فوهات مدافع الدبابات الأمريكية، ويقول زملاؤه في قناة البغدادية التي كان يعمل فيها أنه توعد منذ سبعة أشهر وأمام عدد من الصحافيين بأن يلقي حذاءه على رأس بوش إذا سنحت له الفرصة، ولأن الصورة بألف كلمة، فسوف تظل واقعة الحذاء على رأس بوش مرادفة لفترة حكمه التي بلغت ثماني سنوات كئيبة على العراقيين وعلى العالم أجمع، وسيظل العالم يتذكر بوش صاحب واقعة الحذاء الذي ترك البيت الأبيض بعد أن ورط بلاده في حرب بلا نهاية وقتل مئات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، وأوقع العالم في أزمة مالية طاحنة بسبب إنفاقه الأرعن على الحروب والمغامرات العسكرية غير المحسوبة.
وقد تفرغ بوش في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض لشن حملات علاقات اجتماعية موسعة من أجل تحسين صورته والدفاع عن قراراته الخاطئة بغزو العراق وبتدمير أفغانستان، وساق مبررات واهية للتنصل من دماء الأبرياء الذين سفك دمهم بدون ذنب، وكانت زيارته إلى العراق وأفغانستان بغرض تسليط الضوء على "المكاسب" التي حققتها إدارته في السنوات الثمانية السابقة، وعن "الإنجازات" التي حققتها آلة الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان، وأن أمريكا قد جلبت الأمن للعراق وجعلت فتيات أفغانستان ينتظمن في التعليم، ولكن حذاء منتظر الزيدي كان له بالمرصاد ولخص كل ما يريد أن يقوله له العرب والمسلمون، وأفسد عليه خطته الدعائية، فقذفه بالأولى وقال له: "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب"، ثم رماه بالفردة الثانية وقال له: "وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق".. فكان مشهدًا بطوليًا لخص كل ما يدور في قلوب وعقول العرب والمسلمين إزاء ذلك الرجل الذي لا يضاهيه في السفاهة والوحشية سوى هتلر.
وعلى إحدى القنوات التي أذاعت الخبر تهافت المتصلون من كل مكان من الوطن العربي من أجل التعليق على هذه اللقطة الرمزية لتهنئة صاحبها ووصفه بالشجاعة والإقدام وأنه فعل ما يرغب جميع العرب في فعله، فكانوا جميعًا ولأول مرة متفقين على ذلك الفعل، ولقد وصف بعض المعلقين هذا الفعل من الصحفي العراقي بأنها عملية استشهادية، حيث إنه من المتوقع أن يقبع في سجون الاحتلال وأن يخسر وظيفته ومستقبله المهني، ولكن حقيق على كل مسلم في العراق وخارجها أن يهب لنصرة ذلك الرجل الذي أصبح اليوم رمزًا لمن عذبتهم آلة بوش الإجرامية، وستظل لقطة الحذاء الطائر عالقة في أذهان الناس عن بوش وإدارته لسنوات طويلة بعد أن يغادر البيت الأبيض.
ولعل هذا الحذاء الطائر يجعل الرئيس الأمريكي القادم باراك أوباما يمعن التفكير فيما جناه بوش على المنطقة، وقبل أن يتخذ أية قرارات دموية أخرى بحق المسلمين يجب عليه أن يستعيد صورة حذاء منتظر الطائر في مخيلته، لعل هذا الحذاء يدفع الشرور عن المسلمين في يوم من الأيام.