القرني
16 Dec 2008, 04:37 PM
السؤال:
هل هناك علامات يمكن أن تظهر على المقبولين في أداء الحج والعمرة ؟
الجواب:
قد تكون هناك علامات لمن تقبل الله منهم من الحجاج والصائمين والمتصدقين والمصلين: وهي انشراح الصدر، وسرور القلب، ونور الوجه؛ فإن للطاعات علامات تظهر على بدن صاحبها؛ بل على ظاهره وباطنه أيضاً، وذكر بعض السلف أن من علامة قبول الحسنة: أن يوفق الإنسان لحسنةٍ بعدها، فإن توفيق الله إياه لحسنة بعدها يدل على أن الله عزوجل قبل عمله الأول، ومنَّ عليه بعمل آخر، ورضي به عنه .
سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
المصدر: دليل الاخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر، ص (115)
من علامات القبول أن يكون بعد حجه خيراً مما كان قبله
ينبغي على الحاج والمعتمر أن يكون بعد رجوعه من الحج أو العمرة خيراً مما كان، أما إذا سافر بهيئة معينة ورجع بأسوأ من هذه الهيئة فكأن الحج لم يؤثر فيه شيئاً، فإذا رجع أفضل مما كان وظهر التزامه، وظهرت أعمال الخير عليه، وتغيرت أخلاقه، فهذا يدل على أن حجه كان حجاً مقبولاً، فإن من علامات القبول: أن يتغير الإنسان عما كان عليه، فإذا كان قبل ذلك عاصياً صار الآن مطيعاً لله عز وجل، وإذا كان قبل ذلك صخاباً فيه شراسة في خلقه رجع إنساناً هادئاً طيباً ذا أخلاق حسنة. أيضاً من علامات قبول العمل من العبد: أن يزداد من عمل الخير والبر والحسنات. هذه الآداب التي كانت في السفر ينبغي على المؤمن أن يراعيها بقدر الإمكان، حتى يكون سفره موافقاً للسنة، وعمله مقبولاً.
http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=184866
أحمد حطيبة
ماهي علامات قبول الحج:
يحب الإنسان أن يكون حجه مقبولا وأن يكون مبرور، فلذلك علامات يعرفها من حقق النظر فيها، فإذا رجع الحاج من حجه وقد قبل حجه وقد أتمه؛ رأيته محافظا على العبادات، ورأيته يسابق إلى المساجد، ورأيته يتقرب إلى الله تعالى بنوافل العبادات؛ ورأيته يفعل الرواتب التي قبل الفرائض وبعدها، ويكثر من ذكر الله، يأتى بالأذكار التى بعد الصلوات تسبيحا وتكبيرا وتحميدا ، وما إلى ذلك.
وهكذا أيضا رأيته يتقرب إلى الله بالصدقات، ويعمل فضائل الأعمال من الصلوات ونحوها، فيحاول أن يصلي في الليل تهجدا، ويحاول أن يصلي في وسط النهار الضحى صلاة تطوع، ويحاول أيضا أن يبكر إلى الجمعة والجماعات، ويحاول أن يتقرب إلى الله بالأعمال الخيرية التي يتأدب بها المسلم مع إخوانه المسلمين؛ فتراه مثلا يحب المسلمين لأجل أنهم مسلمون.
إذا رجع وقد قبل حجه رأيته يبدأ إخوانه بالسلام، ورأيته يحرص على زيارات الصالحين، يتودد إليهم ويتقرب بذلك إلى الله تعالى، ويتقرب بمحبتهم، ورأيته أيضا يحب مجالس الذكر، ومجالس العلم: العلم النافع، ويتزود من المعلومات التي تقربه عند الله سبحانه تعالى.
وكذلك أيضا يتقرب إلى الله تعالى بما يتعلق بحقوق إخوته؛ فيسلم على من لقيه ، ويشمت من عطس، ويزور المرضى، ويتبع الجنائز، ويصلي على إخوته إذا مات أحد منهم من المسلمين ولم يكن يعلمهم. ويبذل النصيحة للعالم، يبذل النصيحة لإخوانه المسلمين.
وكذلك أيضا يدعو إلى الله ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويبر أبويه، ويصل ذوي أرحامه ، ويحسن إلى جيرانه، وما أشبه ذلك من الأعمال الصالحة.
هذه من آثار الحج المقبول، ومن العلامات التي تدل على أنه قد أثر فيه هذا العمل الصالح، يقول الله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ فإذا كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فإن بقية الأعمال كذلك، ولكن الصلاة لا تنهى إلا من حققها وكملها وأخلص فيها، وكذلك الحج أيضا ينهى عن الفحشاء والمنكر، ينهى صاحبه المخلص فيه عن الأعمال السيئة.
إذا رأيت من أخلص في حجه بعد رجوعه، رأيته يغض بصره عن الحرام، ولا ينظر إلى ما يفتنه من الصور الفاتنة أو النساء المتبرجات، أو من الأفلام الخليعة أو ما أشبه ذلك، يحفظ بصره عما يفسد عليه قلبه؛ وذلك لأن البصر مرآة القلب.
كذلك أيضا يحفظ سمعه؛ فلا يستمع إلى الكلام السيئ، لا يستمع الأغاني ولا يستمع الملاهي، ولا يستمع الغيبة والنميمة والسباب والهجاء وما أشبه ذلك، يصون سمعه؛ فيبتعد عن هؤلاء ونحوهم الذين يتعاطون مثل هذه الأعمال السيئة.
وكذلك أيضا إذا رأيت الذي قبل حجه رأيته أيضا حافظا للسانه، يحفظ لسانه عن الغيبة والنميمة، وقول الزور وشهادة الزور والسباب واللعن والشتم والبهتان والكذب والآثام، والكلام السيئ كله، يحفظه عن أن يتكلم في أحد بسوء أو ببهتان أو ما أشبه ذلك؛ فإذا لم ينته عن مثل ذلك فإنه يخاف أن حجه غير مبرور، وأنه لم يستفد من حجه إلا التعب، إلا السهر والنصب والخسران المبين.
أما إذا رأيته وقد حفظ لسانه، وقد انشغل لسانه بما يحبه ربه من الأذكار والعبادات والطاعات فإنك تستدل بهذا على أنه من المقبولين إن شاء الله.
وهكذا أيضا يحفظ بقية بدنه: فيحفظ يديه فلا يبطش بهما إلى ما حرمه الله، لا يمد يده إلا إلى ما فيه مصلحة أو ما أمر به ، إلا ما كلف به، وكذلك أيضا لا يمشي بقدميه، أو يركب متوجها إلا إلى خير، فالذي مثلا تراه يمشي نحو مجالس اللهو والباطل، أو مجالس المعاصي والمحرمات وما أشبهها تقول: هذا لم يستفد من عمله، هذا ما أفاده حجه؛ يخاف أنه لم يتأدب بالآداب الشرعية التي رغب الله فيها والتى أحبها.
كذلك أيضا تراه بعد هذا العمل الصالح؛ تراه بعده قد حفظ ماله، حرص على ألا يعمل عملا أو يكتسب كسبا محرما، أو كسبا فيه شبهة؛ بل تكون أعماله ومكاسبه خاضعة للشرع لا يتعامل بمعاملة محرمة أو مكروهة أو فيها شيء من شبهة الحرام وما أشبهه؛ حتى يكون كسبه حلالا بعيدا عن المحرمات.
نقول: إن هذه من آداب الحج، ولا شك أيضا أنها من آداب المسلم في حياته سواء حج أو لم يحج، سواء أن تيسر له الحج في هذا العام، أو قد حج في الأعوام الماضية، أو قد عزم على الحج في السنوات المستقبلة أو ما أشبه ذلك؛ فمن تأدب بها رجي بذلك قبول أعماله، ومن رفض أن يتأدب بها خشي عليه رد أعماله.
وقد كان السلف -رحمهم الله تعالى- يهتمون بإتقان الأعمال وبإكمالها، ثم بعد ذلك يدخل عليهم الهم، وأحاديث النفس أحدهم: هل قبلت منا أعمالنا؟ أو لم تقبل منا؟ هل أعمالنا مما قبلها الله وأثاب أو يثيب عليها؟ أم أنها مردودة؟ حتى كان بعضهم ينادى فيقول: ليت شعري من المقبول منا فنهنيه؟ ومن المردود منا فنعزيه؟ أيها المقبول؛ هنيئا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك.
ثم يستدلون على القبول بالأعمال الخيرية التي هي أثر من آثار الأعمال الصالحة، وعلى الرد وعدم القبول بالأعمال السيئة؛ فيقولون: من رجع من الحج وقد قبل حجه رأيناه تائبا من الذنوب، ورأينا عليه آثار الطاعة؛ وذلك لأنه عاهد الله تعالى عهودا مؤكدة، من ذلك عهده بالتلبية؛ فإن التلبية هي إجابة الله تعالى.
الحاج والمعتمر إذا قال: لبيك فإن هذا عهد؛ عهد بين العبد وبين ربه. لبيك يعنى أنا مقيم على طاعتك؛ فلا بد أن يكون صادقا في هذه المعاهدة فيبقى طوال حياته ملتزما بأمر الله تعالى، محافظا على طاعته؛ حتى يكون من المقبولين؛ وإنما يتقبل الله من المتقين.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في هذا العام، وفي كل عام للعمل الصالح الذي يحبه منا ويرضاه، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأفعال، وأن يرزقنا حجا مبرورا وسعيا مشكورا وعملا صالحا مقبولا، وأن يعيذنا وإخواننا من الرياء والسمعة والأعمال السيئة، ومما يحبط الحسنات، ومما يوجب غضب الله تعالى وسخطه.
كما نسأله أن ينصر دينه ويعلى كلمته، ويصلح أحوال المسلمين، ويصلح أئمة المسلمين وقادتهم، ويجعلهم هداة مهديين يقولون بالحق الله وبه يعدلون، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الشيخ عبدالله بن جبرين
هل هناك علامات يمكن أن تظهر على المقبولين في أداء الحج والعمرة ؟
الجواب:
قد تكون هناك علامات لمن تقبل الله منهم من الحجاج والصائمين والمتصدقين والمصلين: وهي انشراح الصدر، وسرور القلب، ونور الوجه؛ فإن للطاعات علامات تظهر على بدن صاحبها؛ بل على ظاهره وباطنه أيضاً، وذكر بعض السلف أن من علامة قبول الحسنة: أن يوفق الإنسان لحسنةٍ بعدها، فإن توفيق الله إياه لحسنة بعدها يدل على أن الله عزوجل قبل عمله الأول، ومنَّ عليه بعمل آخر، ورضي به عنه .
سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
المصدر: دليل الاخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر، ص (115)
من علامات القبول أن يكون بعد حجه خيراً مما كان قبله
ينبغي على الحاج والمعتمر أن يكون بعد رجوعه من الحج أو العمرة خيراً مما كان، أما إذا سافر بهيئة معينة ورجع بأسوأ من هذه الهيئة فكأن الحج لم يؤثر فيه شيئاً، فإذا رجع أفضل مما كان وظهر التزامه، وظهرت أعمال الخير عليه، وتغيرت أخلاقه، فهذا يدل على أن حجه كان حجاً مقبولاً، فإن من علامات القبول: أن يتغير الإنسان عما كان عليه، فإذا كان قبل ذلك عاصياً صار الآن مطيعاً لله عز وجل، وإذا كان قبل ذلك صخاباً فيه شراسة في خلقه رجع إنساناً هادئاً طيباً ذا أخلاق حسنة. أيضاً من علامات قبول العمل من العبد: أن يزداد من عمل الخير والبر والحسنات. هذه الآداب التي كانت في السفر ينبغي على المؤمن أن يراعيها بقدر الإمكان، حتى يكون سفره موافقاً للسنة، وعمله مقبولاً.
http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=184866
أحمد حطيبة
ماهي علامات قبول الحج:
يحب الإنسان أن يكون حجه مقبولا وأن يكون مبرور، فلذلك علامات يعرفها من حقق النظر فيها، فإذا رجع الحاج من حجه وقد قبل حجه وقد أتمه؛ رأيته محافظا على العبادات، ورأيته يسابق إلى المساجد، ورأيته يتقرب إلى الله تعالى بنوافل العبادات؛ ورأيته يفعل الرواتب التي قبل الفرائض وبعدها، ويكثر من ذكر الله، يأتى بالأذكار التى بعد الصلوات تسبيحا وتكبيرا وتحميدا ، وما إلى ذلك.
وهكذا أيضا رأيته يتقرب إلى الله بالصدقات، ويعمل فضائل الأعمال من الصلوات ونحوها، فيحاول أن يصلي في الليل تهجدا، ويحاول أن يصلي في وسط النهار الضحى صلاة تطوع، ويحاول أيضا أن يبكر إلى الجمعة والجماعات، ويحاول أن يتقرب إلى الله بالأعمال الخيرية التي يتأدب بها المسلم مع إخوانه المسلمين؛ فتراه مثلا يحب المسلمين لأجل أنهم مسلمون.
إذا رجع وقد قبل حجه رأيته يبدأ إخوانه بالسلام، ورأيته يحرص على زيارات الصالحين، يتودد إليهم ويتقرب بذلك إلى الله تعالى، ويتقرب بمحبتهم، ورأيته أيضا يحب مجالس الذكر، ومجالس العلم: العلم النافع، ويتزود من المعلومات التي تقربه عند الله سبحانه تعالى.
وكذلك أيضا يتقرب إلى الله تعالى بما يتعلق بحقوق إخوته؛ فيسلم على من لقيه ، ويشمت من عطس، ويزور المرضى، ويتبع الجنائز، ويصلي على إخوته إذا مات أحد منهم من المسلمين ولم يكن يعلمهم. ويبذل النصيحة للعالم، يبذل النصيحة لإخوانه المسلمين.
وكذلك أيضا يدعو إلى الله ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويبر أبويه، ويصل ذوي أرحامه ، ويحسن إلى جيرانه، وما أشبه ذلك من الأعمال الصالحة.
هذه من آثار الحج المقبول، ومن العلامات التي تدل على أنه قد أثر فيه هذا العمل الصالح، يقول الله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ فإذا كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فإن بقية الأعمال كذلك، ولكن الصلاة لا تنهى إلا من حققها وكملها وأخلص فيها، وكذلك الحج أيضا ينهى عن الفحشاء والمنكر، ينهى صاحبه المخلص فيه عن الأعمال السيئة.
إذا رأيت من أخلص في حجه بعد رجوعه، رأيته يغض بصره عن الحرام، ولا ينظر إلى ما يفتنه من الصور الفاتنة أو النساء المتبرجات، أو من الأفلام الخليعة أو ما أشبه ذلك، يحفظ بصره عما يفسد عليه قلبه؛ وذلك لأن البصر مرآة القلب.
كذلك أيضا يحفظ سمعه؛ فلا يستمع إلى الكلام السيئ، لا يستمع الأغاني ولا يستمع الملاهي، ولا يستمع الغيبة والنميمة والسباب والهجاء وما أشبه ذلك، يصون سمعه؛ فيبتعد عن هؤلاء ونحوهم الذين يتعاطون مثل هذه الأعمال السيئة.
وكذلك أيضا إذا رأيت الذي قبل حجه رأيته أيضا حافظا للسانه، يحفظ لسانه عن الغيبة والنميمة، وقول الزور وشهادة الزور والسباب واللعن والشتم والبهتان والكذب والآثام، والكلام السيئ كله، يحفظه عن أن يتكلم في أحد بسوء أو ببهتان أو ما أشبه ذلك؛ فإذا لم ينته عن مثل ذلك فإنه يخاف أن حجه غير مبرور، وأنه لم يستفد من حجه إلا التعب، إلا السهر والنصب والخسران المبين.
أما إذا رأيته وقد حفظ لسانه، وقد انشغل لسانه بما يحبه ربه من الأذكار والعبادات والطاعات فإنك تستدل بهذا على أنه من المقبولين إن شاء الله.
وهكذا أيضا يحفظ بقية بدنه: فيحفظ يديه فلا يبطش بهما إلى ما حرمه الله، لا يمد يده إلا إلى ما فيه مصلحة أو ما أمر به ، إلا ما كلف به، وكذلك أيضا لا يمشي بقدميه، أو يركب متوجها إلا إلى خير، فالذي مثلا تراه يمشي نحو مجالس اللهو والباطل، أو مجالس المعاصي والمحرمات وما أشبهها تقول: هذا لم يستفد من عمله، هذا ما أفاده حجه؛ يخاف أنه لم يتأدب بالآداب الشرعية التي رغب الله فيها والتى أحبها.
كذلك أيضا تراه بعد هذا العمل الصالح؛ تراه بعده قد حفظ ماله، حرص على ألا يعمل عملا أو يكتسب كسبا محرما، أو كسبا فيه شبهة؛ بل تكون أعماله ومكاسبه خاضعة للشرع لا يتعامل بمعاملة محرمة أو مكروهة أو فيها شيء من شبهة الحرام وما أشبهه؛ حتى يكون كسبه حلالا بعيدا عن المحرمات.
نقول: إن هذه من آداب الحج، ولا شك أيضا أنها من آداب المسلم في حياته سواء حج أو لم يحج، سواء أن تيسر له الحج في هذا العام، أو قد حج في الأعوام الماضية، أو قد عزم على الحج في السنوات المستقبلة أو ما أشبه ذلك؛ فمن تأدب بها رجي بذلك قبول أعماله، ومن رفض أن يتأدب بها خشي عليه رد أعماله.
وقد كان السلف -رحمهم الله تعالى- يهتمون بإتقان الأعمال وبإكمالها، ثم بعد ذلك يدخل عليهم الهم، وأحاديث النفس أحدهم: هل قبلت منا أعمالنا؟ أو لم تقبل منا؟ هل أعمالنا مما قبلها الله وأثاب أو يثيب عليها؟ أم أنها مردودة؟ حتى كان بعضهم ينادى فيقول: ليت شعري من المقبول منا فنهنيه؟ ومن المردود منا فنعزيه؟ أيها المقبول؛ هنيئا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك.
ثم يستدلون على القبول بالأعمال الخيرية التي هي أثر من آثار الأعمال الصالحة، وعلى الرد وعدم القبول بالأعمال السيئة؛ فيقولون: من رجع من الحج وقد قبل حجه رأيناه تائبا من الذنوب، ورأينا عليه آثار الطاعة؛ وذلك لأنه عاهد الله تعالى عهودا مؤكدة، من ذلك عهده بالتلبية؛ فإن التلبية هي إجابة الله تعالى.
الحاج والمعتمر إذا قال: لبيك فإن هذا عهد؛ عهد بين العبد وبين ربه. لبيك يعنى أنا مقيم على طاعتك؛ فلا بد أن يكون صادقا في هذه المعاهدة فيبقى طوال حياته ملتزما بأمر الله تعالى، محافظا على طاعته؛ حتى يكون من المقبولين؛ وإنما يتقبل الله من المتقين.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في هذا العام، وفي كل عام للعمل الصالح الذي يحبه منا ويرضاه، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأفعال، وأن يرزقنا حجا مبرورا وسعيا مشكورا وعملا صالحا مقبولا، وأن يعيذنا وإخواننا من الرياء والسمعة والأعمال السيئة، ومما يحبط الحسنات، ومما يوجب غضب الله تعالى وسخطه.
كما نسأله أن ينصر دينه ويعلى كلمته، ويصلح أحوال المسلمين، ويصلح أئمة المسلمين وقادتهم، ويجعلهم هداة مهديين يقولون بالحق الله وبه يعدلون، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الشيخ عبدالله بن جبرين