مسك الختام
22 Dec 2008, 07:35 AM
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عمر بن عبد العزيز:
أحب الأشياء إلى الله أربعة:
-القصد عند الجِدَة (أي الغنى).
- والعفو عند المقدرة.
- والحلم عند الغضب.
- والرفق بعباد الله في كل حال.
اصبر لكل مصيبة وتجلد* واعلم بأن المرء غير مخلد
وإذا ذكرت مصيبة تسلو بها* فاذكر مصابك بالنبي محمد
-قال بعض الصالحين: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات:
- أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي.
- وأحمده إذ رزقني الصبر عليها.
- وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب.
- وأحمده إذ لم يجعلها في ديني.
(شعب الإيمان)
إن في القيامة لحسرات، وإن في الحشر لزفرات، وإن على الصراط لعثرات، وإن عند الميزان لعبرات، وإن الظلم يومئذ ظلمات، والكتاب لا يغادر حتى النظرات، فريق في الجنة يرتقون في الدرجات، وفريق في السعير يهبطون الدركات، وما بينك وبين هذا إلاَّ أن يقال: ماتت فلانة.
إدعاء محبة الله تعالى بقول اللسان أمر يحسنه كل أحد وإنما المحبة الحقيقة هي التي تورث اتباعا للأوامر واجتنابا للنواهي بالتسليم والرضا.
قال الحسن البصري: زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم بهذه الآية:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
قال ابن كثير:هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية
{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}
الدعاءوتفويض الأمر إلى الله أنجع وسيلة لحل المشكلات، والكريم لا يخيب من رجاه،فكم من مكروب فوض أمره إليه فنفس عنه كربته،ومريض تضرع إليه فعافاه،وعاق عجز عنه أبواه فتوجها إليه فهداه،وزوجة أرهقها زوجها ظلما فتوكلت على العزيز الرحيم فأصلحه، وامرأة تأخر بها السن في الزواج فالتجأت إلى الرزاق فوهبها زوجا صالحا
{إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر}
قال أبو العالية: إن الصلاة فيها ثلاث خصال، فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخصال فليست بصلاة:
الإخلاص، والخشية، وذكر الله "قراءة القرآن في الصلاة":
- فالإخلاص يأمره بالمعروف.
- والخشية تنهاه عن المنكر.
- والقرآن يأمره وينهاه.
(تفسير ابن كثير)
ما أشد حاجة المؤمنة إلى ربها، فهي دائرة بين ذنب ترجو غفرانه، وعيب ترجو إصلاحه،
وعمل صالح ترجو قبوله، واستقامة ترجو حصولها ودوامها، وقرب من الله ومنزلة عنده ترجو الوصول إليها، والله يحب الراجين الملحين.
إذا قرأت المرأة بقلبها في الصلاة فإن ذلك لا يجزئها وكذلك سائر الأذكار لا تجزئ بالقلب، بل لابد أن تحرك بها لسانها وشفتيها؛ لأنها أقوال، ولا يتحقق القول والكلام إلا بتحريك اللسان والشفتين، وأشد ما يكون ذلك في الفاتحة التي هي من أركان الصلاة
ينظر: فتاوى ابن عثيمين
المعصية التي يستتر بها صاحبها أخف جرماً من التي يعلنها:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل أمتي معافى إلاّ المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) متفق عليه
حديث عظيم صحيح مع شرحه
(من سأل الله الجنة) بأن قال: اللهم إني أسالك الجنة, أو قال اللهم أدخلني الجنة (ثلاث مرات) أي كرره في مجالس أو مجلس بطريق الإلحاح (ومن استجار) أي طلب الحفظ (من النار) بأن قال اللهم أجرني من النار (قالت النار اللهم أجره) أي احفظه أو أنقذه (من النار) أي من دخوله أو خلوده فيها. سنن الترمذي بشرح المباركفوري
عن أبي موسى قال(ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة )
.رواه البخاري،"والتحنيك مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي ودلك حنكه به،..ليتمرن على الأكل،ويقوى عليه،وينبغي عند التحنيك أن يفتح فاه حتى ينزل جوفه،وأولاه التمر،فإن لم يتيسر تمر فرطب، وإلا فشيء حلو ، وعسل النحل أولى من غيره" . فتح الباري
إذا كانت المرأة الجميلة جوهرة فإن المرأة المتدينة كنز : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قلب شاكر , ولسان ذاكر , وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك , خير ما اكتنز الناس " . صحيح الجامع
الحزن الممدوح
قال إبراهيم بن أدهم: ( الحزن حزنان: فحزن لك وحزن عليك.
- فالحزن الذي هو لك حزنك على الآخرة.
- والحزن الذي هو عليك فحزنك على الدنيا وزينتها).
البداية والنهاية
تساهل بعض النساء في تأخير الصلاة حتى خروج وقتها من كبائر الذنوب، قال تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} والمبادرة إلى الصلاة أول الوقت أولى إن خشيت فواتها بغلبة نوم أو انشغال، وينبغي الحذر من خطوات الشيطان في تأخير صلاة العشاء عن منتصف الليل.
أفضل الذكر وأفضل الدعاء:
(أفضل الذكر:لاإله إلاالله وأفضل الدعاء:الحمد لله) [حديث حسن]
-(لاإله إلاالله) لأنها كلمة التوحيد والتوحيد لا يماثله شيء، ولأنها أجمع للقلب مع الله، وأشد تزكية للنفس، وأطرد للشيطان.
-(الحمد لله)لأن الدعاء ذكرلله وطلب للحاجة منه والحمد يشملهما فإن الحمد على النعمة طلب للمزيد{لئن شكرتم لأزيدنكم}[تحفةالأحوذي]
"الاحترام على حسب المظهر"
الاعتناء بالمظهر مطلوب، لكنه ليس مقياسا للأفضلية، واحتقار المرأة أو السخرية منها لأجل مظهرها إثم عظيم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر... والكبر بطر الحق وغمط[احتقار]الناس) رواه مسلم
وقد نهى الله تعالى النساء عن السخرية بأخريات فقال:
{... ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن}
إن التوفيق أصل كل خير، ومفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجئ والرغبة والرهبة إليه سبحانه، فمتى أعطى الله المؤمنة هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح لها أبواب التوفيق والعطاء، يقول عمر رضي الله عنه:"إني لا أحمل هم الإجابة وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه"[ينظر: الفوائد صـ100]
خطب أبو بكر رضي الله عنه يوما فقال: أما بعد:
فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل، وأن تخلطوا الرغب والرهبة ،وتجمعوا الإلحاف[الإلحاح] بالمسألة، فإن الله تعالى أثنى على زكريا وعلى أهل بيته، فقال:{إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً، وكانوا لنا خاشعين}
إن إفضاء الإنسان بمشكلاته وهمومه والتعبير عنها إلى شخص آخر يخفف قلقه وحزنه ويسبب له راحة نفسية...
فكيف لو أفضى بمشكلاته إلى مولاه، ومن لا يزيح الهم ويريح القلب سواه، فذكره سبحانه أنس وسلوى بل قد يقف السائل بين يديه فيظفر بمطلوبه قبل أن ينطق لسانه لأنه يعلم السر وأخفى.
وإذا طلبت إلى كريم حاجة* فلقاؤه يغنيك والتسليم
هيهات!!
قال عبدالله بن أبي موسى:أرسلني ابن مدرك إلى عائشة رضي الله عنها أسألها عن أشياء قال: فأتيتها؛ فقيل لي: هي تصلي الضحى.
فقلت:أقعد حتى تفرغ
فقالوا:هيهات!![أي لن تطيق الانتظار]
هذا حال أمنا رضي الله عنها تعليم علم، وطول عبادة، وقنوت يشق على الرجال انتظار آخره.
"كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛ فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه"[ابن حجر]
قال صلى الله عليه وسلم:
(ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله
بها إحدى ثلاث:
- إما أن يعجل له دعوته.
- وإما أن يدخرها له في الآخرة.
- وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.
قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر) صحيح رواه أحمد
لا بأس بتكني المرأة ولو لم يكن لها ولد، ولها أن تكتني بولد أختها إن وجد كما فعلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنا حيث قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله كل نسائك لهن كنية غيري، فقال(اكتني، أنت أم عبدالله) وفي رواية (اكتني بابنك) أي: ابن أختك عبدالله بن الزبير، وذلك لأن الخالة بمنزلة الأم، فكان يقال لها أم عبدالله حتى ماتت.
قال أحدهم: كنت مكبا على المعاصي، فظفرت بيتيم، فأحسنت أليه أكثر من ولدي، فرأيت في النوم أن القيامة قامت، وأمر بي إلى النار، وسحبتني الزبانية؛ فإذا باليتيم يعترضني ويقول:خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له فقد أحسن إلي، فقالت الملائكة: إنا لم نؤمر بذلك، فقال الله: خلوا عنه فقد غفرت له ما كان منه بشفاعة اليتيم.
[الكبائر للذهبي]
أم في حنانها وعطفها وشفقتها ورعايتها لصغار أختها؛لذلك جعل الشرع لها حقا في الحضانة، ففي الحديث(الخالة بمنزلة الأم) وقال(إن الخالة والدة)
ولعظم حقها سمى صلتها برا،وجعله مكفرا للسيئات، أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة،قال(هل لك من أم؟) قال:لا،قال(فهل لك من خالة؟) قال:نعم،قال(فبرها)صحيح الترمذي
قال يحيى بن معاذ:
"لا تستبطئ الإجابة إذا دعوت، وقد سددت طرقاتها بالذنوب" [صفة الصفوة 4/94]
رب معصية عاقبتها خير من طاعة..كيف؟
اقترفت ذنبا فأصبح نصب عينيها يؤرقها صباح مساء إن قامت أوقعدت أومشت،فأورثها ندما وانكسارا وتوبة؛فكان سبب نجاتها
وأخرى عملت طاعة فكانت أمام عينيها تذكرها كلما قامت أوقعدت أومشت فأورثتها عجبا وكبرا؛ فكانت سبب هلاكها
قال مطرف:لأن أبيت نائما[عن قيام الليل]وأصبح نادما أحب إلي من أبيت قائما وأصبح معجبا
من أعظم أسباب إجابة الدعاء الافتقار إلى الله وإظهار الذل له والإقرار بالذنب، والاعتراف بالخطيئة ولذلك كان دعاء يونس عليه السلام من أعظم الأدعية لأنه اعتراف بوحدانية الله وإقرار بالذنب والخطيئة وظلم النفس{فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} وفي سيد الاستغفار:"أعوذ بك من شر ما صنعت... وأبوء بذنبي" أي اعترف.
دع المقادير تجري في أعنتها * ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها * يغير الله من حال إلى حال
تفقدالمسلمة أمرا تظنه خيرا فتأسى لذلك وتتألم،وهنا لابد أن تعلم أن ماأصابها لم يكن ليخطئها وماأخطأها لم يكن ليصيبها،واختيار الله لها خير من اختيارها لنفسها،فواجبها الصبر وانتظارالفرج{فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}
قال عمر بن عبد العزيز:
أحب الأشياء إلى الله أربعة:
-القصد عند الجِدَة (أي الغنى).
- والعفو عند المقدرة.
- والحلم عند الغضب.
- والرفق بعباد الله في كل حال.
اصبر لكل مصيبة وتجلد* واعلم بأن المرء غير مخلد
وإذا ذكرت مصيبة تسلو بها* فاذكر مصابك بالنبي محمد
-قال بعض الصالحين: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات:
- أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي.
- وأحمده إذ رزقني الصبر عليها.
- وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب.
- وأحمده إذ لم يجعلها في ديني.
(شعب الإيمان)
إن في القيامة لحسرات، وإن في الحشر لزفرات، وإن على الصراط لعثرات، وإن عند الميزان لعبرات، وإن الظلم يومئذ ظلمات، والكتاب لا يغادر حتى النظرات، فريق في الجنة يرتقون في الدرجات، وفريق في السعير يهبطون الدركات، وما بينك وبين هذا إلاَّ أن يقال: ماتت فلانة.
إدعاء محبة الله تعالى بقول اللسان أمر يحسنه كل أحد وإنما المحبة الحقيقة هي التي تورث اتباعا للأوامر واجتنابا للنواهي بالتسليم والرضا.
قال الحسن البصري: زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم بهذه الآية:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
قال ابن كثير:هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية
{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}
الدعاءوتفويض الأمر إلى الله أنجع وسيلة لحل المشكلات، والكريم لا يخيب من رجاه،فكم من مكروب فوض أمره إليه فنفس عنه كربته،ومريض تضرع إليه فعافاه،وعاق عجز عنه أبواه فتوجها إليه فهداه،وزوجة أرهقها زوجها ظلما فتوكلت على العزيز الرحيم فأصلحه، وامرأة تأخر بها السن في الزواج فالتجأت إلى الرزاق فوهبها زوجا صالحا
{إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر}
قال أبو العالية: إن الصلاة فيها ثلاث خصال، فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخصال فليست بصلاة:
الإخلاص، والخشية، وذكر الله "قراءة القرآن في الصلاة":
- فالإخلاص يأمره بالمعروف.
- والخشية تنهاه عن المنكر.
- والقرآن يأمره وينهاه.
(تفسير ابن كثير)
ما أشد حاجة المؤمنة إلى ربها، فهي دائرة بين ذنب ترجو غفرانه، وعيب ترجو إصلاحه،
وعمل صالح ترجو قبوله، واستقامة ترجو حصولها ودوامها، وقرب من الله ومنزلة عنده ترجو الوصول إليها، والله يحب الراجين الملحين.
إذا قرأت المرأة بقلبها في الصلاة فإن ذلك لا يجزئها وكذلك سائر الأذكار لا تجزئ بالقلب، بل لابد أن تحرك بها لسانها وشفتيها؛ لأنها أقوال، ولا يتحقق القول والكلام إلا بتحريك اللسان والشفتين، وأشد ما يكون ذلك في الفاتحة التي هي من أركان الصلاة
ينظر: فتاوى ابن عثيمين
المعصية التي يستتر بها صاحبها أخف جرماً من التي يعلنها:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل أمتي معافى إلاّ المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) متفق عليه
حديث عظيم صحيح مع شرحه
(من سأل الله الجنة) بأن قال: اللهم إني أسالك الجنة, أو قال اللهم أدخلني الجنة (ثلاث مرات) أي كرره في مجالس أو مجلس بطريق الإلحاح (ومن استجار) أي طلب الحفظ (من النار) بأن قال اللهم أجرني من النار (قالت النار اللهم أجره) أي احفظه أو أنقذه (من النار) أي من دخوله أو خلوده فيها. سنن الترمذي بشرح المباركفوري
عن أبي موسى قال(ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة )
.رواه البخاري،"والتحنيك مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي ودلك حنكه به،..ليتمرن على الأكل،ويقوى عليه،وينبغي عند التحنيك أن يفتح فاه حتى ينزل جوفه،وأولاه التمر،فإن لم يتيسر تمر فرطب، وإلا فشيء حلو ، وعسل النحل أولى من غيره" . فتح الباري
إذا كانت المرأة الجميلة جوهرة فإن المرأة المتدينة كنز : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قلب شاكر , ولسان ذاكر , وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك , خير ما اكتنز الناس " . صحيح الجامع
الحزن الممدوح
قال إبراهيم بن أدهم: ( الحزن حزنان: فحزن لك وحزن عليك.
- فالحزن الذي هو لك حزنك على الآخرة.
- والحزن الذي هو عليك فحزنك على الدنيا وزينتها).
البداية والنهاية
تساهل بعض النساء في تأخير الصلاة حتى خروج وقتها من كبائر الذنوب، قال تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} والمبادرة إلى الصلاة أول الوقت أولى إن خشيت فواتها بغلبة نوم أو انشغال، وينبغي الحذر من خطوات الشيطان في تأخير صلاة العشاء عن منتصف الليل.
أفضل الذكر وأفضل الدعاء:
(أفضل الذكر:لاإله إلاالله وأفضل الدعاء:الحمد لله) [حديث حسن]
-(لاإله إلاالله) لأنها كلمة التوحيد والتوحيد لا يماثله شيء، ولأنها أجمع للقلب مع الله، وأشد تزكية للنفس، وأطرد للشيطان.
-(الحمد لله)لأن الدعاء ذكرلله وطلب للحاجة منه والحمد يشملهما فإن الحمد على النعمة طلب للمزيد{لئن شكرتم لأزيدنكم}[تحفةالأحوذي]
"الاحترام على حسب المظهر"
الاعتناء بالمظهر مطلوب، لكنه ليس مقياسا للأفضلية، واحتقار المرأة أو السخرية منها لأجل مظهرها إثم عظيم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر... والكبر بطر الحق وغمط[احتقار]الناس) رواه مسلم
وقد نهى الله تعالى النساء عن السخرية بأخريات فقال:
{... ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن}
إن التوفيق أصل كل خير، ومفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجئ والرغبة والرهبة إليه سبحانه، فمتى أعطى الله المؤمنة هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح لها أبواب التوفيق والعطاء، يقول عمر رضي الله عنه:"إني لا أحمل هم الإجابة وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه"[ينظر: الفوائد صـ100]
خطب أبو بكر رضي الله عنه يوما فقال: أما بعد:
فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل، وأن تخلطوا الرغب والرهبة ،وتجمعوا الإلحاف[الإلحاح] بالمسألة، فإن الله تعالى أثنى على زكريا وعلى أهل بيته، فقال:{إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً، وكانوا لنا خاشعين}
إن إفضاء الإنسان بمشكلاته وهمومه والتعبير عنها إلى شخص آخر يخفف قلقه وحزنه ويسبب له راحة نفسية...
فكيف لو أفضى بمشكلاته إلى مولاه، ومن لا يزيح الهم ويريح القلب سواه، فذكره سبحانه أنس وسلوى بل قد يقف السائل بين يديه فيظفر بمطلوبه قبل أن ينطق لسانه لأنه يعلم السر وأخفى.
وإذا طلبت إلى كريم حاجة* فلقاؤه يغنيك والتسليم
هيهات!!
قال عبدالله بن أبي موسى:أرسلني ابن مدرك إلى عائشة رضي الله عنها أسألها عن أشياء قال: فأتيتها؛ فقيل لي: هي تصلي الضحى.
فقلت:أقعد حتى تفرغ
فقالوا:هيهات!![أي لن تطيق الانتظار]
هذا حال أمنا رضي الله عنها تعليم علم، وطول عبادة، وقنوت يشق على الرجال انتظار آخره.
"كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛ فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه"[ابن حجر]
قال صلى الله عليه وسلم:
(ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله
بها إحدى ثلاث:
- إما أن يعجل له دعوته.
- وإما أن يدخرها له في الآخرة.
- وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.
قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر) صحيح رواه أحمد
لا بأس بتكني المرأة ولو لم يكن لها ولد، ولها أن تكتني بولد أختها إن وجد كما فعلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنا حيث قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله كل نسائك لهن كنية غيري، فقال(اكتني، أنت أم عبدالله) وفي رواية (اكتني بابنك) أي: ابن أختك عبدالله بن الزبير، وذلك لأن الخالة بمنزلة الأم، فكان يقال لها أم عبدالله حتى ماتت.
قال أحدهم: كنت مكبا على المعاصي، فظفرت بيتيم، فأحسنت أليه أكثر من ولدي، فرأيت في النوم أن القيامة قامت، وأمر بي إلى النار، وسحبتني الزبانية؛ فإذا باليتيم يعترضني ويقول:خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له فقد أحسن إلي، فقالت الملائكة: إنا لم نؤمر بذلك، فقال الله: خلوا عنه فقد غفرت له ما كان منه بشفاعة اليتيم.
[الكبائر للذهبي]
أم في حنانها وعطفها وشفقتها ورعايتها لصغار أختها؛لذلك جعل الشرع لها حقا في الحضانة، ففي الحديث(الخالة بمنزلة الأم) وقال(إن الخالة والدة)
ولعظم حقها سمى صلتها برا،وجعله مكفرا للسيئات، أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة،قال(هل لك من أم؟) قال:لا،قال(فهل لك من خالة؟) قال:نعم،قال(فبرها)صحيح الترمذي
قال يحيى بن معاذ:
"لا تستبطئ الإجابة إذا دعوت، وقد سددت طرقاتها بالذنوب" [صفة الصفوة 4/94]
رب معصية عاقبتها خير من طاعة..كيف؟
اقترفت ذنبا فأصبح نصب عينيها يؤرقها صباح مساء إن قامت أوقعدت أومشت،فأورثها ندما وانكسارا وتوبة؛فكان سبب نجاتها
وأخرى عملت طاعة فكانت أمام عينيها تذكرها كلما قامت أوقعدت أومشت فأورثتها عجبا وكبرا؛ فكانت سبب هلاكها
قال مطرف:لأن أبيت نائما[عن قيام الليل]وأصبح نادما أحب إلي من أبيت قائما وأصبح معجبا
من أعظم أسباب إجابة الدعاء الافتقار إلى الله وإظهار الذل له والإقرار بالذنب، والاعتراف بالخطيئة ولذلك كان دعاء يونس عليه السلام من أعظم الأدعية لأنه اعتراف بوحدانية الله وإقرار بالذنب والخطيئة وظلم النفس{فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} وفي سيد الاستغفار:"أعوذ بك من شر ما صنعت... وأبوء بذنبي" أي اعترف.
دع المقادير تجري في أعنتها * ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها * يغير الله من حال إلى حال
تفقدالمسلمة أمرا تظنه خيرا فتأسى لذلك وتتألم،وهنا لابد أن تعلم أن ماأصابها لم يكن ليخطئها وماأخطأها لم يكن ليصيبها،واختيار الله لها خير من اختيارها لنفسها،فواجبها الصبر وانتظارالفرج{فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}