جبل أحد
24 Dec 2008, 05:04 PM
حكم الحاجب المنصور الأندلس 28 سنة وكان له هدف واضح في توحيد مسلميها. وبعد أن قام بذلك ، بدأ في حملات تأديبية للنصارى الإسبان ، وخرج في عشرات الغزوات ، وكان – رحمة الله – يقود الجيوش بنفسه ويقاتل مع جنوده.
وفي سنة 378هجرية ، خرج في غزوة من غزواته ، ولكن النصارى الإسبان أعدوا له كميناً في واد بين جبلين عند مضايق جبال البرانس ، وأطلقوا على جيش المسلمين آلاف الأسهم المسمومة ، وسقط من المسلمين عدد كبير ، واضطربت صفوفهم ، واختل توازنهم وبدأ الفرار. لكن الحاجب المنصور ثبت بشجاعة ، وثبت معه أولاده وفرسانه ، ووقف القاضي ابن ذكوان قاضي المسلمين كالطود يرفض الفرار.
فلما رأى المسلمون أمراءهم قد ثبتوا ، تحمسوا وعادوا للقتال حتى انتصروا على الإسبان ، وبعد هذا النصر المؤزر ، فرض عليهم الحاجب المنصور دفع الجزية. وإذلالاً لهم ، طلب كذلك بنت الملك ( فرويلا الرابع ) جارية عنده ، وكانت من أكثر الإسبان شرفاً ومن أجملهن حتى يرغم أنوف الإسبان.
ولما شيعها أبوها وكبار حاشيته قالوا لها : أصلحي حالنا عند الأمير المسلم وتوسطي لنا عنده ، فقالت لهم (( إن العزة لاتؤخذ عن طريق أفخاذ النساء ، أيها الجبناء ، ولكن بسلاح الرجال )) وكان الأمير الحاجب المنصور يخرج مرتين كل سنة للغزو والجهاد.
وذات مرة رجع من غزوة في فجر يوم عيد الأضحى ، والمسلمون في مصلى العيد بين التكبير والتهليل ، وهو متجه إلى المصلى حتى يصلي مع المسلمين ، فأوقفته عجوز وهو على صهوة حصانه لم ينزل منه وقالت له (( يامنصور ، كل الناس مسرورن إلا أنا )) فسألها الخليفة عن السبب فقالت إن إبنها أسير عند الصليبيين في حصن رياح.
يلوى البطل الحاجب المنصور عنان فرسه وينادى : أن حي على الجهاد وينطلق إلى حصن رياح ويقاتل الصليبيين حتى يرضخوا لشروطه بإطلاق سراح جميع الأسرى المسلمين ، ومن بينهم ابن العجوز.
(( لدينا الكثير من العجائز من أمثال أم هذا الأسير ، ولكن متى يكون لدينا أمثال الحاجب المنصور ؟؟!))
(( لدينا كثير من القضاة الذين سيبدون استعداداً للنظر في تصرف المنصور وخروجه للجهاد قبل أن يصلي العيد. وسيتناقشون في ما إذا كان هذا التصرف شرعياً أم لا ، لساعات طوال ، ولكن هل عندنا قضاة من أمثال ابن ذكوان؟!
اللهم ارحم حالنا وأصلح حكامنا ، وارزقنا أمثال الحاجب المنصور.
بقلم
خادم الدعوة
د. عبدالرحمن حمود السميط
المقال من مجلة الكوثر العدد (110 )
تعليقي :
وليس مثلي من يعلق على كلمات الدكتور عبدالرحمن السميط أسأل الله أن يمد في عمره على الطاعة وأن يحفظه ، من ينظر لمقاله يعرف أن الدكتور يرجو أن يكون هناك أشخاص أصحاب همم عالية لا يضيعون وقتهم في الكلام والنقاشات والجدل ... يريد أن يرى أفعالاً ... لأننا تعبنا من الصراخ ..
تحياتي للشرفاء ...
الشرفاء فقط ..
أخوكم / جبل أحد
وفي سنة 378هجرية ، خرج في غزوة من غزواته ، ولكن النصارى الإسبان أعدوا له كميناً في واد بين جبلين عند مضايق جبال البرانس ، وأطلقوا على جيش المسلمين آلاف الأسهم المسمومة ، وسقط من المسلمين عدد كبير ، واضطربت صفوفهم ، واختل توازنهم وبدأ الفرار. لكن الحاجب المنصور ثبت بشجاعة ، وثبت معه أولاده وفرسانه ، ووقف القاضي ابن ذكوان قاضي المسلمين كالطود يرفض الفرار.
فلما رأى المسلمون أمراءهم قد ثبتوا ، تحمسوا وعادوا للقتال حتى انتصروا على الإسبان ، وبعد هذا النصر المؤزر ، فرض عليهم الحاجب المنصور دفع الجزية. وإذلالاً لهم ، طلب كذلك بنت الملك ( فرويلا الرابع ) جارية عنده ، وكانت من أكثر الإسبان شرفاً ومن أجملهن حتى يرغم أنوف الإسبان.
ولما شيعها أبوها وكبار حاشيته قالوا لها : أصلحي حالنا عند الأمير المسلم وتوسطي لنا عنده ، فقالت لهم (( إن العزة لاتؤخذ عن طريق أفخاذ النساء ، أيها الجبناء ، ولكن بسلاح الرجال )) وكان الأمير الحاجب المنصور يخرج مرتين كل سنة للغزو والجهاد.
وذات مرة رجع من غزوة في فجر يوم عيد الأضحى ، والمسلمون في مصلى العيد بين التكبير والتهليل ، وهو متجه إلى المصلى حتى يصلي مع المسلمين ، فأوقفته عجوز وهو على صهوة حصانه لم ينزل منه وقالت له (( يامنصور ، كل الناس مسرورن إلا أنا )) فسألها الخليفة عن السبب فقالت إن إبنها أسير عند الصليبيين في حصن رياح.
يلوى البطل الحاجب المنصور عنان فرسه وينادى : أن حي على الجهاد وينطلق إلى حصن رياح ويقاتل الصليبيين حتى يرضخوا لشروطه بإطلاق سراح جميع الأسرى المسلمين ، ومن بينهم ابن العجوز.
(( لدينا الكثير من العجائز من أمثال أم هذا الأسير ، ولكن متى يكون لدينا أمثال الحاجب المنصور ؟؟!))
(( لدينا كثير من القضاة الذين سيبدون استعداداً للنظر في تصرف المنصور وخروجه للجهاد قبل أن يصلي العيد. وسيتناقشون في ما إذا كان هذا التصرف شرعياً أم لا ، لساعات طوال ، ولكن هل عندنا قضاة من أمثال ابن ذكوان؟!
اللهم ارحم حالنا وأصلح حكامنا ، وارزقنا أمثال الحاجب المنصور.
بقلم
خادم الدعوة
د. عبدالرحمن حمود السميط
المقال من مجلة الكوثر العدد (110 )
تعليقي :
وليس مثلي من يعلق على كلمات الدكتور عبدالرحمن السميط أسأل الله أن يمد في عمره على الطاعة وأن يحفظه ، من ينظر لمقاله يعرف أن الدكتور يرجو أن يكون هناك أشخاص أصحاب همم عالية لا يضيعون وقتهم في الكلام والنقاشات والجدل ... يريد أن يرى أفعالاً ... لأننا تعبنا من الصراخ ..
تحياتي للشرفاء ...
الشرفاء فقط ..
أخوكم / جبل أحد