البيان
20 Jul 2004, 10:23 PM
* أمية بن أبي الصلت يرثي من أصيب من قريش يوم بدر :
وقال أمية بن أبي الصلت ، يرثي من أصيب من قريش يوم بدر :
ألا بكيت على الكرا *** م بني الكرام أولي الممادح
كبكا الحمام على فرو *** ع الأيك في الغصن الجوانح
يبكين حرى مستكينات *** يرحن مع الروائح
أمثالهن الباكيات *** المعولات من النوائح
من يبكهم يبك على *** حزن ويصدق كل مادح
ماذا ببدر فالعقنل *** من مرازبة جحاجح
فمدافع البرقين فالحنانا *** من طرف الأواشح
شمط وشبان بها ليل *** مغاوير وحاوح
ألا ترون لما أرى *** وقد أبان لكل الامح
أن قد تغير بطن مكة *** فهي موحشة الأباطح
من كل بطريق لبطريق *** نقي اللون واضح
دعموص أبواب الملوك *** وجائب للخرق فاتح
من السراطمة الخلاجمة *** الملاوثة المناجح
القائلين الفاعلين *** الآمرين بكل صالح
المطعمين الشحم فوق *** الخبز شحما كالأنافح
نقل الجفان مع الجفان *** إلى جفان كالمناضح
ليست بأصفار لمن *** يعفو ولا رح رحارح
للضيف ثم الضيف بعد *** الضيف والبسط السلاطح
وهب المئين من المئين *** إلى المئين من اللواقح
سوق المؤبل للمؤبل *** صادرات عن بلادح
لكرامهم فوق الكرام *** مزية وزن الرواجح
كتثاقل الأرطال بالقسطاس *** في الأيدي الموائح
خذلتهم فئة وهم *** يحمون عورات الفضائح
الضاربين التقدمية *** بالمهندة الصفائح
ولقد عناني صوتهم *** من بين مستسق وصائح
لله در بني علي *** أيم منهم وناكح
إن لم يغيروا غارة *** شعواء تجحر كل نابح
بالمقربات المبعدات *** الطامحات من الطوامح
مردا على جرد إلى *** أسد مكالبة كوالح
ويلاق قرن قرنة *** مشي المصافح للمصافح
بزهاء ألف ثم ألف *** بين ذي بدن ورامح
قال ابن هشام : تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأنشدني غير واحد من أهل العلم بالشعر بيته :
ويلاق قرن قرنه *** مشي المصافح للمصافح
وأنشدني أيضا
وهب المئين من المئين *** إلى المئين من اللواقح
سوق المؤبل للمؤبل *** صادرات عن بلادح
*شعر أمية في رثاء زمعة وقتلى بني أسد:
وقال أمية بن أبي الصلت ، يبكي زمعة بن الأسود ، وقتلى بني أسد :
عين بكي بالمسجلات أبا الحارث *** لا تذخري على زمعة
وابكي عقيل بن أسود أسد البأس *** ليوم الهياج والدفعة
تلك بنو أسد إخوة الجوزاء *** لا خانة ولا خدعة
هم الأسرة الوسيطة من كعب *** وهم ذروة السنام والقمعه
أنبتوا من معاشر شعر الرأس *** وهم ألحقوهم المنعة
أمسى بنو عمهم إذا حضر البأس *** أكبادهم عليهم وجعة
وهم المطعمون إذا قحط القطر *** وحالت فلا ترى قزعة
قال ابن هشام : هذه الرواية لهذا الشعر مختلطة ، ليست بصحيحة البناء ، لكن أنشدني أبو محرز خلف الأحمر وغيره ، وروى بعض ما لم يرو بعض :
عين بكي بالمسبلات أبا الحراث *** لا تذخري على زمعة
وعقيل بن اسود أسد البأس *** ليوم الهياج والدفعة
فعلى مثل هلكهم خوت الجو *** زاء لا خانة ولا خدعة
وهم الأسرة الوسيطة من كعب *** وفيهم كذروة القمعة
أنبتوا من معاشر شعر الرأس *** وهم ألحقوهم المنعة
فبنو عمهم إذا حضر البأس *** عليهم أكبادهم وجعة
وهم المطعمون إذا قحط القطر *** وحالت فلا ترى قزعة
*شعر معاوية بن زهير في يوم بدر :
وقال أبو أسامة معاوية بن زهير بن قيس بن الحارث بن سعد بن ضبيعة بن مازن بن عدي بن جشم بن معاوية ، حليف بني مخزوم .
قال ابن هشام : وكان مشركا وكان مر بهبيرة بن أبي وهب وهم منهزمون يوم بدر ، وقد أعيا هبيرة ، فقام فألقى عنه درعه وحمله فمضى به ، قال ابن هشام : وهذه أصح أشعار أهل بدر :
ولما أن رأيت القوم خفوا** * وقد زالت نعامتهم لنفر
وأن تركت سراة القوم صرعى** * كأن خيارهم أذباح عتر
وكانت جمة وافت حماما *** ولقينا المنايا يوم بدر
نصد عن الطريق وأدركونا** * كأن زهاءهم غطيان بحر
وقال القائلون من ابن قيس *** فقلت : أبو أسامة ، غير فخر
أنا الجشمي كيما تعرفوني *** أبين نسبتي نقرا بنقر
فإن تك في الغلاصم من قريش *** فإني من معاوية بن بكر
فأبلغ مالكا لما غشينا *** وعندك مال إن نبأت خبرى
وأبلغ إن بلغت المرء عنا * هبيرة وهو ذو علم وقدر
بأني إذ دعيت إلى أفيد *** كررت ولم يضيق بالكر صدري
عشية لا يكر على مضاف *** ولا ذي نعمة منهم وصهر
فدونكم بني لأي أخاكم *** ودونك مالكا يا أم عمرو
فلولا مشهدي قامت عليه *** موقفة القوائم أم أجري
دفوع للقبور بمنكبيها *** كأن بوجهها تحميم قدر
فأقسم بالذي قد كان ربي *** وأنصاب لدى الجمرات مغر
لسوف ترون ما حسبي إذا *** ما تبدلت الجلود جلود نمر
فما إن خادر من أسد ترج *** مدل عنبس في الغيل مجري
فقد أحمى الأباءة من كلاف *** فما يدنو له أحد بنقر
بخل تعجز الحلفاء عنه *** يواثب كل هجهجة وزجر
بأوشك سورة منا إذا ما *** حبوت له بقرقرة وهدر
ببيض كالأسنة مرهفات *** كأن ظباتهن جحيم جمر
وأكلف مجنا من جلد ثور *** وصفراء البراية ذات أزر
وأبيض كالغدير ثوى عليه *** عمير بالمداوس نصف شهر
أرفل في حمائله وأمشي *** كمشية خادر ليث سبطر
يقول لي الفتى سعد هديا *** فقلت لعله تقريب غدر
وقلت أبا عدي لا تطرهم *** وذلك إن أطعت اليوم أمري
كدأبهم بفروة إذ أتاهم *** فظل يقاد مكتوفا بضفر
قال ابن هشام : وأنشدني أبو محرز خلف الأحمر :
نصد عن الطريق وأدركونا كأن سراعهم تيار بحر
وقوله : - مدل عنبس في الغيل مجري - عن غير ابن إسحاق
وقال أبو أسامة أيضاً :
ألا من مبلغ عني رسولا *** مغلغلة يثبتها لطيف
ألم تعلم مردي يوم بدر *** وقد برقت بجنبيك الكفوف
وقد تركت سراه القوم صرعى *** كأن رؤوسهم حدج نقيف
وقد مالت عليك ببطن بدر *** خلاف القوم داهية خصيف
فنجاه من الغمرات عزمي *** وعون الله والأمر الحصيف
ومنقلبي من الأبواء وحدي *** ودونك جمع أعداء وقوف
وأنت لمن أرادك مستكين *** بجنب كراش مكلوم نزيف
وكنت إذا دعاني يوم كرب *** من الأصحاب داع مستضيف
فأسمعني ولو أحببت نفسي *** أخ في مثل ذلك أو حليف
أرد فأكشف الغمى وأرمي *** إذا كلح المشافر والأنوف
وقرن قد تركت على يديه *** ينوء كأنه غصن قصيف
دلفت له إذا اختلطوا بحرَّى *** مسحسة لعاندها حفيف
فذلك كان صنعي يوم بدر *** وقبل أخو مدارة عزوف
أخوكم في السنين كما علمتم * وحرب لا يزال لها صريف
ومقدام لكم لا يزدهيني *** جنان الليل والأنس اللفيف
أخوض الصّرة الجمّاء خوضا *** إذا ما الكلب ألجأه الشفيف
قال ابن هشام : تركت قصيدة لأبي أسامة على اللام ، ليس فيها ذكر بدر إلا في أول بيت منها والثاني ، كراهة الإكثار .
شعر لهند بنت عتبة تبكي أباها يوم بدر
* وقالت هند بنت عتبة بن ربيعة تبكي أباها يوم بدر:
أعينيَّ جوادا بدمع سرب *** على خير خندف لم ينقلب
تداعى له رهطه غدوة *** بنو هاشم وبنو المطلب
يذيقونه حد أسيافهم *** يعلّونه بعد ما قد عطب
يجرونه وعفير التراب *** على وجهه عاريا قد سلب
وكان لنا جبلاً راسياً *** جميل المرارة كثير العشب
وأما بري فلم أعنه *** فأوتي من خير ما يحتسب
وقالت هند أيضاً :
يريب علينا دهرنا فيسوؤنا *** ويأبى فما نأتي بشيء يغالبه
أبعد قتيل من لؤي بن غالب *** يراع امرؤ إن مات أو مات صاحبه
ألا رب يوم قد رزئت مرزأً *** تروح وتغدو بالجزيل مواهبه
فأبلغ أبا سفيان عني مألُكا *** فإن ألقه يوما فسوف أعاتبه
فقد كان حرب يسعر الحرب إنه *** لكل امرىء في الناس مولى يطالبه
قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشهر ينكرها لهند .
وقالت هند أيضاً :
لله عينا من رأى *** هلكا كهلك رجاليه
يا رب باك لي غدا *** في النائبات وباكيه
كما غادروا يوم القليب *** غداة تلك الواعيه
من كل غيث في السنين *** إذا الكواكب خاويه
قد كنت أحذر ما أرى *** فاليوم حق حذاريه
قد كنت أحذر ما أرى *** فأنا الغداة مواميه
يا رب قائلة غدا *** يا ويح أم معاويه
قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند .
وقالت هند أيضاً :
يا عين بكي عتبه *** شيخا شديد الرقبة
يطعم يوم المسغبه *** يدفع يوم المغلبه
إني عليه حربة *** ملهوفة مستلبه
لنهبطن يثربه *** بغارة منثعبة
فيها الخيول مقربه * كل جواد سلهبه
*شعر صفية بنت مسافر في رثاء أهل القليب في بدر:
وقالت صفية بنت مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، تبكي أهل القليب الذين أصيبوا يوم بدر من قريش : ( وتذكر مصابهم ) :
يا من لعين قذاها عائر الرمد *** حد النهار وقرن الشمس لم يقد
أُخبرت أن سراة الأكرمين معا *** قد أحرزتهم مناياهم إلى أمد
وفر بالقوم أصحاب الركاب ولم *** تعطف غداتئذ أم على ولد
قومي صفيَّ ولا تنسَي قرابتهم *** وإن بكيت فما تبكين من بُعُد
كانوا سقوب سماء البيت فانقصفت *** فأصبح السُمْك منها غير ذي عمد
قال ابن هشام : قال أنشدني بيتها : " كانوا سقوب " بعض أهل العلم بالشعر .
وقالت صفية بنت مسافر أيضاً :
ألا يا من لعين *** للتَّـبكِّي دمعها فان
كغَرْبىَ دالج يسقي *** خلال الغيث الدان
وما ليثُ غريف ذو *** أظافير وأسنان
أبو شبلين وثاب *** شديد البطش غرثان
كحبي إذ تولى *** و وجوه القوم ألوان
وبالكف حسام صا *** رم أبيض ذكران
وأنت الطاعن النجلا *** ء منها مزبدٌ آن
قال ابن هشام : ويروون قولها : " وما ليث غريف " إلى أخرها ، مفصولا من البيتين اللذين قبله.
رثاء هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب لعبيدة بن الحارث
وقالت هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب ترثي عبيدة بن الحارث بن المطلب :
لقد ضمن الصفراء مجدا وسؤددا *** وحلما أصيلا وافر اللب والعقل
عبيدة فابكيه لأضياف غربة *** وأرملة تعوي تهوى لأشعث كالجذل
وبكيه للأقوام في كل شتوة *** إذا احمر آفاق السماء من المحل
وبكيه للأيتام والريح زفرة *** وتشبيب قدر طالما أزبدت تَغْلى
فإن تصبح النيران قد مات ضوؤها** * فقد كان يذكيهن بالحطب الجزل
لطارق ليل أو لملتمس القرى *** ومستنبح أضحى لديه على رسل
قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لهند .
*شعر قتيلة بنت الحارث تبكي أخاها النضر:
وقالت قتيلة بن الحارث ، أخت النضر بن الحارث ، تبكيه :
يا راكبا إن الأثيل مظنة *** من صبح خامسة وأنت موفق
أبلغ بها ميتا بأن تحية *** ما إن تزال بها النجائب تخفق
مني إليك وعبرة مسفوحة *** جادت بواكفها وأخرى تخنق
هل يسمعني النضر إن ناديته *** أم كيف يسمع ميت لا ينطق
أمحمد يا خير ضنْءِ كريمة *** في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما *** منَّ الفتى وهو المغيط المحنق
أو كنت قابل فدية فلينفقن *** بأعز ما يلغو به ما ينفق
فالنضر أقرب من أسرت قرابة *** وأحقهم إن كان عتق يعتق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه *** لله أرحام هناك تشقق
صبرا يقاد إلى المنية متعبا *** رسف المقيد وهُوعانٍ موثق
قال ابن هشام : فيقال ، والله أعلم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر ، قال : لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه .
ولحمد لله رب العالمين ،،،
وقال أمية بن أبي الصلت ، يرثي من أصيب من قريش يوم بدر :
ألا بكيت على الكرا *** م بني الكرام أولي الممادح
كبكا الحمام على فرو *** ع الأيك في الغصن الجوانح
يبكين حرى مستكينات *** يرحن مع الروائح
أمثالهن الباكيات *** المعولات من النوائح
من يبكهم يبك على *** حزن ويصدق كل مادح
ماذا ببدر فالعقنل *** من مرازبة جحاجح
فمدافع البرقين فالحنانا *** من طرف الأواشح
شمط وشبان بها ليل *** مغاوير وحاوح
ألا ترون لما أرى *** وقد أبان لكل الامح
أن قد تغير بطن مكة *** فهي موحشة الأباطح
من كل بطريق لبطريق *** نقي اللون واضح
دعموص أبواب الملوك *** وجائب للخرق فاتح
من السراطمة الخلاجمة *** الملاوثة المناجح
القائلين الفاعلين *** الآمرين بكل صالح
المطعمين الشحم فوق *** الخبز شحما كالأنافح
نقل الجفان مع الجفان *** إلى جفان كالمناضح
ليست بأصفار لمن *** يعفو ولا رح رحارح
للضيف ثم الضيف بعد *** الضيف والبسط السلاطح
وهب المئين من المئين *** إلى المئين من اللواقح
سوق المؤبل للمؤبل *** صادرات عن بلادح
لكرامهم فوق الكرام *** مزية وزن الرواجح
كتثاقل الأرطال بالقسطاس *** في الأيدي الموائح
خذلتهم فئة وهم *** يحمون عورات الفضائح
الضاربين التقدمية *** بالمهندة الصفائح
ولقد عناني صوتهم *** من بين مستسق وصائح
لله در بني علي *** أيم منهم وناكح
إن لم يغيروا غارة *** شعواء تجحر كل نابح
بالمقربات المبعدات *** الطامحات من الطوامح
مردا على جرد إلى *** أسد مكالبة كوالح
ويلاق قرن قرنة *** مشي المصافح للمصافح
بزهاء ألف ثم ألف *** بين ذي بدن ورامح
قال ابن هشام : تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأنشدني غير واحد من أهل العلم بالشعر بيته :
ويلاق قرن قرنه *** مشي المصافح للمصافح
وأنشدني أيضا
وهب المئين من المئين *** إلى المئين من اللواقح
سوق المؤبل للمؤبل *** صادرات عن بلادح
*شعر أمية في رثاء زمعة وقتلى بني أسد:
وقال أمية بن أبي الصلت ، يبكي زمعة بن الأسود ، وقتلى بني أسد :
عين بكي بالمسجلات أبا الحارث *** لا تذخري على زمعة
وابكي عقيل بن أسود أسد البأس *** ليوم الهياج والدفعة
تلك بنو أسد إخوة الجوزاء *** لا خانة ولا خدعة
هم الأسرة الوسيطة من كعب *** وهم ذروة السنام والقمعه
أنبتوا من معاشر شعر الرأس *** وهم ألحقوهم المنعة
أمسى بنو عمهم إذا حضر البأس *** أكبادهم عليهم وجعة
وهم المطعمون إذا قحط القطر *** وحالت فلا ترى قزعة
قال ابن هشام : هذه الرواية لهذا الشعر مختلطة ، ليست بصحيحة البناء ، لكن أنشدني أبو محرز خلف الأحمر وغيره ، وروى بعض ما لم يرو بعض :
عين بكي بالمسبلات أبا الحراث *** لا تذخري على زمعة
وعقيل بن اسود أسد البأس *** ليوم الهياج والدفعة
فعلى مثل هلكهم خوت الجو *** زاء لا خانة ولا خدعة
وهم الأسرة الوسيطة من كعب *** وفيهم كذروة القمعة
أنبتوا من معاشر شعر الرأس *** وهم ألحقوهم المنعة
فبنو عمهم إذا حضر البأس *** عليهم أكبادهم وجعة
وهم المطعمون إذا قحط القطر *** وحالت فلا ترى قزعة
*شعر معاوية بن زهير في يوم بدر :
وقال أبو أسامة معاوية بن زهير بن قيس بن الحارث بن سعد بن ضبيعة بن مازن بن عدي بن جشم بن معاوية ، حليف بني مخزوم .
قال ابن هشام : وكان مشركا وكان مر بهبيرة بن أبي وهب وهم منهزمون يوم بدر ، وقد أعيا هبيرة ، فقام فألقى عنه درعه وحمله فمضى به ، قال ابن هشام : وهذه أصح أشعار أهل بدر :
ولما أن رأيت القوم خفوا** * وقد زالت نعامتهم لنفر
وأن تركت سراة القوم صرعى** * كأن خيارهم أذباح عتر
وكانت جمة وافت حماما *** ولقينا المنايا يوم بدر
نصد عن الطريق وأدركونا** * كأن زهاءهم غطيان بحر
وقال القائلون من ابن قيس *** فقلت : أبو أسامة ، غير فخر
أنا الجشمي كيما تعرفوني *** أبين نسبتي نقرا بنقر
فإن تك في الغلاصم من قريش *** فإني من معاوية بن بكر
فأبلغ مالكا لما غشينا *** وعندك مال إن نبأت خبرى
وأبلغ إن بلغت المرء عنا * هبيرة وهو ذو علم وقدر
بأني إذ دعيت إلى أفيد *** كررت ولم يضيق بالكر صدري
عشية لا يكر على مضاف *** ولا ذي نعمة منهم وصهر
فدونكم بني لأي أخاكم *** ودونك مالكا يا أم عمرو
فلولا مشهدي قامت عليه *** موقفة القوائم أم أجري
دفوع للقبور بمنكبيها *** كأن بوجهها تحميم قدر
فأقسم بالذي قد كان ربي *** وأنصاب لدى الجمرات مغر
لسوف ترون ما حسبي إذا *** ما تبدلت الجلود جلود نمر
فما إن خادر من أسد ترج *** مدل عنبس في الغيل مجري
فقد أحمى الأباءة من كلاف *** فما يدنو له أحد بنقر
بخل تعجز الحلفاء عنه *** يواثب كل هجهجة وزجر
بأوشك سورة منا إذا ما *** حبوت له بقرقرة وهدر
ببيض كالأسنة مرهفات *** كأن ظباتهن جحيم جمر
وأكلف مجنا من جلد ثور *** وصفراء البراية ذات أزر
وأبيض كالغدير ثوى عليه *** عمير بالمداوس نصف شهر
أرفل في حمائله وأمشي *** كمشية خادر ليث سبطر
يقول لي الفتى سعد هديا *** فقلت لعله تقريب غدر
وقلت أبا عدي لا تطرهم *** وذلك إن أطعت اليوم أمري
كدأبهم بفروة إذ أتاهم *** فظل يقاد مكتوفا بضفر
قال ابن هشام : وأنشدني أبو محرز خلف الأحمر :
نصد عن الطريق وأدركونا كأن سراعهم تيار بحر
وقوله : - مدل عنبس في الغيل مجري - عن غير ابن إسحاق
وقال أبو أسامة أيضاً :
ألا من مبلغ عني رسولا *** مغلغلة يثبتها لطيف
ألم تعلم مردي يوم بدر *** وقد برقت بجنبيك الكفوف
وقد تركت سراه القوم صرعى *** كأن رؤوسهم حدج نقيف
وقد مالت عليك ببطن بدر *** خلاف القوم داهية خصيف
فنجاه من الغمرات عزمي *** وعون الله والأمر الحصيف
ومنقلبي من الأبواء وحدي *** ودونك جمع أعداء وقوف
وأنت لمن أرادك مستكين *** بجنب كراش مكلوم نزيف
وكنت إذا دعاني يوم كرب *** من الأصحاب داع مستضيف
فأسمعني ولو أحببت نفسي *** أخ في مثل ذلك أو حليف
أرد فأكشف الغمى وأرمي *** إذا كلح المشافر والأنوف
وقرن قد تركت على يديه *** ينوء كأنه غصن قصيف
دلفت له إذا اختلطوا بحرَّى *** مسحسة لعاندها حفيف
فذلك كان صنعي يوم بدر *** وقبل أخو مدارة عزوف
أخوكم في السنين كما علمتم * وحرب لا يزال لها صريف
ومقدام لكم لا يزدهيني *** جنان الليل والأنس اللفيف
أخوض الصّرة الجمّاء خوضا *** إذا ما الكلب ألجأه الشفيف
قال ابن هشام : تركت قصيدة لأبي أسامة على اللام ، ليس فيها ذكر بدر إلا في أول بيت منها والثاني ، كراهة الإكثار .
شعر لهند بنت عتبة تبكي أباها يوم بدر
* وقالت هند بنت عتبة بن ربيعة تبكي أباها يوم بدر:
أعينيَّ جوادا بدمع سرب *** على خير خندف لم ينقلب
تداعى له رهطه غدوة *** بنو هاشم وبنو المطلب
يذيقونه حد أسيافهم *** يعلّونه بعد ما قد عطب
يجرونه وعفير التراب *** على وجهه عاريا قد سلب
وكان لنا جبلاً راسياً *** جميل المرارة كثير العشب
وأما بري فلم أعنه *** فأوتي من خير ما يحتسب
وقالت هند أيضاً :
يريب علينا دهرنا فيسوؤنا *** ويأبى فما نأتي بشيء يغالبه
أبعد قتيل من لؤي بن غالب *** يراع امرؤ إن مات أو مات صاحبه
ألا رب يوم قد رزئت مرزأً *** تروح وتغدو بالجزيل مواهبه
فأبلغ أبا سفيان عني مألُكا *** فإن ألقه يوما فسوف أعاتبه
فقد كان حرب يسعر الحرب إنه *** لكل امرىء في الناس مولى يطالبه
قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشهر ينكرها لهند .
وقالت هند أيضاً :
لله عينا من رأى *** هلكا كهلك رجاليه
يا رب باك لي غدا *** في النائبات وباكيه
كما غادروا يوم القليب *** غداة تلك الواعيه
من كل غيث في السنين *** إذا الكواكب خاويه
قد كنت أحذر ما أرى *** فاليوم حق حذاريه
قد كنت أحذر ما أرى *** فأنا الغداة مواميه
يا رب قائلة غدا *** يا ويح أم معاويه
قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند .
وقالت هند أيضاً :
يا عين بكي عتبه *** شيخا شديد الرقبة
يطعم يوم المسغبه *** يدفع يوم المغلبه
إني عليه حربة *** ملهوفة مستلبه
لنهبطن يثربه *** بغارة منثعبة
فيها الخيول مقربه * كل جواد سلهبه
*شعر صفية بنت مسافر في رثاء أهل القليب في بدر:
وقالت صفية بنت مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، تبكي أهل القليب الذين أصيبوا يوم بدر من قريش : ( وتذكر مصابهم ) :
يا من لعين قذاها عائر الرمد *** حد النهار وقرن الشمس لم يقد
أُخبرت أن سراة الأكرمين معا *** قد أحرزتهم مناياهم إلى أمد
وفر بالقوم أصحاب الركاب ولم *** تعطف غداتئذ أم على ولد
قومي صفيَّ ولا تنسَي قرابتهم *** وإن بكيت فما تبكين من بُعُد
كانوا سقوب سماء البيت فانقصفت *** فأصبح السُمْك منها غير ذي عمد
قال ابن هشام : قال أنشدني بيتها : " كانوا سقوب " بعض أهل العلم بالشعر .
وقالت صفية بنت مسافر أيضاً :
ألا يا من لعين *** للتَّـبكِّي دمعها فان
كغَرْبىَ دالج يسقي *** خلال الغيث الدان
وما ليثُ غريف ذو *** أظافير وأسنان
أبو شبلين وثاب *** شديد البطش غرثان
كحبي إذ تولى *** و وجوه القوم ألوان
وبالكف حسام صا *** رم أبيض ذكران
وأنت الطاعن النجلا *** ء منها مزبدٌ آن
قال ابن هشام : ويروون قولها : " وما ليث غريف " إلى أخرها ، مفصولا من البيتين اللذين قبله.
رثاء هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب لعبيدة بن الحارث
وقالت هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب ترثي عبيدة بن الحارث بن المطلب :
لقد ضمن الصفراء مجدا وسؤددا *** وحلما أصيلا وافر اللب والعقل
عبيدة فابكيه لأضياف غربة *** وأرملة تعوي تهوى لأشعث كالجذل
وبكيه للأقوام في كل شتوة *** إذا احمر آفاق السماء من المحل
وبكيه للأيتام والريح زفرة *** وتشبيب قدر طالما أزبدت تَغْلى
فإن تصبح النيران قد مات ضوؤها** * فقد كان يذكيهن بالحطب الجزل
لطارق ليل أو لملتمس القرى *** ومستنبح أضحى لديه على رسل
قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لهند .
*شعر قتيلة بنت الحارث تبكي أخاها النضر:
وقالت قتيلة بن الحارث ، أخت النضر بن الحارث ، تبكيه :
يا راكبا إن الأثيل مظنة *** من صبح خامسة وأنت موفق
أبلغ بها ميتا بأن تحية *** ما إن تزال بها النجائب تخفق
مني إليك وعبرة مسفوحة *** جادت بواكفها وأخرى تخنق
هل يسمعني النضر إن ناديته *** أم كيف يسمع ميت لا ينطق
أمحمد يا خير ضنْءِ كريمة *** في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما *** منَّ الفتى وهو المغيط المحنق
أو كنت قابل فدية فلينفقن *** بأعز ما يلغو به ما ينفق
فالنضر أقرب من أسرت قرابة *** وأحقهم إن كان عتق يعتق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه *** لله أرحام هناك تشقق
صبرا يقاد إلى المنية متعبا *** رسف المقيد وهُوعانٍ موثق
قال ابن هشام : فيقال ، والله أعلم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر ، قال : لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه .
ولحمد لله رب العالمين ،،،