البيان
23 Jul 2004, 08:15 PM
((إخبار الكهان من العرب ، والأحبار من يهود ، والرهبان من النصارى ببعثته صلى الله عليه وسلم ))
**الكهان والأحبار والرهبان يتحدثون بمبعثه :
كانت الأحبار من يهود ، والرهبان من النصارى ، والكهان من العرب ، قد تحدثوا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه ، لما تقارب من زمانه .
أما الأحبار من يهود ، والرهبان من النصارى ، فعما وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه ، وما كان من عهد أنبيائهم إليهم فيه .
وأما الكهان من العرب فأتتهم به الشياطين من الجن فيما تسترق من السمع ، إذ كانت هي لا تحجب عن ذلك بالقذف بالنجوم . وكان الكاهن والكاهنة لا يزال يقع منهما ذكر بعض أموره ، لا تلقي العرب لذلك فيه بالا ، حتى بعثه الله تعالى ، ووقعت تلك الأمور التي كانوا يذكرون ، فعرفوها .
**قذف الجن بالشهب دلالة على مبعثه صلى الله عليه وسلم:
فلما تقارب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر مبعثه ، حجبت الشيطان عن السمع ، وحيل بينها وبين المقاعد التي كانت تقعد لاستراق السمع فيها ، فرموا بالنجوم ، فعرفت الجن أن ذلك لأمر حدث من أمر الله في العباد .
يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين بعثه ، وهو يقص عليه خبر الجن إذ حجبوا عن السمع ، فعرفوا ما عرفوا ، وما أنكروا من ذلك حين رأوا ما رأوا : ( قل أوحى إلي أنه استمع نفر من الجن ، فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا . يهدي إلى الرشد ، فآمنا به ، ولن نشرك بربنا أحدا . وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا . وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا . وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا . وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) ... إلى قوله : ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ، فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا . وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض ، أم أراد بهم ربهم رشدا ) .
فلما سمعت الجن القرآن عرفت أنها إنما منعت من السمع قبل ذلك ، لئلا يشكل الوحي بشيء من خبر السماء فيلتبس على أهل الأرض ما جاءهم من الله فيه ، لوقوع الحجة ، وقطع الشبهة . فآمنوا وصدقوا ، ثم ( ولوا إلى قومهم منذرين . قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ، يهدي إلى الحق ، وإلى طريق مستقيم ) ... الآيات
وكان قول الجن : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن ، فزادوهم رهقا ) . أنه كان الرجل من العرب من قريش وغيرهم إذا سافر فنزل بطن واد من الأرض ليبيت فيه ، قال : إني أعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة من شر ما فيه .
والرهق : الطغيان والسفه .
والرهق أيضا : طلبك الشيء حق تدنو منه ، أو لا تأخذه بصبصن واقشعررن من خوف
والرهق أيضا : مصدر لقول الرجل للرجل : رهقت الإثم أو العسر ، الذي أرهقتني رهقا شديدا ، أي حملت الإثم أو العسر الذي حملتني حملا شديدا ، وفي كتاب الله تعالى : ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ) .
وقوله : ( ولا ترهقني من أمري عسرا ) .
**ثقيف أول من فزعت برمى الجن:
وحدث يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن أول العرب فزع للرمي بالنجوم حين رمي بها ، هذا الحي من ثقيف ، وأنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له عمرو بن أمية ، أحد بني علاج - قال : وكان أدهى العرب وأنكرها رأيا - فقالوا له : يا عمرو : ألم تر ما حدث في السماء من القذف بهذه النجوم ؟ قال : بلى ، فانظروا ، فإن كانت معالم النجوم التي يُهتدى بها في البر والبحر ، وتُعرف بها الأنواء من الصيف والشتاء ، لما يُصلح الناس في معايشهم ، هي التي يرمى بها ، فهو والله طي الدنيا ، وهلاك هذا الخلق الذي فيها ؛ وإن كانت نجوما غيرها ، وهي ثابتة على حالها ، فهذا لأمر أراد الله به هذا الخلق ، فما هو ؟ .
**الرسول يسأل الأنصار عن قولهم في رجم الجن بالشهب وتوضيحه للأمر:
وذكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن عبد الله بن العباس ، عن نفر من الأنصار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لهم : ماذا كنتم تقولون في هذا النجم الذي يرمى به ؟ قالوا : يا نبى الله كنا نقول حين رأيناها يرمى بها : مات مَلِك مُلِّك ملك ، ولد مولود مات مولود ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس ذلك كذلك ولكن الله تبارك وتعالى كان إذا قضى في خلقه أمرا سمعه حمله العرش ، فسبحوا ، فسبح من تحتهم ، فسبح لتسبيحهم من تحت ذلك ، فلا يزال التسبيح يهبط حتى ينتهي إلى السماء الدنيا ، فيسبحوا ثم يقول بعضهم لبعض مم سبحتم فيقولون سبح من فوقنا فسبحنا لتسبيحهم ؛ فيقولون : ألا تسألون من فوقكم مم سبحوا ؟ فيقولون مثل ذلك ، حتى ينتهوا إلى حملة العرش ، فيقال لهم : مم سبحتم ؟ فيقولون : قضى الله في خلقه كذا وكذا ، للأمر الذي كان ؛ فيهبط به الخبر من سماء إلى سماء حتى ينتهي إلى السماء الدنيا ، فيتحدثوا به ، فتسترقه الشياطين بالسمع ، على توهم واختلاف ، ثم يأتوا به الكهان من أهل الأرض فيحدثوهم به فيخطئون ويصيبون فيتحدث به الكهان ، فيصيبون بعضا ويخُطئون بعضا .
ثم إن الله عز وجل حجب الشياطين بهذه النجوم التي يُقذفون بها ، فانقطعت الكهانة اليوم ، فلا كهانة .
وحدث عمرو بن أبي جعفر ، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي لبيبة ، عن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه بمثل حديث ابن شهاب عنه .
**الغيطلة وصاحبها:
وحدث بعض أهل العلم : أن امرأة من بني سهم ، يقال لها الغيطلة ، كانت كاهنة في الجاهلية ، فلما جاءها صاحبها في ليلة من الليالي ، فانقض تحتها ، ثم قال : أدر ما أدر ، يوم عقر ونحر ؛ فقالت قريش حين بلغها ذلك : ما يريد ؟ ثم جاءها ليلة أخرى ، فانقض تحتها ، ثم قال : شعوب ما شعوب ، تُصرع فيه كعب لجنوب . فلما بلغ ذلك قريشا ، قالوا : ماذا يريد ، إن هذا لأمر هو كائن ، فانظروا ما هو ؟ فما عرفوه حتى كانت وقعة بدر واحد بالشعب ، فعرفوا أنه الذي كان جاء به إلى صاحبته .
**نسب الغيطلة:
الغيطلة : من بني مرة بن عبد مناة بن كنانة ، إخوة مدلج ابن مرة ؛ وهي أم الغياطل الذين ذكر أبو طالب في قوله :
لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا * بني خلف قيضا بنا والغياطل
فقيل لولدها : الغياطل ؛ وهم من بني سهم بن عمرو بن هصيص .
**كاهن جنب يذكر خبر الرسول صلى الله عليه وسلم :
وحدث علي بن نافع الجرشي : أن جنبا : بطنا من اليمن ، كان لهم كاهن في الجاهلية ، فلما ذُكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتشر في العرب ، قالت له جنب : انظر لنا في أمر هذا الرجل ، واجتمعوا له في أسفل جبله ؛ فنزل عليهم حين طلعت الشمس ، فوقف لهم قائما متكئا على قوس له ، فرفع رأسه إلى السماء طويلا ، ثم جعل ينـزو ، ثم قال : أيها الناس ، إن الله أكرم محمدا واصطفاه ، وطهر قلبه وحشاه ، ومكثه فيكم أيها الناس قليل ، ثم أسند في جبله راجعا من حيث جاء .
**سواد بن قارب يحدث عمر بن الخطاب عن صاحبه من الجن :
وحدث من لا أتهم عن عبد الله بن كعب ، مولى عثمان بن عفان ، أنه حدث : أن عمر بن الخطاب ، بينما هو جالس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أقبل رجل من العرب داخلا المسجد ، يريد عمر بن الخطاب ؛ فلما نظر إليه عمر رضي الله عنه ، قال : إن هذا الرجل لعلى شركه ما فارقه بعد ، ولقد كان كاهنا في الجاهلية . فسلم عليه الرجل ، ثم جلس ، فقال له عمر رضي الله عنه : هل أسلمت ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال له : فهل كنت كاهنا في الجاهلية ؟ فقال الرجل : سبحان الله يا أمر المؤمنين ! لقد خلت فيّ ، واستقبلتني بأمر ما أراك قلته لأحد من رعيتك منذ وليت ما وليت ؛ فقال عمر : اللهم غفرا ، قد كنا في الجاهلية على شر من هذا ، نعبد الأصنام ، ونعتنق الأوثان ، حتى أكرمنا الله برسوله وبالإسلام ؛ قال : نعم ، والله يا أمير المؤمنين ، لقد كنت كاهنا في الجاهلية ؛ قال : فأخبرني ما جاءك به صاحبك ؛ قال : جاءني قبل الإسلام بشهر أو شيعه ، فقال : ألم تر إلى الجن وإبلاسها ، وإياسها من دينها ، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها .
**********هذا الكلام سجع، وليس بشعر**********
قال عبد الله بن كعب : فقال عمر بن الخطاب عند ذلك يحدث الناس : والله إني لعند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش ، قد ذبح له رجل من العرب عجلا ، فنحن ننتظر قسمه ليقسم لنا منه ، إذ سمعت من جوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه ، وذلك قبيل الإسلام بشهر أو شيعه ، يقول : يا ذريح ، أمر نجيح ، رجل يصيح ، يقول : لا إله إلا الله .
ولسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
**الكهان والأحبار والرهبان يتحدثون بمبعثه :
كانت الأحبار من يهود ، والرهبان من النصارى ، والكهان من العرب ، قد تحدثوا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه ، لما تقارب من زمانه .
أما الأحبار من يهود ، والرهبان من النصارى ، فعما وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه ، وما كان من عهد أنبيائهم إليهم فيه .
وأما الكهان من العرب فأتتهم به الشياطين من الجن فيما تسترق من السمع ، إذ كانت هي لا تحجب عن ذلك بالقذف بالنجوم . وكان الكاهن والكاهنة لا يزال يقع منهما ذكر بعض أموره ، لا تلقي العرب لذلك فيه بالا ، حتى بعثه الله تعالى ، ووقعت تلك الأمور التي كانوا يذكرون ، فعرفوها .
**قذف الجن بالشهب دلالة على مبعثه صلى الله عليه وسلم:
فلما تقارب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر مبعثه ، حجبت الشيطان عن السمع ، وحيل بينها وبين المقاعد التي كانت تقعد لاستراق السمع فيها ، فرموا بالنجوم ، فعرفت الجن أن ذلك لأمر حدث من أمر الله في العباد .
يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين بعثه ، وهو يقص عليه خبر الجن إذ حجبوا عن السمع ، فعرفوا ما عرفوا ، وما أنكروا من ذلك حين رأوا ما رأوا : ( قل أوحى إلي أنه استمع نفر من الجن ، فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا . يهدي إلى الرشد ، فآمنا به ، ولن نشرك بربنا أحدا . وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا . وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا . وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا . وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) ... إلى قوله : ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ، فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا . وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض ، أم أراد بهم ربهم رشدا ) .
فلما سمعت الجن القرآن عرفت أنها إنما منعت من السمع قبل ذلك ، لئلا يشكل الوحي بشيء من خبر السماء فيلتبس على أهل الأرض ما جاءهم من الله فيه ، لوقوع الحجة ، وقطع الشبهة . فآمنوا وصدقوا ، ثم ( ولوا إلى قومهم منذرين . قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ، يهدي إلى الحق ، وإلى طريق مستقيم ) ... الآيات
وكان قول الجن : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن ، فزادوهم رهقا ) . أنه كان الرجل من العرب من قريش وغيرهم إذا سافر فنزل بطن واد من الأرض ليبيت فيه ، قال : إني أعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة من شر ما فيه .
والرهق : الطغيان والسفه .
والرهق أيضا : طلبك الشيء حق تدنو منه ، أو لا تأخذه بصبصن واقشعررن من خوف
والرهق أيضا : مصدر لقول الرجل للرجل : رهقت الإثم أو العسر ، الذي أرهقتني رهقا شديدا ، أي حملت الإثم أو العسر الذي حملتني حملا شديدا ، وفي كتاب الله تعالى : ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ) .
وقوله : ( ولا ترهقني من أمري عسرا ) .
**ثقيف أول من فزعت برمى الجن:
وحدث يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن أول العرب فزع للرمي بالنجوم حين رمي بها ، هذا الحي من ثقيف ، وأنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له عمرو بن أمية ، أحد بني علاج - قال : وكان أدهى العرب وأنكرها رأيا - فقالوا له : يا عمرو : ألم تر ما حدث في السماء من القذف بهذه النجوم ؟ قال : بلى ، فانظروا ، فإن كانت معالم النجوم التي يُهتدى بها في البر والبحر ، وتُعرف بها الأنواء من الصيف والشتاء ، لما يُصلح الناس في معايشهم ، هي التي يرمى بها ، فهو والله طي الدنيا ، وهلاك هذا الخلق الذي فيها ؛ وإن كانت نجوما غيرها ، وهي ثابتة على حالها ، فهذا لأمر أراد الله به هذا الخلق ، فما هو ؟ .
**الرسول يسأل الأنصار عن قولهم في رجم الجن بالشهب وتوضيحه للأمر:
وذكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن عبد الله بن العباس ، عن نفر من الأنصار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لهم : ماذا كنتم تقولون في هذا النجم الذي يرمى به ؟ قالوا : يا نبى الله كنا نقول حين رأيناها يرمى بها : مات مَلِك مُلِّك ملك ، ولد مولود مات مولود ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس ذلك كذلك ولكن الله تبارك وتعالى كان إذا قضى في خلقه أمرا سمعه حمله العرش ، فسبحوا ، فسبح من تحتهم ، فسبح لتسبيحهم من تحت ذلك ، فلا يزال التسبيح يهبط حتى ينتهي إلى السماء الدنيا ، فيسبحوا ثم يقول بعضهم لبعض مم سبحتم فيقولون سبح من فوقنا فسبحنا لتسبيحهم ؛ فيقولون : ألا تسألون من فوقكم مم سبحوا ؟ فيقولون مثل ذلك ، حتى ينتهوا إلى حملة العرش ، فيقال لهم : مم سبحتم ؟ فيقولون : قضى الله في خلقه كذا وكذا ، للأمر الذي كان ؛ فيهبط به الخبر من سماء إلى سماء حتى ينتهي إلى السماء الدنيا ، فيتحدثوا به ، فتسترقه الشياطين بالسمع ، على توهم واختلاف ، ثم يأتوا به الكهان من أهل الأرض فيحدثوهم به فيخطئون ويصيبون فيتحدث به الكهان ، فيصيبون بعضا ويخُطئون بعضا .
ثم إن الله عز وجل حجب الشياطين بهذه النجوم التي يُقذفون بها ، فانقطعت الكهانة اليوم ، فلا كهانة .
وحدث عمرو بن أبي جعفر ، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي لبيبة ، عن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه بمثل حديث ابن شهاب عنه .
**الغيطلة وصاحبها:
وحدث بعض أهل العلم : أن امرأة من بني سهم ، يقال لها الغيطلة ، كانت كاهنة في الجاهلية ، فلما جاءها صاحبها في ليلة من الليالي ، فانقض تحتها ، ثم قال : أدر ما أدر ، يوم عقر ونحر ؛ فقالت قريش حين بلغها ذلك : ما يريد ؟ ثم جاءها ليلة أخرى ، فانقض تحتها ، ثم قال : شعوب ما شعوب ، تُصرع فيه كعب لجنوب . فلما بلغ ذلك قريشا ، قالوا : ماذا يريد ، إن هذا لأمر هو كائن ، فانظروا ما هو ؟ فما عرفوه حتى كانت وقعة بدر واحد بالشعب ، فعرفوا أنه الذي كان جاء به إلى صاحبته .
**نسب الغيطلة:
الغيطلة : من بني مرة بن عبد مناة بن كنانة ، إخوة مدلج ابن مرة ؛ وهي أم الغياطل الذين ذكر أبو طالب في قوله :
لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا * بني خلف قيضا بنا والغياطل
فقيل لولدها : الغياطل ؛ وهم من بني سهم بن عمرو بن هصيص .
**كاهن جنب يذكر خبر الرسول صلى الله عليه وسلم :
وحدث علي بن نافع الجرشي : أن جنبا : بطنا من اليمن ، كان لهم كاهن في الجاهلية ، فلما ذُكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتشر في العرب ، قالت له جنب : انظر لنا في أمر هذا الرجل ، واجتمعوا له في أسفل جبله ؛ فنزل عليهم حين طلعت الشمس ، فوقف لهم قائما متكئا على قوس له ، فرفع رأسه إلى السماء طويلا ، ثم جعل ينـزو ، ثم قال : أيها الناس ، إن الله أكرم محمدا واصطفاه ، وطهر قلبه وحشاه ، ومكثه فيكم أيها الناس قليل ، ثم أسند في جبله راجعا من حيث جاء .
**سواد بن قارب يحدث عمر بن الخطاب عن صاحبه من الجن :
وحدث من لا أتهم عن عبد الله بن كعب ، مولى عثمان بن عفان ، أنه حدث : أن عمر بن الخطاب ، بينما هو جالس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أقبل رجل من العرب داخلا المسجد ، يريد عمر بن الخطاب ؛ فلما نظر إليه عمر رضي الله عنه ، قال : إن هذا الرجل لعلى شركه ما فارقه بعد ، ولقد كان كاهنا في الجاهلية . فسلم عليه الرجل ، ثم جلس ، فقال له عمر رضي الله عنه : هل أسلمت ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال له : فهل كنت كاهنا في الجاهلية ؟ فقال الرجل : سبحان الله يا أمر المؤمنين ! لقد خلت فيّ ، واستقبلتني بأمر ما أراك قلته لأحد من رعيتك منذ وليت ما وليت ؛ فقال عمر : اللهم غفرا ، قد كنا في الجاهلية على شر من هذا ، نعبد الأصنام ، ونعتنق الأوثان ، حتى أكرمنا الله برسوله وبالإسلام ؛ قال : نعم ، والله يا أمير المؤمنين ، لقد كنت كاهنا في الجاهلية ؛ قال : فأخبرني ما جاءك به صاحبك ؛ قال : جاءني قبل الإسلام بشهر أو شيعه ، فقال : ألم تر إلى الجن وإبلاسها ، وإياسها من دينها ، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها .
**********هذا الكلام سجع، وليس بشعر**********
قال عبد الله بن كعب : فقال عمر بن الخطاب عند ذلك يحدث الناس : والله إني لعند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش ، قد ذبح له رجل من العرب عجلا ، فنحن ننتظر قسمه ليقسم لنا منه ، إذ سمعت من جوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه ، وذلك قبيل الإسلام بشهر أو شيعه ، يقول : يا ذريح ، أمر نجيح ، رجل يصيح ، يقول : لا إله إلا الله .
ولسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،