أنين الغربة
06 Feb 2009, 02:34 PM
هذه نبذة مختصرة عن الدكتورة رقية بنت محمد المحاربلمن لا يعرفها
الدرجة العلمية :
دكتوراه في الحديث.
مديرة عام توجيه وإرشاد الطالبات سابقاً
عضو هيئة التدريس بكلية التربية بالرياض حالياً
مشرفة على موقع لها أون لاين
- لها العديد من المشاركات في الصحف والمجلات ،
وألقت العديد من الدروس العلمية والمحاضرات والدورات.
- من مؤلفاتها:
"النص في تحريم النمص"
"كيف تخشعين في الصلاة"
"الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل".
اللقاء كان حول (غزة ووسائل النصرة )
السلام عليكِ أستاذتي الفاضلة د. رقية المحارب
سؤالي كيف نجاهد ونحن في بيوتنا لا حول لنا ولا قوة كيف نستطيع أن نفيد أخونا في غزة ولا نشعر بالتقصير وتأنيب الضمير لقلة حليتنا وعجزنا اتجاههم ؟
ملحوظة :
أعرف د. رقية أنه بالمال ممكن لكني أبحث عن شي أقوى أشعر أن المال وحده لا يكفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله الذي جعل لنا حق الجهاد والدفاع عن النفس يقول الله تعالى { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
هذه الآية تجسد حقنا في الدفاع عن أنفسنا وعن أرضنا وعن مساجدنا وعن أعرضنا وأموالنا واخوننا في غزة وفي كل بقاع الأرض جزء منا لا يتجزأ فهم بحاجة إلى نصرتنا ووقوفنا معهم فرضاً علينا ليس لنا منه مخرج فواجب أن ندفع عنهم بكل حول وقوة .. فمنا من يملك القلم ومنا يملك المال ومنا ما لا يستطيع سوى الدعاء والألم والهم وكل ذلك من أنواع النصرة وعلى حسب قدرتنا يكون الواجب في حقنا كلا في حسبه ولا شك أن المسؤولية تقع بدرجة أعلى على القادة والحكام وبعدهم العلماء لأن الله جلا وعلا ولاهم شؤون المسلمين فإذا تخلوا عن واجباهم وجب على الأمة أن تطالبهم بالقيام بدورهم .
إما أفراد الأمة فعليهم واجبات كثيرة أجملها في ما يأتي :
1. حمل الهم والدعاء فإن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم والدعاء هو العبادة وهو سلاح عظيم في دفع القدر كما جاء في الحديث الصحيح " ينزل القدر ويرتفع الدعاء فيعتلجان و ينزل أقواهما " فعلينا أن نتوجه لله بالدعاء لعل الله أن يستجيب وأن يدفع وهذه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن لا يكون هو سلاحنا فقط فعلينا أن نعينهم بغيره .
2. مواستهم بالمال و إرسال النفقات التي يحتاجونها نقدية كانت أو عينية فهم الآن يحتاجون إلينا لنقدم لهم الطعام والدواء والكساء وغير ذلك من مقومات الحياة .
3. تصحيح النظرة لدى المسلمين بالإعلام بجميع أنواعه المقروء و المشاهد و المسموع لأن المنافقين شوهوا صورة المجاهدين وفي الحين الذي يرى فيه أعدائنا حقهم في الهجوم على أخواننا يرى بعض من يتحدثون بألسنتنا ويلبسون ثيابنا أنه ليس لنا حق في الدفاع عن أنفسنا وفي الوقت الذي تبرر فيه حليف اليهود أمريكا هجوم إسرائيل الشرس والإرهابي على الأطفال والنساء نرى قادتنا لا يزالون يطالبون إخواننا بضبط النفس والمصالحة والتسوية والحر يأبى الظلم والضيم وقد بات يرى هذه المفارقة كل عاقل ولو لم يكن مسلما والله المستعان وأني أرى أن الدور الإعلامي في هذه الفترة قد غير وقلب الموازين ففي حين كانت أمثلة هذه الجرائم تقع على أخواننا وكنا لا نسمع عنها إلا خبرا مجتزأ مع تعمية عامة عما يحدث نرى اليوم أن بعض القنوات تنقل بالصوت والصورة الحدث لكل العالم لذا تفاعلت جميع الطوائف حتى من غير المسلمين مع هؤلاء الضعفاء وتغيرت صورة إسرائيل عند العالم بأنها النازية الجديدة والإرهاب الصريح فالحمد الله على هذا ونسأله أن يعين المسلمين جميعا أفراد وجماعات على دوام نصرة أخوانهم .
نحتاج لمثل هذا .. إنها فتنة والله المستعان ..
سؤالي ..
هناك ادعاء بقيام تحالف بين حركة حماس وحكومة إيران لتدريب العناصر ومدهم بالسلاح لضمان استمرار المقاومة ضد اليهود ..
التحالف "إن سلمنا بصحته" .. هل يكون عذراً للسنة من أبناء الأمة للوقوف ضد من يمد يده للروافض !
وارجوا التطرق لوحدة الصف .. خاصة مع تكرار طرح هذه المسألة في وسائل الإعلام في الأزمة الحالية بالذات ..
وجزاكم الله خيراً د.رقية ..
الحمد الله لنا أن نطلب السلاح وأن نشتريه وأن نتدرب عليه مع أي أحد سواء اختلف معنا أو اتفق معنا ولكن ليس لنا أن نتخلى عن ثوابتنا أو أن نقدم تنازلات مقابل هذا والذي اعلمه أنه ليس بين حماس والمجاهدين في غزة وبين الروافض شراكة وقد صرح بعضهم أنهم رفضوا مطالب إيران بفتح مشروعات لها في غزة تخدم أهدفها مما يدل على صحوتهم ويقظتهم وأنهم ليس أصحاب مطامع سياسية في الحين الذي مدوا المسلمين أيدهم للكافرين من اليهود والنصارى والشيوعيين والوثنيين تحالفا ومشاريع مشتركة في الثقافة والتعليم والتسلح والاقتصاد فلا أدري كيف يغفل هؤلاء عن مطامع النصارى واليهود الذين فتحوا لهم في بلدانهم دور عبادة واستقبلوهم بالأحضان ودعموا اقتصادهم لأن لا ينهار بعشرات المليارات ثم هم في نفس الحين يضيقون على إخوانهم من أهل السنة ويغلقون عليهم المعابر ويبطئون عنهم بالنصر ولا أدري على أي ركيزة يعتمدون وما مبرراتهم أسأل الله أن يرد ضال المسلمين إلى التبصر .
استاذتنا الفاضلة : مع كثرة من يتكلم ويكتب حولنا اصبحنا لا نعلم اين الحقيقة او ما هي الحقيقة
كلا يصرح كلا يقول ونحن تشتتنا مع هذا التشتت
لا اعلم ماذا افعل كيف اساعدهم وانا هنا وهم هناك
لما حالنا هكذا انقسمنا مثل انقسام الفلسطينين
كن نسميها فلسطين ونهتف لفلسطين
والان منا من يهتف لحماس ومنا من يهتف لفتح
ومع سرعة انفعالنا سريعين في الهدوء يعني لو قرر وقف اطلاق النار لهدا الناس وعادو
الى بيوتهم ومصالحهم وكأن شياء لم يحدث
وينتهي موضوع غز كما انتها من قبل وكان العدو يلعب بنا يثيرنا متى ما اراد
ويهدينا متى ما اراد ولو نظرنا لما حدث سابقا سنجد انها حقيقة
فلماذا لا نعي ونفهم وتفهم الشعوب هذا التخطيط
سمعت د. بكار في برنامج المعالي يخبرنا انه يتمنى ان ننشي موقع عن فلسطين يكون الدليل
والمرجع لكل من يريد الحقيقة ولاولادنا لعلموا حقيقة ما يحدث ويكون من باب نصرتهم
فانشأت مدونة تكون مصدرا لمن يريد معلومات حقيقية عن فلسطين وعن العدوان
ولقد انشاتها و احببت ان اضع فيها كل ما اعلمه او ما درسته وما اجده من حقائق
للعدوان على ارضنا لكني صعقت نعم والله صعقت بما وجدت
فضائع تسمى حقائق صور وارقام وبيع وشراء لفلسطين باسمنا
الكل ينشر ويكتب ونحن نقراء وتمتلى عقولنا بهذا الكلام وربما بعضنا يصدقه
لنه لا علم لنا ولا نعلم من اين ناخذ المعلومة الصحيحة
فتوقفت ولم اكمل خشية ان اكتب شيئا خاطئا
فماذا افعل ؟
وعذرا للاطالة استاذة رقية
الحمد الله جزاك الله خيراً على ما تقومين به وجعله في ميزان حسناتك يا أختي الكريمة الحق أبلج عليك أن تنظري إلى هؤلاء في غزة وكيف وقف ضدهم اليهود وحلفائهم وحاربهم وصبوا عليهم جام غضبهم وتمنوا لو تمكنوا منهم فيستأصلونهم جملة واحدة وهذا العداء يشهد لأخواننا بالصدق إما اؤلئك الذي رضيت عنهم إسرائيل وأخذتهم بالأحضان فتأكدي تماما أنهم قدموا لها الولاء وخدموا مصلحتها لمصلحتهم الشخصية أو الحزبية على حساب دينهم وإسلامهم يقول تعلى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " هذا المعيار هو الذي يجعلنا نميز الحقيقة ونعرفها هل تعتقدين أن أعدائنا يحبوننا إلا إذا كنا متخلين عن مبادئنا . من الحقائق التي لم تعد خفية أن فتح والسلطة الفلسطينية كانت ومازالت تقدم المعلومات عن نشطاء المجاهدين من حماس وغيرها من الفصائل ككتائب الأقصى والقسام وألوية الناصر وحركة الجهاد وغيرها .. تقدم السلطة من فتح المعلومات وأماكن التواجد لإسرائيل حتى تستهدفهم وتغتالهم بل أن سجون السلطة في الضفة تمتلئ بقيادات ودبلوماسيين من حركة حماس وغيرها لتضعفهم ولتقطع دابر الجهاد فهؤلاء يجب أن يفضحوا ، وأن أخشى ما أخشاه أن تستأسد هذه السلطة بالدعم العربي لتعاود السيطرة على فلسطين كلها من أجل أن تستمر التسوية مع أسرائيل ويرتاح العرب " حسب تصورهم من وجع الرأس " الذي يسمى قضية فلسطين" علينا أن نعرف الحقائق وأن ننظر في الفريقين فريق يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وفريق يتقلب في أروقة الأمم المتحدة ويسكن فنادق خمسة نجوم وأرصدته بمئات الملايين من التبرعات الرسمية التي ترسل إلى الجمعيات الإغاثية ولا تصل إليها فهل هؤلاء يستوون مع أولئك لعل من الظلم أن نغيب عن فهم الواقع فضلا عن أ ن نكون جزء من التعميه .
حياك الله دكتورتنا الغالية ..
_هل يمكن أن تكون المحنة التي أبتليت بها غزة والمسلمون منحة ؟ وهل في السيرة مايشابة الوضع أن أنقلبت المحن لمنح ؟
_من مشاهداتنا ومتابعتنا للأخبار أدهشني أمر وهو "صمود المقاومة " وكما هو مشاهد المقاومة لاتملك غير أسلحة بدائية تم تصنيعها من قبل المقاومة وهذا معلن في الأخبار! .ومع ذلك استطاعوا أن يبثوا الرعب في اسرائيل المدججه بأحدث أنواع الأسلحةالفتاكة و المحرمة دولياً منها الفسفور الابيض الخطير والطائرات الحربية من أحدث طراز وألخ من الإمكانات الحربية الهائلة! ومع كل ذلك تصمد المقامة صمود الجبال ! كيف تفسرين ذلك دكتورة ؟!
_وأيضاً لاحظت أمراً وهو أن اسرائيل وجهت كُل ضرباتها على المدنين فنلحظ بإن الأموات من الأطفال والشيوخ والنساء والفلاحين بدل أن توجهها للمقاومة التي تخوض معها الحرب كما تدعي! ولم يستشهد من المقاومين إلا " القلة"كما سمعت كانوا في منازلهم مع أسرهم أليس ذلك دليلاً على فشل وعجز اسرائيل في هذه الحرب لدرجة إنهماكها في قتل المدنين العزل والضرب العشوائي والبربري الذي يعكس قنوطهم من إستسلام المقامة ؟ أما الحقيقة غير ذلك ؟
_مالفوائد التي بالإمكان أن نخرج منها بعد مجزرة غزة ؟
وماواجبنا كأفراد نحو نصرة غزة ؟ ، هل من وسائل تقترحينها ؟
الحمد الله أشكرك على هذا السؤال الجيد الذي يدل على عمق الفهم لا شك أن هذه الأحداث كانت محنة على الأمة جميعا ولكن هي منحة لأن الله سبحانه وتعالى يقول " لا تحسبوه شرا لكم بل هو خيرا لكم وقد رأينا نتائج مذهلة أذهلت العالم بصمود المجاهدين وبقائهم متمسكين بحقهم مدافعين عنه و هذا جهاد في سبيل الله قد غلبتنا وسائل الأعلام بتسميته مقاومة والأولى أن يسمى جهادا وفي هذه المحنة من المنح ما لا أحصيه ولو ألفت فيه كتابا لكان مناسبا وذلك يظهر في التالي
أولا : استشهاد عدد من المؤمنين نحسبهم والله حسيبهم وهذه منحة لهم قد أتخذهم الله شهداء كما جاء في قوله تعالى " ويتخذ منكم شهداء " وكما قال ولو يشاء الله لأنتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم لبعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم فيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم وهذا منحة في حقهم وفي حق الأمة فهم شرف لهذا الزمان
ثانياً : أنها فرصة لتقديم العون والبذل في سبيل الله لسائر المسلمين لأن هذا باب من أبواب الجهاد كما جاء في قوله تعالى " وأن استنصروكم في الدين فعليكم النصر " وكما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم " من جهز غازياً في سبيل الله أو خلفه في أهله بخير فقد غزى "
فهي فرصة للمشاركة بالمال و كذا بعون أهليهم بما جاء في الحديث " أو خلفه في أهله بخير " فهذا باب متاح يتمناه كثير من المسلمين ويتلهفون له لاسيما إذا كان النصر لبيت الله المقدس وللأرض المباركة أرض الأنبياء والمرسلين .
ثالثاً : كشفت هذه الأزمة المنافقين الذين لا يآلون المؤمنين خبالا والذين يتربصون بالمؤمنين فانكشفوا وبان عوارهم وعرفهم المؤمنين بمواقفهم المثبطة وهذا فضل من الله بل هو في حكم المنح لما جاء في قوله تعالى " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب " فهي حكمة للبلايا والمحن يعود بعدها المؤمنين أنقى وأتقى و أقوى
رابعاً : أنه هذه المحن تقوي المؤمنين وتجعلهم يتفقدون ضعفهم ويبحثون سبل قوتهم وكما يقولون في المثل الضربة التي لا تقتلك تقويك وهكذا بدت النتائج اليوم فالمجاهدون عادوا أقوى من قبل وسيكونون كذلك أن شاء الله ، وهذا يشهد به أعدائنا و صرحوا به بعد انتهاء المعركة من أمثال ذلك اعترف سياسي إسرائيلي بفشل الجيش في تحقيق الأهداف العسكرية في قطاع غزة، وأهمها القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووقف صواريخها.
وأوضح أفيغدور ليبرمان الذي يرأس حزب إسرائيل بيتنا أن حماس لن تستمر على ضعفها إنما ستكون أفضل من حزب الله في غضون عام "وسيكون لديها مئات الصواريخ القادرة على الوصول إلى وسط تل أبيب واستهداف مقر الحكومة.
كما اعتبر أن العملية العسكرية جعلت من حماس لاعباً مهماً في المنطقة، وأن الأمر قد يستغرق بعض الوقت فقط "قبل أن تنهار حكومة رام الله في أيديها".
ورأى رئيس الحزب اليميني أن الحرب على غزة أثبتت أن الجيش "هو أحسن جيوش الشرق الأوسط وأعاد الفخر للإسرائيليين" مشددا على أن "رجال السياسة لم يترجموا الإنجازات العسكرية إلى إنجازات سياسية" لأنهم لم يدعو الجيش يكمل العملية قائلا "لهذا لم نصل إلى نتيجة".
وأكد أن إيران هي الخطر الإستراتيجي الأكبر "من خلال دعمها لحماس وحزب الله وشحن الرأي العام العالمي باتجاه إمكانية عدم وجود إسرائيل ومن خلال تطوير أسلحة نووية وصواريخ باليستية".
أما الخطر الثاني (حسب ليبرمان) فهو "التطرف بين عرب إسرائيل" موضحا أن إسرائيل غير قادرة على "دعم الأصدقاء منهم وإقصاء الأعداء" قائلا "نحن نخسر عرب إسرائيل".
يُذكر أن عددا من أقطاب المعارضة والمعلقين بإسرائيل وضعوا تساؤلات كثيرة حول نتائج تلك الحرب، ومدى نجاحها في تحقيق الهدف المعلن وهو وقف صواريخ المقاومة ومنع تهريب السلاح إليها.
وكان رئيس كتلة ليكود بالكنيست جدعون ساعر قال في تصريح للقناة الحكومية قبل يومين إن الحرب لم تحقق هدفاً إستراتيجياً وإن حماس ما تزال بالسلطة مبدياً تخوفه من تعاظم قوتها مستقبلاً، وأكد أن الحكومة فشلت في ترجمة ما حققه الجيش ميدانيا.
والحق أن المنحة أكثر من أن تحصى وربما يضيق المقام ونعجز عن الكتابة وستبدى منحا لم نحسب حسابها شريطة أن يستمر المجاهدون على ما هم عليه من الصمود والجهاد والتوكل على الله وتأملي قوله تعالى "قال رجلان من اللذين يخافون أنعم الله عليهما أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فأنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا أن كنتم مؤمنين " وقد أعجبني ما وصلني من تدبراً لهذا الحدث ورؤية الانتصار الحقيقي من خلاله ولعلي أذكره انتفاعا به وتأيداً لما جاء فيه "
عجائب غزة السبع :
اعتقد أن قطاع غزة سيظل عبر التاريخ مصدرا للإلهام و رمزا من رموز التحدي التى سيتوقف أمامها البشر كثيرا حين يؤرخوا لهذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن العربي .
تعارف البشر منذ عشرات السنين على ما يسمى بعجائب الدنيا السبعة و هى أماكن بلغت القمة فى الإبداع الإنساني عبر التاريخ بعضها لا زال باقيا كشاهد حي على عبقرية و سمو العقل البشرى الذي خلقه الله فأبدعه و صوره ، لكن الناظر إلى أرض غزة المباركة بعين البصر و البصيرة سرعان ما يكتشف أنها حققت المدهش و العجيب الذي سيظل التاريخ حاضرا و مستقبلا يتوقف أمامه مبهورا بروعة الإنجاز وعبقرية الفعل فى عجائب سبعة تفرد بها قطاع غزة ألا و هى :
1) العجيبة الأولى :
ربما كانت حكومة غزة هى الحكومة الوحيدة فى التاريخ الإنساني التى يعانى شعبها الجوع و الفقر الشديد و الأزمات الخانقة التى لا تتحملها طاقة البشر و رغم هذا لم يثر الشعب عليها و لم يسقطها بل لا زال يحملها على الأعناق ! ، رغم أن الجميع يحاول جعلها السبب الرئيسي لما يعانى منه أهل غزة ، إنها فعلا عجيبة من عجائب الزمان أن تستمر حكومة تحت هذه الضغوط الهائلة دون أن تسقط أو تسلم الراية بل يحتضنها الشعب و يخفف هو عنها ! و إذا سألتني ما هو سر هذا الصمود العجيب ؟ قلت لك أنها حكومة مرتبطة ارتباطا وثيقا بشعبها فليس الشعب هو وحده من يعانى كمعظم الأقطار الأخرى عند الأزمات بل هم فى مقدمة من يدفع ضريبة الصمود من قوته و دمه و أبنائه ، ثانيا إن عمقهم الإستراتيجي الداعم لهم - كما يقول أهل السياسة – رأسي و ليس أفقي !! ، أي سماوي الوجهة رباني التوجه خاصة بعد أن تنكر لهم الأخ و الصديق و هذه هى الإجابة الوحيدة المقنعة لثبات هذه الحكومة المباركة .
2) العجيبة الثانية :
من عجائب غزة هى أهلها المرابطين الذين يثبتون كل يوم بأن منابع العظمة لديهم لا تنضب بل هى دائمة التجدد ، بل لعلى لا أكون مبالغا إذا قلت أن أهل غزة الذي حاول البعض الصيد فى الماء العكر و تصوير ما حدث على الحدود مع مصر من هدم للسور الحدودي و تدفق لأهل غزة على رفح المصرية لكسر الحصار بأن ذلك منقصة و خطأ غير مقبول ، أقولها بأعلى صوت بل إن ما حدث على الحدود أثبت بشكل قاطع أن أهل غزة هم جزء من شعب يعد من أرقى شعوب الأرض ، نعم أكررها ما حدث من أهل غزة على الحدود المصرية يثبت أنهم أرقى - هذه المرة- شعوب الأرض ! و إذا سألت لماذا ؟! قلت لك تخيل معي شعب محاصر حصارا ظالما و مجحفا لا مثيل له فى العالم ، لا ماء و لا غذاء و لا دواء و لا كهرباء لا يوجد أي شيء على الإطلاق من مقومات الحياة الأساسية التى يحتاجها البشر ليظلوا فقط أحياء ، لا أقول ليعيشوا حياتهم !
و عندما تكسر الحدود و يتدفق مئات الآلاف على رفح المصرية فى وقت واحد للتزود بمقومات الحياة رغم هذا كله لم تسجل جريمة سرقة واحدة قام بها فلسطيني فى رفح ! ، لم تتعرض قافلة مساعدات واحدة للسلب و النهب ، بل يضخ هذا الشعب الفقير المحاصر مئات الملايين من الدولارات للاقتصاد المصري ! ، أنني أتحدى أن تذهب بسيارة تحمل مساعدات إنسانية لأي دولة عربية تعانى الفقر و تقف بها فى ميدان عام و ترى ما سيحدث لها ، ستختفي المساعدات فى لحظات بل ربما اختفت السيارة و السائق أيضا ! ، أخبرني بربك هل تعرف شعبا على وجه الأرض يصبه كل هذا الظلم و البغي والعدوان ويتصرف بكل هذا الرقى و التحضر و عزة النفس التى تناطح الجبال؟ نعم إن أهل غزة و خلفه شعب فلسطين بكامله هم وحدهم عجيبة من عجائب الزمان التى نقف أمامها كالتلاميذ الصغار نستلهم من صمودهم و جهادهم الدروس و العبر ..
3) العجيبة الثالثة :
ملحمة الصمود ، الحديث عن الصمود الفلسطيني على مدار التاريخ يثير في النفس مشاعر من الإجلال والإكبار حتى يظن المرء في بعض الأحيان أنهم يتنفسون الصمود و الإباء كما نتنفس نحن الهواء إن الواحد منا في حياته العادية كثيرا ما ينغص حياته و يصيبه السخط إذا انقطعت عنه الكهرباء أو الماء ساعات معدودة أو حدث ازدحام في الطريق أو خلل في وسائل المواصلات ...
أما إذا فقدنا القريب أو الحبيب أو القريب ربما نظل نبكيه شهورا طويلة ، مع فلسطين تصبح منغصات الحياة هذه هي الأصل ، هي روتين الحياة اليومي الذي يحياه كل رجل و امرأة كل طفل و شيخ على الأرض المباركة ليس هذا فحسب بل ضاعف حجم المعاناة عشرات الأضعاف فالحواجز الإسرائيلية التي لا تنتهي أبدا و التفتيش الذاتي و الاعتقالات اليومية مع نزيف الدماء المتصاعد يوما بعد يوم مع حصار خانق و حانق يتجاوز حدود الإنسانية عبر تاريخها الطويل كل هذا الضغط الهائل و مازال هذا الشعب الصابر يضرب النموذج و القدوة لأمة بكاملها في صمود تنحني أمامه الرؤوس إكبارا صمود لا يعرف التنازل أو الانكسار ..
4) العجيبة الرابعة :
مصانع الرجال ، تشعر وأنت تشاهد أبطال فلسطين أنك أمام نوعية متفردة من الرجال قلما يجود بهم زمان أو مكان ، إن ملامح الشموخ و نظرات العزة التي تلمع في عيون الواحد منهم و أنت تشاهدهم على شاشات التلفزة كافية لأن تطمئن على مستقبل المسيرة بل تشعر أحيانا بالغيرة أنك لست واحدا منهم ، بل حتى لأنك وطنك الذي تعيش فيه يفتقد إلى – إلا القليل - هذا الطراز النبيل من الأبطال الواحد منهم بألف ممن سواه ، و العجيب أنه رغم صغر أعمارهم إلا أنك تشعر أن من يتحدث له حكمة الشيوخ التي مزجت بحماس الشباب إن أسماء مثل إسماعيل هنية و الزهار و خالد مشعل وموسى أبو مرزوق و سعيد صيام و من الشباب سامي أبو زهري و مشير المصري و غيرهم الكثير و الكثير من أبطال فلسطين القابضين على الجمر هم وحدهم عجيبة من عجائب الزمان فسلام لهم ألف سلام .
5) العجيبة الخامسة :
عبقرية البناء ، إن الناظر للبناء التنظيمي الفريد لحركة المقاومة الإسلامية حماس و الذي لا أدعى إحاطتي به و لكن يكفى ما نستشعره من كيان متماسك يتلقى الضربات القاتلة الواحدة تلو الأخرى وهو راسخ كالجبال فحركة حماس يتغلغل تنظيمها العنكبوتى في كل شبر من أرض فلسطين لا لحمل البندقية فقط و لكن لحمل سماعة الطبيب أو قلم الكاتب أو كراسة التلميذ إنه كيان ترك و لا يزال يصبغ كل مجالات الحياة المختلفة في فلسطين من مدارس و مستشفيات و جمعيات خيرية و نوادي و كافة أنشطة العمل الاجتماعي و الخيري إن المذهل في هذا الكيان مدى تماسكه وانضباطه رغم حجم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها كل يوم هذا فضلا عن الخسائر الفادحة في صفوف قادته بشكل مستمر ، فنحن كثيرا ما نقرأ أو نسمع عن حركات انفرط عقدها بموت قادتها و تفرقت شيعا و أحزاب أما عجيبتنا هذه فهي أنه كلما أستشهد قائد خلفه ألف قائد حتى يخال المرء أنه أمام حركة كلها قادة اللهم لا حسد !
6) العجيبة السادسة :
عبقرية الأداء : حركة حماس من يتابع عن كثب مواقفها المختلفة يستطيع أن يجزم أنها استطاعت بحرفية بالغة تحسد عليها أن تتعامل مع تناقضات عدة وظفتها جميعا لصالح مشروعها التحرري ، فهي إخوانية الجذور و التفكير والتنظيم و رغم هذا استطاعت أن تتعامل مع النظام المصري الذي يكره الإخوان أكثر مما يكره إسرائيل و نجحت في الحفاظ بمساحة معقولة من العلاقة بين الطرفين رغم مواقف النظام المصري التي لا تشرف أحدا و التي في غالبها يصنف في خانة الضعف و الانبطاح ، تعاملها كذلك مع سوريا بل ووجود قادة الحركة الأساسيين في دمشق رغم و جود قانون يقضى بإعدام كل من له صلة بالإخوان المسلمين ! ، كذلك تعاملها مع الفصائل الفلسطينية المختلفة و التي تختلف معها في الفكر و الحركة و السلوك و لكن حماس استطاعت بحنكة بالغة أن تحتفظ دائما بأجندة مشتركة يلتف الجميع حولها ، كذلك تعاملها البالغ الذكاء مع قوى الصراع المختلفة في المنطقة و قدرتها على الاحتفاظ دائما بشعرة معاوية مع كافة الأطراف ..
7) العجيبة السابعة :
المقاومة المتجددة ( صواريخ القسام ، القنبلة البشرية ، قناة الأقصى ) هذه هي مدافع حماس الثلاثة كل واحد منها إعجاز متفرد ، الصواريخ التي تصنع وتطور من وقت لآخر لتثير الرعب الإسرائيلي و تثير حفيظة حلفائه رغم البساطة الشديدة في صنعها و لكنها تستمد قوتها من إرادة صانعها و رعاية السماء لها ، ليصبح هذا الصاروخ المتواضع هو ميزان الرعب مع العدو الصهيوني ، أما القنبلة البشرية التي تخترق كل الحواجز و الاحتياطات الأمنية الشديدة ليصل الاستشهادي إلى مبتغاه و ينفجر في وجه حفدة القردة و الخنازير إن وصوله لهدفه معجزة وانفجاره معجزة ، تنحني لها رؤوس الرجال حياء منه ، أما قناة الأقصى هذا الوليد الذي شب كبيرا ، لتتحول القناة في عدة شهور لا أقول سنين إلى قناة ذات مصداقية عالية رغم الضعف الشديد في إمكانياتها و الظروف الأمنية و الفنية الصعبة التي تعمل خلالها ، إلا أنها بعون الله استطاعت أن تلفت الأنظار بسرعة كبيرة و تصبح في قائمة القنوات المفضلة لدى الشارع العربي الذي يتلهف على إعلام مقاوم و نظيف و خاصة مع الكم الهائل من القنوات التي تملأ سماء العالم العربي ، تهدم و لا تبنى .
أعلم أن حماس و غزة ومن وراءهما كل فلسطين : الأرض و الإنسان و التاريخ لا تنضب عجائبهم لأنهم صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعه ، إنهم ينيرون لنا الدرب و يفسحون لنا الطريق و يخطبون فينا خطبة بالغة بالفعل لا بالكلام أن طريق النصر تعبده دموع الأسحار و قطرات الدماء في رابعة النهار ' فهل من متعظ ؟.
الدرجة العلمية :
دكتوراه في الحديث.
مديرة عام توجيه وإرشاد الطالبات سابقاً
عضو هيئة التدريس بكلية التربية بالرياض حالياً
مشرفة على موقع لها أون لاين
- لها العديد من المشاركات في الصحف والمجلات ،
وألقت العديد من الدروس العلمية والمحاضرات والدورات.
- من مؤلفاتها:
"النص في تحريم النمص"
"كيف تخشعين في الصلاة"
"الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل".
اللقاء كان حول (غزة ووسائل النصرة )
السلام عليكِ أستاذتي الفاضلة د. رقية المحارب
سؤالي كيف نجاهد ونحن في بيوتنا لا حول لنا ولا قوة كيف نستطيع أن نفيد أخونا في غزة ولا نشعر بالتقصير وتأنيب الضمير لقلة حليتنا وعجزنا اتجاههم ؟
ملحوظة :
أعرف د. رقية أنه بالمال ممكن لكني أبحث عن شي أقوى أشعر أن المال وحده لا يكفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله الذي جعل لنا حق الجهاد والدفاع عن النفس يقول الله تعالى { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
هذه الآية تجسد حقنا في الدفاع عن أنفسنا وعن أرضنا وعن مساجدنا وعن أعرضنا وأموالنا واخوننا في غزة وفي كل بقاع الأرض جزء منا لا يتجزأ فهم بحاجة إلى نصرتنا ووقوفنا معهم فرضاً علينا ليس لنا منه مخرج فواجب أن ندفع عنهم بكل حول وقوة .. فمنا من يملك القلم ومنا يملك المال ومنا ما لا يستطيع سوى الدعاء والألم والهم وكل ذلك من أنواع النصرة وعلى حسب قدرتنا يكون الواجب في حقنا كلا في حسبه ولا شك أن المسؤولية تقع بدرجة أعلى على القادة والحكام وبعدهم العلماء لأن الله جلا وعلا ولاهم شؤون المسلمين فإذا تخلوا عن واجباهم وجب على الأمة أن تطالبهم بالقيام بدورهم .
إما أفراد الأمة فعليهم واجبات كثيرة أجملها في ما يأتي :
1. حمل الهم والدعاء فإن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم والدعاء هو العبادة وهو سلاح عظيم في دفع القدر كما جاء في الحديث الصحيح " ينزل القدر ويرتفع الدعاء فيعتلجان و ينزل أقواهما " فعلينا أن نتوجه لله بالدعاء لعل الله أن يستجيب وأن يدفع وهذه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن لا يكون هو سلاحنا فقط فعلينا أن نعينهم بغيره .
2. مواستهم بالمال و إرسال النفقات التي يحتاجونها نقدية كانت أو عينية فهم الآن يحتاجون إلينا لنقدم لهم الطعام والدواء والكساء وغير ذلك من مقومات الحياة .
3. تصحيح النظرة لدى المسلمين بالإعلام بجميع أنواعه المقروء و المشاهد و المسموع لأن المنافقين شوهوا صورة المجاهدين وفي الحين الذي يرى فيه أعدائنا حقهم في الهجوم على أخواننا يرى بعض من يتحدثون بألسنتنا ويلبسون ثيابنا أنه ليس لنا حق في الدفاع عن أنفسنا وفي الوقت الذي تبرر فيه حليف اليهود أمريكا هجوم إسرائيل الشرس والإرهابي على الأطفال والنساء نرى قادتنا لا يزالون يطالبون إخواننا بضبط النفس والمصالحة والتسوية والحر يأبى الظلم والضيم وقد بات يرى هذه المفارقة كل عاقل ولو لم يكن مسلما والله المستعان وأني أرى أن الدور الإعلامي في هذه الفترة قد غير وقلب الموازين ففي حين كانت أمثلة هذه الجرائم تقع على أخواننا وكنا لا نسمع عنها إلا خبرا مجتزأ مع تعمية عامة عما يحدث نرى اليوم أن بعض القنوات تنقل بالصوت والصورة الحدث لكل العالم لذا تفاعلت جميع الطوائف حتى من غير المسلمين مع هؤلاء الضعفاء وتغيرت صورة إسرائيل عند العالم بأنها النازية الجديدة والإرهاب الصريح فالحمد الله على هذا ونسأله أن يعين المسلمين جميعا أفراد وجماعات على دوام نصرة أخوانهم .
نحتاج لمثل هذا .. إنها فتنة والله المستعان ..
سؤالي ..
هناك ادعاء بقيام تحالف بين حركة حماس وحكومة إيران لتدريب العناصر ومدهم بالسلاح لضمان استمرار المقاومة ضد اليهود ..
التحالف "إن سلمنا بصحته" .. هل يكون عذراً للسنة من أبناء الأمة للوقوف ضد من يمد يده للروافض !
وارجوا التطرق لوحدة الصف .. خاصة مع تكرار طرح هذه المسألة في وسائل الإعلام في الأزمة الحالية بالذات ..
وجزاكم الله خيراً د.رقية ..
الحمد الله لنا أن نطلب السلاح وأن نشتريه وأن نتدرب عليه مع أي أحد سواء اختلف معنا أو اتفق معنا ولكن ليس لنا أن نتخلى عن ثوابتنا أو أن نقدم تنازلات مقابل هذا والذي اعلمه أنه ليس بين حماس والمجاهدين في غزة وبين الروافض شراكة وقد صرح بعضهم أنهم رفضوا مطالب إيران بفتح مشروعات لها في غزة تخدم أهدفها مما يدل على صحوتهم ويقظتهم وأنهم ليس أصحاب مطامع سياسية في الحين الذي مدوا المسلمين أيدهم للكافرين من اليهود والنصارى والشيوعيين والوثنيين تحالفا ومشاريع مشتركة في الثقافة والتعليم والتسلح والاقتصاد فلا أدري كيف يغفل هؤلاء عن مطامع النصارى واليهود الذين فتحوا لهم في بلدانهم دور عبادة واستقبلوهم بالأحضان ودعموا اقتصادهم لأن لا ينهار بعشرات المليارات ثم هم في نفس الحين يضيقون على إخوانهم من أهل السنة ويغلقون عليهم المعابر ويبطئون عنهم بالنصر ولا أدري على أي ركيزة يعتمدون وما مبرراتهم أسأل الله أن يرد ضال المسلمين إلى التبصر .
استاذتنا الفاضلة : مع كثرة من يتكلم ويكتب حولنا اصبحنا لا نعلم اين الحقيقة او ما هي الحقيقة
كلا يصرح كلا يقول ونحن تشتتنا مع هذا التشتت
لا اعلم ماذا افعل كيف اساعدهم وانا هنا وهم هناك
لما حالنا هكذا انقسمنا مثل انقسام الفلسطينين
كن نسميها فلسطين ونهتف لفلسطين
والان منا من يهتف لحماس ومنا من يهتف لفتح
ومع سرعة انفعالنا سريعين في الهدوء يعني لو قرر وقف اطلاق النار لهدا الناس وعادو
الى بيوتهم ومصالحهم وكأن شياء لم يحدث
وينتهي موضوع غز كما انتها من قبل وكان العدو يلعب بنا يثيرنا متى ما اراد
ويهدينا متى ما اراد ولو نظرنا لما حدث سابقا سنجد انها حقيقة
فلماذا لا نعي ونفهم وتفهم الشعوب هذا التخطيط
سمعت د. بكار في برنامج المعالي يخبرنا انه يتمنى ان ننشي موقع عن فلسطين يكون الدليل
والمرجع لكل من يريد الحقيقة ولاولادنا لعلموا حقيقة ما يحدث ويكون من باب نصرتهم
فانشأت مدونة تكون مصدرا لمن يريد معلومات حقيقية عن فلسطين وعن العدوان
ولقد انشاتها و احببت ان اضع فيها كل ما اعلمه او ما درسته وما اجده من حقائق
للعدوان على ارضنا لكني صعقت نعم والله صعقت بما وجدت
فضائع تسمى حقائق صور وارقام وبيع وشراء لفلسطين باسمنا
الكل ينشر ويكتب ونحن نقراء وتمتلى عقولنا بهذا الكلام وربما بعضنا يصدقه
لنه لا علم لنا ولا نعلم من اين ناخذ المعلومة الصحيحة
فتوقفت ولم اكمل خشية ان اكتب شيئا خاطئا
فماذا افعل ؟
وعذرا للاطالة استاذة رقية
الحمد الله جزاك الله خيراً على ما تقومين به وجعله في ميزان حسناتك يا أختي الكريمة الحق أبلج عليك أن تنظري إلى هؤلاء في غزة وكيف وقف ضدهم اليهود وحلفائهم وحاربهم وصبوا عليهم جام غضبهم وتمنوا لو تمكنوا منهم فيستأصلونهم جملة واحدة وهذا العداء يشهد لأخواننا بالصدق إما اؤلئك الذي رضيت عنهم إسرائيل وأخذتهم بالأحضان فتأكدي تماما أنهم قدموا لها الولاء وخدموا مصلحتها لمصلحتهم الشخصية أو الحزبية على حساب دينهم وإسلامهم يقول تعلى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " هذا المعيار هو الذي يجعلنا نميز الحقيقة ونعرفها هل تعتقدين أن أعدائنا يحبوننا إلا إذا كنا متخلين عن مبادئنا . من الحقائق التي لم تعد خفية أن فتح والسلطة الفلسطينية كانت ومازالت تقدم المعلومات عن نشطاء المجاهدين من حماس وغيرها من الفصائل ككتائب الأقصى والقسام وألوية الناصر وحركة الجهاد وغيرها .. تقدم السلطة من فتح المعلومات وأماكن التواجد لإسرائيل حتى تستهدفهم وتغتالهم بل أن سجون السلطة في الضفة تمتلئ بقيادات ودبلوماسيين من حركة حماس وغيرها لتضعفهم ولتقطع دابر الجهاد فهؤلاء يجب أن يفضحوا ، وأن أخشى ما أخشاه أن تستأسد هذه السلطة بالدعم العربي لتعاود السيطرة على فلسطين كلها من أجل أن تستمر التسوية مع أسرائيل ويرتاح العرب " حسب تصورهم من وجع الرأس " الذي يسمى قضية فلسطين" علينا أن نعرف الحقائق وأن ننظر في الفريقين فريق يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وفريق يتقلب في أروقة الأمم المتحدة ويسكن فنادق خمسة نجوم وأرصدته بمئات الملايين من التبرعات الرسمية التي ترسل إلى الجمعيات الإغاثية ولا تصل إليها فهل هؤلاء يستوون مع أولئك لعل من الظلم أن نغيب عن فهم الواقع فضلا عن أ ن نكون جزء من التعميه .
حياك الله دكتورتنا الغالية ..
_هل يمكن أن تكون المحنة التي أبتليت بها غزة والمسلمون منحة ؟ وهل في السيرة مايشابة الوضع أن أنقلبت المحن لمنح ؟
_من مشاهداتنا ومتابعتنا للأخبار أدهشني أمر وهو "صمود المقاومة " وكما هو مشاهد المقاومة لاتملك غير أسلحة بدائية تم تصنيعها من قبل المقاومة وهذا معلن في الأخبار! .ومع ذلك استطاعوا أن يبثوا الرعب في اسرائيل المدججه بأحدث أنواع الأسلحةالفتاكة و المحرمة دولياً منها الفسفور الابيض الخطير والطائرات الحربية من أحدث طراز وألخ من الإمكانات الحربية الهائلة! ومع كل ذلك تصمد المقامة صمود الجبال ! كيف تفسرين ذلك دكتورة ؟!
_وأيضاً لاحظت أمراً وهو أن اسرائيل وجهت كُل ضرباتها على المدنين فنلحظ بإن الأموات من الأطفال والشيوخ والنساء والفلاحين بدل أن توجهها للمقاومة التي تخوض معها الحرب كما تدعي! ولم يستشهد من المقاومين إلا " القلة"كما سمعت كانوا في منازلهم مع أسرهم أليس ذلك دليلاً على فشل وعجز اسرائيل في هذه الحرب لدرجة إنهماكها في قتل المدنين العزل والضرب العشوائي والبربري الذي يعكس قنوطهم من إستسلام المقامة ؟ أما الحقيقة غير ذلك ؟
_مالفوائد التي بالإمكان أن نخرج منها بعد مجزرة غزة ؟
وماواجبنا كأفراد نحو نصرة غزة ؟ ، هل من وسائل تقترحينها ؟
الحمد الله أشكرك على هذا السؤال الجيد الذي يدل على عمق الفهم لا شك أن هذه الأحداث كانت محنة على الأمة جميعا ولكن هي منحة لأن الله سبحانه وتعالى يقول " لا تحسبوه شرا لكم بل هو خيرا لكم وقد رأينا نتائج مذهلة أذهلت العالم بصمود المجاهدين وبقائهم متمسكين بحقهم مدافعين عنه و هذا جهاد في سبيل الله قد غلبتنا وسائل الأعلام بتسميته مقاومة والأولى أن يسمى جهادا وفي هذه المحنة من المنح ما لا أحصيه ولو ألفت فيه كتابا لكان مناسبا وذلك يظهر في التالي
أولا : استشهاد عدد من المؤمنين نحسبهم والله حسيبهم وهذه منحة لهم قد أتخذهم الله شهداء كما جاء في قوله تعالى " ويتخذ منكم شهداء " وكما قال ولو يشاء الله لأنتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم لبعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم فيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم وهذا منحة في حقهم وفي حق الأمة فهم شرف لهذا الزمان
ثانياً : أنها فرصة لتقديم العون والبذل في سبيل الله لسائر المسلمين لأن هذا باب من أبواب الجهاد كما جاء في قوله تعالى " وأن استنصروكم في الدين فعليكم النصر " وكما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم " من جهز غازياً في سبيل الله أو خلفه في أهله بخير فقد غزى "
فهي فرصة للمشاركة بالمال و كذا بعون أهليهم بما جاء في الحديث " أو خلفه في أهله بخير " فهذا باب متاح يتمناه كثير من المسلمين ويتلهفون له لاسيما إذا كان النصر لبيت الله المقدس وللأرض المباركة أرض الأنبياء والمرسلين .
ثالثاً : كشفت هذه الأزمة المنافقين الذين لا يآلون المؤمنين خبالا والذين يتربصون بالمؤمنين فانكشفوا وبان عوارهم وعرفهم المؤمنين بمواقفهم المثبطة وهذا فضل من الله بل هو في حكم المنح لما جاء في قوله تعالى " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب " فهي حكمة للبلايا والمحن يعود بعدها المؤمنين أنقى وأتقى و أقوى
رابعاً : أنه هذه المحن تقوي المؤمنين وتجعلهم يتفقدون ضعفهم ويبحثون سبل قوتهم وكما يقولون في المثل الضربة التي لا تقتلك تقويك وهكذا بدت النتائج اليوم فالمجاهدون عادوا أقوى من قبل وسيكونون كذلك أن شاء الله ، وهذا يشهد به أعدائنا و صرحوا به بعد انتهاء المعركة من أمثال ذلك اعترف سياسي إسرائيلي بفشل الجيش في تحقيق الأهداف العسكرية في قطاع غزة، وأهمها القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووقف صواريخها.
وأوضح أفيغدور ليبرمان الذي يرأس حزب إسرائيل بيتنا أن حماس لن تستمر على ضعفها إنما ستكون أفضل من حزب الله في غضون عام "وسيكون لديها مئات الصواريخ القادرة على الوصول إلى وسط تل أبيب واستهداف مقر الحكومة.
كما اعتبر أن العملية العسكرية جعلت من حماس لاعباً مهماً في المنطقة، وأن الأمر قد يستغرق بعض الوقت فقط "قبل أن تنهار حكومة رام الله في أيديها".
ورأى رئيس الحزب اليميني أن الحرب على غزة أثبتت أن الجيش "هو أحسن جيوش الشرق الأوسط وأعاد الفخر للإسرائيليين" مشددا على أن "رجال السياسة لم يترجموا الإنجازات العسكرية إلى إنجازات سياسية" لأنهم لم يدعو الجيش يكمل العملية قائلا "لهذا لم نصل إلى نتيجة".
وأكد أن إيران هي الخطر الإستراتيجي الأكبر "من خلال دعمها لحماس وحزب الله وشحن الرأي العام العالمي باتجاه إمكانية عدم وجود إسرائيل ومن خلال تطوير أسلحة نووية وصواريخ باليستية".
أما الخطر الثاني (حسب ليبرمان) فهو "التطرف بين عرب إسرائيل" موضحا أن إسرائيل غير قادرة على "دعم الأصدقاء منهم وإقصاء الأعداء" قائلا "نحن نخسر عرب إسرائيل".
يُذكر أن عددا من أقطاب المعارضة والمعلقين بإسرائيل وضعوا تساؤلات كثيرة حول نتائج تلك الحرب، ومدى نجاحها في تحقيق الهدف المعلن وهو وقف صواريخ المقاومة ومنع تهريب السلاح إليها.
وكان رئيس كتلة ليكود بالكنيست جدعون ساعر قال في تصريح للقناة الحكومية قبل يومين إن الحرب لم تحقق هدفاً إستراتيجياً وإن حماس ما تزال بالسلطة مبدياً تخوفه من تعاظم قوتها مستقبلاً، وأكد أن الحكومة فشلت في ترجمة ما حققه الجيش ميدانيا.
والحق أن المنحة أكثر من أن تحصى وربما يضيق المقام ونعجز عن الكتابة وستبدى منحا لم نحسب حسابها شريطة أن يستمر المجاهدون على ما هم عليه من الصمود والجهاد والتوكل على الله وتأملي قوله تعالى "قال رجلان من اللذين يخافون أنعم الله عليهما أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فأنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا أن كنتم مؤمنين " وقد أعجبني ما وصلني من تدبراً لهذا الحدث ورؤية الانتصار الحقيقي من خلاله ولعلي أذكره انتفاعا به وتأيداً لما جاء فيه "
عجائب غزة السبع :
اعتقد أن قطاع غزة سيظل عبر التاريخ مصدرا للإلهام و رمزا من رموز التحدي التى سيتوقف أمامها البشر كثيرا حين يؤرخوا لهذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن العربي .
تعارف البشر منذ عشرات السنين على ما يسمى بعجائب الدنيا السبعة و هى أماكن بلغت القمة فى الإبداع الإنساني عبر التاريخ بعضها لا زال باقيا كشاهد حي على عبقرية و سمو العقل البشرى الذي خلقه الله فأبدعه و صوره ، لكن الناظر إلى أرض غزة المباركة بعين البصر و البصيرة سرعان ما يكتشف أنها حققت المدهش و العجيب الذي سيظل التاريخ حاضرا و مستقبلا يتوقف أمامه مبهورا بروعة الإنجاز وعبقرية الفعل فى عجائب سبعة تفرد بها قطاع غزة ألا و هى :
1) العجيبة الأولى :
ربما كانت حكومة غزة هى الحكومة الوحيدة فى التاريخ الإنساني التى يعانى شعبها الجوع و الفقر الشديد و الأزمات الخانقة التى لا تتحملها طاقة البشر و رغم هذا لم يثر الشعب عليها و لم يسقطها بل لا زال يحملها على الأعناق ! ، رغم أن الجميع يحاول جعلها السبب الرئيسي لما يعانى منه أهل غزة ، إنها فعلا عجيبة من عجائب الزمان أن تستمر حكومة تحت هذه الضغوط الهائلة دون أن تسقط أو تسلم الراية بل يحتضنها الشعب و يخفف هو عنها ! و إذا سألتني ما هو سر هذا الصمود العجيب ؟ قلت لك أنها حكومة مرتبطة ارتباطا وثيقا بشعبها فليس الشعب هو وحده من يعانى كمعظم الأقطار الأخرى عند الأزمات بل هم فى مقدمة من يدفع ضريبة الصمود من قوته و دمه و أبنائه ، ثانيا إن عمقهم الإستراتيجي الداعم لهم - كما يقول أهل السياسة – رأسي و ليس أفقي !! ، أي سماوي الوجهة رباني التوجه خاصة بعد أن تنكر لهم الأخ و الصديق و هذه هى الإجابة الوحيدة المقنعة لثبات هذه الحكومة المباركة .
2) العجيبة الثانية :
من عجائب غزة هى أهلها المرابطين الذين يثبتون كل يوم بأن منابع العظمة لديهم لا تنضب بل هى دائمة التجدد ، بل لعلى لا أكون مبالغا إذا قلت أن أهل غزة الذي حاول البعض الصيد فى الماء العكر و تصوير ما حدث على الحدود مع مصر من هدم للسور الحدودي و تدفق لأهل غزة على رفح المصرية لكسر الحصار بأن ذلك منقصة و خطأ غير مقبول ، أقولها بأعلى صوت بل إن ما حدث على الحدود أثبت بشكل قاطع أن أهل غزة هم جزء من شعب يعد من أرقى شعوب الأرض ، نعم أكررها ما حدث من أهل غزة على الحدود المصرية يثبت أنهم أرقى - هذه المرة- شعوب الأرض ! و إذا سألت لماذا ؟! قلت لك تخيل معي شعب محاصر حصارا ظالما و مجحفا لا مثيل له فى العالم ، لا ماء و لا غذاء و لا دواء و لا كهرباء لا يوجد أي شيء على الإطلاق من مقومات الحياة الأساسية التى يحتاجها البشر ليظلوا فقط أحياء ، لا أقول ليعيشوا حياتهم !
و عندما تكسر الحدود و يتدفق مئات الآلاف على رفح المصرية فى وقت واحد للتزود بمقومات الحياة رغم هذا كله لم تسجل جريمة سرقة واحدة قام بها فلسطيني فى رفح ! ، لم تتعرض قافلة مساعدات واحدة للسلب و النهب ، بل يضخ هذا الشعب الفقير المحاصر مئات الملايين من الدولارات للاقتصاد المصري ! ، أنني أتحدى أن تذهب بسيارة تحمل مساعدات إنسانية لأي دولة عربية تعانى الفقر و تقف بها فى ميدان عام و ترى ما سيحدث لها ، ستختفي المساعدات فى لحظات بل ربما اختفت السيارة و السائق أيضا ! ، أخبرني بربك هل تعرف شعبا على وجه الأرض يصبه كل هذا الظلم و البغي والعدوان ويتصرف بكل هذا الرقى و التحضر و عزة النفس التى تناطح الجبال؟ نعم إن أهل غزة و خلفه شعب فلسطين بكامله هم وحدهم عجيبة من عجائب الزمان التى نقف أمامها كالتلاميذ الصغار نستلهم من صمودهم و جهادهم الدروس و العبر ..
3) العجيبة الثالثة :
ملحمة الصمود ، الحديث عن الصمود الفلسطيني على مدار التاريخ يثير في النفس مشاعر من الإجلال والإكبار حتى يظن المرء في بعض الأحيان أنهم يتنفسون الصمود و الإباء كما نتنفس نحن الهواء إن الواحد منا في حياته العادية كثيرا ما ينغص حياته و يصيبه السخط إذا انقطعت عنه الكهرباء أو الماء ساعات معدودة أو حدث ازدحام في الطريق أو خلل في وسائل المواصلات ...
أما إذا فقدنا القريب أو الحبيب أو القريب ربما نظل نبكيه شهورا طويلة ، مع فلسطين تصبح منغصات الحياة هذه هي الأصل ، هي روتين الحياة اليومي الذي يحياه كل رجل و امرأة كل طفل و شيخ على الأرض المباركة ليس هذا فحسب بل ضاعف حجم المعاناة عشرات الأضعاف فالحواجز الإسرائيلية التي لا تنتهي أبدا و التفتيش الذاتي و الاعتقالات اليومية مع نزيف الدماء المتصاعد يوما بعد يوم مع حصار خانق و حانق يتجاوز حدود الإنسانية عبر تاريخها الطويل كل هذا الضغط الهائل و مازال هذا الشعب الصابر يضرب النموذج و القدوة لأمة بكاملها في صمود تنحني أمامه الرؤوس إكبارا صمود لا يعرف التنازل أو الانكسار ..
4) العجيبة الرابعة :
مصانع الرجال ، تشعر وأنت تشاهد أبطال فلسطين أنك أمام نوعية متفردة من الرجال قلما يجود بهم زمان أو مكان ، إن ملامح الشموخ و نظرات العزة التي تلمع في عيون الواحد منهم و أنت تشاهدهم على شاشات التلفزة كافية لأن تطمئن على مستقبل المسيرة بل تشعر أحيانا بالغيرة أنك لست واحدا منهم ، بل حتى لأنك وطنك الذي تعيش فيه يفتقد إلى – إلا القليل - هذا الطراز النبيل من الأبطال الواحد منهم بألف ممن سواه ، و العجيب أنه رغم صغر أعمارهم إلا أنك تشعر أن من يتحدث له حكمة الشيوخ التي مزجت بحماس الشباب إن أسماء مثل إسماعيل هنية و الزهار و خالد مشعل وموسى أبو مرزوق و سعيد صيام و من الشباب سامي أبو زهري و مشير المصري و غيرهم الكثير و الكثير من أبطال فلسطين القابضين على الجمر هم وحدهم عجيبة من عجائب الزمان فسلام لهم ألف سلام .
5) العجيبة الخامسة :
عبقرية البناء ، إن الناظر للبناء التنظيمي الفريد لحركة المقاومة الإسلامية حماس و الذي لا أدعى إحاطتي به و لكن يكفى ما نستشعره من كيان متماسك يتلقى الضربات القاتلة الواحدة تلو الأخرى وهو راسخ كالجبال فحركة حماس يتغلغل تنظيمها العنكبوتى في كل شبر من أرض فلسطين لا لحمل البندقية فقط و لكن لحمل سماعة الطبيب أو قلم الكاتب أو كراسة التلميذ إنه كيان ترك و لا يزال يصبغ كل مجالات الحياة المختلفة في فلسطين من مدارس و مستشفيات و جمعيات خيرية و نوادي و كافة أنشطة العمل الاجتماعي و الخيري إن المذهل في هذا الكيان مدى تماسكه وانضباطه رغم حجم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها كل يوم هذا فضلا عن الخسائر الفادحة في صفوف قادته بشكل مستمر ، فنحن كثيرا ما نقرأ أو نسمع عن حركات انفرط عقدها بموت قادتها و تفرقت شيعا و أحزاب أما عجيبتنا هذه فهي أنه كلما أستشهد قائد خلفه ألف قائد حتى يخال المرء أنه أمام حركة كلها قادة اللهم لا حسد !
6) العجيبة السادسة :
عبقرية الأداء : حركة حماس من يتابع عن كثب مواقفها المختلفة يستطيع أن يجزم أنها استطاعت بحرفية بالغة تحسد عليها أن تتعامل مع تناقضات عدة وظفتها جميعا لصالح مشروعها التحرري ، فهي إخوانية الجذور و التفكير والتنظيم و رغم هذا استطاعت أن تتعامل مع النظام المصري الذي يكره الإخوان أكثر مما يكره إسرائيل و نجحت في الحفاظ بمساحة معقولة من العلاقة بين الطرفين رغم مواقف النظام المصري التي لا تشرف أحدا و التي في غالبها يصنف في خانة الضعف و الانبطاح ، تعاملها كذلك مع سوريا بل ووجود قادة الحركة الأساسيين في دمشق رغم و جود قانون يقضى بإعدام كل من له صلة بالإخوان المسلمين ! ، كذلك تعاملها مع الفصائل الفلسطينية المختلفة و التي تختلف معها في الفكر و الحركة و السلوك و لكن حماس استطاعت بحنكة بالغة أن تحتفظ دائما بأجندة مشتركة يلتف الجميع حولها ، كذلك تعاملها البالغ الذكاء مع قوى الصراع المختلفة في المنطقة و قدرتها على الاحتفاظ دائما بشعرة معاوية مع كافة الأطراف ..
7) العجيبة السابعة :
المقاومة المتجددة ( صواريخ القسام ، القنبلة البشرية ، قناة الأقصى ) هذه هي مدافع حماس الثلاثة كل واحد منها إعجاز متفرد ، الصواريخ التي تصنع وتطور من وقت لآخر لتثير الرعب الإسرائيلي و تثير حفيظة حلفائه رغم البساطة الشديدة في صنعها و لكنها تستمد قوتها من إرادة صانعها و رعاية السماء لها ، ليصبح هذا الصاروخ المتواضع هو ميزان الرعب مع العدو الصهيوني ، أما القنبلة البشرية التي تخترق كل الحواجز و الاحتياطات الأمنية الشديدة ليصل الاستشهادي إلى مبتغاه و ينفجر في وجه حفدة القردة و الخنازير إن وصوله لهدفه معجزة وانفجاره معجزة ، تنحني لها رؤوس الرجال حياء منه ، أما قناة الأقصى هذا الوليد الذي شب كبيرا ، لتتحول القناة في عدة شهور لا أقول سنين إلى قناة ذات مصداقية عالية رغم الضعف الشديد في إمكانياتها و الظروف الأمنية و الفنية الصعبة التي تعمل خلالها ، إلا أنها بعون الله استطاعت أن تلفت الأنظار بسرعة كبيرة و تصبح في قائمة القنوات المفضلة لدى الشارع العربي الذي يتلهف على إعلام مقاوم و نظيف و خاصة مع الكم الهائل من القنوات التي تملأ سماء العالم العربي ، تهدم و لا تبنى .
أعلم أن حماس و غزة ومن وراءهما كل فلسطين : الأرض و الإنسان و التاريخ لا تنضب عجائبهم لأنهم صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعه ، إنهم ينيرون لنا الدرب و يفسحون لنا الطريق و يخطبون فينا خطبة بالغة بالفعل لا بالكلام أن طريق النصر تعبده دموع الأسحار و قطرات الدماء في رابعة النهار ' فهل من متعظ ؟.