المنذر
17 Feb 2009, 02:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن عائشة - رضي الله عنها - : لَمَّا كانَ مَرَضُ رسولِ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - تَذَاكَرَ بعضُ نسائِهِ كنيسةً بأرضِ الحَبَشَةِ يقال لها مَارِيَةُ ، وقد كانتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ - رضي الله عنهما - قد أَتَتَا أرضَ الحَبَشَةِ فَذَكَرْنَ من حُسْنِهَا وتصاوِيْرِهَا قالتْ : فقالَ النبيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : « إنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ ، أُولِئَِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ » ( أخرجه البخاري : كتاب المساجد ، باب الصلاة في البيعة : (424) ، ومسلم ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة : (1181) ، واللفظ للبيهقي في « السنن الكبرى » : (7321) (http://******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_6')/) ).
قال القرطبي - رحمه الله - : « قال علماؤنا : ففعل ذلك أوائلهم ليتأنَّسوا برؤية تلك الصُّوَر ويتذكَّروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون الله - عزَّ وجلَّ -عند قبورهم ، فمضت لهم بذلك أزمان ، ثمَّ أنهم خَلَف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم ، ووسوس لهم الشيطان أنَّ آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها ؛ فحذَّر النبيُّ - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - عن مثل ذلك ، وشدَّد النكير والوعيد على من فعل ذلك ، وسدَّ الذرائع المؤدِّية إلى ذلك ، فقال : " اشتدَّ غضب الله على قوم ٱتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد " »( « تفسير القرطبي » (2/85) (10/380) (http://******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_7')/) ) .
وقال ابن رجب - رحمه الله - : « هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين ، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى ، ولا ريب أنَّ كُلَّ واحدٍ منهما محرَّم على انفراد ، فتصوير صور الآدميِّين محرَّم ، وبناءُ القبور على المساجد بانفراده محرَّم كما دلَّت عليه النصوص أخرى يأتي ذكر بعضها ... فإن اجتمع بناء المسجد على القبور ونحوها من آثار الصالحين مع تصوير صورهم فلا شكَّ في تحريمه ، سواء كانت صورًا مجسّدة كالأصنام أو على حائطٍ ونحوه ، كما يفعله النصارى في كنائسهم ، والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها أم حبيبة وأم سلمة أنهما رأتاها بالحبشة كانت على الحيطان ونحوها ، ولم يكن لها ظل ، وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد هاجرتا إلى الحبشة .
فتصوير الصور على مثل صور الأنبياء والصالحين ؛ للتبرك بها والاستشفاع بها محرم في دين الإسلام ، وهو من جنس عبادة الأوثان ، وهو الذي أخبر النبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - أنَّ أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة .
وتصوير الصور للتآنس برؤيتها أو للتَّنَزُّه بذلك والتلهي محرَّم ، وهو من الكبائر وفاعله من أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة ، فإنه ظالم ممثل بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره ، والله - تعالى - ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [ الشورى : 11 ] ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى » ( «فتح الباري» (3/197) (http://******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_8')/) ).
عن عائشة - رضي الله عنها - : لَمَّا كانَ مَرَضُ رسولِ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - تَذَاكَرَ بعضُ نسائِهِ كنيسةً بأرضِ الحَبَشَةِ يقال لها مَارِيَةُ ، وقد كانتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ - رضي الله عنهما - قد أَتَتَا أرضَ الحَبَشَةِ فَذَكَرْنَ من حُسْنِهَا وتصاوِيْرِهَا قالتْ : فقالَ النبيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : « إنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ ، أُولِئَِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ » ( أخرجه البخاري : كتاب المساجد ، باب الصلاة في البيعة : (424) ، ومسلم ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة : (1181) ، واللفظ للبيهقي في « السنن الكبرى » : (7321) (http://******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_6')/) ).
قال القرطبي - رحمه الله - : « قال علماؤنا : ففعل ذلك أوائلهم ليتأنَّسوا برؤية تلك الصُّوَر ويتذكَّروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون الله - عزَّ وجلَّ -عند قبورهم ، فمضت لهم بذلك أزمان ، ثمَّ أنهم خَلَف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم ، ووسوس لهم الشيطان أنَّ آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها ؛ فحذَّر النبيُّ - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - عن مثل ذلك ، وشدَّد النكير والوعيد على من فعل ذلك ، وسدَّ الذرائع المؤدِّية إلى ذلك ، فقال : " اشتدَّ غضب الله على قوم ٱتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد " »( « تفسير القرطبي » (2/85) (10/380) (http://******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_7')/) ) .
وقال ابن رجب - رحمه الله - : « هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين ، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى ، ولا ريب أنَّ كُلَّ واحدٍ منهما محرَّم على انفراد ، فتصوير صور الآدميِّين محرَّم ، وبناءُ القبور على المساجد بانفراده محرَّم كما دلَّت عليه النصوص أخرى يأتي ذكر بعضها ... فإن اجتمع بناء المسجد على القبور ونحوها من آثار الصالحين مع تصوير صورهم فلا شكَّ في تحريمه ، سواء كانت صورًا مجسّدة كالأصنام أو على حائطٍ ونحوه ، كما يفعله النصارى في كنائسهم ، والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها أم حبيبة وأم سلمة أنهما رأتاها بالحبشة كانت على الحيطان ونحوها ، ولم يكن لها ظل ، وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد هاجرتا إلى الحبشة .
فتصوير الصور على مثل صور الأنبياء والصالحين ؛ للتبرك بها والاستشفاع بها محرم في دين الإسلام ، وهو من جنس عبادة الأوثان ، وهو الذي أخبر النبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - أنَّ أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة .
وتصوير الصور للتآنس برؤيتها أو للتَّنَزُّه بذلك والتلهي محرَّم ، وهو من الكبائر وفاعله من أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة ، فإنه ظالم ممثل بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره ، والله - تعالى - ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [ الشورى : 11 ] ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى » ( «فتح الباري» (3/197) (http://******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_8')/) ).