ريحانة
19 Feb 2009, 01:23 PM
بقلم :ناصر بن عبدالرحمن بن ناصر الحمد.. إمام وخطيب جامع ابن ماجه
الحمد لله وأما بعد:
فتهانينا أولا للوزراء ولأصحاب المعالي الذين عينوا ونٍسأل الباري جل جلاله أن يكونوا عند حسن ظن ولاة الأمر بهم
أما قبل :
فلاشك أن أبرز حدث كان في هذا التغيير هو إعفاء العلامة معالي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان من منصبه غير أنه بقي على منصبه في هيئة كبار العلماء وهذا يدل على ثقة ولاة الأمر فيه واعتراف منهم بفضله ومكانته
ولذلك فإننا نهنئ الشيخ صالح بمنصبه الجديد ليس لأجل إعفائه من منصب القضاء لكن لأنه سيكون أكثر دقة في النظر في أمر المواطن ومايجده المواطن من مخالفات شرعية ومايريده من إصلاح فإن كل منصف يعلم كيف كان القضاء يأخذ الجزء الكبير من حياة الشيخ بحيث لم يكن متفرغا للنظر في كثير مما يصل إليه عبر الاتصال أو الكتابة أو الرسالة .
أيها القارئ الكريم
لابد أنك تعلم جيدا كيف تكون كلمات معالي شيخنا العلامة صالح الفوزان لها أثرها في المجتمع وأن صداها يصل إلى ولاة الأمر وأن وقعها على المخالفين شديد ولعل السبب والله أعلم هو عدم ارتباطه بعمل آخر يثنيه عن النظر والرد غير الإفتاء وأما معالي الشيخ صالح اللحيدان فمع وقفاته التي لاينساها له التاريخ إلا أنه لم يكن مستطيعا للنظر في كل مايكتب فلان أو مايقول فلان أو مايحصل من أخطاء مخالفة للشريعة تقف خلفها مقاصد سيئة أما الآن وقد أعفي من منصبه في القضاء فلاشك أن المسؤولية عليه ستكون أكبر
بعض الناس يضع معادلة غريبة ليس لها صحة في قاموس الحكومة السعودية وولاة الأمر
ولعل من أشهر ذلك أن الرجل إذا أعفي من منصبه فإن هيبته ومكانته تسقط أقول نعم هذا الكلام قد يكون صحيحا ولكنه لن يطال رجال العلم لأن الله تعالى رفعهم ولا أحد يستطيع أن ينزلهم فالله تعالى قال (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
وأنا أضرب مثالا بسيطا في شيخنا العلامة عبدالله بن جبرين فإنه قد تقاعد من منصبه في الإفتاء حتى ظن كثير من الناس أن مكانته ستذهب عند ولاة الأمر لكن في الحقيقة أن مكانته في الدولة أو عند المواطن هي أكثر بكثير من يوم أن كان في الإفتاء
بل إن الدولة من أهم سياساتها حفظ مكانة العلماء والنظر في شؤونهم وأحوالهم ولا أدل على ذلك من زيارة خادم الحرمين الشريفين للعلامة بن جبرين التي تجسد بوضوح سياسة الدولة وفقها الله في التعامل مع العلماء
ثم ينبغي لنا أن ندرك جيدا أن ديننا ليس عنده تعلق أو تعظيم للأشخاص كما هي حال بعض الفرق الضالة بل عندنا تعلق وتعظيم للشريعة أينما كان القائم بها
ولعل البعض يعرف كيف أن فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزل خالد بن الوليد رضي الله عنه وبين أن السبب في عزله حتى يعلم المسلمون أن الله ينصر المؤمنين وحده وليس النصر لوجود شخص معين في ساحة القتال
وأقول في نهاية المطاف الناس في تلقي خبر إعفاء الشيخ من منصبه وتولي منصبه الجديد قريقان
الفريق الأول فرح ورسالتنا لهم ( أن جهاز القضاء قائم ووالشريعة قائمة سواء بالشيخ صالح أو بدونه ونقول وعسى أن تحبو شيئا وهو شر لكم )
أما الفريق الآخر الذين حزنوا فرسالتنا لهم ( ليس عندنا تعلق بأحد سوى والواحد الأحد ونقول وعسى أن تكرهوا وهو خير لكم )
ونقول للأمة أجمع (والله يعلم وانتم لاتعلمون)
أسأل الباري أن يحفظ هذا البلد الأمين من كل كيد وان يوفق ولاة أمرنا لكل خير
الحمد لله وأما بعد:
فتهانينا أولا للوزراء ولأصحاب المعالي الذين عينوا ونٍسأل الباري جل جلاله أن يكونوا عند حسن ظن ولاة الأمر بهم
أما قبل :
فلاشك أن أبرز حدث كان في هذا التغيير هو إعفاء العلامة معالي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان من منصبه غير أنه بقي على منصبه في هيئة كبار العلماء وهذا يدل على ثقة ولاة الأمر فيه واعتراف منهم بفضله ومكانته
ولذلك فإننا نهنئ الشيخ صالح بمنصبه الجديد ليس لأجل إعفائه من منصب القضاء لكن لأنه سيكون أكثر دقة في النظر في أمر المواطن ومايجده المواطن من مخالفات شرعية ومايريده من إصلاح فإن كل منصف يعلم كيف كان القضاء يأخذ الجزء الكبير من حياة الشيخ بحيث لم يكن متفرغا للنظر في كثير مما يصل إليه عبر الاتصال أو الكتابة أو الرسالة .
أيها القارئ الكريم
لابد أنك تعلم جيدا كيف تكون كلمات معالي شيخنا العلامة صالح الفوزان لها أثرها في المجتمع وأن صداها يصل إلى ولاة الأمر وأن وقعها على المخالفين شديد ولعل السبب والله أعلم هو عدم ارتباطه بعمل آخر يثنيه عن النظر والرد غير الإفتاء وأما معالي الشيخ صالح اللحيدان فمع وقفاته التي لاينساها له التاريخ إلا أنه لم يكن مستطيعا للنظر في كل مايكتب فلان أو مايقول فلان أو مايحصل من أخطاء مخالفة للشريعة تقف خلفها مقاصد سيئة أما الآن وقد أعفي من منصبه في القضاء فلاشك أن المسؤولية عليه ستكون أكبر
بعض الناس يضع معادلة غريبة ليس لها صحة في قاموس الحكومة السعودية وولاة الأمر
ولعل من أشهر ذلك أن الرجل إذا أعفي من منصبه فإن هيبته ومكانته تسقط أقول نعم هذا الكلام قد يكون صحيحا ولكنه لن يطال رجال العلم لأن الله تعالى رفعهم ولا أحد يستطيع أن ينزلهم فالله تعالى قال (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
وأنا أضرب مثالا بسيطا في شيخنا العلامة عبدالله بن جبرين فإنه قد تقاعد من منصبه في الإفتاء حتى ظن كثير من الناس أن مكانته ستذهب عند ولاة الأمر لكن في الحقيقة أن مكانته في الدولة أو عند المواطن هي أكثر بكثير من يوم أن كان في الإفتاء
بل إن الدولة من أهم سياساتها حفظ مكانة العلماء والنظر في شؤونهم وأحوالهم ولا أدل على ذلك من زيارة خادم الحرمين الشريفين للعلامة بن جبرين التي تجسد بوضوح سياسة الدولة وفقها الله في التعامل مع العلماء
ثم ينبغي لنا أن ندرك جيدا أن ديننا ليس عنده تعلق أو تعظيم للأشخاص كما هي حال بعض الفرق الضالة بل عندنا تعلق وتعظيم للشريعة أينما كان القائم بها
ولعل البعض يعرف كيف أن فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزل خالد بن الوليد رضي الله عنه وبين أن السبب في عزله حتى يعلم المسلمون أن الله ينصر المؤمنين وحده وليس النصر لوجود شخص معين في ساحة القتال
وأقول في نهاية المطاف الناس في تلقي خبر إعفاء الشيخ من منصبه وتولي منصبه الجديد قريقان
الفريق الأول فرح ورسالتنا لهم ( أن جهاز القضاء قائم ووالشريعة قائمة سواء بالشيخ صالح أو بدونه ونقول وعسى أن تحبو شيئا وهو شر لكم )
أما الفريق الآخر الذين حزنوا فرسالتنا لهم ( ليس عندنا تعلق بأحد سوى والواحد الأحد ونقول وعسى أن تكرهوا وهو خير لكم )
ونقول للأمة أجمع (والله يعلم وانتم لاتعلمون)
أسأل الباري أن يحفظ هذا البلد الأمين من كل كيد وان يوفق ولاة أمرنا لكل خير