مسك الختام
25 Feb 2009, 07:25 AM
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
في ندوة جماهيرية حاشدة أبرزت فيها جوانب ومحطات هامة من تاريخه وإخلاصه في العمل
الجوهرة بنت بن باز: والدي توفي وعليه دين مليونا ريال بسبب الصدقات
http://www.alwatan.com.kw/Portals/0/Article/02202009/Org/lc37_1.jpg
الشيخ بن باز رحمه الله تعالى
تناولت الداعية الجوهرة بنت عبدالعزيز بن باز جوانب ومحطات مهمة في تاريخ العلامة والدها سماحة الشيخ ابن باز ومن ابرزها اخلاصه في العمل وكيف انه لم يكن يطلب لنفسه شيئاً وانما يعمل لوجه الله ونشر العمل الخيري والدعوة الى الله في كل بقاع الارض وحماسه في طلب العلم وكيف كان يحمل على عاتقه مسؤولية ارشاد الامة بالحكمة والموعظة الحسنة.
جاء ذلك في ندوة جماهيرية حاشدة تحت عنوان »ابن باز رحمه الله مسيرة وعطاء نظمتها اللجنة النسائية في جمعية احياء التراث - فرع الجهراء - في منطقة صباح الناصر مساء امس الاول.
وقالت لقد كان رحمه الله شديد الاختلاط بالناس ويقضي معظم أوقاته في قضاء حوائجهم، ومد يد العون والمساعدة لهم منوهة انه بعد وفاته رآه أحد المشايخ الأفاضل في رؤية صالحة وسأله عن أفضل أعماله وأقربها الى الله فقال له قضاء حاجة الناس.
وأضافت، كان ينشغل بأمور الاسلام والمسلمين أكثر من انشغاله بأهله، فكان يقضي مع اسرته الوقت القليل، وعلى الرغم من ذلك جعل الله في هذا الوقت البركة واستفدنا منه وتعلمنا منه الكثير.
واستعرضت الجوهرة نشأة العلامة ابن باز الذي ولد في العام 1330 هـ وتوفي والده وهو في سن الثالثة وعاش حياته يتيما مع شقيقه الأكبر منه بسبع سنوات، وشقيق آخر من والدته والذي كان ينفق على الاسرة في ظل أوقات عصيبة كان يعم فيها الفقر وضيق العيش، الا انهم تربوا في بيت صالح، حيث كانت تدفعه امه وتشجعه الى نهم العلوم الشرعية، بعد ان لمست فيه حبه للعلم والعلماء، فساندته وشجعته على الاستزادة من العلم والمعرفة، منوة بأهمية دور الامهات في حياة الأبناء وتنشئتها لهم التنشئة الصالحة وطاعة الله.
سن التاسعة
واوضحت ان والدته كان لها دور عظيم في حياته، حيث دفعته وهو في سن التاسعة الى الذهاب الى المسجد لتعلم العقيدة والفقه، فلم يكن يتخلف عن دروس العلم في المسجد في يوم من الأيام، ولم يثنه البرد القارص عن التوجه الى المسجد في الفجر للصلاة لحفظ القرآن، واستطاع ان يحفظ القرآن كاملا قبل سن البلوغ، وبعد ان أتم حفظ القرآن ركز جهوده على دراسة فروع علوم الدين من فقه وحديث وعقيدة وسنة على يد الشيخ حمد بن عتيق، والشيخ الذي أصبح مفتي الديار السعودية فيما بعد الشيخ محمد بن ابراهيم أل الشيخ، وهو أكثر الناس تأثيراً في حياة سماحة الشيخ ابن باز.
إصابته بالمرض
وكشفت عن إصابته بمرض في عينه وهو في سن السادسة عشرة، وبدأ نظره يضعف شيئا فشيئا حتى فقد بصره وهو لا يزال في سن التاسعة عشرة من عمره، لافتة ان فقدان بصره لم يضعف عزيمته في طلب العلم بل زاده حرصا وصلابة على طلب العلم، ووقتها قالت له والدته لا تجعل فقدان بصرك سببا في الابتعاد عن العلم أو يهبط همتك في طلب العلم، وسيعينك الله، وبالفعل اعانه الله وأقبل على العلم واستمر على هذا النهج، وتعلم العلوم الشرعية على أيدي الكثير من المشايخ الأجلاء، حيث درس الحديث على يد الشيخ سعد وقاص البخاري في مكة، واستمر حتى أصبح عالما فذا وهو لا يزال في مقتبل العمر.
تولي القضاء
وقالت الجوهرة، عندما لمس فيه الملك عبدالعزيز هذا التميز عينه قاضيا في مدينة الخرج في العام 1357 هجرية، وكان رحمه الله يرفض هذا المنصب حتى لا يكون لديه شك في أي قضية، ولما تكرر الطلب من الملك عبدالعزيز ثلاث مرات، وافق وتولى القضاء في مدينة الدنم واستمر نحو 11 عاما، ولم يكن عمله يقتصر على القضاء فقط بل كان يتولى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعطي الدروس في المساجد، وتولى الكثير من الامور.
المعهد الشرعي
وأشارت الى انه انتقل بعد ذلك الى الرياض وعين مدرسا في المعهد الشرعي العلمي، ثم أصبح استاذا في كلية الشريعة، اضافة الى النظر في العديد من القضايا وامور المسلمين العامة، واشتهر بمسائل الطلاق، والافتاء فيها، ومن ثم عين في الجامعة الاسلامية بعد انشائها في المدينة المنورة، ثم نائبا لرئيس الجامعة في العام 1381 هجرية، وشارك في تأسيسها، وبدأ الطلبة يتوافدون عليها من كل بلاد العالم لدراسة العلوم الشرعية، وما لبث ان عين رئيسا لها وأعطاها من وقته وجهده الشيء الكثير، وعمل على تطويرها واعداد الطلبة ليكونوا دعاة في بلدانهم.
إدارات البحوث
وقالت، بعد ذلك تم تعيينه في العام 1395 رئيسا لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في الرياض، واقترح وقتها ان يجتمع العلماء للافتاء في العديد من المسائل، وهي ما يطلق عليها هيئة كبار العلماء، وفي العام 1419 أصبح مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية الا انه كان معروفا في جميع أنحاء العالم بالمفتي، وكان يفتي في الطلاق ويذكر ان عدد قضايا الطلاق التي تحمل ختمه بلغت 27 ألف قضية طلاق غير التي لم تسجل، وكان لا يفتي في الطلاق الا على بينة.
محبة الناس
واستعرضت الجوهرة الامور التي تميز بها ابن باز والتي من أبرزها محبة الناس له والمكانة العالية له في نفوس الناس حتى العصاة منهم، والأطفال، وكان عالميا في دعوته، ليس للمملكة أو للعرب فحسب، بل انه لم يكن يحب كلمة العرب ولا القومية العربية، وانما كان يقول نحن مسلمون والاسلام لا يفرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى، فكان يرسل الدعاة لجميع أنحاء العالم وتصرف رواتبهم من ماله الخاص، وكان عدد الدعاة يربو على 3000 داع، لافتة الى انه تم انشاء وزارة الشؤون الاسلامية فيما بعد ولم تستطع القيام بما كان يقوم به من عمل.
وقالت، لقد تميز أيضا بالكرم والحلم وسلامة الصدر ونقاء السريرة، حليم، لين الجانب، متواضع، لايغضب الا اذا انتهكت حرمات الله، يفتح أبواب بيته للجميع، ويجلس على طعامه المساكين والفقراء، و كان يزيد عدد من يفطرون في بيته في رمضان على 300 شخص وفي الحج عن 1000 شخص، وكان في طعامه بركة، كان بسيطاً يكره التكلف والتصنع، لم يحمل في قلبه ضغينة لأحد، كان يسأل عن الجميع ولم يسأل عن نفسه قط، كان يصل به الحال عندما يكون هناك نقص في الصدقات التي تبذل من ماله الخاص فيلجأ الى الاستدانة التي تتعدى الملايين ليعطي المحتاجين والسائلين، بل انه توفي وعليه دين يفوق 2 مليون ريال من مصرف السبيعي.
وقالت اقتداؤه بسنة رسول الله كانت من الجوانب المهمة في حياة سماحة الشيخ ابن باز، حتى سمي امام أهل السنة والجماعة، كان يدعو دائما للحرص على الاقتداء بالسنة في الصلاة والجلوس وفي كل امر من امور الحياة.
التمر المعلق
وأشارت الداعية الى رؤية صالحة لأحد مشايخ الحرم المدني، انه رأى تمرا معلقا في أعمدة الحرم والناس يقطفون منه، وعندما سأل من علق هذا فقيل له الشيخ ابن باز، فقال لعله العلم النافع ودروسه في الحرم المكي.
وقالت ان الامر الآخر في شخصيته انه كان يشفع للناس، لم يكن يرد أحداً يطلب شفاعة، كان يشفع في فتح المدارس، وبناء المساجد وطلب الوظيفة وطلب الدراسة، وسداد الديون، وقضاء الحاجات، لا يأتي أحد ليتشفع به الا شفعه، الا في حد من حدود الله فلا يشفع فيه، وكان يقول دائما اشفعوا تؤجروا، وكان كثيرا ما يرسل كتب الشفاعات للمسؤولين وعندما كان يقال له انك أكثرت من كتب الشفاعة للمسؤولين قال، ان الله كتب على يدك خيرا فدع الله يكتب على يدي خيرا ان شاء الله، وان ما كتب الله لهم بشيء فنكون قد نلنا أجر الشفاعة، لدرجة ان احد أبناء المسؤولين الكبار من التجار الكبار جاء الى اخي وقال له قل للوالد ان يخفف من طلبات الشفاعة فثلاثة أرباع بريد والدي من كتب الشفاعات.
مخالفة الرأي
وقالت لم يكن يتشدد في حديثه حتى مع من يخالفه في الرأي، لدرجة انه في مرة من المرات زاره العلامة الشيخ محمد الغزالي من مصر وكان له آراء تخالف رأي الوالد رحمه الله، في امور فقهية، فجلسوا بعد الغداء في جانب من المجلس، وقال احد الحاضرين انه دار حوار بينهما زاد على الساعة حول العلوم الفقهية، ولم نسمع منه شيء من كثرة انخفاض الصوت، وبعدها قام الشيخ الغزالي وقال مادام فينا مثل هذا الرجل فالاسلام بخير.
24 مجلداً و53 حجة
واكدت في ختام ندوتها ان والدها حرص على توثيق الفتاوى فكان له 24 مجلداً فتاوى في التوحيد والصلاة والزكاة والحج، واشتهر بعنايته بالعقيدة وكان يقول انه يبني عليها العمل، وكان له الكثير من المؤلفات.
وقالت، بعد مرض لازمه على مدى أربعة أعوام توفاه الله وكانت هي السنة الأولى التي لم يحج فيها، بعد ان حج 53 حجة متتالية، لافتة ان أكثر من 2 مليون شخص صلوا عليه يوم وفاته في المسجد الحرام.
{منقول..جريدة الوطن
الكويتية الجمعة 2009 }
في ندوة جماهيرية حاشدة أبرزت فيها جوانب ومحطات هامة من تاريخه وإخلاصه في العمل
الجوهرة بنت بن باز: والدي توفي وعليه دين مليونا ريال بسبب الصدقات
http://www.alwatan.com.kw/Portals/0/Article/02202009/Org/lc37_1.jpg
الشيخ بن باز رحمه الله تعالى
تناولت الداعية الجوهرة بنت عبدالعزيز بن باز جوانب ومحطات مهمة في تاريخ العلامة والدها سماحة الشيخ ابن باز ومن ابرزها اخلاصه في العمل وكيف انه لم يكن يطلب لنفسه شيئاً وانما يعمل لوجه الله ونشر العمل الخيري والدعوة الى الله في كل بقاع الارض وحماسه في طلب العلم وكيف كان يحمل على عاتقه مسؤولية ارشاد الامة بالحكمة والموعظة الحسنة.
جاء ذلك في ندوة جماهيرية حاشدة تحت عنوان »ابن باز رحمه الله مسيرة وعطاء نظمتها اللجنة النسائية في جمعية احياء التراث - فرع الجهراء - في منطقة صباح الناصر مساء امس الاول.
وقالت لقد كان رحمه الله شديد الاختلاط بالناس ويقضي معظم أوقاته في قضاء حوائجهم، ومد يد العون والمساعدة لهم منوهة انه بعد وفاته رآه أحد المشايخ الأفاضل في رؤية صالحة وسأله عن أفضل أعماله وأقربها الى الله فقال له قضاء حاجة الناس.
وأضافت، كان ينشغل بأمور الاسلام والمسلمين أكثر من انشغاله بأهله، فكان يقضي مع اسرته الوقت القليل، وعلى الرغم من ذلك جعل الله في هذا الوقت البركة واستفدنا منه وتعلمنا منه الكثير.
واستعرضت الجوهرة نشأة العلامة ابن باز الذي ولد في العام 1330 هـ وتوفي والده وهو في سن الثالثة وعاش حياته يتيما مع شقيقه الأكبر منه بسبع سنوات، وشقيق آخر من والدته والذي كان ينفق على الاسرة في ظل أوقات عصيبة كان يعم فيها الفقر وضيق العيش، الا انهم تربوا في بيت صالح، حيث كانت تدفعه امه وتشجعه الى نهم العلوم الشرعية، بعد ان لمست فيه حبه للعلم والعلماء، فساندته وشجعته على الاستزادة من العلم والمعرفة، منوة بأهمية دور الامهات في حياة الأبناء وتنشئتها لهم التنشئة الصالحة وطاعة الله.
سن التاسعة
واوضحت ان والدته كان لها دور عظيم في حياته، حيث دفعته وهو في سن التاسعة الى الذهاب الى المسجد لتعلم العقيدة والفقه، فلم يكن يتخلف عن دروس العلم في المسجد في يوم من الأيام، ولم يثنه البرد القارص عن التوجه الى المسجد في الفجر للصلاة لحفظ القرآن، واستطاع ان يحفظ القرآن كاملا قبل سن البلوغ، وبعد ان أتم حفظ القرآن ركز جهوده على دراسة فروع علوم الدين من فقه وحديث وعقيدة وسنة على يد الشيخ حمد بن عتيق، والشيخ الذي أصبح مفتي الديار السعودية فيما بعد الشيخ محمد بن ابراهيم أل الشيخ، وهو أكثر الناس تأثيراً في حياة سماحة الشيخ ابن باز.
إصابته بالمرض
وكشفت عن إصابته بمرض في عينه وهو في سن السادسة عشرة، وبدأ نظره يضعف شيئا فشيئا حتى فقد بصره وهو لا يزال في سن التاسعة عشرة من عمره، لافتة ان فقدان بصره لم يضعف عزيمته في طلب العلم بل زاده حرصا وصلابة على طلب العلم، ووقتها قالت له والدته لا تجعل فقدان بصرك سببا في الابتعاد عن العلم أو يهبط همتك في طلب العلم، وسيعينك الله، وبالفعل اعانه الله وأقبل على العلم واستمر على هذا النهج، وتعلم العلوم الشرعية على أيدي الكثير من المشايخ الأجلاء، حيث درس الحديث على يد الشيخ سعد وقاص البخاري في مكة، واستمر حتى أصبح عالما فذا وهو لا يزال في مقتبل العمر.
تولي القضاء
وقالت الجوهرة، عندما لمس فيه الملك عبدالعزيز هذا التميز عينه قاضيا في مدينة الخرج في العام 1357 هجرية، وكان رحمه الله يرفض هذا المنصب حتى لا يكون لديه شك في أي قضية، ولما تكرر الطلب من الملك عبدالعزيز ثلاث مرات، وافق وتولى القضاء في مدينة الدنم واستمر نحو 11 عاما، ولم يكن عمله يقتصر على القضاء فقط بل كان يتولى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعطي الدروس في المساجد، وتولى الكثير من الامور.
المعهد الشرعي
وأشارت الى انه انتقل بعد ذلك الى الرياض وعين مدرسا في المعهد الشرعي العلمي، ثم أصبح استاذا في كلية الشريعة، اضافة الى النظر في العديد من القضايا وامور المسلمين العامة، واشتهر بمسائل الطلاق، والافتاء فيها، ومن ثم عين في الجامعة الاسلامية بعد انشائها في المدينة المنورة، ثم نائبا لرئيس الجامعة في العام 1381 هجرية، وشارك في تأسيسها، وبدأ الطلبة يتوافدون عليها من كل بلاد العالم لدراسة العلوم الشرعية، وما لبث ان عين رئيسا لها وأعطاها من وقته وجهده الشيء الكثير، وعمل على تطويرها واعداد الطلبة ليكونوا دعاة في بلدانهم.
إدارات البحوث
وقالت، بعد ذلك تم تعيينه في العام 1395 رئيسا لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في الرياض، واقترح وقتها ان يجتمع العلماء للافتاء في العديد من المسائل، وهي ما يطلق عليها هيئة كبار العلماء، وفي العام 1419 أصبح مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية الا انه كان معروفا في جميع أنحاء العالم بالمفتي، وكان يفتي في الطلاق ويذكر ان عدد قضايا الطلاق التي تحمل ختمه بلغت 27 ألف قضية طلاق غير التي لم تسجل، وكان لا يفتي في الطلاق الا على بينة.
محبة الناس
واستعرضت الجوهرة الامور التي تميز بها ابن باز والتي من أبرزها محبة الناس له والمكانة العالية له في نفوس الناس حتى العصاة منهم، والأطفال، وكان عالميا في دعوته، ليس للمملكة أو للعرب فحسب، بل انه لم يكن يحب كلمة العرب ولا القومية العربية، وانما كان يقول نحن مسلمون والاسلام لا يفرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى، فكان يرسل الدعاة لجميع أنحاء العالم وتصرف رواتبهم من ماله الخاص، وكان عدد الدعاة يربو على 3000 داع، لافتة الى انه تم انشاء وزارة الشؤون الاسلامية فيما بعد ولم تستطع القيام بما كان يقوم به من عمل.
وقالت، لقد تميز أيضا بالكرم والحلم وسلامة الصدر ونقاء السريرة، حليم، لين الجانب، متواضع، لايغضب الا اذا انتهكت حرمات الله، يفتح أبواب بيته للجميع، ويجلس على طعامه المساكين والفقراء، و كان يزيد عدد من يفطرون في بيته في رمضان على 300 شخص وفي الحج عن 1000 شخص، وكان في طعامه بركة، كان بسيطاً يكره التكلف والتصنع، لم يحمل في قلبه ضغينة لأحد، كان يسأل عن الجميع ولم يسأل عن نفسه قط، كان يصل به الحال عندما يكون هناك نقص في الصدقات التي تبذل من ماله الخاص فيلجأ الى الاستدانة التي تتعدى الملايين ليعطي المحتاجين والسائلين، بل انه توفي وعليه دين يفوق 2 مليون ريال من مصرف السبيعي.
وقالت اقتداؤه بسنة رسول الله كانت من الجوانب المهمة في حياة سماحة الشيخ ابن باز، حتى سمي امام أهل السنة والجماعة، كان يدعو دائما للحرص على الاقتداء بالسنة في الصلاة والجلوس وفي كل امر من امور الحياة.
التمر المعلق
وأشارت الداعية الى رؤية صالحة لأحد مشايخ الحرم المدني، انه رأى تمرا معلقا في أعمدة الحرم والناس يقطفون منه، وعندما سأل من علق هذا فقيل له الشيخ ابن باز، فقال لعله العلم النافع ودروسه في الحرم المكي.
وقالت ان الامر الآخر في شخصيته انه كان يشفع للناس، لم يكن يرد أحداً يطلب شفاعة، كان يشفع في فتح المدارس، وبناء المساجد وطلب الوظيفة وطلب الدراسة، وسداد الديون، وقضاء الحاجات، لا يأتي أحد ليتشفع به الا شفعه، الا في حد من حدود الله فلا يشفع فيه، وكان يقول دائما اشفعوا تؤجروا، وكان كثيرا ما يرسل كتب الشفاعات للمسؤولين وعندما كان يقال له انك أكثرت من كتب الشفاعة للمسؤولين قال، ان الله كتب على يدك خيرا فدع الله يكتب على يدي خيرا ان شاء الله، وان ما كتب الله لهم بشيء فنكون قد نلنا أجر الشفاعة، لدرجة ان احد أبناء المسؤولين الكبار من التجار الكبار جاء الى اخي وقال له قل للوالد ان يخفف من طلبات الشفاعة فثلاثة أرباع بريد والدي من كتب الشفاعات.
مخالفة الرأي
وقالت لم يكن يتشدد في حديثه حتى مع من يخالفه في الرأي، لدرجة انه في مرة من المرات زاره العلامة الشيخ محمد الغزالي من مصر وكان له آراء تخالف رأي الوالد رحمه الله، في امور فقهية، فجلسوا بعد الغداء في جانب من المجلس، وقال احد الحاضرين انه دار حوار بينهما زاد على الساعة حول العلوم الفقهية، ولم نسمع منه شيء من كثرة انخفاض الصوت، وبعدها قام الشيخ الغزالي وقال مادام فينا مثل هذا الرجل فالاسلام بخير.
24 مجلداً و53 حجة
واكدت في ختام ندوتها ان والدها حرص على توثيق الفتاوى فكان له 24 مجلداً فتاوى في التوحيد والصلاة والزكاة والحج، واشتهر بعنايته بالعقيدة وكان يقول انه يبني عليها العمل، وكان له الكثير من المؤلفات.
وقالت، بعد مرض لازمه على مدى أربعة أعوام توفاه الله وكانت هي السنة الأولى التي لم يحج فيها، بعد ان حج 53 حجة متتالية، لافتة ان أكثر من 2 مليون شخص صلوا عليه يوم وفاته في المسجد الحرام.
{منقول..جريدة الوطن
الكويتية الجمعة 2009 }