همي الدعوه
26 Feb 2009, 01:57 PM
سورة (yes)!!
عندما ازور الطلاب في الجامعات في مختلف الكليات غالبا ما اسألهم بعض الاسئلة في العلوم الشرعية لأشعرهم بضعفهم في التحصيل الشرعي وكذلك حاجتهم الماسة للتزود من العلوم الشرعية مع اهمية التحصيل العلمي في العلوم الاخرى.
فعلى سبيل المثال.. اسأل الطلاب الاكاديميين الذين امضوا سنوات طويلة في التعليم النظامي هل تحفظون سورة (الفلق)؟! فيجيب الجميع بالايجاب، فأرد عليهم بأنني اظن انهم يحفظونها ويرددونها منذ سنوات الطفولة المبكرة! ولكن سؤالي ليس هذا، بل سؤالي هو (هل يعرف احدكم ما معنى «الفلق»)؟!! فيخيم الصمت على الحضور!! ويبدأ البعض باخفاء وجهه حياء!! ويبدأ الاكثر بعد قليل من الصمت بالابتسام خجلا أو استغرابا!!.. سورة نرددها كل يوم اكثر من مرة ولأكثر من خمس عشرة سنة ولم نسأل انفسنا يوما ما معناها!!.. ما معنى (غاسق)؟ وما معنى (وقب)؟!! كلمات كأنها طلاسم في سورة من أصغر سور القرآن، اتحدى لو قام دكتور في أي جامعة غير الشريعة بوضع اختبار تحريري لطلبته بمعنى هذه الكلمات الثلاث ان ينجح الا القليل منهم!!
ولو سألت الحاضرين في كلية محترمة عن شروط الصلاة أو بعض نواقض الوضوء أو (اركان الايمان) أو زوجات الرسول أو العشرة المبشرين بالجنة، أو غيرها من الاسئلة البسيطة والمعلومات البديهية في الدين الاسلامي لرأيت عجبا من طلاب ربما عندهم ثقافة في امور كثيرة الا الشريعة الاسلامية وديننا الذي لا يقبل الله دينا غيره.
انا لا ازعم ان مناهج التعليم تخرج طلابا نابغين أو حتى اقوياء في العلوم التطبيقية، فالرياضيات والعلوم ما زالت تدرس في مدارسنا بأساليب تقليدية لا تجعل الطالب يحرص على التعمق فيها أو يحاول التزود منها من خلال بحثه العلمي، وكذلك العلوم الانسانية المهمة فهي لا تتجاوز في كثير من الاحيان حشو المعلومات قد لا يشعر الطالب بأي فائدة منها واحيانا يحفظ ما فيها من معلومات لأجل الاختبار ومع هذا قد لا يفهم شيئا واحدا مما حفظه أو يرى له اية فائدة!!
ومع هذا فإن (ساعتين) من مادة التربية الاسلامية وخلال اثنتي عشرة سنة من الدراسة والقراءة والامتحانات والشرح اخرجت لنا طلابا لا يعرفون صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم!! وانتجت لنا طلابا اكاديميين لم يسمعوا أو يفهموا اقسام التوحيد!! ولا يعرفوا معاني اصغر سور القرآن الكريم!! فأين يكمن الخلل؟!
قد يكون هناك (ليبراليون) غلاة ومتطرفون يطالبون حتى بعدم تدريس القرآن الكريم في مدارسنا، ويحاربون اي تعليم ديني ولو كان ساعتين من ثلاثين ساعة للمواد الأخرى، ولكن يجب ان نعلم ان هؤلاء (الليبراليين) هم القلة الشاذة في مجتمعاتنا الاسلامية وان علا صوتهم في مقالاتهم ونداوتهم (الممجوجة)، أما الغالبية في مجتمعاتنا الاسلامية فهم يتمنون معرفة احكام دينهم، ويحبون تعلم فقه شريعتهم، ويودون لو علموا معاني السور التي يقرؤونها، لكنهم يسألون نفس السؤال... ماذا صنعت لنا مناهج وزارة التربية؟!
لا بد من اعادة النظر بهذه المادة المهمة وبمناهجها، وطرق تدريسها واساليب تقويمها والنسبة التي تحسب منها في التقدير العام للطالب، ولا بد من التركيز على ما يحتاجه الطالب في هذه المادة في عقيدته الاسلامية والاحكام الفقهية المناسبة لمستواه العمري، والاخلاق الاسلامية المهمة، وكذلك لا بد من اعادة النظر في عدد الساعات الدراسية وهل تكفي لدراسة العلوم الشرعية (الواجبة) على كل مسلم ومسلمة.
نحن لا نريد ان تكون المواد الشرعية على حساب المواد العلمية المهمة ايضا، ولكن هناك مواد بالتأكيد لا تنفع الطلاب بالمدارس هذا اذا لم تكن فيها اضرار عليهم!!
يحدثني احد مدرسي الثانويات انه اختبر الطلاب في حفظ سورة (الفاتحة) فاكتشف ان بعضهم لا يحفظها!! وآخر في المتوسط وضع سؤالاً في الاختبار (من هو أبو بكر الصديق) فاكتشف ان الكثيرين لا يعرفونه!! وتحدثني ام فاضلة ان مدرّسة التربية الاسلامية علمت الطلاب ان معنى (الفلق) هو الحسد!! ومذيعة في احد برامج تلفزيون الكويت تسأل الاطفال سؤالا عن سورة في القرآن وقرأت بالورقة التي عندها 3 خيارات لهذه السورة سورة (الفرقان) او سورة (تبارك) او سورة (yes)!! هي كانت مكتوبة (يس) لكنها لم تعرف انها تقرأ بالحروف المقطعة فقرأتها بثقافتها الاجنبية!! وليس اللوم عليها لوحدها بل على معدي البرنامج و(الكنترول) والمخرج!!
نحن باختصار نريد ثقافة اسلامية صحيحة حتى نحصن ابناءنا من التغريب ومن الثقافة الليبرالية الدخيلة ومن سموم بعض الكتاب المحاربين لكل ما هو اسلامي!!
الشيخ نبيل العوضي
طريق الإيمان
عندما ازور الطلاب في الجامعات في مختلف الكليات غالبا ما اسألهم بعض الاسئلة في العلوم الشرعية لأشعرهم بضعفهم في التحصيل الشرعي وكذلك حاجتهم الماسة للتزود من العلوم الشرعية مع اهمية التحصيل العلمي في العلوم الاخرى.
فعلى سبيل المثال.. اسأل الطلاب الاكاديميين الذين امضوا سنوات طويلة في التعليم النظامي هل تحفظون سورة (الفلق)؟! فيجيب الجميع بالايجاب، فأرد عليهم بأنني اظن انهم يحفظونها ويرددونها منذ سنوات الطفولة المبكرة! ولكن سؤالي ليس هذا، بل سؤالي هو (هل يعرف احدكم ما معنى «الفلق»)؟!! فيخيم الصمت على الحضور!! ويبدأ البعض باخفاء وجهه حياء!! ويبدأ الاكثر بعد قليل من الصمت بالابتسام خجلا أو استغرابا!!.. سورة نرددها كل يوم اكثر من مرة ولأكثر من خمس عشرة سنة ولم نسأل انفسنا يوما ما معناها!!.. ما معنى (غاسق)؟ وما معنى (وقب)؟!! كلمات كأنها طلاسم في سورة من أصغر سور القرآن، اتحدى لو قام دكتور في أي جامعة غير الشريعة بوضع اختبار تحريري لطلبته بمعنى هذه الكلمات الثلاث ان ينجح الا القليل منهم!!
ولو سألت الحاضرين في كلية محترمة عن شروط الصلاة أو بعض نواقض الوضوء أو (اركان الايمان) أو زوجات الرسول أو العشرة المبشرين بالجنة، أو غيرها من الاسئلة البسيطة والمعلومات البديهية في الدين الاسلامي لرأيت عجبا من طلاب ربما عندهم ثقافة في امور كثيرة الا الشريعة الاسلامية وديننا الذي لا يقبل الله دينا غيره.
انا لا ازعم ان مناهج التعليم تخرج طلابا نابغين أو حتى اقوياء في العلوم التطبيقية، فالرياضيات والعلوم ما زالت تدرس في مدارسنا بأساليب تقليدية لا تجعل الطالب يحرص على التعمق فيها أو يحاول التزود منها من خلال بحثه العلمي، وكذلك العلوم الانسانية المهمة فهي لا تتجاوز في كثير من الاحيان حشو المعلومات قد لا يشعر الطالب بأي فائدة منها واحيانا يحفظ ما فيها من معلومات لأجل الاختبار ومع هذا قد لا يفهم شيئا واحدا مما حفظه أو يرى له اية فائدة!!
ومع هذا فإن (ساعتين) من مادة التربية الاسلامية وخلال اثنتي عشرة سنة من الدراسة والقراءة والامتحانات والشرح اخرجت لنا طلابا لا يعرفون صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم!! وانتجت لنا طلابا اكاديميين لم يسمعوا أو يفهموا اقسام التوحيد!! ولا يعرفوا معاني اصغر سور القرآن الكريم!! فأين يكمن الخلل؟!
قد يكون هناك (ليبراليون) غلاة ومتطرفون يطالبون حتى بعدم تدريس القرآن الكريم في مدارسنا، ويحاربون اي تعليم ديني ولو كان ساعتين من ثلاثين ساعة للمواد الأخرى، ولكن يجب ان نعلم ان هؤلاء (الليبراليين) هم القلة الشاذة في مجتمعاتنا الاسلامية وان علا صوتهم في مقالاتهم ونداوتهم (الممجوجة)، أما الغالبية في مجتمعاتنا الاسلامية فهم يتمنون معرفة احكام دينهم، ويحبون تعلم فقه شريعتهم، ويودون لو علموا معاني السور التي يقرؤونها، لكنهم يسألون نفس السؤال... ماذا صنعت لنا مناهج وزارة التربية؟!
لا بد من اعادة النظر بهذه المادة المهمة وبمناهجها، وطرق تدريسها واساليب تقويمها والنسبة التي تحسب منها في التقدير العام للطالب، ولا بد من التركيز على ما يحتاجه الطالب في هذه المادة في عقيدته الاسلامية والاحكام الفقهية المناسبة لمستواه العمري، والاخلاق الاسلامية المهمة، وكذلك لا بد من اعادة النظر في عدد الساعات الدراسية وهل تكفي لدراسة العلوم الشرعية (الواجبة) على كل مسلم ومسلمة.
نحن لا نريد ان تكون المواد الشرعية على حساب المواد العلمية المهمة ايضا، ولكن هناك مواد بالتأكيد لا تنفع الطلاب بالمدارس هذا اذا لم تكن فيها اضرار عليهم!!
يحدثني احد مدرسي الثانويات انه اختبر الطلاب في حفظ سورة (الفاتحة) فاكتشف ان بعضهم لا يحفظها!! وآخر في المتوسط وضع سؤالاً في الاختبار (من هو أبو بكر الصديق) فاكتشف ان الكثيرين لا يعرفونه!! وتحدثني ام فاضلة ان مدرّسة التربية الاسلامية علمت الطلاب ان معنى (الفلق) هو الحسد!! ومذيعة في احد برامج تلفزيون الكويت تسأل الاطفال سؤالا عن سورة في القرآن وقرأت بالورقة التي عندها 3 خيارات لهذه السورة سورة (الفرقان) او سورة (تبارك) او سورة (yes)!! هي كانت مكتوبة (يس) لكنها لم تعرف انها تقرأ بالحروف المقطعة فقرأتها بثقافتها الاجنبية!! وليس اللوم عليها لوحدها بل على معدي البرنامج و(الكنترول) والمخرج!!
نحن باختصار نريد ثقافة اسلامية صحيحة حتى نحصن ابناءنا من التغريب ومن الثقافة الليبرالية الدخيلة ومن سموم بعض الكتاب المحاربين لكل ما هو اسلامي!!
الشيخ نبيل العوضي
طريق الإيمان