أبو محمد ..
18 Mar 2009, 10:29 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
وبعد...
********************************************
فأقول :
إن المتأثرين بحضارة العصر الراهن , وتوقعات التقدم العلمي المستقبلي تجد عنده برود حسي تجاه أدلة وصف الجنان
وذلك مما يذكر فيها من الأمور التي قد لا تشد مثل هذا الصنف من الناس ,
بل قد يصل الأمر ببعضهم إلى الاستخفاف والاستهتار , والعياذ بالله العظيم ..
ومن قوي إيمانه منهم صرف فكره عن هذه الأمور إلى فكرة البعد عن النار
لأنه لو أراد إغراء نفسه بما في الجنة لم تشده الصفات المروية ولم يشغف بها فيضطر أن يوجه نفسه إلى التعوذ من النار .
وهذا يجره إلى الوقوع في حبائل الشيطان الذي يجعله يغلب جانب الترهيب والخوف على الرجاء والترغيب فيعبد الله خوفاً من ناره فقط .
وهذا من مصائب العصر!
والجواب :
أنَّا نقول لمن حاله هذه من الهاوين لمظاهر العصر :
أنه وإن وردت نصوص وآثار في وصف الجنة بمراكب الدواب وغيرها
فإن الدين نزل ليخاطب الناس على قدر عقولهم وثقافتهم ..
والطفرة العلمية ما جاءت إلا قبل سُنيات معدودة .
فهي من قبيل النادر الذي لا حكم له في خطاب الجمع ,
فخوطبوا بما يفهمون
وإلا فإن الشرع قد ذكر بالنصوص من قواعد عامة في فضائل الجنة ما يذهل ويغري أهل كل حضارة
كقوله صلى الله عليه وسلم (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ..
فلو تدبر المتأمل في مثل هذا النص علم أنه لا يستطيع أن يعلم مقدار النعيم والإمتاع الذي يشعر به أهل الجنة من كل ما لذ وطاب من مآكل ومشارب ومراكب وملابس ..
لأنه من قبيل ما لا يخطر على قلب بشر .
وما ذُكِرَ من أمور قليلة هي من باب الترغيب ببيان جزء مما قد يوجد
مع الإيمان بعدم علم كيفيته وإن علمنا بعض صفاته ,
فما ذُكِرَ كان مما يناسب إغراء قلوب الناس في تلك الحقبة لوجوب المخاطبة بما يفهم المُخَاطَبْ
ومن الممكن أن يُذكر لنا بعض ما يناسب عصرنا ولكنه الإيمان بالغيب ومخاطبة العقول بما تفهم .
وتأمل:
كيف أنه لو ذُكر للأولين بعض حضارة عصرنا من التلفاز و الجوال والطائرة والكهرباء والفاكس ... ما عقلها أحد ولا تصورها حق التصور,
على أنه لو قُدِّرَ أن الله بعث أحدهم في زمننا على ما سيصيبه من الذهول والعجب والانبهار إلا أنه لا يمكن أن يتوقع أنه في الجنة
لأن متع الدنيا مهما كانت فهي تؤثر على الظاهر من الحواس أما الجنة فإن تأثيرها على الباطن أولاً قبل الظاهر
فالمتعة الأساسية هناك :
هي العلم بالله والنتيجة التي تحصلها من العمل في الدنيا وتخلص النفس من شوائب الكدر والنكد وصفات النقص.
ولذا فإن ركوب الدابة ذات الأربع في الجنة
والتنقل بها في لمح البصر أو أقل
لهي أكثر إمتاعاً من الانتقال الأيوني الذي يتوقع علماء الطاقة الوصول إليه من تحول الجسم إلى طاقة سرعتها سرعة الضوء ..
ومن تأمل ::: وصل إلى ما وصلنا إليه
والله الموفق.
******************
وبعد...
********************************************
فأقول :
إن المتأثرين بحضارة العصر الراهن , وتوقعات التقدم العلمي المستقبلي تجد عنده برود حسي تجاه أدلة وصف الجنان
وذلك مما يذكر فيها من الأمور التي قد لا تشد مثل هذا الصنف من الناس ,
بل قد يصل الأمر ببعضهم إلى الاستخفاف والاستهتار , والعياذ بالله العظيم ..
ومن قوي إيمانه منهم صرف فكره عن هذه الأمور إلى فكرة البعد عن النار
لأنه لو أراد إغراء نفسه بما في الجنة لم تشده الصفات المروية ولم يشغف بها فيضطر أن يوجه نفسه إلى التعوذ من النار .
وهذا يجره إلى الوقوع في حبائل الشيطان الذي يجعله يغلب جانب الترهيب والخوف على الرجاء والترغيب فيعبد الله خوفاً من ناره فقط .
وهذا من مصائب العصر!
والجواب :
أنَّا نقول لمن حاله هذه من الهاوين لمظاهر العصر :
أنه وإن وردت نصوص وآثار في وصف الجنة بمراكب الدواب وغيرها
فإن الدين نزل ليخاطب الناس على قدر عقولهم وثقافتهم ..
والطفرة العلمية ما جاءت إلا قبل سُنيات معدودة .
فهي من قبيل النادر الذي لا حكم له في خطاب الجمع ,
فخوطبوا بما يفهمون
وإلا فإن الشرع قد ذكر بالنصوص من قواعد عامة في فضائل الجنة ما يذهل ويغري أهل كل حضارة
كقوله صلى الله عليه وسلم (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ..
فلو تدبر المتأمل في مثل هذا النص علم أنه لا يستطيع أن يعلم مقدار النعيم والإمتاع الذي يشعر به أهل الجنة من كل ما لذ وطاب من مآكل ومشارب ومراكب وملابس ..
لأنه من قبيل ما لا يخطر على قلب بشر .
وما ذُكِرَ من أمور قليلة هي من باب الترغيب ببيان جزء مما قد يوجد
مع الإيمان بعدم علم كيفيته وإن علمنا بعض صفاته ,
فما ذُكِرَ كان مما يناسب إغراء قلوب الناس في تلك الحقبة لوجوب المخاطبة بما يفهم المُخَاطَبْ
ومن الممكن أن يُذكر لنا بعض ما يناسب عصرنا ولكنه الإيمان بالغيب ومخاطبة العقول بما تفهم .
وتأمل:
كيف أنه لو ذُكر للأولين بعض حضارة عصرنا من التلفاز و الجوال والطائرة والكهرباء والفاكس ... ما عقلها أحد ولا تصورها حق التصور,
على أنه لو قُدِّرَ أن الله بعث أحدهم في زمننا على ما سيصيبه من الذهول والعجب والانبهار إلا أنه لا يمكن أن يتوقع أنه في الجنة
لأن متع الدنيا مهما كانت فهي تؤثر على الظاهر من الحواس أما الجنة فإن تأثيرها على الباطن أولاً قبل الظاهر
فالمتعة الأساسية هناك :
هي العلم بالله والنتيجة التي تحصلها من العمل في الدنيا وتخلص النفس من شوائب الكدر والنكد وصفات النقص.
ولذا فإن ركوب الدابة ذات الأربع في الجنة
والتنقل بها في لمح البصر أو أقل
لهي أكثر إمتاعاً من الانتقال الأيوني الذي يتوقع علماء الطاقة الوصول إليه من تحول الجسم إلى طاقة سرعتها سرعة الضوء ..
ومن تأمل ::: وصل إلى ما وصلنا إليه
والله الموفق.
******************