محب الخلفاء
26 Mar 2009, 12:40 PM
الشيخ حامد العلى: هل هذا أوان ظهورالمهدى والرايات السود؟وهل الملاحم بعدالحرب القادمة؟
السؤال: فضيلة الشيخ : هل هذا زمن ظهور المهدي ؟! وهل صحت أحاديث ا لسفياني ، والرايات السود ؟ وهل بعد الحرب القادمة ظهور الملاحم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
جواب الشيخ:
قـد ورد في شأن ظهـور المهدي آخر الزمــان أحاديث كثيرة ، من طرق عــن ثلاثين صحابيّا بأسانيد متعددة ، في كتب السنة ، الصحاح ، والسنن ، والجوامع ، والمُصَنَّفات ، وغيرها ، منها المرفوع ، ومنها الموقوف ، ومن العلماء من قال : إنّ أحاديثه بلغت التواتر المعنوي ، كما فـي الإشاعة لأشراط الساعة للبرزنجي 87، ولوامع الأنوار البهية 2/84 للسفاريني ، والإذاعة لصديق حسن خان 112.
قال الشوكاني: " الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر ، التي أمكن الوقوف عليها منهاخمسون حديثاً، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي لها حكم الرفع، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك ". الإذاعة لصديق حسن خان 113
ومن الأحاديث الصحيحة ما يلي:
ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثماني (يعني حججاً) – يعني: سبع أو ثمان سنين -". أخرجه الحاكم بهذا اللفظ وقال: صحيح، وأخرجه أبو داود وأحمد بنحوه، قال ابن القيم عـن سند أبي داود: إسناده جيد.
ـ وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المهدي منا –أهل البيت- يصلحه الله في ليلة" أخرجه أحمد ، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح،وأخرجه ابن ماجه
ـ وعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"المهدي من عترتي من ولد فاطمة" أخرجه أبو داود ، وابن ماجة ،
ـ وعن ابن مسعود –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو لم يبق من الدنيا إلايوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي" وفي رواية:"يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً". أخرجه أبو داود
وقال صديق حسن خان في الإذاعة :
" وأحاديث المهدي بعضها صحيح ، وبعضها ضعيف ، وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار ، وأنه لا بـد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبوي يؤيد الدين ، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الإسلامية ، ويسمى بالمهدي ، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره . وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال ، ويأتم بالمهدي في صلاته ..إلى غير ذلك ، وأحاديث الدجال وعيسى أيضاً بلغت مبلغ التواتر ولا مساغ لإنكارها كمابين ذلك القاضي العلامة الشوكاني رحمه الله ، في " التوضيح في تواتر ما جاء فيالمنتظر والدجال والمسيح " ، قال الشوكاني : " والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها : خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً لها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك . انتهى .
وقد جمع السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير اليماني الأحاديث القاضية بخروج المهدي وأنه من آلمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأنه يظهر في آخر الزمان ثم قال : ولم يأت تعيين زمنه إلا أنه يخرج قبل خروج الدجال . انتهى "
وأحاديث السفياني كلها ضعيفة ، أما أحاديث الرايات السود، فلم يسلم منها حديث من قادح ، فلا صحيح فيها ، وما أشبه ما ورد فيها ، مما كان الإمام أحمد يقولـه : (ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير) ، كما في الجامع للخطيـب البغدادي ،
وأقرب ما قد يُحسَّن منها ما فيـه ـ مع أن هذا القـدر أيضا لم يسلم من علّة ـ : أنَّ قوما لهـم رايات سود ، يأتون من المشرق فينصرون المهدي ، لا أكثـر من ذلك ، وهذا قـد يقـع في آخر الزمان عند ظهور المهدي ، فإنه يأتيه لنصرته أهل الجهاد من جميع أنحاء الأرض .
هذا وما أحسن قول الشيخ ناصر الدين الألباني : ( إن كثيراً من المسلمين قد انحرفوا عن الصواب في هذا الموضوع ، فمنهم من استقر في نفسه أن دولة الإسلام لن تقوم إلاّ بخروج المهدي ، وهذه خرافة وضلالة ألقاها الشيطان في قلوب كثير من العامة ، وليس في شيء من أحاديث المهدي ما يشعر بذلك مطلقاً ، بل هي كلها لا تخرج عن أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر برجل من أهل بيته ، ووصفه بصفات بارزة ، من أهمها أنه يحكم بالإسلام ، وينشر العدل بين الأنام ،فهو في الحقيقة من المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة ،كما صح عنه صلى الله عليه وسلم).
والحقّ أنه لايجوز تعيين زمن ظهور المهدي ، ولا بناء الحلول الإسلامية لمشكلات العصر على هذا التعيين ، كما لايجوز الإعداد لمواجهـة أعداء الإسلام ، على إنتظار ظهور المهدي ، أو ترقّب زمنـه ، ومن يعتمد على ذلك فهو مخالف للشرع ، ناقص في العـقل ،
ولهذا لانجد عند علماءنا الماضين ، تعيين زمان ظهور المهدي ، بل يكتفون برواية نصوصه ، والسكوت عما وراء ذلك ، فإنّه من علـم الغيب ، والمتكلم فيه خائضٌ فيما يحرم عليه الخوض فيه ،
ولايجوز اعتماد الرؤى في هذا الباب ، وإذا كان العلماء قد أطبقوا على تحريـم الإعتماد على الرؤى في إثبات حتى حكم الإباحة ، فكيـف يجوز أن تحمـل الأمة على طريق خلاصها بناء على منامات !!
ومعلـوم أنّ كثيرا ما يتولـّد عند مـن تختلط عليهم مشاعر العـزلة مع الجهـل بواقع الحيـاة ، مع حبّ التميّـز عن جميع الناس الذي تثمـره المبالغة في تقدير الذات ، يتولّد من ذلك توهّم حلول زمن المهدي ، ثم يتطـوّر هذا إلى هاجس وجوده بينهم ، أو أنهم جنــده ، ولايلبثون حتى ينعكس ذلك على نفوسهم برؤى منامية خدّاعـة ، فيلجأون إلى تأويلات للواقـع تناسب ما استقر في نفوسهم ، ثم يستحكم هذا كلّه ، فيحملهم على صرف نصوص الشرع إليه ، وبناء تصرفاتهم مع الآخرين عليه ، ثم لايفيقون إلاّ وقـد انزاح هذا الوهـم عنهم ، بفساد عريـض ، يـعود عليهم وعلى غيرهم بالضرر والأذى في دينهم ودنياهـم ، نسأل الله تعالى الهدى ، والبصيرة في الدين ، و العاقبة الحسنة علينا وعلى المسلمين .
أما المواجهة القادمة بين المشروعين الصهيوصليبي والصفوي ، فهـي نزاع ليس بجديد على المنطقـة ، ولا هو الأخيـر ، فمادامت مصادر الطاقة هنا ، ستتصارع عليها الدول ، وستنتهي كما انتهت سابقتها، إما بإنتصار من يهيمن فيفرض سياساتـه ، أو ببقاء التحدي والمواجهة فيما يشبه الحرب الباردة ، أو استمرار الفوضى في المنطقـة وبقاءها في حال توتر متواصل ، إلى أن يأذن الله تعالى بتغييرات عالمية هي في علمـه سبحانه لايعلمها سواه ، ونتوقع ـ و الله أعلم ، وقد ذكرنا هذا في مقالات سابقة وأن إنطلاقها بـدأ من 11/9 ـ أن هذه التغيرات ستأذن ببدأ عودة الإسلام قوة عالميّة ، لكن بلوغـه المنافسة الدولية ، هـو مشروع حركة عالميّة لحضارة ، وذلك لايكون إلاّ بإجتماع عوامـل حضارية ضخـمة ، حيويّة ، وفعّالـة ، تعبر الأمة كلّها ، وليس ذلك على الله ببعيد ، وحضارتنا أولى الحضارات بالطفرات ، وما يدرينا أنه لاتمضي عشرون عاما حتى نرى الإسلام قوى العالم بنظام حكم إسلامي يجمع قاراته .
،
وأما القول بأن ما بعد هذه الحـرب القريبة ، ظهور الملاحـم ، فهو قول يتخرص فيه قائله بغيـر علم ، ولاهدى ، وإنما هي هواجس النفس وأحاديثها ، تشرق بهؤلاء المتعلّقين بهذا الباب تارة ، وتغـرب فيهم تارة ، وتناسب نمـط عقولهم ونفوسهم ، وكل إناء بالذي فيه ينضح.
والله اعلم
السؤال: فضيلة الشيخ : هل هذا زمن ظهور المهدي ؟! وهل صحت أحاديث ا لسفياني ، والرايات السود ؟ وهل بعد الحرب القادمة ظهور الملاحم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
جواب الشيخ:
قـد ورد في شأن ظهـور المهدي آخر الزمــان أحاديث كثيرة ، من طرق عــن ثلاثين صحابيّا بأسانيد متعددة ، في كتب السنة ، الصحاح ، والسنن ، والجوامع ، والمُصَنَّفات ، وغيرها ، منها المرفوع ، ومنها الموقوف ، ومن العلماء من قال : إنّ أحاديثه بلغت التواتر المعنوي ، كما فـي الإشاعة لأشراط الساعة للبرزنجي 87، ولوامع الأنوار البهية 2/84 للسفاريني ، والإذاعة لصديق حسن خان 112.
قال الشوكاني: " الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر ، التي أمكن الوقوف عليها منهاخمسون حديثاً، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي لها حكم الرفع، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك ". الإذاعة لصديق حسن خان 113
ومن الأحاديث الصحيحة ما يلي:
ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثماني (يعني حججاً) – يعني: سبع أو ثمان سنين -". أخرجه الحاكم بهذا اللفظ وقال: صحيح، وأخرجه أبو داود وأحمد بنحوه، قال ابن القيم عـن سند أبي داود: إسناده جيد.
ـ وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المهدي منا –أهل البيت- يصلحه الله في ليلة" أخرجه أحمد ، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح،وأخرجه ابن ماجه
ـ وعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"المهدي من عترتي من ولد فاطمة" أخرجه أبو داود ، وابن ماجة ،
ـ وعن ابن مسعود –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو لم يبق من الدنيا إلايوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي" وفي رواية:"يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً". أخرجه أبو داود
وقال صديق حسن خان في الإذاعة :
" وأحاديث المهدي بعضها صحيح ، وبعضها ضعيف ، وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار ، وأنه لا بـد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبوي يؤيد الدين ، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الإسلامية ، ويسمى بالمهدي ، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره . وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال ، ويأتم بالمهدي في صلاته ..إلى غير ذلك ، وأحاديث الدجال وعيسى أيضاً بلغت مبلغ التواتر ولا مساغ لإنكارها كمابين ذلك القاضي العلامة الشوكاني رحمه الله ، في " التوضيح في تواتر ما جاء فيالمنتظر والدجال والمسيح " ، قال الشوكاني : " والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها : خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً لها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك . انتهى .
وقد جمع السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير اليماني الأحاديث القاضية بخروج المهدي وأنه من آلمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأنه يظهر في آخر الزمان ثم قال : ولم يأت تعيين زمنه إلا أنه يخرج قبل خروج الدجال . انتهى "
وأحاديث السفياني كلها ضعيفة ، أما أحاديث الرايات السود، فلم يسلم منها حديث من قادح ، فلا صحيح فيها ، وما أشبه ما ورد فيها ، مما كان الإمام أحمد يقولـه : (ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير) ، كما في الجامع للخطيـب البغدادي ،
وأقرب ما قد يُحسَّن منها ما فيـه ـ مع أن هذا القـدر أيضا لم يسلم من علّة ـ : أنَّ قوما لهـم رايات سود ، يأتون من المشرق فينصرون المهدي ، لا أكثـر من ذلك ، وهذا قـد يقـع في آخر الزمان عند ظهور المهدي ، فإنه يأتيه لنصرته أهل الجهاد من جميع أنحاء الأرض .
هذا وما أحسن قول الشيخ ناصر الدين الألباني : ( إن كثيراً من المسلمين قد انحرفوا عن الصواب في هذا الموضوع ، فمنهم من استقر في نفسه أن دولة الإسلام لن تقوم إلاّ بخروج المهدي ، وهذه خرافة وضلالة ألقاها الشيطان في قلوب كثير من العامة ، وليس في شيء من أحاديث المهدي ما يشعر بذلك مطلقاً ، بل هي كلها لا تخرج عن أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر برجل من أهل بيته ، ووصفه بصفات بارزة ، من أهمها أنه يحكم بالإسلام ، وينشر العدل بين الأنام ،فهو في الحقيقة من المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة ،كما صح عنه صلى الله عليه وسلم).
والحقّ أنه لايجوز تعيين زمن ظهور المهدي ، ولا بناء الحلول الإسلامية لمشكلات العصر على هذا التعيين ، كما لايجوز الإعداد لمواجهـة أعداء الإسلام ، على إنتظار ظهور المهدي ، أو ترقّب زمنـه ، ومن يعتمد على ذلك فهو مخالف للشرع ، ناقص في العـقل ،
ولهذا لانجد عند علماءنا الماضين ، تعيين زمان ظهور المهدي ، بل يكتفون برواية نصوصه ، والسكوت عما وراء ذلك ، فإنّه من علـم الغيب ، والمتكلم فيه خائضٌ فيما يحرم عليه الخوض فيه ،
ولايجوز اعتماد الرؤى في هذا الباب ، وإذا كان العلماء قد أطبقوا على تحريـم الإعتماد على الرؤى في إثبات حتى حكم الإباحة ، فكيـف يجوز أن تحمـل الأمة على طريق خلاصها بناء على منامات !!
ومعلـوم أنّ كثيرا ما يتولـّد عند مـن تختلط عليهم مشاعر العـزلة مع الجهـل بواقع الحيـاة ، مع حبّ التميّـز عن جميع الناس الذي تثمـره المبالغة في تقدير الذات ، يتولّد من ذلك توهّم حلول زمن المهدي ، ثم يتطـوّر هذا إلى هاجس وجوده بينهم ، أو أنهم جنــده ، ولايلبثون حتى ينعكس ذلك على نفوسهم برؤى منامية خدّاعـة ، فيلجأون إلى تأويلات للواقـع تناسب ما استقر في نفوسهم ، ثم يستحكم هذا كلّه ، فيحملهم على صرف نصوص الشرع إليه ، وبناء تصرفاتهم مع الآخرين عليه ، ثم لايفيقون إلاّ وقـد انزاح هذا الوهـم عنهم ، بفساد عريـض ، يـعود عليهم وعلى غيرهم بالضرر والأذى في دينهم ودنياهـم ، نسأل الله تعالى الهدى ، والبصيرة في الدين ، و العاقبة الحسنة علينا وعلى المسلمين .
أما المواجهة القادمة بين المشروعين الصهيوصليبي والصفوي ، فهـي نزاع ليس بجديد على المنطقـة ، ولا هو الأخيـر ، فمادامت مصادر الطاقة هنا ، ستتصارع عليها الدول ، وستنتهي كما انتهت سابقتها، إما بإنتصار من يهيمن فيفرض سياساتـه ، أو ببقاء التحدي والمواجهة فيما يشبه الحرب الباردة ، أو استمرار الفوضى في المنطقـة وبقاءها في حال توتر متواصل ، إلى أن يأذن الله تعالى بتغييرات عالمية هي في علمـه سبحانه لايعلمها سواه ، ونتوقع ـ و الله أعلم ، وقد ذكرنا هذا في مقالات سابقة وأن إنطلاقها بـدأ من 11/9 ـ أن هذه التغيرات ستأذن ببدأ عودة الإسلام قوة عالميّة ، لكن بلوغـه المنافسة الدولية ، هـو مشروع حركة عالميّة لحضارة ، وذلك لايكون إلاّ بإجتماع عوامـل حضارية ضخـمة ، حيويّة ، وفعّالـة ، تعبر الأمة كلّها ، وليس ذلك على الله ببعيد ، وحضارتنا أولى الحضارات بالطفرات ، وما يدرينا أنه لاتمضي عشرون عاما حتى نرى الإسلام قوى العالم بنظام حكم إسلامي يجمع قاراته .
،
وأما القول بأن ما بعد هذه الحـرب القريبة ، ظهور الملاحـم ، فهو قول يتخرص فيه قائله بغيـر علم ، ولاهدى ، وإنما هي هواجس النفس وأحاديثها ، تشرق بهؤلاء المتعلّقين بهذا الباب تارة ، وتغـرب فيهم تارة ، وتناسب نمـط عقولهم ونفوسهم ، وكل إناء بالذي فيه ينضح.
والله اعلم