مسك الختام
15 Apr 2009, 06:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكاتب/ هاني العيلي
دخلت إلى الغرفة رقم 202 كان بها مريض واحد
و قد كان طفلاً ربما تجاوز العشرة أعوام بشئ بسيط
سألت ممرض القسم
ما هي حالتة هذا المريض ؟
إلتفت نحو و قال حالة المريض هذا بسيطة جداً و لكن
إهمال ذويه له أوصله إلى ما تحمد عقباه
أخذ بيدي و قال تعال أقص لك قصته
قبل ثلاث سنين تم إكتشاف أن هذا الطفل مصاب بمرض السكري
و تم تثقيف ذويه بأهمية إعطائه عقار الأنسولين بجرعة محدده
و أن يبتعد عن المأكلات السكرية حفاظاً على سلامته
من خطورة هذا الداء
و في ليلة ليست كسائر الليالي
عاد والد هذا الطفل إلى قسم الطوارئ و هو يحمل طفله بين يديه
و هو في حالة إغماء تم إدخاله إلى غرفة الأنعاش
و أخذ كلاً من الممرضين بتأكد من علاماته الحيويه ( الضغط . الحرارة . نسبة الأكسجين بالدم . التنفس )
لكن كانت الكارثة بأن نسبة السكر قد تجاوزت 700 مباشرة تم تحويله إلى العناية المركزة
يوم يومين ثلاثة ...... أسبوع بعدها أفاق من غيبوبته
لكن مالذي حدث له ؟
لقد أصيب بتلف في بعض أنسجة الدماغ بسبب إرتفاع نسبة السكر
أصبح لا يعي ما يدور حوله
بعد عدة أسابيع أصبح جسمه نحيلاً جداً بشكل لا يطاق النظر فيه
حتى أنه كان بمقدورنا رؤية تفاصيل هيكله العظمي
ليس هذا فحسب
بل أن ذويه نادراً ما كانوا يقومون بزيارته
حتى زيارتهم النادرة لم تكن إلا لبضعة دقائق
و يغادرون على عجلة من أمرهم
تسألت ما أقسى قلوبهم على ذاك الطفل
فهم من إغتالوا براءة طفولته بإهمالهم
توقف زميلي ليقول إنظر خلفك فإن ذاك والده
نظرة إليه فرأيت وجهاً لم يبدو عليه الندم أو حتى التأثر من حال فلذة كبدهـ
دقائق معدودة و خرج من الغرفة أخبره زميلي بأننا بحاجة إلى مرافق لكي يبقى بصحبته
أتدرون ماذا قال ؟؟
لقد إعتذر و برر موقفه بأنه مشغول و لديه زوجة أخرى و أن أبنائه الأخرين أيضاً لا يملكون وقتاً لذلك
أخذت عدة أيام و أنا لم أستطع إستيعاب ذلك أيعقل أن يكون فعلاً والدهـ ؟؟
رسمت حروف تلك القصة بين يديكم
و هدفي منها يجب الأهتمام بالمرضى من جميع النواحي فيداً وحده لا تصفق
و لكن لو كان هناك إهتماماً من الأسرة و من المستشفى لكن حال هذا الطفل أفضل بكثير
فو الله من تأمل في إبتسامة ذلك الطفل لرق قلبه و شفق عليه..
{....مسكـ الختآم .....}
{...يجب أن نستعمل أبناءنا لصالحنا ونرعاهم
ولا نخسرهم فمستحيل أن تدوم قُوانا
علينا أن نغرس فيهم ما نريده
لأجيالنا القادمه حتى نحصد هذا الغرس في المستقبل..
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ...}
الكاتب/ هاني العيلي
دخلت إلى الغرفة رقم 202 كان بها مريض واحد
و قد كان طفلاً ربما تجاوز العشرة أعوام بشئ بسيط
سألت ممرض القسم
ما هي حالتة هذا المريض ؟
إلتفت نحو و قال حالة المريض هذا بسيطة جداً و لكن
إهمال ذويه له أوصله إلى ما تحمد عقباه
أخذ بيدي و قال تعال أقص لك قصته
قبل ثلاث سنين تم إكتشاف أن هذا الطفل مصاب بمرض السكري
و تم تثقيف ذويه بأهمية إعطائه عقار الأنسولين بجرعة محدده
و أن يبتعد عن المأكلات السكرية حفاظاً على سلامته
من خطورة هذا الداء
و في ليلة ليست كسائر الليالي
عاد والد هذا الطفل إلى قسم الطوارئ و هو يحمل طفله بين يديه
و هو في حالة إغماء تم إدخاله إلى غرفة الأنعاش
و أخذ كلاً من الممرضين بتأكد من علاماته الحيويه ( الضغط . الحرارة . نسبة الأكسجين بالدم . التنفس )
لكن كانت الكارثة بأن نسبة السكر قد تجاوزت 700 مباشرة تم تحويله إلى العناية المركزة
يوم يومين ثلاثة ...... أسبوع بعدها أفاق من غيبوبته
لكن مالذي حدث له ؟
لقد أصيب بتلف في بعض أنسجة الدماغ بسبب إرتفاع نسبة السكر
أصبح لا يعي ما يدور حوله
بعد عدة أسابيع أصبح جسمه نحيلاً جداً بشكل لا يطاق النظر فيه
حتى أنه كان بمقدورنا رؤية تفاصيل هيكله العظمي
ليس هذا فحسب
بل أن ذويه نادراً ما كانوا يقومون بزيارته
حتى زيارتهم النادرة لم تكن إلا لبضعة دقائق
و يغادرون على عجلة من أمرهم
تسألت ما أقسى قلوبهم على ذاك الطفل
فهم من إغتالوا براءة طفولته بإهمالهم
توقف زميلي ليقول إنظر خلفك فإن ذاك والده
نظرة إليه فرأيت وجهاً لم يبدو عليه الندم أو حتى التأثر من حال فلذة كبدهـ
دقائق معدودة و خرج من الغرفة أخبره زميلي بأننا بحاجة إلى مرافق لكي يبقى بصحبته
أتدرون ماذا قال ؟؟
لقد إعتذر و برر موقفه بأنه مشغول و لديه زوجة أخرى و أن أبنائه الأخرين أيضاً لا يملكون وقتاً لذلك
أخذت عدة أيام و أنا لم أستطع إستيعاب ذلك أيعقل أن يكون فعلاً والدهـ ؟؟
رسمت حروف تلك القصة بين يديكم
و هدفي منها يجب الأهتمام بالمرضى من جميع النواحي فيداً وحده لا تصفق
و لكن لو كان هناك إهتماماً من الأسرة و من المستشفى لكن حال هذا الطفل أفضل بكثير
فو الله من تأمل في إبتسامة ذلك الطفل لرق قلبه و شفق عليه..
{....مسكـ الختآم .....}
{...يجب أن نستعمل أبناءنا لصالحنا ونرعاهم
ولا نخسرهم فمستحيل أن تدوم قُوانا
علينا أن نغرس فيهم ما نريده
لأجيالنا القادمه حتى نحصد هذا الغرس في المستقبل..
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ...}