ابومصعبSS
20 Apr 2009, 05:32 PM
مهما هطلتْ هذي العتمةُ في قبوي من ضوضاء طوابقهمْ
مهما ارتفعتْ أسوارٌ ، وأحاطتْ قبوي تمنع عني النور
وازداد القهرُ بقلب ربيبي المتكومِ قربي
بين تلالِ الجوعِ وأكوامِ النقمهْ
مهما أنَّ وعذَّبه وجهي المجدور
وتقلب من نبض جراحات الفقر، ووجهي الظاهر رغم العتمه
وتساءل في حرقته عن نسبي
والأجوبة الطالعة بروقاً من دمه تولد
لا بد سينهض ذات صباح
يصنع من هذا العتم لنا نوراً
نتبادل نظرات صارخة:
يعرف أني ضربته الأولى
خطوته الأولى
كي يقترب من الوطن المبعد
حسبوا أني مت
فرَبّاني في عجف السنوات
ما عرفوا أني صرت دماً في قبضته
غضباً في نبضته
ضوء الدرب له في الأزمات [
وسأخرج كالسيف من الغمد،
وأظهر في باب المبنى
وستجمد أقدام السابلة
وتيبس أنصاف الكلمات على الأسنانْ
ويبسمل شيخ مشدوه
ترسم عابرة شكل صليب
يمتقع الشرطي، وترتجف الجدران
(أَلِعازرُ ينهض من قبو مظلمْ
يبعثه غضب الفقراء
يحمل سيف الحقد لهذا الموسمْ )
أتأملهم:
أمسح صفرةَ أوجههم
وجمودَ ملامحهم بالعينين الحاقدتين
كانوا منهمكين بأنباء اللعب وبالأزياءْ
مَرَّ ربيبي بينهمُ ، وتساءل عن أهلي
حتى سقط إلى قبوي إعياءْ
والصوت يهوّم حتى تسحقه الضوضاء
كانوا موتى ، والآن تفاجئهم خطوات الأحياءْ
أنقل خطوتيَ الأولى، تنخلع قلوبٌ ،
يضطرب المشهد
أمشي.. يحتشدون ورائي مدفوعين بسحر الخوف
وعلى باب المبني تصيح أوجههم لغطاً يتجمد
تلحقني منه: "استر يا ربْ"
أطأ الدرجات، تئن الأبواب
أتبع سيل الضحكات المتسرية، وآهات الغنج الشبقه
أرفس باب البيت الصاخب يتحطم
تدخل قدّامي هبة نور من صبح غفلوا عنه
تشهق غانيةُ ، تسقط كأسٌ من شفتيْ شاربها
يتسمر نصف البسمة في وجه منافق
تجمد كف في خصر امرأة عبقه
ينبثق الرعب، يجفف تلك الحركات اللبقه
تتعلق أعينهم بي
يبرق بين ملامحيَ حزيران الدامسْ
يعرف كلٌ منهم وجهي العابسْ
يعرف فيه حجم ذنوبه
أتقدم في الصمت النابض
تتكسر تحت حذائي النظرات القلقه
والمصباح المرتجف يوسّع عينيه ويشهق مذهولاً
وأنا أبصر في وهج الحقد جروحاً تتهيأ
للنزف بطعناتي النزقه
أتقدم ، أفتح نافذة كي يأتيني النور ويسمعنا الشارع
ألتفت إليهم، أضبط نظرات تبحث عن مَهْرَبْ
( تعرفني أمي إذ تلمح في عينيَّ النار
تعترف بعينيها الخائفتين
وأعرفها بتهدل كتفيها تحت العار
من منا حمل الغربة من وجه الآخر؟
من منا أخجله مرأى الآخر؟ )
هيا اعترفي .. يا أُماً مَوْمَسَها الفقرُ
ومرَّغها العتم على أقدام الغرباء
من منهم عمي الليلة أو هذي الساعة؟
من كان سيطوي الخصر قبيل دخولي؟
هيا اقتحمي خوفك وافتضحي هذا الصمتَ
أريحيني من عارك فيَّ ومن عاري فيك
هيا ابتهجي بقدومي كي أفرح:
أنك أرغمت على هذا العمر
فأصبحتِ بضاعه
هيا يا أمي : أيديهم متشنجةٌ
ووجوههمُ تتفصّد ذلاً
تنطق معترفه
( أنا طفل ولدته خطيئتهم
كبر وراء ستار الصخب الأجوف
شبَّ برغم الأقنعة الترفه )
قولي: هو ذا الذنب المستور يضيء
جاء يقاضيكم فهو الشاهد والقاضي والجلاد
قولي: هذي القاعة قد شحنت بذنوب العمر
فلا أحد من آلام القبو بريء
وافتخري بين دموعك بالغضب الهادر بين عروق الأبناء
أنا فيهم سكين شحذته سنوات الجوع ونكران الآباء
( أمي لا تسمع صوتي )
يتزاحم في نفسي الجوع المزمن ،
والخوف المستور بضحك ،
وحصار الأضواء
والقهر ، وحيرتيَ البلهاء أمام جلودهم الحرباء
ودمي المتجمع من نزف ضحاياهم
تضطرم بغير كلام ،
تبرق في حقد أمضى من حد السيف
أوليسُ العائد يغلق أبواب القصر
على أُسرته المتهمه
يطلق سهماً ، يمرق ناراً بينهمُ
يعلن إسمه
أوليسُ يشدّ القوس
يهيء في الصمت لكلٍ سهمه
يتحرك صمت القاعة وجلاً
تولد في أوجههم آلاف الأعذار
يبدأ بلع الريق، وتحريك شفاه يبسّها الخوف
تبدأ بسمات مترددة ترجف فوق وجوهٍ متملقةٍ
يجهد كلٌّ منهم أن ينطق ،
يأتي الصوت صدى من أعماق الآبار
أحشرهم بالنظرات النارية في زاوية القاعه
تتألق بين الأحداق ذنوب الماضي
تتكشف قدامي الأسرارْ
أعرفهم قواداً قواداً .. عاهرةً عاهرةً
أعرف من كان البائع ،
من كان الشاري ،
من كان السمسارْ
يبدأ لغط الحب الزائف ينسج في خوف صلة القربى
يغرقني بعواطف يتقنها التجار
وأنا لا أسمعهم
أترقب في صمت دقات الساعه
أنتظر قدوم ربيبي
لن يخرج من هذي القاعة صافر نار
مهما ارتفعتْ أسوارٌ ، وأحاطتْ قبوي تمنع عني النور
وازداد القهرُ بقلب ربيبي المتكومِ قربي
بين تلالِ الجوعِ وأكوامِ النقمهْ
مهما أنَّ وعذَّبه وجهي المجدور
وتقلب من نبض جراحات الفقر، ووجهي الظاهر رغم العتمه
وتساءل في حرقته عن نسبي
والأجوبة الطالعة بروقاً من دمه تولد
لا بد سينهض ذات صباح
يصنع من هذا العتم لنا نوراً
نتبادل نظرات صارخة:
يعرف أني ضربته الأولى
خطوته الأولى
كي يقترب من الوطن المبعد
حسبوا أني مت
فرَبّاني في عجف السنوات
ما عرفوا أني صرت دماً في قبضته
غضباً في نبضته
ضوء الدرب له في الأزمات [
وسأخرج كالسيف من الغمد،
وأظهر في باب المبنى
وستجمد أقدام السابلة
وتيبس أنصاف الكلمات على الأسنانْ
ويبسمل شيخ مشدوه
ترسم عابرة شكل صليب
يمتقع الشرطي، وترتجف الجدران
(أَلِعازرُ ينهض من قبو مظلمْ
يبعثه غضب الفقراء
يحمل سيف الحقد لهذا الموسمْ )
أتأملهم:
أمسح صفرةَ أوجههم
وجمودَ ملامحهم بالعينين الحاقدتين
كانوا منهمكين بأنباء اللعب وبالأزياءْ
مَرَّ ربيبي بينهمُ ، وتساءل عن أهلي
حتى سقط إلى قبوي إعياءْ
والصوت يهوّم حتى تسحقه الضوضاء
كانوا موتى ، والآن تفاجئهم خطوات الأحياءْ
أنقل خطوتيَ الأولى، تنخلع قلوبٌ ،
يضطرب المشهد
أمشي.. يحتشدون ورائي مدفوعين بسحر الخوف
وعلى باب المبني تصيح أوجههم لغطاً يتجمد
تلحقني منه: "استر يا ربْ"
أطأ الدرجات، تئن الأبواب
أتبع سيل الضحكات المتسرية، وآهات الغنج الشبقه
أرفس باب البيت الصاخب يتحطم
تدخل قدّامي هبة نور من صبح غفلوا عنه
تشهق غانيةُ ، تسقط كأسٌ من شفتيْ شاربها
يتسمر نصف البسمة في وجه منافق
تجمد كف في خصر امرأة عبقه
ينبثق الرعب، يجفف تلك الحركات اللبقه
تتعلق أعينهم بي
يبرق بين ملامحيَ حزيران الدامسْ
يعرف كلٌ منهم وجهي العابسْ
يعرف فيه حجم ذنوبه
أتقدم في الصمت النابض
تتكسر تحت حذائي النظرات القلقه
والمصباح المرتجف يوسّع عينيه ويشهق مذهولاً
وأنا أبصر في وهج الحقد جروحاً تتهيأ
للنزف بطعناتي النزقه
أتقدم ، أفتح نافذة كي يأتيني النور ويسمعنا الشارع
ألتفت إليهم، أضبط نظرات تبحث عن مَهْرَبْ
( تعرفني أمي إذ تلمح في عينيَّ النار
تعترف بعينيها الخائفتين
وأعرفها بتهدل كتفيها تحت العار
من منا حمل الغربة من وجه الآخر؟
من منا أخجله مرأى الآخر؟ )
هيا اعترفي .. يا أُماً مَوْمَسَها الفقرُ
ومرَّغها العتم على أقدام الغرباء
من منهم عمي الليلة أو هذي الساعة؟
من كان سيطوي الخصر قبيل دخولي؟
هيا اقتحمي خوفك وافتضحي هذا الصمتَ
أريحيني من عارك فيَّ ومن عاري فيك
هيا ابتهجي بقدومي كي أفرح:
أنك أرغمت على هذا العمر
فأصبحتِ بضاعه
هيا يا أمي : أيديهم متشنجةٌ
ووجوههمُ تتفصّد ذلاً
تنطق معترفه
( أنا طفل ولدته خطيئتهم
كبر وراء ستار الصخب الأجوف
شبَّ برغم الأقنعة الترفه )
قولي: هو ذا الذنب المستور يضيء
جاء يقاضيكم فهو الشاهد والقاضي والجلاد
قولي: هذي القاعة قد شحنت بذنوب العمر
فلا أحد من آلام القبو بريء
وافتخري بين دموعك بالغضب الهادر بين عروق الأبناء
أنا فيهم سكين شحذته سنوات الجوع ونكران الآباء
( أمي لا تسمع صوتي )
يتزاحم في نفسي الجوع المزمن ،
والخوف المستور بضحك ،
وحصار الأضواء
والقهر ، وحيرتيَ البلهاء أمام جلودهم الحرباء
ودمي المتجمع من نزف ضحاياهم
تضطرم بغير كلام ،
تبرق في حقد أمضى من حد السيف
أوليسُ العائد يغلق أبواب القصر
على أُسرته المتهمه
يطلق سهماً ، يمرق ناراً بينهمُ
يعلن إسمه
أوليسُ يشدّ القوس
يهيء في الصمت لكلٍ سهمه
يتحرك صمت القاعة وجلاً
تولد في أوجههم آلاف الأعذار
يبدأ بلع الريق، وتحريك شفاه يبسّها الخوف
تبدأ بسمات مترددة ترجف فوق وجوهٍ متملقةٍ
يجهد كلٌّ منهم أن ينطق ،
يأتي الصوت صدى من أعماق الآبار
أحشرهم بالنظرات النارية في زاوية القاعه
تتألق بين الأحداق ذنوب الماضي
تتكشف قدامي الأسرارْ
أعرفهم قواداً قواداً .. عاهرةً عاهرةً
أعرف من كان البائع ،
من كان الشاري ،
من كان السمسارْ
يبدأ لغط الحب الزائف ينسج في خوف صلة القربى
يغرقني بعواطف يتقنها التجار
وأنا لا أسمعهم
أترقب في صمت دقات الساعه
أنتظر قدوم ربيبي
لن يخرج من هذي القاعة صافر نار