سنا البرق
07 Aug 2004, 08:38 PM
<div align="center">
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة وعلى آله وصحبه وسلم ..
كثيرون هم الذين نلتقي بهم ونجالسهم, وكثيرون الذين نتحاور معهم,ولكن قليلون هم من يستوقفوا في الإنسان متعة الإندهاش ويجعلوا فكر المرء وفؤاده في تساؤل دائم وشعور غريب. فكيف بمن تراه لأول مرة وتحس بأنك تعرفه منذ زمن بعيد وتراه يتقدم في داخلك بخطيً ثابتة و واثقة وكأنه صاحب القلب لا أنت !
إن هذا لعمري أمرٌ غير طبيعي ولكن الكلٌ منا يحس به أحياناً ,فترى العقول بل القلوب ذاتها لا تدرك ابعاده ولكنه قدر مسطور إذ أن هناك تعارف خفي لا تدركه إلا الأرواح إذ أنها جنود ومن عجيب أمرها أنها مجندة , فحق لها أن تتعارف كما جاء في معنى الحديث المشهور . فإذا كانت هذه بداية اللقاء , فكيف بتنامي العلاقة بين هاتين الروحين فعلاقة كهذه تدل على تناسق وتناغم معادن هذه النفوس (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة) -الحديث النبوي-
هذا إذا لم يكونا من معدن واحد أصلاً . فأصالة كهذه تجعل الكل يحس بالآخر وإن تباعدت الأجساد بحساب الزمان والمكان فلربما تحب شخص وهو ليس من أهل زمانك. وتتكامل معاني الصورة إن كان من الذين تلتقي بهم في هذه الدنيا التي جنى عليها الناس كثيراً. وأعجب من ذاك جميعه أن تكون الإلفة والعلاقة بين الإنسان وغيره من المخلوقات الأخرى وهذه درجة لا يدرك أبعادها وحقيقتها إلا الذين ترقوا في درجات الصدق مع الله اولاً ثم مع عباده من الناس ثم تكون نتيجة لذلك التفاعل الشفيف والصادق مع سائر المخلوقات,فقد كان الإمام أحمد إذا جاءه حيوان أكرمه فقال لا أحب أن أخيب رجاء مخلوق: فالله الله. أعود فأقول إن المعرفة الصادقة بين الناس هي مفتاح الخير كله بل هي من معاني تنسم ريح الجنة والتي تشم على مسيرة خمسمائة عام , فبالله عليكم كم مرة شممنا ريح الجنة وأحد الصحابة يقول: (إني لأجد ريح الجنة من قبل أُحد)
وحارثة رضي الله عنه يقول( أصبحت وكأني أرى عرش ربي بارزاً وارى الجنة والناس يتزاورن فيها والنار والناس يتصايحون فيها), فكم هي المسافة بيننا والجنة لا أقول دخول الجنة ولكن تنسم ريحها.
فإن قصرت خطانا عن درك هذه المعاني بالعبادة فما أحرى بنا أن ندخل إليها من باب المحبة لبعضنا البعض, وحرصنا على نجاة بعضنا البعض فالمؤمن مرآة أخيه ,لا ننسى في غمرة هذا كله أننا بشر نخطئ ونصيب فما اجمل التجاوز عن عثرات بعضنا ورؤية الجميل من صفات من نحب. الله نساله أن يجعلنا من المحبوبين عنده بداية وأن يرزقنا حبه وحب من يقربنا حبه عنده إنه ولي ذلك والقادر عليه.
محمد يوسف العركي </div>
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة وعلى آله وصحبه وسلم ..
كثيرون هم الذين نلتقي بهم ونجالسهم, وكثيرون الذين نتحاور معهم,ولكن قليلون هم من يستوقفوا في الإنسان متعة الإندهاش ويجعلوا فكر المرء وفؤاده في تساؤل دائم وشعور غريب. فكيف بمن تراه لأول مرة وتحس بأنك تعرفه منذ زمن بعيد وتراه يتقدم في داخلك بخطيً ثابتة و واثقة وكأنه صاحب القلب لا أنت !
إن هذا لعمري أمرٌ غير طبيعي ولكن الكلٌ منا يحس به أحياناً ,فترى العقول بل القلوب ذاتها لا تدرك ابعاده ولكنه قدر مسطور إذ أن هناك تعارف خفي لا تدركه إلا الأرواح إذ أنها جنود ومن عجيب أمرها أنها مجندة , فحق لها أن تتعارف كما جاء في معنى الحديث المشهور . فإذا كانت هذه بداية اللقاء , فكيف بتنامي العلاقة بين هاتين الروحين فعلاقة كهذه تدل على تناسق وتناغم معادن هذه النفوس (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة) -الحديث النبوي-
هذا إذا لم يكونا من معدن واحد أصلاً . فأصالة كهذه تجعل الكل يحس بالآخر وإن تباعدت الأجساد بحساب الزمان والمكان فلربما تحب شخص وهو ليس من أهل زمانك. وتتكامل معاني الصورة إن كان من الذين تلتقي بهم في هذه الدنيا التي جنى عليها الناس كثيراً. وأعجب من ذاك جميعه أن تكون الإلفة والعلاقة بين الإنسان وغيره من المخلوقات الأخرى وهذه درجة لا يدرك أبعادها وحقيقتها إلا الذين ترقوا في درجات الصدق مع الله اولاً ثم مع عباده من الناس ثم تكون نتيجة لذلك التفاعل الشفيف والصادق مع سائر المخلوقات,فقد كان الإمام أحمد إذا جاءه حيوان أكرمه فقال لا أحب أن أخيب رجاء مخلوق: فالله الله. أعود فأقول إن المعرفة الصادقة بين الناس هي مفتاح الخير كله بل هي من معاني تنسم ريح الجنة والتي تشم على مسيرة خمسمائة عام , فبالله عليكم كم مرة شممنا ريح الجنة وأحد الصحابة يقول: (إني لأجد ريح الجنة من قبل أُحد)
وحارثة رضي الله عنه يقول( أصبحت وكأني أرى عرش ربي بارزاً وارى الجنة والناس يتزاورن فيها والنار والناس يتصايحون فيها), فكم هي المسافة بيننا والجنة لا أقول دخول الجنة ولكن تنسم ريحها.
فإن قصرت خطانا عن درك هذه المعاني بالعبادة فما أحرى بنا أن ندخل إليها من باب المحبة لبعضنا البعض, وحرصنا على نجاة بعضنا البعض فالمؤمن مرآة أخيه ,لا ننسى في غمرة هذا كله أننا بشر نخطئ ونصيب فما اجمل التجاوز عن عثرات بعضنا ورؤية الجميل من صفات من نحب. الله نساله أن يجعلنا من المحبوبين عنده بداية وأن يرزقنا حبه وحب من يقربنا حبه عنده إنه ولي ذلك والقادر عليه.
محمد يوسف العركي </div>