أبـــوبـــراء
28 Apr 2009, 12:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال (7880):
رأيتها في المنتديات فأصابتني الريبة منها، فما رأيكم فيها وكيف يتم الرد على من يقوم بنشرها؟ أرجو الرد وعدم الإهمال –للأهمية- أثابكم الله وجعله بموازين حسناتكم لا تجهلوا هذه الوصية، هذه الوصية من المدينة المنورة، من الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وإليكم الوصية:
يقول الشيخ أحمد: إنه كان في ليلة يقرأ فيها القرآن الكريم وهو بالحرم المدني الشريف وفي تلك اللحظة غلبني النوم ورأيت في منامي الرسول -عليه السلام- أتى إلي وقال لي إنه قد مات في هذا الأسبوع أربعون ألفاً من الناس على غير إيمانهم وأنهم ماتوا ميتة الجاهلية وأن النساء لا يطيعون أزواجهم ويظهرن أمام الرجال بزينتهن من غير ستر ولا حجاب عاريات الجسد ويخرجن من بيوتهن من غير علم أزواجهن وأن الأغنياء من الناس لا يؤدون الزكاة ولا يحجون إلى بيت الله الحرام ولا يساعدون الفقراء ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر وقال الرسول -عليه السلام- أبلغ الناس إن يوم القيامة لقريب وقريبا تظهر في السماء نجمة وترونها واضحة وتقترب الشمس من رؤوسكم قاب قوسين أو أدنى وبعد ذلك لا يقبل الله توبة أحد منكم وستقفل أبواب السماء ويرفع القرآن من الأرض إلى السماء ويقول الشيخ أحمد: إنه قد قال له الرسول -عليه السلام في منامه- إنه: إذا قام أحد الناس بنشر هذه الوصية بين المسلمين فانه سيحظى بشفاعتي يوم القيامة ويحصل على الخير الكثير والرزق الوفير ومن اطلع عليها ولم يعطها اهتماماً بمعنى أن يتلفها أو يلقى بها بعيدا فقد أثم إثما كبيرا، أيضا من اطلع عليها ولم يقم بنشرها فإنه يحرم من رحمة الله يوم القيامة ولهذا أطلب من الذين يقرؤون هذه الوصية أن يقرءوا الفاتحة على النبي -عليه السلام- هذا وقد طلب مني المصطفى -عليه الصلاة والسلام- في المنام أن أبلغ أحد المسؤولين من خدم الحرم الشريف أن القيامة قريبة فاستغفروا الله.
وحلمت يوم الإثنين بأنه من قام بنشر ثلاثين ورقة من هذه الوصية بين المسلمين فإن الله يزيل عنه الهم والغم ويوسع عليه الرزق ويحل له مشاكله ويرزقه خلال أربعين يوما تقريبا وقد علمت أن أحدهم قام بنشر ثلاثين ورقة من هذه الوصية فرزقه الله بخمسة وعشرين ألف روبيه كما قام شخص آخر بنشرها فرزقه الله بستة آلاف روبيه وكما أخبرت أن شخصا كذب هذه الوصية فقد ابنه في نفس اليوم وهذه معلومات لاشك فيها.
فآمنوا بالله واعملوا صالحا حتى يوفقنا الله في آمالنا ويصلح شأننا في الدنيا والآخرة ويرحمنا برحمته "فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون" [الأعراف: 157]، "لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة"[يونس: 64] "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء" [إبراهيم: 27] علماً أن هذه الوصية ستجلب لك بعد توزيعها الخير والفلاح بعد أربعة أيام بإذن الله من وصولها إلى الشخص الآخر واعلم أن الأمر ليس لعبا ولهوا، أن ترسل نسخا من هذه الوصية بعد ستة وتسعين ساعة من قراءتك لها وسبق أن وصلت هذه الوصية! إلى أحد رجال الأعمال فوزعها فورا ومن ثم جاء له خبر نجاح صفقته التجارية بتسعين ألف دينار زيادة عما كان يتوقعه، كما وصلت إلى أحد الأطباء فأهملها فلقي مصرعه في حادث سيارة واصبح جثة هامدة تحدث عنها الجميع وأغفلها أحد المقاولين فتوفي ابنه الكبير في بلد عربي شقيق يرجى إرسال خمسة وعشرين نسخة من هذه الوصية ويبشر المرسل بما يحصل له في اليوم الرابع وحيث أن الوصية مهمة الطواف حول العالم كله فيجب إرسال خمسة وعشرين نسخة متطابقة إلى أحد أصدقائك وبعد أيام ستفاجأ بما سبق ذكره فآمنوا بالله واعملوا.
سأل سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز –رحمه الله- عن سؤال مشابه لسؤالك فأجاب سماحته قائلاً:
أما بعد: فقد اطلعت على كلمة منسوبة إلى الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف بعنوان:" هذه وصية من المدينة المنورة عن الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف" قال فيها:
(كنت ساهراً ليلة الجمعة أتلو القرآن الكريم، وبعد تلاوة قراءة أسماء الله الحسنى، فلما فرغت من ذلك تهيأت للنوم، فرأيت صاحب الطلعة البهية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الذي أتى بالآيات القرآنية، والأحكام الشريفة؛ رحمة بالعالمين سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-فقال: يا شيخ أحمد، قلت: لبيك يا رسول الله، يا أكرم خلق الله. فقال لي: أنا خجلان من أفعال الناس القبيحة، ولم أقدر أن أقابل ربي، ولا الملائكة؛ لأن من الجمعة إلى الجمعة مات مائة وستون ألفاً على غير دين الإسلام، ثم ذكر بعض ما وقع فيه الناس من المعاصي، ثم قال: فهذه الوصية رحمة بهم من العزيز الجبار. ثم ذكر بعض أشراط الساعة، إلى أن قال: فأخبرهم يا شيخ أحمد بهذه الوصية؛ لأنها منقولة بقلم القدر من اللوح المحفوظ، ومن يكتبها ويرسلها من بلد إلى بلد، ومن محل إلى محل، بني له قصر في الجنة، ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعتي يوم القيامة، ومن كتبها وكان فقيراً أغناه الله، أو كان مديوناً قضى الله دينه، أو عليه ذنب غفر الله له ولوالديه ببركة هذه الوصية، ومن لم يكتبها من عباد الله اسود وجهه في الدنيا والآخرة. وقال: والله العظيم ثلاثاً هذه حقيقة، وإن كنت كاذباً أخرج من الدنيا على غير الإسلام، ومن يصدِّق بها ينجو من عذاب النار، ومن يكذب بها كفر).
هذه خلاصة ما في الوصية المكذوبة على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولقد سمعنا هذه الوصية المكذوبة مرات كثيرة منذ سنوات متعددة، تنشر بين الناس فيما بين وقت وآخر، وتروج بين الكثير من العامة، وفي ألفاظها اختلاف، وكاذبها يقول: إنه رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- في النوم فحمّله هذه الوصية، وفي هذه النشرة الأخيرة التي ذكرنا لك أيها القارئ زعم المفتري فيها أنه رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- عندما تهيأ للنوم، فالمعنى: أنه رآه يقظة!
زعم هذا المفتري في هذه الوصية أشياء كثيرة، هي من أوضح الكذب، وأبين الباطل، سأنبهك عليها قريباً في هذه الكلمة –إن شاء الله-، ولقد نبهت عليها في السنوات الماضية، وبينت للناس أنها من أوضح الكذب، وأبين الباطل، فلما اطلعت على النشرة الأخيرة ترددت في الكتابة عنها، لظهور بطلانها، وعظم جراءة مفتريها على الكذب، وما كنت أظن أن بطلانها يروج على من له أدنى بصيرة، أو فطرة سليمة، ولكن أخبرني كثير من الإخوان أنها قد راجت على كثير من الناس، وتداولها بينهم وصدقها بعضهم، فمن أجل ذلك رأيت أنه يتعين على أمثالي الكتابة عنها، لبيان بطلانها، وأنها مفتراة على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حتى لا يغتر بها أحد، ومن تأملها من ذوي العلم والإيمان، أو ذوي الفطرة السليمة والعقل الصحيح، عرف أنها كذب وافتراء من وجوه كثيرة.
ولقد سألت بعض أقارب الشيخ أحمد المنسوبة إليه هذه الفرية، عن هذه الوصية، فأجابني: بأنها مكذوبة على الشيخ أحمد، وأنه لم يقلها أصلا، والشيخ أحمد المذكور قد مات من مدة، ولو فرضنا أن الشيخ أحمد المذكور، أو من هو أكبر منه، زعم أنه رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- في النوم أو اليقظة، وأوصاه بهذه الوصية، لعلمنا يقينا أنه كاذب، أو أن الذي قال له ذلك شيطان، ليس هو الرسول –صلى الله عليه وسلم-؛ لوجوه كثيرة منها:
1-أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا يُرى في اليقظة بعد وفاته –صلى الله عليه وسلم-، ومن زعم من جهلة الصوفية أنه يرى النبي –صلى الله عليه وسلم- في اليقظة، أو أنه يحضر المولد أو ما شابه ذلك، فقد غلط أقبح الغلط، ولبس عليه غاية التلبيس، ووقع في خطأ عظيم وخالف الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم؛ لأن الموتى إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة لا في الدنيا، ومن قال خلاف ذلك فهو كاذب كذباً بينا، أو غالط ملبس عليه، لم يعرف الحق الذي عرفه السلف الصالح، ودرج عليه أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان، قال الله –تعالى-:" ثم إنكم بعد ذلك لميتون*ثم إنكم يوم القيامة تبعثون" [المؤمنون:15-16]، وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع". مسلم (227 والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
2- الوجه الثاني: أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا يقول خلاف الحق، لا في حياته ولا في وفاته، وهذه الوصية تخالف شريعته مخالفة ظاهرة، من وجوه كثيرة –كما يأتي- وهو –صلى الله عليه وسلم- قد يُرى في النوم، ومن رآه في المنام على صورته الشريفة فقد رآه؛ لأن الشيطان لا يتمثل في صورته، كما جاء بذلك الحديث الصحيح الشريف، ولكن الشأن كل الشأن في إيمان الرائي وصدقه وعدالته وضبطه وديانته وأمانته، وهل رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- في صورته أو في غيرها؟ ولو جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم-حديث قاله في حياته، من غير طريق الثقاة العدول الضابطين لم يُعتمد عليه، ولم يُحتج به، أو جاء من طريق الثقاة الضابطين، ولكنه يخالف رواية من هو أحفظ منهم، وأوثق مخالفة لا يمكن معها الجمع بين الروايتين، لكان أحدهما: منسوخاً لا يُعمل به، والثاني: ناسخ يُعمل به، حيث أمكن ذلك بشروطه، وإذا لم يمكن الجمع ولا النسخ وجب أن تطرح رواية من هو أقل حفظاً، وأدنى عدالة، والحكم عليها بأنها شاذة لا يعمل به.
فكيف بوصية لا يعرف صاحبها، الذي نقلها عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولا تعرف عدالته وأمانته، فهي والحالة هذه حقيقة بأن تطرح ولا يلتفت إليها، وإن لم يكن فيها شيء يخالف الشرع، فكيف إذا كانت الوصية مشتملة على أمور كثيرة تدل على بطلانها، وأنها مكذوبة على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومتضمنة لتشريع دين لم يأذن به الله!.
وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار". البخاري (109) ومسلم (2) وقد قال مفتري هذه الوصية على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل، وكذب عليه كذباً صريحاً خطيراً، فما أحراه بهذا الوعيد العظيم وما أحقه به إن لم يبادر بالتوبة، وينشر للناس كذب هذه الوصية على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ لأن من نشر باطلاً بين الناس ونسبه إلى الدين لم تصح توبته منه إلا بإعلانها وإظهارها، حتى يعلم الناس رجوعه عن كذبه، وتكذيبه لنفسه؛ لقول الله – عز وجل-:"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ*إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [البقرة:159-160]. فأوضح –سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة: أن من كتم شيئاً من الحق لم تصح توبته من ذلك إلا بعد الإصلاح والتبيين، والله –سبحانه- قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة ببعث رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم-، وما أوحى الله إليه من الشرع الكامل، ولم يقبضه إليه إلا بعد الإكمال والتبيين، كما قال –عز وجل-:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي"[المائدة:3].
ومفتري هذه الوصية قد جاء في القرن الرابع عشر، يريد أن يلبس على الناس ديناً جديداً، يترتب عليه دخول الجنة لمن أخذ بتشريعه، وحرمان الجنة ودخول النار لمن لم يأخذ بتشريعه، ويريد أن يجعل هذه الوصية التي افتراها أعظم من القرآن وأفضل، حيث افترى فيها: أن من كتبها وأرسلها من بلد إلى بلد، أو من محل إلى محل بُني له قصر في الجنة، ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة. وهذا من أقبح الكذب ومن أوضح الدلائل على كذب هذه الوصية، وقلة حياء مفتريها، وعظم جرأته على الكذب؛ لأن من كتب القرآن الكريم وأرسله من بلد إلى بلد، أو من محل إلى محل، لم يحصل له هذا الفضل إذا لم يعمل بالقرآن الكريم، فكيف يحصل لكاتب هذه الفرية وناقلها من بلد إلى بلد. ومن لم يكتب القرآن ولم يرسله من بلد إلى بلد، لم يُحرم شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا كان مؤمناً به، تابعاً لشريعته، وهذه الفرية الواحدة في هذه الوصية، تكفي وحدها للدلالة على بطلانها وكذب ناشرها، ووقاحته وغباوته وبعده عن معرفة ما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- من الهدى، وفي هذه الوصية –سوى ما ذكر- أمور أخرى كلها تدل على بطلانها وكذبها، ولو أقسم مفتريها ألف قسم، أو أكثر على صحتها، ولو دعا على نفسه بأعظم العذاب وأشد النكال، على أنه صادق لم يكن صادقاً، ولم تكن صحيحة، بل هي والله ثم والله من أعظم وأقبح الباطل، ونحن نشهد الله –سبحانه-، ومن حضرنا من الملائكة، ومن اطلع على هذه الكتابة من المسلمين –شهادة نلقى بها
السؤال (7880):
رأيتها في المنتديات فأصابتني الريبة منها، فما رأيكم فيها وكيف يتم الرد على من يقوم بنشرها؟ أرجو الرد وعدم الإهمال –للأهمية- أثابكم الله وجعله بموازين حسناتكم لا تجهلوا هذه الوصية، هذه الوصية من المدينة المنورة، من الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وإليكم الوصية:
يقول الشيخ أحمد: إنه كان في ليلة يقرأ فيها القرآن الكريم وهو بالحرم المدني الشريف وفي تلك اللحظة غلبني النوم ورأيت في منامي الرسول -عليه السلام- أتى إلي وقال لي إنه قد مات في هذا الأسبوع أربعون ألفاً من الناس على غير إيمانهم وأنهم ماتوا ميتة الجاهلية وأن النساء لا يطيعون أزواجهم ويظهرن أمام الرجال بزينتهن من غير ستر ولا حجاب عاريات الجسد ويخرجن من بيوتهن من غير علم أزواجهن وأن الأغنياء من الناس لا يؤدون الزكاة ولا يحجون إلى بيت الله الحرام ولا يساعدون الفقراء ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر وقال الرسول -عليه السلام- أبلغ الناس إن يوم القيامة لقريب وقريبا تظهر في السماء نجمة وترونها واضحة وتقترب الشمس من رؤوسكم قاب قوسين أو أدنى وبعد ذلك لا يقبل الله توبة أحد منكم وستقفل أبواب السماء ويرفع القرآن من الأرض إلى السماء ويقول الشيخ أحمد: إنه قد قال له الرسول -عليه السلام في منامه- إنه: إذا قام أحد الناس بنشر هذه الوصية بين المسلمين فانه سيحظى بشفاعتي يوم القيامة ويحصل على الخير الكثير والرزق الوفير ومن اطلع عليها ولم يعطها اهتماماً بمعنى أن يتلفها أو يلقى بها بعيدا فقد أثم إثما كبيرا، أيضا من اطلع عليها ولم يقم بنشرها فإنه يحرم من رحمة الله يوم القيامة ولهذا أطلب من الذين يقرؤون هذه الوصية أن يقرءوا الفاتحة على النبي -عليه السلام- هذا وقد طلب مني المصطفى -عليه الصلاة والسلام- في المنام أن أبلغ أحد المسؤولين من خدم الحرم الشريف أن القيامة قريبة فاستغفروا الله.
وحلمت يوم الإثنين بأنه من قام بنشر ثلاثين ورقة من هذه الوصية بين المسلمين فإن الله يزيل عنه الهم والغم ويوسع عليه الرزق ويحل له مشاكله ويرزقه خلال أربعين يوما تقريبا وقد علمت أن أحدهم قام بنشر ثلاثين ورقة من هذه الوصية فرزقه الله بخمسة وعشرين ألف روبيه كما قام شخص آخر بنشرها فرزقه الله بستة آلاف روبيه وكما أخبرت أن شخصا كذب هذه الوصية فقد ابنه في نفس اليوم وهذه معلومات لاشك فيها.
فآمنوا بالله واعملوا صالحا حتى يوفقنا الله في آمالنا ويصلح شأننا في الدنيا والآخرة ويرحمنا برحمته "فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون" [الأعراف: 157]، "لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة"[يونس: 64] "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء" [إبراهيم: 27] علماً أن هذه الوصية ستجلب لك بعد توزيعها الخير والفلاح بعد أربعة أيام بإذن الله من وصولها إلى الشخص الآخر واعلم أن الأمر ليس لعبا ولهوا، أن ترسل نسخا من هذه الوصية بعد ستة وتسعين ساعة من قراءتك لها وسبق أن وصلت هذه الوصية! إلى أحد رجال الأعمال فوزعها فورا ومن ثم جاء له خبر نجاح صفقته التجارية بتسعين ألف دينار زيادة عما كان يتوقعه، كما وصلت إلى أحد الأطباء فأهملها فلقي مصرعه في حادث سيارة واصبح جثة هامدة تحدث عنها الجميع وأغفلها أحد المقاولين فتوفي ابنه الكبير في بلد عربي شقيق يرجى إرسال خمسة وعشرين نسخة من هذه الوصية ويبشر المرسل بما يحصل له في اليوم الرابع وحيث أن الوصية مهمة الطواف حول العالم كله فيجب إرسال خمسة وعشرين نسخة متطابقة إلى أحد أصدقائك وبعد أيام ستفاجأ بما سبق ذكره فآمنوا بالله واعملوا.
سأل سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز –رحمه الله- عن سؤال مشابه لسؤالك فأجاب سماحته قائلاً:
أما بعد: فقد اطلعت على كلمة منسوبة إلى الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف بعنوان:" هذه وصية من المدينة المنورة عن الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف" قال فيها:
(كنت ساهراً ليلة الجمعة أتلو القرآن الكريم، وبعد تلاوة قراءة أسماء الله الحسنى، فلما فرغت من ذلك تهيأت للنوم، فرأيت صاحب الطلعة البهية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الذي أتى بالآيات القرآنية، والأحكام الشريفة؛ رحمة بالعالمين سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-فقال: يا شيخ أحمد، قلت: لبيك يا رسول الله، يا أكرم خلق الله. فقال لي: أنا خجلان من أفعال الناس القبيحة، ولم أقدر أن أقابل ربي، ولا الملائكة؛ لأن من الجمعة إلى الجمعة مات مائة وستون ألفاً على غير دين الإسلام، ثم ذكر بعض ما وقع فيه الناس من المعاصي، ثم قال: فهذه الوصية رحمة بهم من العزيز الجبار. ثم ذكر بعض أشراط الساعة، إلى أن قال: فأخبرهم يا شيخ أحمد بهذه الوصية؛ لأنها منقولة بقلم القدر من اللوح المحفوظ، ومن يكتبها ويرسلها من بلد إلى بلد، ومن محل إلى محل، بني له قصر في الجنة، ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعتي يوم القيامة، ومن كتبها وكان فقيراً أغناه الله، أو كان مديوناً قضى الله دينه، أو عليه ذنب غفر الله له ولوالديه ببركة هذه الوصية، ومن لم يكتبها من عباد الله اسود وجهه في الدنيا والآخرة. وقال: والله العظيم ثلاثاً هذه حقيقة، وإن كنت كاذباً أخرج من الدنيا على غير الإسلام، ومن يصدِّق بها ينجو من عذاب النار، ومن يكذب بها كفر).
هذه خلاصة ما في الوصية المكذوبة على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولقد سمعنا هذه الوصية المكذوبة مرات كثيرة منذ سنوات متعددة، تنشر بين الناس فيما بين وقت وآخر، وتروج بين الكثير من العامة، وفي ألفاظها اختلاف، وكاذبها يقول: إنه رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- في النوم فحمّله هذه الوصية، وفي هذه النشرة الأخيرة التي ذكرنا لك أيها القارئ زعم المفتري فيها أنه رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- عندما تهيأ للنوم، فالمعنى: أنه رآه يقظة!
زعم هذا المفتري في هذه الوصية أشياء كثيرة، هي من أوضح الكذب، وأبين الباطل، سأنبهك عليها قريباً في هذه الكلمة –إن شاء الله-، ولقد نبهت عليها في السنوات الماضية، وبينت للناس أنها من أوضح الكذب، وأبين الباطل، فلما اطلعت على النشرة الأخيرة ترددت في الكتابة عنها، لظهور بطلانها، وعظم جراءة مفتريها على الكذب، وما كنت أظن أن بطلانها يروج على من له أدنى بصيرة، أو فطرة سليمة، ولكن أخبرني كثير من الإخوان أنها قد راجت على كثير من الناس، وتداولها بينهم وصدقها بعضهم، فمن أجل ذلك رأيت أنه يتعين على أمثالي الكتابة عنها، لبيان بطلانها، وأنها مفتراة على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حتى لا يغتر بها أحد، ومن تأملها من ذوي العلم والإيمان، أو ذوي الفطرة السليمة والعقل الصحيح، عرف أنها كذب وافتراء من وجوه كثيرة.
ولقد سألت بعض أقارب الشيخ أحمد المنسوبة إليه هذه الفرية، عن هذه الوصية، فأجابني: بأنها مكذوبة على الشيخ أحمد، وأنه لم يقلها أصلا، والشيخ أحمد المذكور قد مات من مدة، ولو فرضنا أن الشيخ أحمد المذكور، أو من هو أكبر منه، زعم أنه رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- في النوم أو اليقظة، وأوصاه بهذه الوصية، لعلمنا يقينا أنه كاذب، أو أن الذي قال له ذلك شيطان، ليس هو الرسول –صلى الله عليه وسلم-؛ لوجوه كثيرة منها:
1-أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا يُرى في اليقظة بعد وفاته –صلى الله عليه وسلم-، ومن زعم من جهلة الصوفية أنه يرى النبي –صلى الله عليه وسلم- في اليقظة، أو أنه يحضر المولد أو ما شابه ذلك، فقد غلط أقبح الغلط، ولبس عليه غاية التلبيس، ووقع في خطأ عظيم وخالف الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم؛ لأن الموتى إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة لا في الدنيا، ومن قال خلاف ذلك فهو كاذب كذباً بينا، أو غالط ملبس عليه، لم يعرف الحق الذي عرفه السلف الصالح، ودرج عليه أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان، قال الله –تعالى-:" ثم إنكم بعد ذلك لميتون*ثم إنكم يوم القيامة تبعثون" [المؤمنون:15-16]، وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع". مسلم (227 والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
2- الوجه الثاني: أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا يقول خلاف الحق، لا في حياته ولا في وفاته، وهذه الوصية تخالف شريعته مخالفة ظاهرة، من وجوه كثيرة –كما يأتي- وهو –صلى الله عليه وسلم- قد يُرى في النوم، ومن رآه في المنام على صورته الشريفة فقد رآه؛ لأن الشيطان لا يتمثل في صورته، كما جاء بذلك الحديث الصحيح الشريف، ولكن الشأن كل الشأن في إيمان الرائي وصدقه وعدالته وضبطه وديانته وأمانته، وهل رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- في صورته أو في غيرها؟ ولو جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم-حديث قاله في حياته، من غير طريق الثقاة العدول الضابطين لم يُعتمد عليه، ولم يُحتج به، أو جاء من طريق الثقاة الضابطين، ولكنه يخالف رواية من هو أحفظ منهم، وأوثق مخالفة لا يمكن معها الجمع بين الروايتين، لكان أحدهما: منسوخاً لا يُعمل به، والثاني: ناسخ يُعمل به، حيث أمكن ذلك بشروطه، وإذا لم يمكن الجمع ولا النسخ وجب أن تطرح رواية من هو أقل حفظاً، وأدنى عدالة، والحكم عليها بأنها شاذة لا يعمل به.
فكيف بوصية لا يعرف صاحبها، الذي نقلها عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولا تعرف عدالته وأمانته، فهي والحالة هذه حقيقة بأن تطرح ولا يلتفت إليها، وإن لم يكن فيها شيء يخالف الشرع، فكيف إذا كانت الوصية مشتملة على أمور كثيرة تدل على بطلانها، وأنها مكذوبة على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومتضمنة لتشريع دين لم يأذن به الله!.
وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار". البخاري (109) ومسلم (2) وقد قال مفتري هذه الوصية على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل، وكذب عليه كذباً صريحاً خطيراً، فما أحراه بهذا الوعيد العظيم وما أحقه به إن لم يبادر بالتوبة، وينشر للناس كذب هذه الوصية على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ لأن من نشر باطلاً بين الناس ونسبه إلى الدين لم تصح توبته منه إلا بإعلانها وإظهارها، حتى يعلم الناس رجوعه عن كذبه، وتكذيبه لنفسه؛ لقول الله – عز وجل-:"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ*إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [البقرة:159-160]. فأوضح –سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة: أن من كتم شيئاً من الحق لم تصح توبته من ذلك إلا بعد الإصلاح والتبيين، والله –سبحانه- قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة ببعث رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم-، وما أوحى الله إليه من الشرع الكامل، ولم يقبضه إليه إلا بعد الإكمال والتبيين، كما قال –عز وجل-:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي"[المائدة:3].
ومفتري هذه الوصية قد جاء في القرن الرابع عشر، يريد أن يلبس على الناس ديناً جديداً، يترتب عليه دخول الجنة لمن أخذ بتشريعه، وحرمان الجنة ودخول النار لمن لم يأخذ بتشريعه، ويريد أن يجعل هذه الوصية التي افتراها أعظم من القرآن وأفضل، حيث افترى فيها: أن من كتبها وأرسلها من بلد إلى بلد، أو من محل إلى محل بُني له قصر في الجنة، ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة. وهذا من أقبح الكذب ومن أوضح الدلائل على كذب هذه الوصية، وقلة حياء مفتريها، وعظم جرأته على الكذب؛ لأن من كتب القرآن الكريم وأرسله من بلد إلى بلد، أو من محل إلى محل، لم يحصل له هذا الفضل إذا لم يعمل بالقرآن الكريم، فكيف يحصل لكاتب هذه الفرية وناقلها من بلد إلى بلد. ومن لم يكتب القرآن ولم يرسله من بلد إلى بلد، لم يُحرم شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا كان مؤمناً به، تابعاً لشريعته، وهذه الفرية الواحدة في هذه الوصية، تكفي وحدها للدلالة على بطلانها وكذب ناشرها، ووقاحته وغباوته وبعده عن معرفة ما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- من الهدى، وفي هذه الوصية –سوى ما ذكر- أمور أخرى كلها تدل على بطلانها وكذبها، ولو أقسم مفتريها ألف قسم، أو أكثر على صحتها، ولو دعا على نفسه بأعظم العذاب وأشد النكال، على أنه صادق لم يكن صادقاً، ولم تكن صحيحة، بل هي والله ثم والله من أعظم وأقبح الباطل، ونحن نشهد الله –سبحانه-، ومن حضرنا من الملائكة، ومن اطلع على هذه الكتابة من المسلمين –شهادة نلقى بها