رحيق الحياة
08 Aug 2004, 12:06 PM
حوار بين الحب الأعمى والمحبة ..
حوار بين المحبة في الله والحب الأعمى ..
إليكم إخوتي هذا الحوار ،، الذي أخرجته من القهر الذي ذقته مما أراه من قلوب الناس ،، من الإعجاب والحب الخاطئ .. إليكم هذا الحوار ، ،والذي أرجو أن تصل إليكم رسالته .. تصل إلى قلوبكم وعقولكم قبل أعينكم وآذانكم ..
---------*-*-*-*-*-*-*-*-*---------------*-*-*-*-*-*-*-*------------*-*-*-*-*-*-*-*----------
بعد أن اختنقت الشمس ضوءها بخيوطها النوارة ، وسلمت الروح للقمر الوهاج ليحيا من جديد ، وكالعادة فإن القمر لا يُولـَد وحيداً أبداً ، فالليل المظلم هو توأمه الذي لا يفارقه طرفة عين ...
وُلِدا الأخوان فاطـّـلعا على منابر الدنيا ليُسلـّما عليها ، ويُؤنسا وحدتهما مع النجوم المتلألئة بأحلى الأحاديث العذبة ..
وذات يوم .. وبينما كانت النجوم ضيفاً في رحاب القمر والليل وهم في عمق السهر والسمر ، إذ فجعوا بصوت أنين يتقطر له الألم ، فتعجبوا من ذلك وأبصروا البحر فرأوا في بطنه سفينة تتلاعب بها الأمواج فتضربها تارة وتصفعها تارة أخرى ، فسارع الليل لإنقاذ هذه السفينة التائهة ، لكن .. كيف لليل أن ينجد الآخرين وهو أعمى لا يبصر النور ولا يألفه ؟!
أما القمر .. فسابق أنفاسه ليمد العون ، فلم يستطع إلا أن يساند بالضوء القليل ، فسار برفقتها لينير لها السبيل ..
فلما أقنع القمرُ البحرَ بأن يتوقف عن التلاعب والترامي .. مسك الثباتُ قاعَ السفينة حتى سارت في أمان ، وبينما هما سائران .. حاول القمر أن يدرك سر مخاطرة أصحاب السفينة في جو لا يُبصَرُ نوره ، فسأل مستفهماً ... " من أنتما ؟ "
فأجابا : - أنا المحبة في الله ..
- وأنا الحب الأعمى .. هكذا يلقبوني ..
القمر : ولماذا تخاطرون بحياتكم وسط أمواج عاتية ورياح قاسية ؟؟
المحبة في الله : في قديم العهد كنتُ صديقاً للحب الأعمى ، لكنه اليوم أطفأ أنواري ، وأراه قد أبدلني بإبليس ليكون صديقه الآسي ، وجئت اليوم لأعيده إلى شطآني ، فخضت معه هذه الرحلة في عمق البحار لأتفاهم معه بحسن الحوار ..
الحب الأعمى : ومن قال بأني سأهواك وسأنفذ مغزاك ؟؟
المحبة في الله : أيها الحب الأعمى .. ألا يكفي ما فعلته بي ؟؟ طردتني من قاموس القلوب وسالت أحرفي ، وأدمعت شموعي وغيّرتَ قلوب أصحابي ، فكم من قلب يزعم بأنه يحملني وهو في حقيقته يجهلني ..
أيها القمر !! أشكو إليك حزني على ما أحل بِرُوّادي ، لقد تركوني وحضنوا الحب الأعمى حتى أصبح رفيقاً لقلوبهم التي غفلتني ..
القمر : ومن تكون أيها الحب الأعمى كي تفعل فعلتك هذه ؟؟
تبختر الحب الأعمى بمِشية مختالة ورأرأ عينيه يمينا وشمالاً ثم رفع صوته باستعلاء وسخرية ثم قال : أنا ؟؟ كيف لا تعرفني أيها القمر وأنت في قمتنا ؟؟ أنا الإعجاب والعشق ، أن الغيرة المفرطة والحب عندي حجز وأثرة ، أنا سالب العقول والقلوب .. وأنا والد الهيام .. وكل ما يسكر العقول من مشاعر الغرام ..
وأنتِ أيتها المحبة .. كفـّي عن الشكوى .. لستُ سبباً في تركهم لكِ .. بل إن قلوب الناس تهوى ، وإن إبليس ليغوى ، وإنه عنك لينهى ، وبي يرقى ، وكم آلفــَتْ الغفلة عقولَ البشر ، فإنهم هم الذين استجابوا لي وأسكنوني أفئدتهم .. إني أعيش حياتي حرة أبية والقلوب هي التي تختارني ، فإن اقترفوا الذنوب ، وبحبي نسوا الإلــه المعبود .. فما ذنبي أنا أيها الظلوم ؟؟ هذا ما جنته أيديهم وقلوبهم .. أما أنا .. فأبرئ نفسي من أصغر وأكبر ذنوبهم ..
المحبة في الله : واااه .. أسفاه على من اتبعك أيها الأعمى ، لو يعلمون حلاوة مذاقي ، ومقربتي لإلـهي ، وبركة خطواتي ، وأني أنا السبيل لِجــنة المعالي ، وأنا الموكب المعدّ للقيا الرب العالي .. آآآه .. لو يدرون كل ذلك لما آلفوك ونسوني .. لقد نسوا بأني رسالة الدعوة بينهم ، وأني النصح والإرشاد بين الخلان ، والإعانة على الطاعة في كل زمان ومكان ، وأنا الوفاء والوصال والدعاء بين الإخوان ، وأنا الصدق والإخلاص فالكذب والنفاق لي أعداء .. لا .. لا .. لقد دثروني تحت الثرى إلا من رحم ربي ...
الحب الأعمى : كفاك رثاءً لجوهرتك الثمينة ، فمهما تذكر فضائلك .. فإن القلوب الهامدة تأبى الفضيلة .. أتدري بماذا أغريتهم ؟؟ ...... بالإعجاب المفرط .. وملذة الدنيا والمكانة العظيمة .. والجاه والمال .. والجمال والمصالح والآمال .. فنفحت فيهم العشق والهيام المنسي لطاعة ذا الجلال من بين أنيابي .. حتى تركوك ونسوا خطاك ..
المحبة في الله : كم تلاعبتَ بهم أيها الغافل الفاسد .. رفقاً منك بفؤاد البشر ، فإنه أضعف ما في الجسد ، خَـلـْــق وانٍ مقيد بين الضلوع والمشاعر أقفالها والإيمان مفتاحها المفقود ،، تالله لن أرضَ بما قضيت ما دمتُ حياً ..
أيا قمر الليل .. ما بالك ساكتاً لا تتكلم ؟؟ إنك من ترى العشاق في دروب الليل .. فهلاً بلـّـغتهم وأخبرتهم عن حقيقتي ؟ أخبر أخاك الليل بأن الله أوجده للراحة والسكينة والطمأنينة .. ولا تطمئن القلوب إلا بذكر الله تعالى .. فليقضوا لياليهم بالتعاون على طاعة الرحمن .. والتسابق إلى أجر المنان .. أفلَم يأنِ للأحبة أن يتناصحوا ويتعاونوا لاِمتطاد الخير إلى الجنان ؟؟ أفلَم يأنِ لجهاد النفس أن تشرق في النفوس لتبدد إكسير الظلام ؟
أخبرهم .. بأني أن الحق وأنا القلب الطهور الخالص من الرياء والنفاق ، فإن عانقوني فقد عانقوا رضا رب الأرباب ، وإن عارضوني فقد عانقوا النيران وهول العذاب .. فلينظروا أي العناق هو خير الملاذ ..
وهكذا انصرف القمر متأسياً بحال ( المحبة في الله ) ، فقطع على نفسه عهداً بأنه لن ينير الليل إلا لعابدٍ زاهد جفا المضاجع .. وأنه لن يُشعِــر أحداً بجماله الساحر ولا أسراره العجائب إلا من عرف الرب الواحد وأخلص له في عمق الأسحار ، وأيقظ إخوانه ليصلوا القيام ، ولا يزال القمر يرسل سناه ليُسلـّـم على كل دامع وتائب بين الظلام ..
اختكم في الله :
رحيق الحياة ,,
حوار بين المحبة في الله والحب الأعمى ..
إليكم إخوتي هذا الحوار ،، الذي أخرجته من القهر الذي ذقته مما أراه من قلوب الناس ،، من الإعجاب والحب الخاطئ .. إليكم هذا الحوار ، ،والذي أرجو أن تصل إليكم رسالته .. تصل إلى قلوبكم وعقولكم قبل أعينكم وآذانكم ..
---------*-*-*-*-*-*-*-*-*---------------*-*-*-*-*-*-*-*------------*-*-*-*-*-*-*-*----------
بعد أن اختنقت الشمس ضوءها بخيوطها النوارة ، وسلمت الروح للقمر الوهاج ليحيا من جديد ، وكالعادة فإن القمر لا يُولـَد وحيداً أبداً ، فالليل المظلم هو توأمه الذي لا يفارقه طرفة عين ...
وُلِدا الأخوان فاطـّـلعا على منابر الدنيا ليُسلـّما عليها ، ويُؤنسا وحدتهما مع النجوم المتلألئة بأحلى الأحاديث العذبة ..
وذات يوم .. وبينما كانت النجوم ضيفاً في رحاب القمر والليل وهم في عمق السهر والسمر ، إذ فجعوا بصوت أنين يتقطر له الألم ، فتعجبوا من ذلك وأبصروا البحر فرأوا في بطنه سفينة تتلاعب بها الأمواج فتضربها تارة وتصفعها تارة أخرى ، فسارع الليل لإنقاذ هذه السفينة التائهة ، لكن .. كيف لليل أن ينجد الآخرين وهو أعمى لا يبصر النور ولا يألفه ؟!
أما القمر .. فسابق أنفاسه ليمد العون ، فلم يستطع إلا أن يساند بالضوء القليل ، فسار برفقتها لينير لها السبيل ..
فلما أقنع القمرُ البحرَ بأن يتوقف عن التلاعب والترامي .. مسك الثباتُ قاعَ السفينة حتى سارت في أمان ، وبينما هما سائران .. حاول القمر أن يدرك سر مخاطرة أصحاب السفينة في جو لا يُبصَرُ نوره ، فسأل مستفهماً ... " من أنتما ؟ "
فأجابا : - أنا المحبة في الله ..
- وأنا الحب الأعمى .. هكذا يلقبوني ..
القمر : ولماذا تخاطرون بحياتكم وسط أمواج عاتية ورياح قاسية ؟؟
المحبة في الله : في قديم العهد كنتُ صديقاً للحب الأعمى ، لكنه اليوم أطفأ أنواري ، وأراه قد أبدلني بإبليس ليكون صديقه الآسي ، وجئت اليوم لأعيده إلى شطآني ، فخضت معه هذه الرحلة في عمق البحار لأتفاهم معه بحسن الحوار ..
الحب الأعمى : ومن قال بأني سأهواك وسأنفذ مغزاك ؟؟
المحبة في الله : أيها الحب الأعمى .. ألا يكفي ما فعلته بي ؟؟ طردتني من قاموس القلوب وسالت أحرفي ، وأدمعت شموعي وغيّرتَ قلوب أصحابي ، فكم من قلب يزعم بأنه يحملني وهو في حقيقته يجهلني ..
أيها القمر !! أشكو إليك حزني على ما أحل بِرُوّادي ، لقد تركوني وحضنوا الحب الأعمى حتى أصبح رفيقاً لقلوبهم التي غفلتني ..
القمر : ومن تكون أيها الحب الأعمى كي تفعل فعلتك هذه ؟؟
تبختر الحب الأعمى بمِشية مختالة ورأرأ عينيه يمينا وشمالاً ثم رفع صوته باستعلاء وسخرية ثم قال : أنا ؟؟ كيف لا تعرفني أيها القمر وأنت في قمتنا ؟؟ أنا الإعجاب والعشق ، أن الغيرة المفرطة والحب عندي حجز وأثرة ، أنا سالب العقول والقلوب .. وأنا والد الهيام .. وكل ما يسكر العقول من مشاعر الغرام ..
وأنتِ أيتها المحبة .. كفـّي عن الشكوى .. لستُ سبباً في تركهم لكِ .. بل إن قلوب الناس تهوى ، وإن إبليس ليغوى ، وإنه عنك لينهى ، وبي يرقى ، وكم آلفــَتْ الغفلة عقولَ البشر ، فإنهم هم الذين استجابوا لي وأسكنوني أفئدتهم .. إني أعيش حياتي حرة أبية والقلوب هي التي تختارني ، فإن اقترفوا الذنوب ، وبحبي نسوا الإلــه المعبود .. فما ذنبي أنا أيها الظلوم ؟؟ هذا ما جنته أيديهم وقلوبهم .. أما أنا .. فأبرئ نفسي من أصغر وأكبر ذنوبهم ..
المحبة في الله : واااه .. أسفاه على من اتبعك أيها الأعمى ، لو يعلمون حلاوة مذاقي ، ومقربتي لإلـهي ، وبركة خطواتي ، وأني أنا السبيل لِجــنة المعالي ، وأنا الموكب المعدّ للقيا الرب العالي .. آآآه .. لو يدرون كل ذلك لما آلفوك ونسوني .. لقد نسوا بأني رسالة الدعوة بينهم ، وأني النصح والإرشاد بين الخلان ، والإعانة على الطاعة في كل زمان ومكان ، وأنا الوفاء والوصال والدعاء بين الإخوان ، وأنا الصدق والإخلاص فالكذب والنفاق لي أعداء .. لا .. لا .. لقد دثروني تحت الثرى إلا من رحم ربي ...
الحب الأعمى : كفاك رثاءً لجوهرتك الثمينة ، فمهما تذكر فضائلك .. فإن القلوب الهامدة تأبى الفضيلة .. أتدري بماذا أغريتهم ؟؟ ...... بالإعجاب المفرط .. وملذة الدنيا والمكانة العظيمة .. والجاه والمال .. والجمال والمصالح والآمال .. فنفحت فيهم العشق والهيام المنسي لطاعة ذا الجلال من بين أنيابي .. حتى تركوك ونسوا خطاك ..
المحبة في الله : كم تلاعبتَ بهم أيها الغافل الفاسد .. رفقاً منك بفؤاد البشر ، فإنه أضعف ما في الجسد ، خَـلـْــق وانٍ مقيد بين الضلوع والمشاعر أقفالها والإيمان مفتاحها المفقود ،، تالله لن أرضَ بما قضيت ما دمتُ حياً ..
أيا قمر الليل .. ما بالك ساكتاً لا تتكلم ؟؟ إنك من ترى العشاق في دروب الليل .. فهلاً بلـّـغتهم وأخبرتهم عن حقيقتي ؟ أخبر أخاك الليل بأن الله أوجده للراحة والسكينة والطمأنينة .. ولا تطمئن القلوب إلا بذكر الله تعالى .. فليقضوا لياليهم بالتعاون على طاعة الرحمن .. والتسابق إلى أجر المنان .. أفلَم يأنِ للأحبة أن يتناصحوا ويتعاونوا لاِمتطاد الخير إلى الجنان ؟؟ أفلَم يأنِ لجهاد النفس أن تشرق في النفوس لتبدد إكسير الظلام ؟
أخبرهم .. بأني أن الحق وأنا القلب الطهور الخالص من الرياء والنفاق ، فإن عانقوني فقد عانقوا رضا رب الأرباب ، وإن عارضوني فقد عانقوا النيران وهول العذاب .. فلينظروا أي العناق هو خير الملاذ ..
وهكذا انصرف القمر متأسياً بحال ( المحبة في الله ) ، فقطع على نفسه عهداً بأنه لن ينير الليل إلا لعابدٍ زاهد جفا المضاجع .. وأنه لن يُشعِــر أحداً بجماله الساحر ولا أسراره العجائب إلا من عرف الرب الواحد وأخلص له في عمق الأسحار ، وأيقظ إخوانه ليصلوا القيام ، ولا يزال القمر يرسل سناه ليُسلـّـم على كل دامع وتائب بين الظلام ..
اختكم في الله :
رحيق الحياة ,,