أنس المحبة
22 May 2009, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
هي العروة الوثقى وصك النجاة
إعلم أن من أحب شيئا آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقا في حبه وكان مدعيا، فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها: الاقتداء به واستعمال سنته وإتباع أقواله وأفعاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره ومنشطه ومكرهه، وشاهد هذا قوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله)، وإيثار ما شرعه وحض عليه على هوى نفسه وموافقة شهوته، قال الله تعالى: (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، وإسخاط العباد في رضى الله تعالى. حدثنا القاضي أبو على الحافظ حدثنا أبو الحسين الصيرفى وأبو الفضل بن خيرون... عن سعيد بن المسيب قال أنس بن مالك رضى الله عنه: [قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسى ليس في قلبك غش لأحد فافعل)، ثم قال لي (يا بني وذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة)]. فمن اتصف بهذه الصفة فهو كامل المحبة لله ورسوله ومن خالفها في بعض هذه الأمور فهو ناقص المحبة ولا يخرج عن اسمها...
ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم كثرة ذكره له، فمن أحب شيئا أكثر ذكره، ومنها كثرة شوقه إلى لقائه، فكل حبيب يحب لقاء حبيبه، وفى حديث الأشعريين عند قدومهم المدينة أنهم كانوا يرتجزون (غدا نلق الأحبة * محمدا وصحبه). قال إسحاق التجيبى: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعده لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا وكذلك كثير من التابعين، منهم من يفعل ذلك محبة له وشوقا إليه، ومنهم من يفعله تهيبا وتوقيرا.
ومنها (علامات محبته) محبته لمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هو بسببه من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار، وعداوة من عاداهم وبغض من أبغضهم وسبهم، فمن أحب شيئا أحب من يحب، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين: (اللهم إني أحبهما فأحبهما)، وفى رواية في الحسن (اللهم إني أحبه فأحب من يحبه)، وقال (من أحبهما فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضهما فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله)، وقال: (الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدى، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه)، وقال في فاطمة رضى الله عنها: (أنها بضعة مني، يغضبني ما أغضبها)، وقال لعائشة في أسامة بن زيد: (أحيه فإني أحبه)، وقال: (آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغضهم...
وهذه سيرة السلف، حتى في المباحات وشهوات النفس، وقد قال أنس حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة: فما زلت أحب الدباء من يومئذ، وهذا الحسن بن على وعبد الله ابن عباس وابن جعفر أتوا سلمى وسألوها أن تصنع لهم طعاما مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ابن عمر يلبس النعال السبتية ويصبغ بالصفرة إذ رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعل نحو ذلك...
من كتاب الشفا للقاضي عياض.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
هي العروة الوثقى وصك النجاة
إعلم أن من أحب شيئا آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقا في حبه وكان مدعيا، فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها: الاقتداء به واستعمال سنته وإتباع أقواله وأفعاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره ومنشطه ومكرهه، وشاهد هذا قوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله)، وإيثار ما شرعه وحض عليه على هوى نفسه وموافقة شهوته، قال الله تعالى: (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، وإسخاط العباد في رضى الله تعالى. حدثنا القاضي أبو على الحافظ حدثنا أبو الحسين الصيرفى وأبو الفضل بن خيرون... عن سعيد بن المسيب قال أنس بن مالك رضى الله عنه: [قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسى ليس في قلبك غش لأحد فافعل)، ثم قال لي (يا بني وذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة)]. فمن اتصف بهذه الصفة فهو كامل المحبة لله ورسوله ومن خالفها في بعض هذه الأمور فهو ناقص المحبة ولا يخرج عن اسمها...
ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم كثرة ذكره له، فمن أحب شيئا أكثر ذكره، ومنها كثرة شوقه إلى لقائه، فكل حبيب يحب لقاء حبيبه، وفى حديث الأشعريين عند قدومهم المدينة أنهم كانوا يرتجزون (غدا نلق الأحبة * محمدا وصحبه). قال إسحاق التجيبى: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعده لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا وكذلك كثير من التابعين، منهم من يفعل ذلك محبة له وشوقا إليه، ومنهم من يفعله تهيبا وتوقيرا.
ومنها (علامات محبته) محبته لمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هو بسببه من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار، وعداوة من عاداهم وبغض من أبغضهم وسبهم، فمن أحب شيئا أحب من يحب، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين: (اللهم إني أحبهما فأحبهما)، وفى رواية في الحسن (اللهم إني أحبه فأحب من يحبه)، وقال (من أحبهما فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضهما فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله)، وقال: (الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدى، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه)، وقال في فاطمة رضى الله عنها: (أنها بضعة مني، يغضبني ما أغضبها)، وقال لعائشة في أسامة بن زيد: (أحيه فإني أحبه)، وقال: (آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغضهم...
وهذه سيرة السلف، حتى في المباحات وشهوات النفس، وقد قال أنس حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة: فما زلت أحب الدباء من يومئذ، وهذا الحسن بن على وعبد الله ابن عباس وابن جعفر أتوا سلمى وسألوها أن تصنع لهم طعاما مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ابن عمر يلبس النعال السبتية ويصبغ بالصفرة إذ رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعل نحو ذلك...
من كتاب الشفا للقاضي عياض.