مسك الختام
31 May 2009, 05:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عنــدما تكون المنايا أماني !!!
يقول المتنبي :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
وأقول :
لا يا أبا الطيب
إن المنايا كانت أماني لمن رفعوا رؤوسهم بدين الله عز وجل بل كانوا يستعذبون طعم الموت ، كما قيل عنهم :
عباد ليل إذا جن الظلام بهم = كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم = هبُّوا إلى الموت يستجدون رؤياه
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
لا يا أبا الطيب
لقد كانت المنايا عذابا في ذات الله
حتى إن أحدهم ليُطعن فيفور الدم من كبده فوراناً فيرى أنه فاز بتلك الطعنة .
روى البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين ، فلما قدموا قال لهم خالي : أتقدمكم ، فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلا كنتم مني قريبا ، فتقدم ، فأمنوه ، فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أومئوا إلى رجل منهم فطعنه ، فأنفذه ، فقال : الله أكبر ! فزت ورب الكعبة !
وخال أنس هو حرام بن ملحان رضي الله عنه .
وفي رواية للبخاري : لما طُـعـن حرام بن ملحان يوم بئر معونة قال بالدم هكذا ، فنضحه على وجهه ورأسه ، ثم قال : فزت ورب الكعبة !
وجاء في بعض الروايات فقال المشرك الذي قتله : فقلت في نفسي ما قوله فـزت ؟!
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
لا يا أبا الطيب
إن أحد أولئك يستبطئ نفسه أن يأكل تمرات تؤخّره عن الموت
فعندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر : قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، فقال عمير بن الحمام الأنصاري : يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض ؟! قال : نعم . قال : بخ بخ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها . قال : فإنك من أهلها ، فأخرج تمرات من قرنه ، فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثم قاتلهم حتى قُتل . رواه مسلم .
لقد مضى إلى أرض المعركة وهو يقول :
ركضا إلى الله بغير زاد = إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد = وكل زاد عرضة للنفاد
غير التقى والبر والرشاد
وقال آخر : إني لحريص على الدنيا إن جلست حتى أفرغ منهن ، فرمى ما في يده ، فحمل بسيفه ، فقاتل حتى قتل .
وفي صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد : أرأيت إن قُتلت فأين أنا ؟ قال : في الجنة . فألقى تمرات في يده ، ثم قاتل حتى قُتل .
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
وفي يوم أُحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين . فقام عمرو بن الجموح ، وهو أعرج ! فقال : والله لأقحزن عليها في الجنة ، فقاتل حتى قُتل .
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
وهذا رجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجود بنفسه فلا يرضى لها ثمناً دون الجنة
عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غِبتُ عن أول قتال قاتلتَ المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد ، وانكشف المسلمون قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم ، فاستقبله سعد بن معاذ فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضّر ، إني أجد ريحها من دون أحد . قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع .
قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف ، أو طعنه برمح ، أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قُتل ، وقد مثل به المشركون ، فما عرفة أحد إلا أخته ببنانه .
قال أنس : كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه (من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) إلى آخر الآية . رواه البخاري ومسلم .
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
بل تعال لترى من يتمنّى أن يُقتل ويُمثّل به بعد موته
حدّث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه أن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال يوم أحد : ألا تأتي ندعو الله تعالى ، فَخَلَوا في ناحية فَدَعَـا سعد ، فقال : يا رب إذا لقينا العدو غداً فلقّني رجلا شديداً بأسه شديداً حرده أقاتله ويُقاتلني ، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله ، وآخذ سلبه ، فأمّن عبد الله ، ثم قال عبد الله رضي الله عنه : اللهم ارزقني غداً رجلا شديداً بأسه شديداً حرده ، فأقاتله ويقاتلني ، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني ، فإذا لقيتك غداً . قلت لي : يا عبد الله فيمَ جُدع أنفك وأذناك ؟ فأقول : فيك وفي رسولك . فتقول : صدقت .
قال سعد : كانت دعوته خيراً من دعوتي ، فلقد رأيته آخر النهار ، وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط .
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
أرأيت يا أبا الطيب كيف كان الموت أمنية عند أولئك الأبطال العِظام ؟؟؟
لقد كانوا يَهبُّون إلى الموت يستجدون رؤياه .
أما أهل الدنيا وأرباب الأموال الذين أُشربت قلوبهم حب الدنيا كما أُشربت قلوب بني إسرائيل حب العجل فأنى لهم ذلك ، بل إنهم ليرون الموت مُصيبة ، وفراق الدنيا خسارة ليس بعدها خسارة !
وما ذلك إلا لأنهم فارقوا الدينار والدرهم !
وما ذلك إلا لأنهم عمروا دنياهم بخراب أخراهم .
قيل لأبي حازم : ما لنا نكره الموت؟ قال : لأنكم أخربتم آخرتكم ، وعمرتم دنياكم ، فكرهتم الانتقال من العمران إلى الخراب .
ولما احتضر " بِشرٌ " فَرِح ، فقيل له : أتفرح بالموت ؟! قال : تجعلون قدومي على خالق أرجوه ، كمقامي مع مخلوق أخافه ؟!
أرأيت يا أبا الطيب ؟
كيف كانت أماني القوم ؟
إن أمانيهم هي المنايا
...
كتبه الشيخ /
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
... حفظه الله
عنــدما تكون المنايا أماني !!!
يقول المتنبي :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
وأقول :
لا يا أبا الطيب
إن المنايا كانت أماني لمن رفعوا رؤوسهم بدين الله عز وجل بل كانوا يستعذبون طعم الموت ، كما قيل عنهم :
عباد ليل إذا جن الظلام بهم = كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم = هبُّوا إلى الموت يستجدون رؤياه
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
لا يا أبا الطيب
لقد كانت المنايا عذابا في ذات الله
حتى إن أحدهم ليُطعن فيفور الدم من كبده فوراناً فيرى أنه فاز بتلك الطعنة .
روى البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين ، فلما قدموا قال لهم خالي : أتقدمكم ، فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلا كنتم مني قريبا ، فتقدم ، فأمنوه ، فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أومئوا إلى رجل منهم فطعنه ، فأنفذه ، فقال : الله أكبر ! فزت ورب الكعبة !
وخال أنس هو حرام بن ملحان رضي الله عنه .
وفي رواية للبخاري : لما طُـعـن حرام بن ملحان يوم بئر معونة قال بالدم هكذا ، فنضحه على وجهه ورأسه ، ثم قال : فزت ورب الكعبة !
وجاء في بعض الروايات فقال المشرك الذي قتله : فقلت في نفسي ما قوله فـزت ؟!
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
لا يا أبا الطيب
إن أحد أولئك يستبطئ نفسه أن يأكل تمرات تؤخّره عن الموت
فعندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر : قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، فقال عمير بن الحمام الأنصاري : يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض ؟! قال : نعم . قال : بخ بخ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها . قال : فإنك من أهلها ، فأخرج تمرات من قرنه ، فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثم قاتلهم حتى قُتل . رواه مسلم .
لقد مضى إلى أرض المعركة وهو يقول :
ركضا إلى الله بغير زاد = إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد = وكل زاد عرضة للنفاد
غير التقى والبر والرشاد
وقال آخر : إني لحريص على الدنيا إن جلست حتى أفرغ منهن ، فرمى ما في يده ، فحمل بسيفه ، فقاتل حتى قتل .
وفي صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد : أرأيت إن قُتلت فأين أنا ؟ قال : في الجنة . فألقى تمرات في يده ، ثم قاتل حتى قُتل .
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
وفي يوم أُحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين . فقام عمرو بن الجموح ، وهو أعرج ! فقال : والله لأقحزن عليها في الجنة ، فقاتل حتى قُتل .
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
وهذا رجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجود بنفسه فلا يرضى لها ثمناً دون الجنة
عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غِبتُ عن أول قتال قاتلتَ المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد ، وانكشف المسلمون قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم ، فاستقبله سعد بن معاذ فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضّر ، إني أجد ريحها من دون أحد . قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع .
قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف ، أو طعنه برمح ، أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قُتل ، وقد مثل به المشركون ، فما عرفة أحد إلا أخته ببنانه .
قال أنس : كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه (من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) إلى آخر الآية . رواه البخاري ومسلم .
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
بل تعال لترى من يتمنّى أن يُقتل ويُمثّل به بعد موته
حدّث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه أن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال يوم أحد : ألا تأتي ندعو الله تعالى ، فَخَلَوا في ناحية فَدَعَـا سعد ، فقال : يا رب إذا لقينا العدو غداً فلقّني رجلا شديداً بأسه شديداً حرده أقاتله ويُقاتلني ، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله ، وآخذ سلبه ، فأمّن عبد الله ، ثم قال عبد الله رضي الله عنه : اللهم ارزقني غداً رجلا شديداً بأسه شديداً حرده ، فأقاتله ويقاتلني ، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني ، فإذا لقيتك غداً . قلت لي : يا عبد الله فيمَ جُدع أنفك وأذناك ؟ فأقول : فيك وفي رسولك . فتقول : صدقت .
قال سعد : كانت دعوته خيراً من دعوتي ، فلقد رأيته آخر النهار ، وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط .
http://www.3mints.info/upload/uploads/688f3ef7d3.gif (http://www.3mints.info/upload)
أرأيت يا أبا الطيب كيف كان الموت أمنية عند أولئك الأبطال العِظام ؟؟؟
لقد كانوا يَهبُّون إلى الموت يستجدون رؤياه .
أما أهل الدنيا وأرباب الأموال الذين أُشربت قلوبهم حب الدنيا كما أُشربت قلوب بني إسرائيل حب العجل فأنى لهم ذلك ، بل إنهم ليرون الموت مُصيبة ، وفراق الدنيا خسارة ليس بعدها خسارة !
وما ذلك إلا لأنهم فارقوا الدينار والدرهم !
وما ذلك إلا لأنهم عمروا دنياهم بخراب أخراهم .
قيل لأبي حازم : ما لنا نكره الموت؟ قال : لأنكم أخربتم آخرتكم ، وعمرتم دنياكم ، فكرهتم الانتقال من العمران إلى الخراب .
ولما احتضر " بِشرٌ " فَرِح ، فقيل له : أتفرح بالموت ؟! قال : تجعلون قدومي على خالق أرجوه ، كمقامي مع مخلوق أخافه ؟!
أرأيت يا أبا الطيب ؟
كيف كانت أماني القوم ؟
إن أمانيهم هي المنايا
...
كتبه الشيخ /
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
... حفظه الله