همي الدعوه
26 Jun 2009, 01:46 AM
دبلوماسية الضعفاء في النظرة الشرعية
أستفهم وأتعجب وأحياناً أوسوس حينما أسمع بشاب خطب وعقد قرانه قبل أن ينظر إلى مخطوبته.
لعل هذه العادة المشينة تأخذ نسبة انتشارها القليل عند بعض الأسر إلا أن وجودها واستمرارها يدل على هشاشة فقه المجتمع المؤيد لذلك وقلة وعيه مع كامل احترامي وتقديري لمن اعتاد على ذلك.
الدبلوماسية التي تتعامل بها بعض الأسر مع الخاطب بهذا الأسلوب يدل على ضعف وعدم ثقة وقلة وعي، وتعتبر مصادرة بشعة لما حث عليه الشرع المطهر.
فبعضهم يخشى أن ترفض المخطوبة من قبل الخاطب، والبعض يقول بأن ذلك عادة أبا عن جد، وكأن ذلك أمر مقدس يجب أن ينحني المجتمع له احتراماً وتبجيلا.
إن الفتاة تظلم حينما لا ترى زوجها إلا ليلة الدخلة، وكذلك الشاب يظلم بهذا الأسلوب العقيم؛ لأن شرعنا المطهر قد أفسح المجال في هذا الباب وجعل النظرة الشرعية حقاً مشروعاً لكلا الزوجين مهما كانت صلة القرابة التي قد تكون مندوحة لبعض الأسر.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال للمغيرة بن شعبة حينما خطب امرأة (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما، فأتى أبويها فأخبرهما بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فكأنهما كرهها ذلك، فسمعت ذلك المرأة وهي في خدرها فقالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر فانظر. قال المغيرة: فنظرت إليها فتزوجتها ) أخرجه أحمد وابن ماجة والترمذي وابن حبان والدارمي وصححه الألباني.
وعن أنس بن مالك أن المغيرة بن شعبة أراد أن يتزوج امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ففعل فتزوجها ) صححه الألباني.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( خطب رجل امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً ).
ولي هنا وقفات:
أولاً: شرعنا المطهر حث على النظرة الشرعية بين الخاطب والمخطوبة؛ تأمل في حديث الرسول " انظر إلـــيــها " .
ثانياً: أن ذلك أجدر أن يكون بين المخطوبين الألفة والمحبة أو يكون خلاف ذلك، وهذا يظهر أهميته في اتخاذ قرار القبول من عدمه قبل عقد القرآن؛ تأمل في حديث الرسول " فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ".
ثالثاً: أن الشرع المطهر أتاح الفرصة للنظر إلى المخطوبة، سواء كان ذلك للوجهين والكفين أو أي أمر يدعو إلى النكاح استجابة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) رواه احمد وأبي داوود وحسنه الألباني.
تأمل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ).
رابعاً: ديننا الإسلامي أمر وشدد على حفظ العرض والشرف، فما علاقة النظر إلى المخطوبة بهتك العرض والشرف كما يزعم ذلك بعض الناس؟.
خامساً: هل يريد الولي أن ترفض ابنته بعد النظرة الشرعية في سرية تامة أم ترفض بعد الدخول بها؟.
إذاً فلماذا هاجس الخوف من عدم قبول الخاطب لابنة الولي متغلغل في بعض مجتمعاتنا.
أيها الولي المبارك ما يصح إلا الصحيح فعضَّ على أمر الرسول في أمر النظر إلى المخطوبة.
سادساً: الهم يساور العروسين منذ الشعور بالخطوبة وحتى ليلة العرس؛ العريس.. كيف شكل زوجتي؟ والعروس.. كيف شكل زوجي؟.
والهم الأكبر هل سنرتاح لبعضنا أم لا؟ وإذا كان الجواب بلا فأعد للموقف جواباً أيها الولي في تلك الليلة أو بعد عام أو أعوام!.
سابعاً: ليعلم الأولياء بأن البنات هن الضحية في هذا الأمر، فالشباب لن يستسلموا لمعالم الجهل التي تشبث بها بعض الآباء من ناحية النظرة الشرعية، فقد يتجهون إلى قبائل وأسر لا تعترف بهذا الضعف الذي استند عليه بعض أولياء البنات.
ثامناً: ابن العم وبنت العم وصلة القرابة أمر غير مقنع تماماً لعدم النظرة الشرعية، بحجة التعارف المسبق أو أن والدة الابن أو أخواته يعرفونها، وشرارة المشاكل تبدأ بسبب هذه القناعة الخاطئة التي تأصلت في بعض المجتمعات.
قصة:
عُقد لأحد الشباب على ابنة عمه دون أن يصرح له برؤيتها، فما كان له سوى التحدث إليها وسماع صوتها الذي بدا له جميلاً هادئاً عبر الهاتف.
ولكن بعدما دخل بها ليلتهما الأولى فوجئ بوزنها الثقيل، فلم يتحمل مظهرها الخارجي لذلك لم يبت معها ولا ليلة واحدة حتى قالوا عنه إنه " مسحور " أو " مصاب بعين " ولكنه في واقع الأمر منصدم! ولو كان قد رآها قبل العقد عليها لما وافق على زواجها كما قال.
ورغم محاولات والديه التي باءت بالفشل ليستمر معها إلا أنه لم يتوصل لحلٍ يرضيه سوى الطلاق.
أيها المربين الناصحين! أيها الوجهاء المؤثرين! انفضوا غبار هذه العادة عن المجتمعات التي تؤيد ذلك، فإن ذلك سبب من أسباب العنوسة والطلاق وكثرة الخلافات.
بقلم : عبدالله آل يعن الله
ياله من دين
أستفهم وأتعجب وأحياناً أوسوس حينما أسمع بشاب خطب وعقد قرانه قبل أن ينظر إلى مخطوبته.
لعل هذه العادة المشينة تأخذ نسبة انتشارها القليل عند بعض الأسر إلا أن وجودها واستمرارها يدل على هشاشة فقه المجتمع المؤيد لذلك وقلة وعيه مع كامل احترامي وتقديري لمن اعتاد على ذلك.
الدبلوماسية التي تتعامل بها بعض الأسر مع الخاطب بهذا الأسلوب يدل على ضعف وعدم ثقة وقلة وعي، وتعتبر مصادرة بشعة لما حث عليه الشرع المطهر.
فبعضهم يخشى أن ترفض المخطوبة من قبل الخاطب، والبعض يقول بأن ذلك عادة أبا عن جد، وكأن ذلك أمر مقدس يجب أن ينحني المجتمع له احتراماً وتبجيلا.
إن الفتاة تظلم حينما لا ترى زوجها إلا ليلة الدخلة، وكذلك الشاب يظلم بهذا الأسلوب العقيم؛ لأن شرعنا المطهر قد أفسح المجال في هذا الباب وجعل النظرة الشرعية حقاً مشروعاً لكلا الزوجين مهما كانت صلة القرابة التي قد تكون مندوحة لبعض الأسر.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال للمغيرة بن شعبة حينما خطب امرأة (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما، فأتى أبويها فأخبرهما بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فكأنهما كرهها ذلك، فسمعت ذلك المرأة وهي في خدرها فقالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر فانظر. قال المغيرة: فنظرت إليها فتزوجتها ) أخرجه أحمد وابن ماجة والترمذي وابن حبان والدارمي وصححه الألباني.
وعن أنس بن مالك أن المغيرة بن شعبة أراد أن يتزوج امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ففعل فتزوجها ) صححه الألباني.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( خطب رجل امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً ).
ولي هنا وقفات:
أولاً: شرعنا المطهر حث على النظرة الشرعية بين الخاطب والمخطوبة؛ تأمل في حديث الرسول " انظر إلـــيــها " .
ثانياً: أن ذلك أجدر أن يكون بين المخطوبين الألفة والمحبة أو يكون خلاف ذلك، وهذا يظهر أهميته في اتخاذ قرار القبول من عدمه قبل عقد القرآن؛ تأمل في حديث الرسول " فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ".
ثالثاً: أن الشرع المطهر أتاح الفرصة للنظر إلى المخطوبة، سواء كان ذلك للوجهين والكفين أو أي أمر يدعو إلى النكاح استجابة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) رواه احمد وأبي داوود وحسنه الألباني.
تأمل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ).
رابعاً: ديننا الإسلامي أمر وشدد على حفظ العرض والشرف، فما علاقة النظر إلى المخطوبة بهتك العرض والشرف كما يزعم ذلك بعض الناس؟.
خامساً: هل يريد الولي أن ترفض ابنته بعد النظرة الشرعية في سرية تامة أم ترفض بعد الدخول بها؟.
إذاً فلماذا هاجس الخوف من عدم قبول الخاطب لابنة الولي متغلغل في بعض مجتمعاتنا.
أيها الولي المبارك ما يصح إلا الصحيح فعضَّ على أمر الرسول في أمر النظر إلى المخطوبة.
سادساً: الهم يساور العروسين منذ الشعور بالخطوبة وحتى ليلة العرس؛ العريس.. كيف شكل زوجتي؟ والعروس.. كيف شكل زوجي؟.
والهم الأكبر هل سنرتاح لبعضنا أم لا؟ وإذا كان الجواب بلا فأعد للموقف جواباً أيها الولي في تلك الليلة أو بعد عام أو أعوام!.
سابعاً: ليعلم الأولياء بأن البنات هن الضحية في هذا الأمر، فالشباب لن يستسلموا لمعالم الجهل التي تشبث بها بعض الآباء من ناحية النظرة الشرعية، فقد يتجهون إلى قبائل وأسر لا تعترف بهذا الضعف الذي استند عليه بعض أولياء البنات.
ثامناً: ابن العم وبنت العم وصلة القرابة أمر غير مقنع تماماً لعدم النظرة الشرعية، بحجة التعارف المسبق أو أن والدة الابن أو أخواته يعرفونها، وشرارة المشاكل تبدأ بسبب هذه القناعة الخاطئة التي تأصلت في بعض المجتمعات.
قصة:
عُقد لأحد الشباب على ابنة عمه دون أن يصرح له برؤيتها، فما كان له سوى التحدث إليها وسماع صوتها الذي بدا له جميلاً هادئاً عبر الهاتف.
ولكن بعدما دخل بها ليلتهما الأولى فوجئ بوزنها الثقيل، فلم يتحمل مظهرها الخارجي لذلك لم يبت معها ولا ليلة واحدة حتى قالوا عنه إنه " مسحور " أو " مصاب بعين " ولكنه في واقع الأمر منصدم! ولو كان قد رآها قبل العقد عليها لما وافق على زواجها كما قال.
ورغم محاولات والديه التي باءت بالفشل ليستمر معها إلا أنه لم يتوصل لحلٍ يرضيه سوى الطلاق.
أيها المربين الناصحين! أيها الوجهاء المؤثرين! انفضوا غبار هذه العادة عن المجتمعات التي تؤيد ذلك، فإن ذلك سبب من أسباب العنوسة والطلاق وكثرة الخلافات.
بقلم : عبدالله آل يعن الله
ياله من دين