دمـ تبتسم ـوع
01 Jul 2009, 06:09 AM
http://www.ala7ebah.net/up/za/upload/wh_51634581.gif
أبا حكمٍ ، والله لو كنت شـــاهداً
لأمرِ جوادي إذ تســـوخُ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محـــــمداً
رسول ببرهان ، فمن ذا يقومه؟!
كلمات خرجت من ذلك الفارس الشجاع ، أحد فرسان الإسلام ( سراقة بن مالك ) ، قبل أن يكون مسلماً ، فقد ظل طمعه يناديه بالظفر بمحمد عليه الصلاة والسلام ، حينما أعلن أبو جهل أن جائزة من يأتي بمحمد عليه الصلاة والسلام حياً أو ميتاً ، مائة من كرائم الإبل .
مائة !! إنها الحياة التي كان يبحث عنها ذلك الفارس ؛ ( سراقة بن مالك ) ، ولحرصه ألا تفوت عليه هذه الجائزة الكبرى تسلل من وراء الصفوف يطلب الخطى ، ويقرأ الآثار للإلتحاق برسول الأمة ،
نعم فلم يعلم سراقة بن مالك ، أنه يركض خلف ( سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً ) يركض خلف ضباب قاتم ألوانه ، لايرى من خلاله غير وعد كاذب ، وحيلة مفتريه .
ويلحق ( سراقة ) ركب الأخوة والصداقة ، محمد النبي الكريم ، وصحبه أبا بكر الصديق ، يلتهم الخطوات تتبعها الخطوات ، حتى سقط من على فرسه مرتطماً بالأرض ، لكن غشاوة الجائزة الكبرى تحدق حول عينيه ، فلم يكترث بل هم بأن يقنع نبي الأمة بأن يعود معه حتى يظفر بتلك الجائزة ، وأي جائزة كان يبحث عنها سراقة ؟!!
حينما تأمل في أقدام فرسه ، إذ هي ثابتة في الأرض بلا حراك ، إلا أنه عندما سمع بدعاء ذلك النبي العظيم كي تُطلق أقدام فرسه تصدح في الآفاق ، عرف أنه أمام رجل جاء للأمة أجمعين ، جاء ليزيل ما في النفوس من حقد وجشع ،
جاء لينمي في المرء أن الدين عند الله الإسلام ، وبالفعل يهم ( سراقة ) بالعودة ويرد كيد الأعداء عن النبي وصاحبه ،
إلا أن كلمات النبي الكريم تصدح في أذنيه ، متوعداً سراقة بما هو أفضل من مائة من كرام الإبل :
( وكيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى ؟!! )
عندها تعجب سراقة ، وهو ينظر حاله في صحراء مكة ، مختبئاً بين أوديتها ، يلفه الظلام ويسترهم الليل ، وخلفه جموع قريش تطارد هذا النبي الكريم طمعاً في تلك الجائزة التي سيلتمسونها بيديهم ( كسرى بن هرمز ؟! ) ،
فطمأنه نبي الأمة بكلمات زادت من صدق سراقة لهذا النبي العظيم ، عندما رأى تلك الدعوات تخرج أقدام فرسه من الأرض ( نعم . كسرى بن هرمز ) ، فلم يكن في سراقة إلا أن أطرق برأسه نحو الأرض ، وكأنه يرى عهداً مكتوباً بأن الأرض ستشهد ما قاله نبي الأمة ، فقام وركب فرسه وهم بالعودة ، وهو يمسح كل ما قرأه الظلام ما دار بينه وبين رسول الأمة ، وصاحبه أبو بكر رضي الله عنه .
ومضى الزمان يلتهم كل ذكرى من ذكريات الأمة ، مضى تاركاً سراقة وحيداً وسط المسلمين ، يتذكر معهم حياة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، يذكرهم ذلك الزمان بالجهاد الكبير الذي اقتحم حصون المشركين ، وقلاع الكفار ، يتلوه ذلك الزمان ويضع بطولات جديدة لسراقة بين أحبابه المسلمين ، إلا أن ( سراقة ) هذه المرة وحيداً ، نعم وحيداً بدون ذلك النبي العظيم ، في عصر كان يحكمه رجل واحد ، أرسله الله نذيراً وبشيراً ، حكيماً وعادلاً ، رؤوفاً رحيماً ،
ما أحلى تلك اللحظات التي وقفها ( سراقة ) مع نبي الأمة ، ما أجمل تلك اللحظات حينما رأى بعينيه بريق الأمة ،
نعم ( كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى ؟!! ) ما زالت هذه الكلمات تبني فيه أمل جميلاً ، بأن محمد موجود ، وأن حياته يستنشقها بخياله .
وما هي إلا سنين ويقتحم الجنود البواسل حصون بلاد الفرس ، وتسقط بهرير والمدائن ، وسراقة ينظر إلى حال حكاه له النبي عليه الصلاة والسلام ، لكنه هذه المرة بدون نبيه الكريم ، إنه أمام جيل مسلم جديد ، ثم لحظات وتأتي الغنائم وتأتي الأموال الوفيرة ، والحدائق الغناءة ، فإذا بهتافات المسلمون الله أكبر .. الله أكبر ، وسراقة خلف الصفوف يكبر ، ويفرح بما حققه المسلمون من النصر ،
نعم فليحققوا ما أراده نبي الرحمة ، إلا أن صوتاً يلمحه بين الجموع ، وصوتاً يستله سراقة من بين المسلمين ( أين سراقة ؟ ) .
فتقدم سراقة إلى عمر بن الخطاب ، تقدم وهو ينظر في دهشة الرجل الأعرابي الفقير ، الذي أكله زمن الأيام التي ولت ، تقدم وهو يقرب الخطى على مهل من عمر ،
وعمر يرفع تاجاً لكسرى ويلبسه على رأس سراقة ، ويضع الأساور على يديه ، الله أكبر .. هنيئاً لك يا سراقة هذا الكرم عندما يخصك نبي الأمة بأن تكون من ينال هذه الجائزة الحقيقة ، ليست تلك التي نادى بها رأس الكفر ، بل هي صدق النبوة ، وعريق المحبة .
إنه النبي الكريم ، الذي لا ينطق عن الهوى ، فمهما نعق الحاسدون ،وكتبت أقلامهم عن نبينا ، فما زلنا نؤمن بأن مستقبل أمتنا المشرق موجود بين أيدينا ، حيث أضاءه لنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .
http://www.ala7ebah.net/up/za/upload/wh_67417270.gif
أبا حكمٍ ، والله لو كنت شـــاهداً
لأمرِ جوادي إذ تســـوخُ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محـــــمداً
رسول ببرهان ، فمن ذا يقومه؟!
كلمات خرجت من ذلك الفارس الشجاع ، أحد فرسان الإسلام ( سراقة بن مالك ) ، قبل أن يكون مسلماً ، فقد ظل طمعه يناديه بالظفر بمحمد عليه الصلاة والسلام ، حينما أعلن أبو جهل أن جائزة من يأتي بمحمد عليه الصلاة والسلام حياً أو ميتاً ، مائة من كرائم الإبل .
مائة !! إنها الحياة التي كان يبحث عنها ذلك الفارس ؛ ( سراقة بن مالك ) ، ولحرصه ألا تفوت عليه هذه الجائزة الكبرى تسلل من وراء الصفوف يطلب الخطى ، ويقرأ الآثار للإلتحاق برسول الأمة ،
نعم فلم يعلم سراقة بن مالك ، أنه يركض خلف ( سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً ) يركض خلف ضباب قاتم ألوانه ، لايرى من خلاله غير وعد كاذب ، وحيلة مفتريه .
ويلحق ( سراقة ) ركب الأخوة والصداقة ، محمد النبي الكريم ، وصحبه أبا بكر الصديق ، يلتهم الخطوات تتبعها الخطوات ، حتى سقط من على فرسه مرتطماً بالأرض ، لكن غشاوة الجائزة الكبرى تحدق حول عينيه ، فلم يكترث بل هم بأن يقنع نبي الأمة بأن يعود معه حتى يظفر بتلك الجائزة ، وأي جائزة كان يبحث عنها سراقة ؟!!
حينما تأمل في أقدام فرسه ، إذ هي ثابتة في الأرض بلا حراك ، إلا أنه عندما سمع بدعاء ذلك النبي العظيم كي تُطلق أقدام فرسه تصدح في الآفاق ، عرف أنه أمام رجل جاء للأمة أجمعين ، جاء ليزيل ما في النفوس من حقد وجشع ،
جاء لينمي في المرء أن الدين عند الله الإسلام ، وبالفعل يهم ( سراقة ) بالعودة ويرد كيد الأعداء عن النبي وصاحبه ،
إلا أن كلمات النبي الكريم تصدح في أذنيه ، متوعداً سراقة بما هو أفضل من مائة من كرام الإبل :
( وكيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى ؟!! )
عندها تعجب سراقة ، وهو ينظر حاله في صحراء مكة ، مختبئاً بين أوديتها ، يلفه الظلام ويسترهم الليل ، وخلفه جموع قريش تطارد هذا النبي الكريم طمعاً في تلك الجائزة التي سيلتمسونها بيديهم ( كسرى بن هرمز ؟! ) ،
فطمأنه نبي الأمة بكلمات زادت من صدق سراقة لهذا النبي العظيم ، عندما رأى تلك الدعوات تخرج أقدام فرسه من الأرض ( نعم . كسرى بن هرمز ) ، فلم يكن في سراقة إلا أن أطرق برأسه نحو الأرض ، وكأنه يرى عهداً مكتوباً بأن الأرض ستشهد ما قاله نبي الأمة ، فقام وركب فرسه وهم بالعودة ، وهو يمسح كل ما قرأه الظلام ما دار بينه وبين رسول الأمة ، وصاحبه أبو بكر رضي الله عنه .
ومضى الزمان يلتهم كل ذكرى من ذكريات الأمة ، مضى تاركاً سراقة وحيداً وسط المسلمين ، يتذكر معهم حياة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، يذكرهم ذلك الزمان بالجهاد الكبير الذي اقتحم حصون المشركين ، وقلاع الكفار ، يتلوه ذلك الزمان ويضع بطولات جديدة لسراقة بين أحبابه المسلمين ، إلا أن ( سراقة ) هذه المرة وحيداً ، نعم وحيداً بدون ذلك النبي العظيم ، في عصر كان يحكمه رجل واحد ، أرسله الله نذيراً وبشيراً ، حكيماً وعادلاً ، رؤوفاً رحيماً ،
ما أحلى تلك اللحظات التي وقفها ( سراقة ) مع نبي الأمة ، ما أجمل تلك اللحظات حينما رأى بعينيه بريق الأمة ،
نعم ( كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى ؟!! ) ما زالت هذه الكلمات تبني فيه أمل جميلاً ، بأن محمد موجود ، وأن حياته يستنشقها بخياله .
وما هي إلا سنين ويقتحم الجنود البواسل حصون بلاد الفرس ، وتسقط بهرير والمدائن ، وسراقة ينظر إلى حال حكاه له النبي عليه الصلاة والسلام ، لكنه هذه المرة بدون نبيه الكريم ، إنه أمام جيل مسلم جديد ، ثم لحظات وتأتي الغنائم وتأتي الأموال الوفيرة ، والحدائق الغناءة ، فإذا بهتافات المسلمون الله أكبر .. الله أكبر ، وسراقة خلف الصفوف يكبر ، ويفرح بما حققه المسلمون من النصر ،
نعم فليحققوا ما أراده نبي الرحمة ، إلا أن صوتاً يلمحه بين الجموع ، وصوتاً يستله سراقة من بين المسلمين ( أين سراقة ؟ ) .
فتقدم سراقة إلى عمر بن الخطاب ، تقدم وهو ينظر في دهشة الرجل الأعرابي الفقير ، الذي أكله زمن الأيام التي ولت ، تقدم وهو يقرب الخطى على مهل من عمر ،
وعمر يرفع تاجاً لكسرى ويلبسه على رأس سراقة ، ويضع الأساور على يديه ، الله أكبر .. هنيئاً لك يا سراقة هذا الكرم عندما يخصك نبي الأمة بأن تكون من ينال هذه الجائزة الحقيقة ، ليست تلك التي نادى بها رأس الكفر ، بل هي صدق النبوة ، وعريق المحبة .
إنه النبي الكريم ، الذي لا ينطق عن الهوى ، فمهما نعق الحاسدون ،وكتبت أقلامهم عن نبينا ، فما زلنا نؤمن بأن مستقبل أمتنا المشرق موجود بين أيدينا ، حيث أضاءه لنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .
http://www.ala7ebah.net/up/za/upload/wh_67417270.gif