VIP-seaf5
07 Jul 2009, 11:33 AM
سنطوف معكم اليوم مع لقمان الحكيم لننهل من معين حكمته..
وبادئ ذي بدء لابد ان نتعرف على اسمه وهل هذا الاسم عربي او أعجمي؟..
في القاموس: لقم: «وكسمعه اكله سريعاً، والتقمه ابتلعه. ولقمان الحكيم اختلف في نبوته.. ومعناه على هذا سريع الأكل.
جاء في الاغاني وعون الاخبار ان أبا الأسود الدؤلي اكل وأقعد معه اعرابياً فرأى له لقماً منكراً فقال له: ما اسمك؟ فقال: لقمان. قال: صدق أهلك انك لقمان، فهذا من ذلك، وقالوا: كان لقمان احد الأكلة.
على انه كان اعجمياً فمعناه هو هذا الآن الفعل العربي لقم معناه بالعبري بلع، ويمكن ان يكون كذلك في سائر اللغات السامية، ومنها الحبشية التي يقال ان لقمان من اهلها.
اسم لقمان كان معروفاً عند العرب قديماً، واشتهر به منهم لقمان بن عاد الاكبر صاحب النسور وقد كان فيما قبل لقمان الحكيم على ما سيأتي.
إذن فهو عربي وربما كان من مشترك الاسماء في اللغات السامية الاصل.
واتفق المفسرون على انه كان عبداً اسود فالبعض جزم بأنه من النوبة والبعض الآخر قال انه من الحبشة.
قال ابن اسحق: هو لقمان بن باعور بن ناصور بن تارخ وهو آزر أبو ابراهيم عليه السلام.
صفاته واخلاقه
كان لقمان عبداً أسود غليظ الشفتين مجدع الأنف مشقق القدمين مصفحهما قصير القامة.
وروى انه قيل له: ما اقبح وجهك يالقمان!..
فقال: أتعيب بهذا على النقش أم على النقاش.
لقد عوضه الله تعالى ما فاته من جمال الخلق وآتاه الحكمة وشرفه بالذكر في كتابه العزيز.وعن جابر قال: ان الله رفع لقمان الحكيم بحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك، فقال: الست عبد بني فلان الذي كنت ترى بالامس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ منك ما أرى؟ قال: قدر الله واداء الامانة، وصدق الحديث، وتركي ما لا يعنيني.
وذكر ابو الدرداء يوماً لقمان الحكيم فقال: ما اوتي من اهل ولا مال ولا حسب ولا خصال. ولكنه كان رجلاً صمصامة مسكيناً طويل التفكير عميق النظر لم ينم نهاراً قط ولم يره احد قط يبزق ولا يتنخع ولا يبول ولا يتغوط ولا يتغسل ولا يعبث ولا يضمك وكان لا يعيد منطقاً نطقه الا ان يقول حكمة يستعيدها إياه احد.
وكان قد تزوج وولد اولاد فماتوا، فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك اوتي ما اوتي.
حرفته
قال خالد بن الربيع: كان لقمان نجاراً، وفي معاني الزجاج كان نجاداً بالدال، وهو الذي ينجد الفرش والوسائد وقال ابن عباس كان راعياً، وقيل كان يحتطب لمولاه كل يوم حزمة.
اول ما ظهر من حكمته
اخرج الحكيم والترمذي في نوادر الاصول عن ابي مسلم الخولاني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان لقمان كان عبداً كثير التفكير حسن النظر كثير الصمت، احب الله فأحبه الله، فمن عليه بالحكمة، نودي بالخلافة قبل داود فقيل: له يالقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس؟ قال لقمان: ان اجبرني ربي قبلت، فإني اعلم انه إن فعل ذلك اعانني وعلمني وعصمني.
وان خيرني اخترت العافية، ولم أسأل البلاد. فقالت الملائكة: ولما يالقمان؟ قال: لان الحاكم بأشد المنازل واكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل او يعان. فإن اصاب فالبحرى ان ينجوا وان اخطأ اخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلاً فهو خير من ان يكون شريفاً ضائعاً. ومن يخير الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا، ولا يصيب الآخرة.
فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فأعطي الحكمة، فانتبه وهو يتكلم بها ثم نودي داود بعده بالخلافة فقبلها ولم يشترط ما اشترط لقمان، فوقع في الذي حكاه الله عنه، فصفح الله تعالى عنه وتجاوز، وكان لقمان يؤازره بعلمه وحكمته، فقال داود: طوبى لك يالقمان!. اوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية.
قبر لقمان
في معجم البلدان: وبطبرية من المزارات في شرق بحيرتها قبل سليمان بن داود عليهما السلام، والمشهور انه في بيت لحم في المغارة التي فيها مولد عيسى عليه السلام وفي شرق بحيرة طبرية قبر لقمان الحكيم وابنه، وله باليمن قبر والله اعلم بالصحيح منها. ولعل الذي باليمن ان يكون قبر لقمان العادي وهو الذي في كتاب التيجان لوهب بن منبه.
حكمة لقمان
ان حكمة لقمان مأثورة وكثيرة قال وهب بن منبه: قرأت في حكمة لقمان اكثر من عشرة آلاف باب قال الله عز وجل: {ولقد اتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ٭ وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ٭ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ٭ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ٭ يابني انها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ٭ يابني أقم الصلاة، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ٭ ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ٭ واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصواب لصوت الحمير}.
حكمه
قال لقمان لرجل ينظر إليه: إن كنت تراني أسود فقلبي أبيض وسئل: أي علم أوثق في نفسك؟ قال: تركي ما لا يعنيني وقيل له: أي الناس شر؟! قال: الذي لا يبالي ان يراه الناس مسيئاً وقال: لا تعاشر الأحمق وان كان ذا جمال، وانظر الى السيف ما احسن منظره.
وقال: اشكر لمن انعم عليك، وانعم على من شكرك، فإنه لا بقاء للنعمة اذا كفرت، ولا زوال لها اذا شكرت.
عن عبدالله بن بكر بن عبدالله المزني قال: سمعت ابي يقول: قال لقمان ضرب الوالد لولده كالسماد للزرع.
الوصايا المتفرقة
قال لقمان لابنه: يابني، حملت الصخر والحديد فلم احمل اثقل من الدين، واكلت الطيبات وعانقت الحسان فلم اصب ألذ من العافية وذقت المرارات فلم اذق امرمن الحاجة الى الناس.
يابني: انما الوالدان باب من ابواب الجنة، فإن رضيا مضيت الى الجنان وان سخطا حجبت عنها.
يابني، لا تجالس الفجار، ولا تماشهم، اتق ان ينزل عليهم عذاب من السماء فيصبك معهم.
يابني، جالس العلماء وماشهم، عسى ان تنزل عليهم رحمة فتصيبك معهم.
يابني، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.
يابني عود لسانك ان يقول اللهم اغفرلي فإن لله ساعة لا يرد فيها الدعاء.
وبادئ ذي بدء لابد ان نتعرف على اسمه وهل هذا الاسم عربي او أعجمي؟..
في القاموس: لقم: «وكسمعه اكله سريعاً، والتقمه ابتلعه. ولقمان الحكيم اختلف في نبوته.. ومعناه على هذا سريع الأكل.
جاء في الاغاني وعون الاخبار ان أبا الأسود الدؤلي اكل وأقعد معه اعرابياً فرأى له لقماً منكراً فقال له: ما اسمك؟ فقال: لقمان. قال: صدق أهلك انك لقمان، فهذا من ذلك، وقالوا: كان لقمان احد الأكلة.
على انه كان اعجمياً فمعناه هو هذا الآن الفعل العربي لقم معناه بالعبري بلع، ويمكن ان يكون كذلك في سائر اللغات السامية، ومنها الحبشية التي يقال ان لقمان من اهلها.
اسم لقمان كان معروفاً عند العرب قديماً، واشتهر به منهم لقمان بن عاد الاكبر صاحب النسور وقد كان فيما قبل لقمان الحكيم على ما سيأتي.
إذن فهو عربي وربما كان من مشترك الاسماء في اللغات السامية الاصل.
واتفق المفسرون على انه كان عبداً اسود فالبعض جزم بأنه من النوبة والبعض الآخر قال انه من الحبشة.
قال ابن اسحق: هو لقمان بن باعور بن ناصور بن تارخ وهو آزر أبو ابراهيم عليه السلام.
صفاته واخلاقه
كان لقمان عبداً أسود غليظ الشفتين مجدع الأنف مشقق القدمين مصفحهما قصير القامة.
وروى انه قيل له: ما اقبح وجهك يالقمان!..
فقال: أتعيب بهذا على النقش أم على النقاش.
لقد عوضه الله تعالى ما فاته من جمال الخلق وآتاه الحكمة وشرفه بالذكر في كتابه العزيز.وعن جابر قال: ان الله رفع لقمان الحكيم بحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك، فقال: الست عبد بني فلان الذي كنت ترى بالامس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ منك ما أرى؟ قال: قدر الله واداء الامانة، وصدق الحديث، وتركي ما لا يعنيني.
وذكر ابو الدرداء يوماً لقمان الحكيم فقال: ما اوتي من اهل ولا مال ولا حسب ولا خصال. ولكنه كان رجلاً صمصامة مسكيناً طويل التفكير عميق النظر لم ينم نهاراً قط ولم يره احد قط يبزق ولا يتنخع ولا يبول ولا يتغوط ولا يتغسل ولا يعبث ولا يضمك وكان لا يعيد منطقاً نطقه الا ان يقول حكمة يستعيدها إياه احد.
وكان قد تزوج وولد اولاد فماتوا، فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك اوتي ما اوتي.
حرفته
قال خالد بن الربيع: كان لقمان نجاراً، وفي معاني الزجاج كان نجاداً بالدال، وهو الذي ينجد الفرش والوسائد وقال ابن عباس كان راعياً، وقيل كان يحتطب لمولاه كل يوم حزمة.
اول ما ظهر من حكمته
اخرج الحكيم والترمذي في نوادر الاصول عن ابي مسلم الخولاني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان لقمان كان عبداً كثير التفكير حسن النظر كثير الصمت، احب الله فأحبه الله، فمن عليه بالحكمة، نودي بالخلافة قبل داود فقيل: له يالقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس؟ قال لقمان: ان اجبرني ربي قبلت، فإني اعلم انه إن فعل ذلك اعانني وعلمني وعصمني.
وان خيرني اخترت العافية، ولم أسأل البلاد. فقالت الملائكة: ولما يالقمان؟ قال: لان الحاكم بأشد المنازل واكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل او يعان. فإن اصاب فالبحرى ان ينجوا وان اخطأ اخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلاً فهو خير من ان يكون شريفاً ضائعاً. ومن يخير الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا، ولا يصيب الآخرة.
فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فأعطي الحكمة، فانتبه وهو يتكلم بها ثم نودي داود بعده بالخلافة فقبلها ولم يشترط ما اشترط لقمان، فوقع في الذي حكاه الله عنه، فصفح الله تعالى عنه وتجاوز، وكان لقمان يؤازره بعلمه وحكمته، فقال داود: طوبى لك يالقمان!. اوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية.
قبر لقمان
في معجم البلدان: وبطبرية من المزارات في شرق بحيرتها قبل سليمان بن داود عليهما السلام، والمشهور انه في بيت لحم في المغارة التي فيها مولد عيسى عليه السلام وفي شرق بحيرة طبرية قبر لقمان الحكيم وابنه، وله باليمن قبر والله اعلم بالصحيح منها. ولعل الذي باليمن ان يكون قبر لقمان العادي وهو الذي في كتاب التيجان لوهب بن منبه.
حكمة لقمان
ان حكمة لقمان مأثورة وكثيرة قال وهب بن منبه: قرأت في حكمة لقمان اكثر من عشرة آلاف باب قال الله عز وجل: {ولقد اتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ٭ وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ٭ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ٭ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ٭ يابني انها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ٭ يابني أقم الصلاة، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ٭ ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ٭ واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصواب لصوت الحمير}.
حكمه
قال لقمان لرجل ينظر إليه: إن كنت تراني أسود فقلبي أبيض وسئل: أي علم أوثق في نفسك؟ قال: تركي ما لا يعنيني وقيل له: أي الناس شر؟! قال: الذي لا يبالي ان يراه الناس مسيئاً وقال: لا تعاشر الأحمق وان كان ذا جمال، وانظر الى السيف ما احسن منظره.
وقال: اشكر لمن انعم عليك، وانعم على من شكرك، فإنه لا بقاء للنعمة اذا كفرت، ولا زوال لها اذا شكرت.
عن عبدالله بن بكر بن عبدالله المزني قال: سمعت ابي يقول: قال لقمان ضرب الوالد لولده كالسماد للزرع.
الوصايا المتفرقة
قال لقمان لابنه: يابني، حملت الصخر والحديد فلم احمل اثقل من الدين، واكلت الطيبات وعانقت الحسان فلم اصب ألذ من العافية وذقت المرارات فلم اذق امرمن الحاجة الى الناس.
يابني: انما الوالدان باب من ابواب الجنة، فإن رضيا مضيت الى الجنان وان سخطا حجبت عنها.
يابني، لا تجالس الفجار، ولا تماشهم، اتق ان ينزل عليهم عذاب من السماء فيصبك معهم.
يابني، جالس العلماء وماشهم، عسى ان تنزل عليهم رحمة فتصيبك معهم.
يابني، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.
يابني عود لسانك ان يقول اللهم اغفرلي فإن لله ساعة لا يرد فيها الدعاء.