قائد_الكتائب
10 Jul 2009, 12:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].
ثم الصلاة والسلام على المبعوث بالحسام، المفتخر من بين الأنام بقوله: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر...) [متفق عليه].
أما بعد...
فيعجب الإنسان من أناس يخرجون على شاشات التلفاز ليُفتوا الناس ويدّعوا الإجماع في مسائل أظهر من أن تخفى على طويلب العلم، فضلاً عن العلماء!
يدعي أحدهم؛ بأن حرق الناس لا يقره دين ولا شرع ولا عقل!
هكذا، وبكل بساطة يفتأتون على الدين!
لو لم يكن من النصوص والأخبار إلا قول الله تعالى {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ...} [النحل: 126] لكفى، فهذه القنابل العنقودية والصواريخ الثقيلة والمواد المشعّة التي يطلقها الأمريكيون على المسلمين، أليست حارقة! ألا تحرق الأجساد وتقطّع الأطراف وتهشّم الرؤوس! فلماذا لا يعاملهم المجاهدون بالمثل! – وستأتي الأدلة على بطلان قولهم –
أما قضية تعليق الجثث على جسر الفلوجة الشمّاء:
فقد قال تعالى في أهل الحرابة {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33].
فإذا كان هذا في أهل الحرابة - وإن كانوا مسلمين مصلين - فكيف بالكفار المحاربين الصائلين المعتدين على الدماء والأعراض والأموال!
جاء في "أحكام القرآن" لابن العربي: (قال القاضي رضي الله عنه: ولقد كنت أيام تولية القضاء قد رُفع إليّ قوم خرجوا محاربين رفقة، فأخذوا منهم امرأة مغالبة على نفسها من زوجها ومن جملة المسلمين معه فيها فاحتملوها، ثم جد فيهم الطلب فأُخذوا وجيء بهم، فسألت من كان ابتلاني الله به من المفتين، فقالوا: ليسوا محاربين، لأن الحرابة إنما تكون في الأموال لا في الفروج. فقلت لهم: إنا لله وإنا إليه راجعون، ألم تعلموا أن الحرابة في الفروج أفحش منها في الأموال، وأن الناس كلهم ليَرضون أن تذهب أموالهم وتُحرب من أيديهم ولا يُحرب المرء من زوجته وبنته، ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفرج، وحسبكم من بلاء صحبة الجهّال، وخصوصاً في الفتيا والقضاء!) انتهى.
فانظر إلى قول القاضي رحمه الله: (ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفرج).
أقول: هذا في أهل الحرابة ممن يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، فكيف بمن يهتك عرض المسلمات في سجون بغداد وغيرها من النصارى الكفار واليهود الفجّار والمرتدّين، ألا يستحق هؤلاء الحرق والتقطيع والصلب والتعليق!
ولكنه كما قال القاضي رحمه الله: (وحسبكم من بلاء صحبة الجهّال، وخصوصاً في الفتيا والقضاء).
إن الإرهاب وإلقاء الرعب في قلوب الأعداء أمر مطلوب شرعاً وعقلاً:
قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60]، وقال تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 151]، وقال تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} [الأحزاب: 26].
وإرهاب العدو محمود في كل الأوقات، وآكد ما يكون الإرهاب في وقت الحرب... وهذه أمريكا الآن تحاول إرهاب المسلمين في العراق عن طريق تدمير الفلّوجة بحجّة تمثيلهم بجثث أربعة من الأمريكان، وهي رسالة مفادها أنه من يتجرأ ويفعل هذا بالأمريكان فإننا نقتله ونقتل أهله وندمر مدينته ونهدم دور عبادته، ولا تأخذنا فيه رأفة ولا شفقة!
أمريكا التي جاء في كتابها الذي تقدّسه: (من صفعك على خدّك الأيمن فأدر له خدّك الأيسر)، وعت هذا، وأما من جاء في كتابهم: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"... فأخلف الله علينا!
نحن لا نلوم الأمريكان إن فعلوا كل ذلك، فهم أعداء محاربون صائلون لهم أطماعهم وعداواتهم، أما أن يخرج علينا من يُنكر على المسلمين فعل ما يفعله الأمريكان، بل وأقل منه بكثير، فهذا هو الذي ننكره أشد الإنكار.
لا ينبغي لأحد أن يتكلم في هذا ويُفتي فيه من غير المجاهدين في الثغور، ومن أراد أن يُفتي فليأخذ رشاشه وليذهب إلى الجبهة وليرى ما يفعله الكفار بالمسلمين والمسلمات هناك، وليرى صنيع القنابل بأشلاء أطفال المسلمين ثم يخرج لنا بفتوى.
أما ما فعله إخواننا في الفلوجة فهو تحقيق قوله تعالى في الكفار: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ...} [الحشر: 2]، فلله در أسود الفلوجة الذين رفعوا رأس الأمة بصمودهم التاريخي العظيم... نسأل الله أن يمكنهم من مزيد من رقاب الكفار والمنافقين.
أما مسألة الحرق:
فإنه لما أتى قوم من أصحاب عبد الله بن سبأ الحميري - لعنه الله - أتوا إلى علي بن بي طالب رضي الله عنه، قال أحدهه: "أنت هو". فقال لهم: "ومن هو"! قال: أنت الله، فاستعظم رضي الله عنه الأمر، وأمر بنار فاججت وأحرقهم بالنار، وفي ذلك يقول رضي الله عنه:
لما رأيت الأمر أمراً منكراً http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gifأججت ناراً ودعوت قنبرا
يريد قنبراً مولاه، وهو الذي تولى طرحهم في النار [الملل والنحل للشهرستاني].
فهذا الخليفة الراشد رضي الله عنه أحرق أناس بالنار.
وقد ذكر ابن كثير في تاريخه أنه: (استدعى خالد مالك بن نويرة فأنَّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزَّكاة، وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصَّلاة؟
فقال مالك: إنَّ صاحبكم كان يزعم ذلك.
فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار إضرب عنقه، فضربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثَّلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك اللَّيلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدَّة وغيرهم.
ويقال: إنَّ شعر مالك جعلت النَّار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر، ولم تفرغ الشَّعر لكثرته.
وقد تكلَّم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصِّديق، وتكلَّم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال للصِّديق: إعزله فإنَّ في سيفه رهقاً.
فقال أبو بكر: لا أشيم سيفاً سلَّه الله على الكفَّار...) [البداية والنهاية: 6/355].
وقد قال عمر رضي الله عنه بعد عزل خالد ورؤية ما فعله بالأعداء بكتيبته التي كانت تتقدم جيش أبا عبيدة في الشام (رحم الله أبا بكر، كان أعلم بالرجال مني).
وسيف الله أبي سليمان رضي الله عنه أستاذ فن الإرهاب الإسلامي وقيّم مدرسته بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وله في الإرهاب صولات وجولات تحكي خبرته العجيبة ومعرفته الدقيقة بأساليب الحرب النفسية.
فقد قال رضي الله عنه في وقعة "ألّيس" - كما جاء في "البداية والنهاية" -: (اللَّهم لك عليّ إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحداً أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم" ثمَّ إنَّ الله عزَّ وجلَّ منح المسلمين أكتافهم، فنادى منادي خالد الأسر الأسر لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر، فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً، وقد وكَّل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النَّهر، ففعل ذلك بهم يوماً وليلة ويطلبهم في الغد ومن بعد الغد، وكلَّما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النَّهر وقد صرف ماء النَّهر إلى موضع آخر، فقال له بعض الأمراء: إنَّ النَّهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدَّم فيجري معه فتبرَّ بيمينك، فأرسله فسال النَّهر دماً عبيطاً فلذلك سمِّي نهر الدَّم إلى اليوم، فدارت الطَّواحين بذلك الماء المختلط بالدَّم العبيط ما كفى العسكر بكماله ثلاثة أيَّام، وبلغ عدد القتلى سبعين ألفاً...).
ومعركة "ألّيس" هي ذاتها التي قال بعدها الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (يا معشر قريش إنَّ أسدكم قد عدا على الأسد فغلبه على خراذيله، عجزت النِّساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد).
وكان من نتيجة هذا الإرهاب الخالدي أن قال "الأكيدر" يوم دومة الجندل لقومه: (أنا أعلم النَّاس بخالد، لا أحد أيمن طائر منه في حرب ولا أحدَّ منه، ولا يرى وجه خالد قوم أبداً قلُّوا أم كثروا إلا انهزموا عنه، فأطيعوني وصالحوا القوم).
أما كتب الفقه والحديث فقد ذكرت مسألة حرق الكفار في كتب الجهاد والسير، فقد جاء في نيل الأوطار للشوكاني [باب الكف عن المثلة والتحريق وقطع الشجر وهدم العمران إلا لحاجة ومصلحة] في شرح حديث أبي هريرة، أنه قال: (بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في بعث فقال: إن وجدتم فلانًا وفلانًا لرجلين فأحرقوهما بالنار ثم قال حين أردنا الخروج إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا وإن النار لا يعذب بها إلا اللّه فإن وجدتموهما فاقتلوهما) [رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي].
قال الشوكاني رحمه الله: (قوله: "وإن النار لا يعذب بها إلا اللّه" هو خبر بمعنى النهي وقد اختلف السلف في التحريق فكره ذلك عمر وابن عباس وغيرهما مطلقًا سواء كان في سبب كفر أو في حال مقاتلة أو في قصاص وأجازه علي وخالد بن الوليد وغيرهما).
وفي كتاب الحدود "نيل الأوطار": (وأخرج البيهقي أيضًا عن أبي بكر أنه جمع الناس في حق رجل ينكح كما ينكح النساء فسأل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن ذلك فكان أشدهم يومئذ قولًا علي بن أبي طالب عليه السلام قال: هذا ذنب لم تعص به أمة من الأمم إلا أمة واحدة صنع اللّه بها ما قد علمتم نرى أن نحرقه بالنار فاجتمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على أن يحرقه بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد يأمره أن يحرقه بالنار).
قال الشوكاني: (وفي إسناده إرسال وروي من وجه آخر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي في هذه القصة قال يرجم ويحرق بالنار).
أليس قوله: (فاجتمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على أن يحرقه بالنار)، دليلاً على عدم وجود إجماع على عدم جواز الحرق!
وجاء في "نيل الأوطار" أيضا، نقلا عن المنذري: (حرق اللوطية بالنار أبو بكر وعلي وعبد اللّه بن الزبير وهشام بن عبد الملك).
وفي "فتح الباري" قال المهلب: (ليس هذا النهي على التحريم بل على سبيل التواضع، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة، وقد سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين العرنيين بالحديد المحمي، وقد حرق أبو بكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة، وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسا من أهل الردة، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها قاله النووي والأوزاعي).
وفي "عون المعبود " قال القسطلاني: (قد اختلف السلف في التحريق فكرهه عمر وابن عباس وغيرهما مطلقا سواء كان بسبب كفر أو قصاصا , وأجازه علي وخالد بن الوليد).
أقول: هذا إذا كان الكفار لا يفعلون هذا بالمسلمين، أما وهم يفعلونه فالأمر يختلف...
فهذه المسألة مما اختلف فيها الصحابة وسلف الأمة، وقد فعله صدّيق هذه الأمة والخليفة الراشد علي بن أبي طالب وجماعهة من الصحابة، فلا إجماع في المسألة كما زعم البعض...
إن ما فعله المجاهدون في الفلوجة هو نقطة في بحر ما يفعله الأمريكان منذ سنة في العراق، ولكننا تعودنا أن لا نسمع صوت القوم إلا إذا مات أمريكي، أما قتل المسلمين وسحقهم تحت الدبابات وحرقهم بالصواريت والقاذفات فعليه سكوت الأموات!
أقول للمجاهدين في العراق:
إن أحرقتم فلكم في خلفاء الأمة وصحابة نبيكم سلف، فافعلوا في هؤلاء الكفار ما يزرع في قلوبهم الرعب والهلع ولا يرَونّ فيكم خوراً ولا خوفاً ولا تردداً... أرهبوهم وزلزلوا الأرض تحت أقدامهم واخلعوا قلوبهم من صدورهم لتقر أعين المؤمنين...
أما الأسرى اليابانيين: فاليابان بمساعدتها للأمريكان أصبحت دولة حربية شأنها شأن بريطانيا وأسبانيا وأستراليا وغيرها من الدول، وهي الجانية على نفسها، وقد أنذرها المسلمون فلم تسمع، فللمجاهدين قتل أسراهم وقطع رؤوسهم، ولا يُلتفت لمن يدعي بأن الأسرى "مدنيين"، فلا وجود لهذا المصطلح في شرعنا وإنما هو من المصطلحات الغربية الدخيلة على الأمة، فكل رجل ياباني كافر قادر على القتال: محارب يجوز قتله وسلب ماله...
أما المرأة اليابانية الأسيرة: فلا أعلم من العلماء من يُجيز قتلها إن لم تكن محاربة أو ذات نكاية بالمسلمين - كتجسس أو رأي أو غيره - ولكنها تُعتبر سبيّة من السبايا، إن شاء المجاهدون استرقونها أو بادلوها بأسرى أو بغيره، أو يمنوا عليها بالإطلاق - على خلاف في جواز المن بالسبي -
للمجاهدين أن يقيسوا المصالح والمفاسد المترتبة على قتل هؤلاء اليابانيين، ولعلهم – إن اختاروا قتلهم – أن يبينوا للناس سبب ذلك ويلوموا الحكومة اليابانية التي زجّت بجيوشها في حرب لا تعنيها لتعادي الأمة الإسلامية التي لم تتعرض لها بسوء قط، فالجيوش المتحالفة تقتل أطفال العراقيين وتهشّم رؤوسهم، والجزاء من جنس العمل!
ينبغي – إن اختار المجاهدون قتل اليابانيين – أن يُقتلوا بالسيف أو بطريقة أخرى سريعة - خروجاً عن الخلاف - وأن يُحسنوا القتلة.
إن أمريكا ما كانت لتجترؤ على الأمة الإسلامية إن علمت أن في هذه الأمة من يرد عليها الصاع صاعين... لما علمت أنها تغزونا ولا نغزوها، وتقتلنا ولا نقتلها، وتدمّر بيوتنا ولا نجرؤ عليها أتتنا بحدها وحديدها لتحتل ديارنا وتهتك أعراضنا وتسرق أموالنا وتحاربنا في ديننا.
والله لو كان سيف الله خالد بن الوليد حياً لمات من شدة الكمد مما آل إليه حال أكثر ذكور الأمة الذين لا يُحسنون إلا البكاء وانتظار الموت في البيوت.
لن يخرج الكفار من أراضي المسلمين إلا بالقتل والإرهاب والرعب كما حدث في أفغانستان والصومال... لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يتكلم قبل أن يثخن في الأعداء القتل، وينبغي للمجاهدين في العراق عدم وقوعهم في الشباك السياسية والألاعيب القذرة التي يلعبها أعضاء الحكم المنافق.
إنما جزاء هؤلاء المرتدين المرتزقة الكرزائية "ضربة بسيف" كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، فكل من وقف وأعان الأمريكان على احتلاهم لبلاد المسلمين من أعضاء هذا المجلس أو من شرطة عراقية أو جيش أو غيره، فهؤلاء إن لم يكونوا عيون وأعوان للمجاهدين فهم مرتدون ينبغي قتلهم وتخليص المسلمين من شرّهم، وكذا الجاثمين على بلاد المسلمين من عبيد أمريكا ويهود، فهؤلاء أشد كفراً من إخوانهم لأنه من بلادهم وبمباركتهم وعلى نفقتهم تنطلق الطائرات الحربية الصليبية لتدك معاقل المجاهدين في الفلوجة وبغداد وغيرها، فلا شك في كفر هؤلاء، ومن يشكك في كفرهم فقد خالف إجماعاً معلوماً مشهوراً وتقوّل على الله زوراً وبهتاناً، فقد ظهر الحق وانتشرت الفتاوى ورأى الناس الخيانات جهاراً نهارا فلا مجال لقول متقوّل أو تأويل متأوّل.
وأوجه نداء إلى أسود العراق الأشاوس:
أحبتي في الله: لقد سائنا والله لجوء بعضكم إلى الأمم المتحدة! كيف تلجأون إلى النصارى واليهود لتخليصكم من النصارى واليهود! وبعضكم لجأ إلى المرتدين من حكام العرب والدول المجاورة! العقل العقل، فوالله {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 19]، فلا تلتفتوا لأحد غير الله، ولا تسألوا غير الله {وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا} [النساء: 45].
لقد رأيتم وخبرتم صمت الحكام، ورأيتم وخبرتم موقف الأمم المتحدة (المتحدة: على حرب الإسلام)، فلا تُكثروا من الكلام، ولا تمدوا يد الضراعة إلا إلى الله، فأنتم والله بين خيارات ثلاثة لا رابع لها:
1) إما أن تستسلموا فتكونوا خدماً وعبيداً للنصارى واليهود، حالكم كحال حكام الدول العربية الخونة فتصبح أعراضكم لقمة سائغة لهؤلاء الأنجاس.
2) أو تقاتلوا فتظفروا ويظهركم الله على عدوكم فيكون لكم عز الدنيا والآخرة - نسأل الله لكم النصر والتمكين -
3) أو تُقتَلوا فتكونوا في الشهداء - بإذن الله - وذلك والله الفوز الكبير والربح العظيم الذي لا يناله إلا المخلصين من أبناء هذه الأمة الذين ينتقيهم الله من بين مئات الملايين... {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].
ثم أقول لكم أيها الأحبة: إن وجدتم من يهود وأعوانهم في العراق أحد، فهؤلاء لا يرضينا فيهم إلا القتل والصلب... هؤلاء لا تسألوا فيهم أحد، اقتلوهم حيث وجدتموهم واشفو غليل صدورنا بمنظرهم، ولتكن مناظر إخوانكم المسلمين في فلسطين نصب أعينكم، وتذكّروا كرسيّ شيخ المجاهدين أحمد ياسين رحمه الله وتقبله في الشهداء، واعلموا إخواني أن الطائرات لا تخرج من الدول العربية فقط: بل كثير من الطائرات تنطلق من فلسطين بطيارين يهود تقصف العراق حقداً وغلاً...
إلى الجماعات الإسلامية وأبناء الحركات الإسلامية خارج العراق:
كفاكم ضحكاً على أنفسكم وغشّاً لها! إلى متى وأنتم تُضْحِكون الناس عليكم! كفاكم كلاماً وابدأوا بإرسال المجاهدين إلى العراق وفلسطين زرافات ووحداناً، فلا والله لا ينزع الله هذا الذل عن الأمة بالمناورات السياسية والتصريحات الهزلية العقيمة، والله لا يزول هذا الذل إلا بالجهاد في سبيل الله وإراقة الدماء...
أيها المسلمون:
جاء في الحديث الصحيح أن الصحابة كانوا في صلاة الليل: يلعنون الكفرة في النصف بـ: (اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذّبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق) [صحيح ابن خزيمة].
وأذكّر المسلمين بفتوى أسد الإسلام أسامة حفظه الله: (أما الأمريكي، فهذا اقتله حيث وجدته ولا تستفتِ فيه أحد...).
{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}.
والله أعلم
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الراجي عفو ربه؛ حسين بن محمود
الحمد لله القائل في كتابه {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].
ثم الصلاة والسلام على المبعوث بالحسام، المفتخر من بين الأنام بقوله: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر...) [متفق عليه].
أما بعد...
فيعجب الإنسان من أناس يخرجون على شاشات التلفاز ليُفتوا الناس ويدّعوا الإجماع في مسائل أظهر من أن تخفى على طويلب العلم، فضلاً عن العلماء!
يدعي أحدهم؛ بأن حرق الناس لا يقره دين ولا شرع ولا عقل!
هكذا، وبكل بساطة يفتأتون على الدين!
لو لم يكن من النصوص والأخبار إلا قول الله تعالى {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ...} [النحل: 126] لكفى، فهذه القنابل العنقودية والصواريخ الثقيلة والمواد المشعّة التي يطلقها الأمريكيون على المسلمين، أليست حارقة! ألا تحرق الأجساد وتقطّع الأطراف وتهشّم الرؤوس! فلماذا لا يعاملهم المجاهدون بالمثل! – وستأتي الأدلة على بطلان قولهم –
أما قضية تعليق الجثث على جسر الفلوجة الشمّاء:
فقد قال تعالى في أهل الحرابة {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33].
فإذا كان هذا في أهل الحرابة - وإن كانوا مسلمين مصلين - فكيف بالكفار المحاربين الصائلين المعتدين على الدماء والأعراض والأموال!
جاء في "أحكام القرآن" لابن العربي: (قال القاضي رضي الله عنه: ولقد كنت أيام تولية القضاء قد رُفع إليّ قوم خرجوا محاربين رفقة، فأخذوا منهم امرأة مغالبة على نفسها من زوجها ومن جملة المسلمين معه فيها فاحتملوها، ثم جد فيهم الطلب فأُخذوا وجيء بهم، فسألت من كان ابتلاني الله به من المفتين، فقالوا: ليسوا محاربين، لأن الحرابة إنما تكون في الأموال لا في الفروج. فقلت لهم: إنا لله وإنا إليه راجعون، ألم تعلموا أن الحرابة في الفروج أفحش منها في الأموال، وأن الناس كلهم ليَرضون أن تذهب أموالهم وتُحرب من أيديهم ولا يُحرب المرء من زوجته وبنته، ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفرج، وحسبكم من بلاء صحبة الجهّال، وخصوصاً في الفتيا والقضاء!) انتهى.
فانظر إلى قول القاضي رحمه الله: (ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفرج).
أقول: هذا في أهل الحرابة ممن يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، فكيف بمن يهتك عرض المسلمات في سجون بغداد وغيرها من النصارى الكفار واليهود الفجّار والمرتدّين، ألا يستحق هؤلاء الحرق والتقطيع والصلب والتعليق!
ولكنه كما قال القاضي رحمه الله: (وحسبكم من بلاء صحبة الجهّال، وخصوصاً في الفتيا والقضاء).
إن الإرهاب وإلقاء الرعب في قلوب الأعداء أمر مطلوب شرعاً وعقلاً:
قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60]، وقال تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 151]، وقال تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} [الأحزاب: 26].
وإرهاب العدو محمود في كل الأوقات، وآكد ما يكون الإرهاب في وقت الحرب... وهذه أمريكا الآن تحاول إرهاب المسلمين في العراق عن طريق تدمير الفلّوجة بحجّة تمثيلهم بجثث أربعة من الأمريكان، وهي رسالة مفادها أنه من يتجرأ ويفعل هذا بالأمريكان فإننا نقتله ونقتل أهله وندمر مدينته ونهدم دور عبادته، ولا تأخذنا فيه رأفة ولا شفقة!
أمريكا التي جاء في كتابها الذي تقدّسه: (من صفعك على خدّك الأيمن فأدر له خدّك الأيسر)، وعت هذا، وأما من جاء في كتابهم: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"... فأخلف الله علينا!
نحن لا نلوم الأمريكان إن فعلوا كل ذلك، فهم أعداء محاربون صائلون لهم أطماعهم وعداواتهم، أما أن يخرج علينا من يُنكر على المسلمين فعل ما يفعله الأمريكان، بل وأقل منه بكثير، فهذا هو الذي ننكره أشد الإنكار.
لا ينبغي لأحد أن يتكلم في هذا ويُفتي فيه من غير المجاهدين في الثغور، ومن أراد أن يُفتي فليأخذ رشاشه وليذهب إلى الجبهة وليرى ما يفعله الكفار بالمسلمين والمسلمات هناك، وليرى صنيع القنابل بأشلاء أطفال المسلمين ثم يخرج لنا بفتوى.
أما ما فعله إخواننا في الفلوجة فهو تحقيق قوله تعالى في الكفار: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ...} [الحشر: 2]، فلله در أسود الفلوجة الذين رفعوا رأس الأمة بصمودهم التاريخي العظيم... نسأل الله أن يمكنهم من مزيد من رقاب الكفار والمنافقين.
أما مسألة الحرق:
فإنه لما أتى قوم من أصحاب عبد الله بن سبأ الحميري - لعنه الله - أتوا إلى علي بن بي طالب رضي الله عنه، قال أحدهه: "أنت هو". فقال لهم: "ومن هو"! قال: أنت الله، فاستعظم رضي الله عنه الأمر، وأمر بنار فاججت وأحرقهم بالنار، وفي ذلك يقول رضي الله عنه:
لما رأيت الأمر أمراً منكراً http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gifأججت ناراً ودعوت قنبرا
يريد قنبراً مولاه، وهو الذي تولى طرحهم في النار [الملل والنحل للشهرستاني].
فهذا الخليفة الراشد رضي الله عنه أحرق أناس بالنار.
وقد ذكر ابن كثير في تاريخه أنه: (استدعى خالد مالك بن نويرة فأنَّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزَّكاة، وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصَّلاة؟
فقال مالك: إنَّ صاحبكم كان يزعم ذلك.
فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار إضرب عنقه، فضربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثَّلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك اللَّيلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدَّة وغيرهم.
ويقال: إنَّ شعر مالك جعلت النَّار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر، ولم تفرغ الشَّعر لكثرته.
وقد تكلَّم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصِّديق، وتكلَّم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال للصِّديق: إعزله فإنَّ في سيفه رهقاً.
فقال أبو بكر: لا أشيم سيفاً سلَّه الله على الكفَّار...) [البداية والنهاية: 6/355].
وقد قال عمر رضي الله عنه بعد عزل خالد ورؤية ما فعله بالأعداء بكتيبته التي كانت تتقدم جيش أبا عبيدة في الشام (رحم الله أبا بكر، كان أعلم بالرجال مني).
وسيف الله أبي سليمان رضي الله عنه أستاذ فن الإرهاب الإسلامي وقيّم مدرسته بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وله في الإرهاب صولات وجولات تحكي خبرته العجيبة ومعرفته الدقيقة بأساليب الحرب النفسية.
فقد قال رضي الله عنه في وقعة "ألّيس" - كما جاء في "البداية والنهاية" -: (اللَّهم لك عليّ إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحداً أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم" ثمَّ إنَّ الله عزَّ وجلَّ منح المسلمين أكتافهم، فنادى منادي خالد الأسر الأسر لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر، فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً، وقد وكَّل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النَّهر، ففعل ذلك بهم يوماً وليلة ويطلبهم في الغد ومن بعد الغد، وكلَّما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النَّهر وقد صرف ماء النَّهر إلى موضع آخر، فقال له بعض الأمراء: إنَّ النَّهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدَّم فيجري معه فتبرَّ بيمينك، فأرسله فسال النَّهر دماً عبيطاً فلذلك سمِّي نهر الدَّم إلى اليوم، فدارت الطَّواحين بذلك الماء المختلط بالدَّم العبيط ما كفى العسكر بكماله ثلاثة أيَّام، وبلغ عدد القتلى سبعين ألفاً...).
ومعركة "ألّيس" هي ذاتها التي قال بعدها الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (يا معشر قريش إنَّ أسدكم قد عدا على الأسد فغلبه على خراذيله، عجزت النِّساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد).
وكان من نتيجة هذا الإرهاب الخالدي أن قال "الأكيدر" يوم دومة الجندل لقومه: (أنا أعلم النَّاس بخالد، لا أحد أيمن طائر منه في حرب ولا أحدَّ منه، ولا يرى وجه خالد قوم أبداً قلُّوا أم كثروا إلا انهزموا عنه، فأطيعوني وصالحوا القوم).
أما كتب الفقه والحديث فقد ذكرت مسألة حرق الكفار في كتب الجهاد والسير، فقد جاء في نيل الأوطار للشوكاني [باب الكف عن المثلة والتحريق وقطع الشجر وهدم العمران إلا لحاجة ومصلحة] في شرح حديث أبي هريرة، أنه قال: (بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في بعث فقال: إن وجدتم فلانًا وفلانًا لرجلين فأحرقوهما بالنار ثم قال حين أردنا الخروج إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا وإن النار لا يعذب بها إلا اللّه فإن وجدتموهما فاقتلوهما) [رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي].
قال الشوكاني رحمه الله: (قوله: "وإن النار لا يعذب بها إلا اللّه" هو خبر بمعنى النهي وقد اختلف السلف في التحريق فكره ذلك عمر وابن عباس وغيرهما مطلقًا سواء كان في سبب كفر أو في حال مقاتلة أو في قصاص وأجازه علي وخالد بن الوليد وغيرهما).
وفي كتاب الحدود "نيل الأوطار": (وأخرج البيهقي أيضًا عن أبي بكر أنه جمع الناس في حق رجل ينكح كما ينكح النساء فسأل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن ذلك فكان أشدهم يومئذ قولًا علي بن أبي طالب عليه السلام قال: هذا ذنب لم تعص به أمة من الأمم إلا أمة واحدة صنع اللّه بها ما قد علمتم نرى أن نحرقه بالنار فاجتمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على أن يحرقه بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد يأمره أن يحرقه بالنار).
قال الشوكاني: (وفي إسناده إرسال وروي من وجه آخر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي في هذه القصة قال يرجم ويحرق بالنار).
أليس قوله: (فاجتمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على أن يحرقه بالنار)، دليلاً على عدم وجود إجماع على عدم جواز الحرق!
وجاء في "نيل الأوطار" أيضا، نقلا عن المنذري: (حرق اللوطية بالنار أبو بكر وعلي وعبد اللّه بن الزبير وهشام بن عبد الملك).
وفي "فتح الباري" قال المهلب: (ليس هذا النهي على التحريم بل على سبيل التواضع، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة، وقد سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين العرنيين بالحديد المحمي، وقد حرق أبو بكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة، وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسا من أهل الردة، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها قاله النووي والأوزاعي).
وفي "عون المعبود " قال القسطلاني: (قد اختلف السلف في التحريق فكرهه عمر وابن عباس وغيرهما مطلقا سواء كان بسبب كفر أو قصاصا , وأجازه علي وخالد بن الوليد).
أقول: هذا إذا كان الكفار لا يفعلون هذا بالمسلمين، أما وهم يفعلونه فالأمر يختلف...
فهذه المسألة مما اختلف فيها الصحابة وسلف الأمة، وقد فعله صدّيق هذه الأمة والخليفة الراشد علي بن أبي طالب وجماعهة من الصحابة، فلا إجماع في المسألة كما زعم البعض...
إن ما فعله المجاهدون في الفلوجة هو نقطة في بحر ما يفعله الأمريكان منذ سنة في العراق، ولكننا تعودنا أن لا نسمع صوت القوم إلا إذا مات أمريكي، أما قتل المسلمين وسحقهم تحت الدبابات وحرقهم بالصواريت والقاذفات فعليه سكوت الأموات!
أقول للمجاهدين في العراق:
إن أحرقتم فلكم في خلفاء الأمة وصحابة نبيكم سلف، فافعلوا في هؤلاء الكفار ما يزرع في قلوبهم الرعب والهلع ولا يرَونّ فيكم خوراً ولا خوفاً ولا تردداً... أرهبوهم وزلزلوا الأرض تحت أقدامهم واخلعوا قلوبهم من صدورهم لتقر أعين المؤمنين...
أما الأسرى اليابانيين: فاليابان بمساعدتها للأمريكان أصبحت دولة حربية شأنها شأن بريطانيا وأسبانيا وأستراليا وغيرها من الدول، وهي الجانية على نفسها، وقد أنذرها المسلمون فلم تسمع، فللمجاهدين قتل أسراهم وقطع رؤوسهم، ولا يُلتفت لمن يدعي بأن الأسرى "مدنيين"، فلا وجود لهذا المصطلح في شرعنا وإنما هو من المصطلحات الغربية الدخيلة على الأمة، فكل رجل ياباني كافر قادر على القتال: محارب يجوز قتله وسلب ماله...
أما المرأة اليابانية الأسيرة: فلا أعلم من العلماء من يُجيز قتلها إن لم تكن محاربة أو ذات نكاية بالمسلمين - كتجسس أو رأي أو غيره - ولكنها تُعتبر سبيّة من السبايا، إن شاء المجاهدون استرقونها أو بادلوها بأسرى أو بغيره، أو يمنوا عليها بالإطلاق - على خلاف في جواز المن بالسبي -
للمجاهدين أن يقيسوا المصالح والمفاسد المترتبة على قتل هؤلاء اليابانيين، ولعلهم – إن اختاروا قتلهم – أن يبينوا للناس سبب ذلك ويلوموا الحكومة اليابانية التي زجّت بجيوشها في حرب لا تعنيها لتعادي الأمة الإسلامية التي لم تتعرض لها بسوء قط، فالجيوش المتحالفة تقتل أطفال العراقيين وتهشّم رؤوسهم، والجزاء من جنس العمل!
ينبغي – إن اختار المجاهدون قتل اليابانيين – أن يُقتلوا بالسيف أو بطريقة أخرى سريعة - خروجاً عن الخلاف - وأن يُحسنوا القتلة.
إن أمريكا ما كانت لتجترؤ على الأمة الإسلامية إن علمت أن في هذه الأمة من يرد عليها الصاع صاعين... لما علمت أنها تغزونا ولا نغزوها، وتقتلنا ولا نقتلها، وتدمّر بيوتنا ولا نجرؤ عليها أتتنا بحدها وحديدها لتحتل ديارنا وتهتك أعراضنا وتسرق أموالنا وتحاربنا في ديننا.
والله لو كان سيف الله خالد بن الوليد حياً لمات من شدة الكمد مما آل إليه حال أكثر ذكور الأمة الذين لا يُحسنون إلا البكاء وانتظار الموت في البيوت.
لن يخرج الكفار من أراضي المسلمين إلا بالقتل والإرهاب والرعب كما حدث في أفغانستان والصومال... لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يتكلم قبل أن يثخن في الأعداء القتل، وينبغي للمجاهدين في العراق عدم وقوعهم في الشباك السياسية والألاعيب القذرة التي يلعبها أعضاء الحكم المنافق.
إنما جزاء هؤلاء المرتدين المرتزقة الكرزائية "ضربة بسيف" كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، فكل من وقف وأعان الأمريكان على احتلاهم لبلاد المسلمين من أعضاء هذا المجلس أو من شرطة عراقية أو جيش أو غيره، فهؤلاء إن لم يكونوا عيون وأعوان للمجاهدين فهم مرتدون ينبغي قتلهم وتخليص المسلمين من شرّهم، وكذا الجاثمين على بلاد المسلمين من عبيد أمريكا ويهود، فهؤلاء أشد كفراً من إخوانهم لأنه من بلادهم وبمباركتهم وعلى نفقتهم تنطلق الطائرات الحربية الصليبية لتدك معاقل المجاهدين في الفلوجة وبغداد وغيرها، فلا شك في كفر هؤلاء، ومن يشكك في كفرهم فقد خالف إجماعاً معلوماً مشهوراً وتقوّل على الله زوراً وبهتاناً، فقد ظهر الحق وانتشرت الفتاوى ورأى الناس الخيانات جهاراً نهارا فلا مجال لقول متقوّل أو تأويل متأوّل.
وأوجه نداء إلى أسود العراق الأشاوس:
أحبتي في الله: لقد سائنا والله لجوء بعضكم إلى الأمم المتحدة! كيف تلجأون إلى النصارى واليهود لتخليصكم من النصارى واليهود! وبعضكم لجأ إلى المرتدين من حكام العرب والدول المجاورة! العقل العقل، فوالله {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 19]، فلا تلتفتوا لأحد غير الله، ولا تسألوا غير الله {وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا} [النساء: 45].
لقد رأيتم وخبرتم صمت الحكام، ورأيتم وخبرتم موقف الأمم المتحدة (المتحدة: على حرب الإسلام)، فلا تُكثروا من الكلام، ولا تمدوا يد الضراعة إلا إلى الله، فأنتم والله بين خيارات ثلاثة لا رابع لها:
1) إما أن تستسلموا فتكونوا خدماً وعبيداً للنصارى واليهود، حالكم كحال حكام الدول العربية الخونة فتصبح أعراضكم لقمة سائغة لهؤلاء الأنجاس.
2) أو تقاتلوا فتظفروا ويظهركم الله على عدوكم فيكون لكم عز الدنيا والآخرة - نسأل الله لكم النصر والتمكين -
3) أو تُقتَلوا فتكونوا في الشهداء - بإذن الله - وذلك والله الفوز الكبير والربح العظيم الذي لا يناله إلا المخلصين من أبناء هذه الأمة الذين ينتقيهم الله من بين مئات الملايين... {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].
ثم أقول لكم أيها الأحبة: إن وجدتم من يهود وأعوانهم في العراق أحد، فهؤلاء لا يرضينا فيهم إلا القتل والصلب... هؤلاء لا تسألوا فيهم أحد، اقتلوهم حيث وجدتموهم واشفو غليل صدورنا بمنظرهم، ولتكن مناظر إخوانكم المسلمين في فلسطين نصب أعينكم، وتذكّروا كرسيّ شيخ المجاهدين أحمد ياسين رحمه الله وتقبله في الشهداء، واعلموا إخواني أن الطائرات لا تخرج من الدول العربية فقط: بل كثير من الطائرات تنطلق من فلسطين بطيارين يهود تقصف العراق حقداً وغلاً...
إلى الجماعات الإسلامية وأبناء الحركات الإسلامية خارج العراق:
كفاكم ضحكاً على أنفسكم وغشّاً لها! إلى متى وأنتم تُضْحِكون الناس عليكم! كفاكم كلاماً وابدأوا بإرسال المجاهدين إلى العراق وفلسطين زرافات ووحداناً، فلا والله لا ينزع الله هذا الذل عن الأمة بالمناورات السياسية والتصريحات الهزلية العقيمة، والله لا يزول هذا الذل إلا بالجهاد في سبيل الله وإراقة الدماء...
أيها المسلمون:
جاء في الحديث الصحيح أن الصحابة كانوا في صلاة الليل: يلعنون الكفرة في النصف بـ: (اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذّبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق) [صحيح ابن خزيمة].
وأذكّر المسلمين بفتوى أسد الإسلام أسامة حفظه الله: (أما الأمريكي، فهذا اقتله حيث وجدته ولا تستفتِ فيه أحد...).
{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}.
والله أعلم
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الراجي عفو ربه؛ حسين بن محمود