رضا1
13 Jul 2009, 11:46 AM
السميع:
قال جلً في علاه(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
أي تسمع وتجيب فقال عن نفسه(إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
وقال عن نفسه(إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)
فهو السميع لأقوال عبادة وحركات مخلوقاته يسمع السر وأخفى
((سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)10( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)11( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)12( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)13())
فهو سميع ذو سمع بلا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل
جاءت أمرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها
قالت:قال لي أنتي علي كظهر أمي
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم(والله ماأراك إلا قد حرمت عليه
تشتكي وترفع شكواها إلى الله قالت يارسول الله ((إن لي صبية صغار إن ضممتهم إلي جاعوا وإن ضممتهم إليه ظاعوا
فقال بأبي هو وامي ((والله ما أراك إلا قد حرمت عليه))
قالت تجادل وتشتكي وترفع شكواها إلى الله((لقد أفنى شبابي وأفنى مالي ))
فيقول لها النبي صلى الله عليه وسلم((والله ماأراك إلا قد حرمت عليه))
وماهي إلا لحظات إلا وجواب ربها يأتيها ويواسيها ويرفع عنها الظلم والعدوان
((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ(2) ))
تقول عائشة(تبارك الله الذي وسع سمعه كل شيئ لقد جائت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
تكلمه وتجادله وأنا في ناحية البيت ما بيني وبينها إلا ستار والله ما سمعت شيئ من كلامها)وفي رواية: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات
تأمل في قوله((يوم ناداه زكريا نداء خفيا))
فسمع الصوت واجاب الدعاء
عند البخاري من حديث ابي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال: أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون سميعاً بصيراً قريبا
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
سارعمر يوما ومعه ابوعبيده: فالتقته امرأة في الطريق
فقالت:إيه ياعمر لقد كنت تسمي عميراًتصارع الفتيان في اسواق عكاظ ثم مالبثت ان سُميت عمرا ثم ما لبثت حتى أصبحت أمير للمؤمنين فاتق الله يا عمر واعلم أن الله سائلك عن الرعية كيف ترعاها
فبكى عمر بكاءً شديداً
فلام أبو عبيدة المرأة على قسوتها على عمر
فقال له عمر:
دعها يا اباعبيدة فهذه التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات فحريُ بعمر أن يسمع قولها
سبحانه سميع لدعاء الخلق وألفاظهم عند تفرقهم و عند اجتماعهم
لا تختلف عليه اللهجات ولا اللغات يعلم مافي قلب القائل قبل أن يقول وقد يعجز القائل عن التعبير عن مراده والله يعلم ذلك فيعطيه الذي في قلبه
وجاء اسمه السميع مقترناً بغيرة من الأسماء
(سميع عليم) (سميع بصير)(سميع قريب)
وهي تدل على الإحاطة بالمخلوقات كلها وأن الله محيط بها لايفوته شيء منها ولا يخفى عليه بل الجميع تحت سمعه وبصره وعلمه
وفي ذلك تنبيه للعاقل وتذكير للغافل كي يراقب نفسه وما يصدر عنها من أقوال وأفعال (( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ((
ومتى آمن الناس بذلك وتذكروه فإن أحوالهم تتغير من القبيح إلى الحسن ومن الشر إلى الخير وإذا تناسوا ذلك فسدت أخلاقهم وأعمالهم
ومن أسمائه جلً في علاه:
البصير:
أي له بصر يرى به سبحانه
ويعني كذلك انه ذو البصيرة بالأشياء الخبير بها
يبصر كل شيء كبر أوصغر
يبصر ما تحت الأرض وما فوق السماء
ومافي أعماق البحار
(لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )
لاتراه في الدنيا العيون ولا تخالطه الظنون ولا تغيره الحوادث والسنون
لاتواري عنه سماء سماءه ولا أرض أرضه ولاجبل مافي وعره ولا بحر مافي قعره
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور هذه آثار وأخبار نعرفها تمام المعرفة
لكن أين أثر هذا في حياتنا؟؟
سمع عمر ليلة عجوزاً تقول لبنيتها(امزجي اللبن بالماء )
فقالت البنية(أما علمت يا جدة أن أمير المؤمنين عمر نهى عن مزج اللبن بالماء
فقالت العجوز في لحظة غفلةوأين عمر حتى يرانا)
فقالت المؤمنة الموقنة بنظر الله (إن كان عمر لايرانا فرب عمر يرانا)
قصة نعرفها
يعرفها الصغير قبل الكبير
ولكن أين أثر هذا في حياتنا وفي معاملاتنا؟؟
وفي ليلة أخرى يتجول عمر فإذابإمرأة في ظلام الليل تردد هذه الأبيات
تطاول هذا الليل واسود جانبه***وأرقنِي الاَ خليل أُلاعبه
فوالله لولا الله لاشيء غيره***لحرك من هذا السرير جوانبه
ولكن تقوى الله عن ذا تصدني***وحفظاَ لبعلي أن تنال مراكبه
الله أكبر
عظموا الله فراقبوه
واستحيوا منه فهابوه
الله أكبر
عُظِم الأمر فعُظمت الأوامر
إليك مزيد
مر ابن عمر على رويعي غنم في صحراء فقال له امتحاناً( بعنا من هذه الشياه)
فقال (وأنا مملوك ومؤتمن)
فقال ابن عمر ممتحناً إيمانه ((قل للمالك أكلها الذئب))
فقال رويعي الغنم الذي امتلأ قلبه خشية من الله((وماذا أقولله إن قلت للمالك أكلها الذئب فماذا أقول لله وماذا اقول إذا نطقت الجوارح والأركان(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)24( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)25)
فبكى ابن عمر وأرسل إليه من يعتقة وقال له:كلمة أعتقتك في الدنيا أسأل الله أتعتقك يوم أن تلقاه
قال بقلب مليء بالأيمان ((ومراقبة الرحمن ماذا أقول لله))
هذه أخبار كلنا يعرفها وسمعها مرات ومرات
لكن أيها الغالي
أيتها الغالية
أين أثر هذا في حياتنا ؟؟
ومن معاني البصير: أي الخبير بأحوالهم وأفعالهم
يعلم من يستحق الهداية ومن يستحق الغواية
(إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)
(وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً)
ومن أسمائه سبحانه؛
العليم:الذي يعلم ماكان وما سيكون وماهو كائن لوكان كيف سيكون
عليم بكل ما أخفته صدور خلقه من كفر وإيمان وحق وباطل وخير وشر
العالم بالسرائر والخفيات
هو عليم بذات الصدور اي أحاط علمه بالظاهر والبواطن
والإسرار والإعلان وبالواجبات والمستحيلات والممكنات
وبالعالم العلوي والسفلي وبالماضي والحاظر والمستقبل
فلا يخفى عليه شيء من الأشياء
قال ابن القيم في نونيته:
وهوالعليم أحاط علما بالذي***في الكون من سرً ومن إعلان
وبكل شيئ علمه سبحانه ***فهو المحيط وليس ذا نسيان
وكذا يعلم ما يكون غداً***وماقد كان والموجود في ذا الآنِ
وكذاك أمرٌ لم يكن لوكان***كيف يكون ذا لأمر ذا امكان
تأمل وتدبر في قوله(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
وتأمل في قوله(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)60( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ)61( ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ)
هذه بعض من أسمائه وصفاته جلَ في علاه
فأين أثر هذا في حياتنا ؟؟
أين الإيمان في حياتنا؟؟
أين أثرا لإحسان في معاملاتنا وعباداتنا؟
إذا اردت أن تعرف مدى إيمانك فراقب نفسك في الخلوات
إن الإيمان لا يظهر في صلاة ركعتين أوصيام نهار
بل يظهر في مجاهدة النفس والهوى
والله ماصعُد يوسف عليه السلام ولاسعُد إلا في مثل ذلك المقام(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41))
من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لاظل ألا ظله رجل ذكر الله خالياً ففاظت عيناه
وآخر دعته إمرأة ذات حسن وجمال فقال إني أخاف الله
أف للذنوب
ما أقبح آثارهاومااسوأ أخبارها
وهل تحدث الذنوب إلا في الغفلات والخلوات
يامن لا يبصر لحظة عما يشتهي
قل لي من أنت وما علمك
وإلى أي مقام ارتفع قدرك بالله عليك أتدري من الرجل
الرجل والله من إذا خلى بما يحب من المحرَم وقدر عليه
تذكر وتفكر وعلم ان الله يراه ونظر إلى نظر الحق إليه فاستحا من ربه كيف يعصاه وهو يراه
هيهات هيهات
والله لن تنال ولاية الله حتى تكون معاملتك له خالصة
والله لن تنال ولايته حتى تترك شهواتك وتصبر على مكروهاتك وتبذل نفسك لمرضاته
عن أقواماً أحبهم فأحبوه واشتاق للقياهم فاشتاقوا إليه
اسمع فضيحة العصاة يوم القيامة(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
إياك والإغترار بحلمه وكرمه فكم قد استدرج من عاصي وقصم من جبَار وظالم
إذاهمت النفس بالمعصية فذكرها بنظر الله
لايكن الله أهون الناظرين إليك
إذاخلوت يوماً في ريبة***والنفس داعية إلى العصيان
فقل لأستحي من نظرالإله***فإن الذي خلق الظلام يراني
الله الله في مراقبته الحق جلَ في علاه
الله الله في الخلوات
الله الله في البواطن
الله الله في النيات
فإن عليكم من الله عيناً ناظرة (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ(218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ(219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(220))
راقب العواقب تسلم
لاتمل مع الهوى فتندم
أين لذة المعصية
أين تعب الطاعة
ضحل كلٌ بما فيه فليت الذنوب إذا تخلَت خلَت
إن كنت تعتقد انه لايراك فما أعظم كفرك وإن كنت تعصيه مع علمك باطلاعه عليك فما أشد وقاحتك وما أقل حياك
إقبل الموعضة
إعمل بالنصيحة لأنه من أعرض عن الموعظه فقد رضي بالنار
( كلا بل لايخافون الآخرةكلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى و أهل المغفرة)
يامسكين بأي بدن ستقف بين يدي الله وبأي لسان ستجيب
أعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً
فماذا أعددت للنجاة من عظيم عقاب الله وأليم عذابه
لا يندفع ذلك إلا بحصن التوحيد وخندق الطاعات
وصلى الله على نبينا محمد
قال جلً في علاه(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
أي تسمع وتجيب فقال عن نفسه(إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
وقال عن نفسه(إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)
فهو السميع لأقوال عبادة وحركات مخلوقاته يسمع السر وأخفى
((سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)10( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)11( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)12( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)13())
فهو سميع ذو سمع بلا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل
جاءت أمرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها
قالت:قال لي أنتي علي كظهر أمي
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم(والله ماأراك إلا قد حرمت عليه
تشتكي وترفع شكواها إلى الله قالت يارسول الله ((إن لي صبية صغار إن ضممتهم إلي جاعوا وإن ضممتهم إليه ظاعوا
فقال بأبي هو وامي ((والله ما أراك إلا قد حرمت عليه))
قالت تجادل وتشتكي وترفع شكواها إلى الله((لقد أفنى شبابي وأفنى مالي ))
فيقول لها النبي صلى الله عليه وسلم((والله ماأراك إلا قد حرمت عليه))
وماهي إلا لحظات إلا وجواب ربها يأتيها ويواسيها ويرفع عنها الظلم والعدوان
((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ(2) ))
تقول عائشة(تبارك الله الذي وسع سمعه كل شيئ لقد جائت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
تكلمه وتجادله وأنا في ناحية البيت ما بيني وبينها إلا ستار والله ما سمعت شيئ من كلامها)وفي رواية: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات
تأمل في قوله((يوم ناداه زكريا نداء خفيا))
فسمع الصوت واجاب الدعاء
عند البخاري من حديث ابي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال: أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون سميعاً بصيراً قريبا
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
سارعمر يوما ومعه ابوعبيده: فالتقته امرأة في الطريق
فقالت:إيه ياعمر لقد كنت تسمي عميراًتصارع الفتيان في اسواق عكاظ ثم مالبثت ان سُميت عمرا ثم ما لبثت حتى أصبحت أمير للمؤمنين فاتق الله يا عمر واعلم أن الله سائلك عن الرعية كيف ترعاها
فبكى عمر بكاءً شديداً
فلام أبو عبيدة المرأة على قسوتها على عمر
فقال له عمر:
دعها يا اباعبيدة فهذه التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات فحريُ بعمر أن يسمع قولها
سبحانه سميع لدعاء الخلق وألفاظهم عند تفرقهم و عند اجتماعهم
لا تختلف عليه اللهجات ولا اللغات يعلم مافي قلب القائل قبل أن يقول وقد يعجز القائل عن التعبير عن مراده والله يعلم ذلك فيعطيه الذي في قلبه
وجاء اسمه السميع مقترناً بغيرة من الأسماء
(سميع عليم) (سميع بصير)(سميع قريب)
وهي تدل على الإحاطة بالمخلوقات كلها وأن الله محيط بها لايفوته شيء منها ولا يخفى عليه بل الجميع تحت سمعه وبصره وعلمه
وفي ذلك تنبيه للعاقل وتذكير للغافل كي يراقب نفسه وما يصدر عنها من أقوال وأفعال (( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ((
ومتى آمن الناس بذلك وتذكروه فإن أحوالهم تتغير من القبيح إلى الحسن ومن الشر إلى الخير وإذا تناسوا ذلك فسدت أخلاقهم وأعمالهم
ومن أسمائه جلً في علاه:
البصير:
أي له بصر يرى به سبحانه
ويعني كذلك انه ذو البصيرة بالأشياء الخبير بها
يبصر كل شيء كبر أوصغر
يبصر ما تحت الأرض وما فوق السماء
ومافي أعماق البحار
(لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )
لاتراه في الدنيا العيون ولا تخالطه الظنون ولا تغيره الحوادث والسنون
لاتواري عنه سماء سماءه ولا أرض أرضه ولاجبل مافي وعره ولا بحر مافي قعره
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور هذه آثار وأخبار نعرفها تمام المعرفة
لكن أين أثر هذا في حياتنا؟؟
سمع عمر ليلة عجوزاً تقول لبنيتها(امزجي اللبن بالماء )
فقالت البنية(أما علمت يا جدة أن أمير المؤمنين عمر نهى عن مزج اللبن بالماء
فقالت العجوز في لحظة غفلةوأين عمر حتى يرانا)
فقالت المؤمنة الموقنة بنظر الله (إن كان عمر لايرانا فرب عمر يرانا)
قصة نعرفها
يعرفها الصغير قبل الكبير
ولكن أين أثر هذا في حياتنا وفي معاملاتنا؟؟
وفي ليلة أخرى يتجول عمر فإذابإمرأة في ظلام الليل تردد هذه الأبيات
تطاول هذا الليل واسود جانبه***وأرقنِي الاَ خليل أُلاعبه
فوالله لولا الله لاشيء غيره***لحرك من هذا السرير جوانبه
ولكن تقوى الله عن ذا تصدني***وحفظاَ لبعلي أن تنال مراكبه
الله أكبر
عظموا الله فراقبوه
واستحيوا منه فهابوه
الله أكبر
عُظِم الأمر فعُظمت الأوامر
إليك مزيد
مر ابن عمر على رويعي غنم في صحراء فقال له امتحاناً( بعنا من هذه الشياه)
فقال (وأنا مملوك ومؤتمن)
فقال ابن عمر ممتحناً إيمانه ((قل للمالك أكلها الذئب))
فقال رويعي الغنم الذي امتلأ قلبه خشية من الله((وماذا أقولله إن قلت للمالك أكلها الذئب فماذا أقول لله وماذا اقول إذا نطقت الجوارح والأركان(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)24( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)25)
فبكى ابن عمر وأرسل إليه من يعتقة وقال له:كلمة أعتقتك في الدنيا أسأل الله أتعتقك يوم أن تلقاه
قال بقلب مليء بالأيمان ((ومراقبة الرحمن ماذا أقول لله))
هذه أخبار كلنا يعرفها وسمعها مرات ومرات
لكن أيها الغالي
أيتها الغالية
أين أثر هذا في حياتنا ؟؟
ومن معاني البصير: أي الخبير بأحوالهم وأفعالهم
يعلم من يستحق الهداية ومن يستحق الغواية
(إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)
(وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً)
ومن أسمائه سبحانه؛
العليم:الذي يعلم ماكان وما سيكون وماهو كائن لوكان كيف سيكون
عليم بكل ما أخفته صدور خلقه من كفر وإيمان وحق وباطل وخير وشر
العالم بالسرائر والخفيات
هو عليم بذات الصدور اي أحاط علمه بالظاهر والبواطن
والإسرار والإعلان وبالواجبات والمستحيلات والممكنات
وبالعالم العلوي والسفلي وبالماضي والحاظر والمستقبل
فلا يخفى عليه شيء من الأشياء
قال ابن القيم في نونيته:
وهوالعليم أحاط علما بالذي***في الكون من سرً ومن إعلان
وبكل شيئ علمه سبحانه ***فهو المحيط وليس ذا نسيان
وكذا يعلم ما يكون غداً***وماقد كان والموجود في ذا الآنِ
وكذاك أمرٌ لم يكن لوكان***كيف يكون ذا لأمر ذا امكان
تأمل وتدبر في قوله(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
وتأمل في قوله(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)60( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ)61( ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ)
هذه بعض من أسمائه وصفاته جلَ في علاه
فأين أثر هذا في حياتنا ؟؟
أين الإيمان في حياتنا؟؟
أين أثرا لإحسان في معاملاتنا وعباداتنا؟
إذا اردت أن تعرف مدى إيمانك فراقب نفسك في الخلوات
إن الإيمان لا يظهر في صلاة ركعتين أوصيام نهار
بل يظهر في مجاهدة النفس والهوى
والله ماصعُد يوسف عليه السلام ولاسعُد إلا في مثل ذلك المقام(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41))
من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لاظل ألا ظله رجل ذكر الله خالياً ففاظت عيناه
وآخر دعته إمرأة ذات حسن وجمال فقال إني أخاف الله
أف للذنوب
ما أقبح آثارهاومااسوأ أخبارها
وهل تحدث الذنوب إلا في الغفلات والخلوات
يامن لا يبصر لحظة عما يشتهي
قل لي من أنت وما علمك
وإلى أي مقام ارتفع قدرك بالله عليك أتدري من الرجل
الرجل والله من إذا خلى بما يحب من المحرَم وقدر عليه
تذكر وتفكر وعلم ان الله يراه ونظر إلى نظر الحق إليه فاستحا من ربه كيف يعصاه وهو يراه
هيهات هيهات
والله لن تنال ولاية الله حتى تكون معاملتك له خالصة
والله لن تنال ولايته حتى تترك شهواتك وتصبر على مكروهاتك وتبذل نفسك لمرضاته
عن أقواماً أحبهم فأحبوه واشتاق للقياهم فاشتاقوا إليه
اسمع فضيحة العصاة يوم القيامة(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
إياك والإغترار بحلمه وكرمه فكم قد استدرج من عاصي وقصم من جبَار وظالم
إذاهمت النفس بالمعصية فذكرها بنظر الله
لايكن الله أهون الناظرين إليك
إذاخلوت يوماً في ريبة***والنفس داعية إلى العصيان
فقل لأستحي من نظرالإله***فإن الذي خلق الظلام يراني
الله الله في مراقبته الحق جلَ في علاه
الله الله في الخلوات
الله الله في البواطن
الله الله في النيات
فإن عليكم من الله عيناً ناظرة (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ(218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ(219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(220))
راقب العواقب تسلم
لاتمل مع الهوى فتندم
أين لذة المعصية
أين تعب الطاعة
ضحل كلٌ بما فيه فليت الذنوب إذا تخلَت خلَت
إن كنت تعتقد انه لايراك فما أعظم كفرك وإن كنت تعصيه مع علمك باطلاعه عليك فما أشد وقاحتك وما أقل حياك
إقبل الموعضة
إعمل بالنصيحة لأنه من أعرض عن الموعظه فقد رضي بالنار
( كلا بل لايخافون الآخرةكلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى و أهل المغفرة)
يامسكين بأي بدن ستقف بين يدي الله وبأي لسان ستجيب
أعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً
فماذا أعددت للنجاة من عظيم عقاب الله وأليم عذابه
لا يندفع ذلك إلا بحصن التوحيد وخندق الطاعات
وصلى الله على نبينا محمد