همي الدعوه
20 Jul 2009, 03:49 AM
تركه حراماً فأخذه حلالاً
مراقبة الله " سمة بارزة للمتقين, وعلامة ظاهرة للمؤمنين, بها يحصل الفرقان بين الصادقين وأدعيائه.
ولقد جعل الله مراقبته وصفاً بارزاً لأصحاب الجنة فقال: (( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب )).
وقد يراقب المرء ربه أمام الناس, أما في الخلوة فلا يكون ذلك إلا لأهل التقى والصلاح.
قصتي مع صاحبي بدأت بأنني وجدت اتصالات كثيرة له فتعجبت وقلت في نفسي: لابد من وراء الأمر ما ورائه وجاوبته بعد فترة وإذا به يقول لي: أين أجدك؟ قلت له: نلتقي في صلاة العشاء.
وبعد الصلاة وإذا بالرجل يقول لي: وجدت مبلغاً من المال، فجاء في نفسي أنه مبلغ لا يتجاوز المئات القليلة - مائتين ونحوها - فقلت له: كم وجدت؟ فقال: وجدت خمسة آلاف ريال, ثم أدخل يده في جيبه وناولني إياها فأخذتها وعددتها فإذا هي أربعة آلاف وخمسمائة.
فقلت له: هذه أربعة آلاف وخمسمائة. فقال: سبحان الله! وأخذ يفتش في جيبه ثم وجدها ساقطة في أسفل الجيب, فتنفس الصعداء وقال: خذ هذه الخمسمائة بقيت المبلغ.
ولما أعطاني المبلغ كاملاً نظرت إليه نظرة إجلال وإكبار؛ لأنني لا أعرف أحداً أفقر منه, أو أكثر منه عوزاً ؛ وهو صاحب أسرة كبيرة في أشد الحاجة للمال, ومع ذا لم يحمله فقره وحاجته على أن يأخذ هذا المال, بل سلمه إياي كاملاً موفوراً؛ لأنه يخشى الله ويراقبه.
وقد وعد الله من يخشاه بالفوز المبين فقال: (( ومن يخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )).
أخذت المال وإذا بداخله بطاقة صرافه لأخت كريمة - هي صاحبة المال والبطاقة - اتصلت على زوجها وأخبرته الخبر وذكرت له حال الرجل وفقره المدقع.
فبعث لي أحد أبنائه وأخذ المبلغ, وأعطاني الابن من تلقاء نفسه لمن وجد المبلغ مكافئة قدرها ثلاثمائة ريال وذهب الابن.
فقلت في نفسي ليت أمك - صاحبة المال علمت القصة - لأني أعلم حب الأخوات للصدقة, ورحمتهن بالمساكين, ولم يمض الابن بعيداً إلا ويعود ويعطيني سبعمائة ريال تكملة الألف, فحمدت الله.
فناديت صاحبنا وقلت له: هذه ألف ريال من صاحبة من المال, رزقك الله إياها حلال, فأخذها وهو يكاد يبكي ويقول: أقسم بالله منذ فترة وأهلي في حاجة ماسة لم أجد ما أرسله إليهم.
قلت في تفسي: سبحان الله! أهله في حاجة ويجد مثل هذا المبلغ ومع ذا لا يأخذه ويجعله لحظ نفسه, ولكنها " تقوى الله ومراقبته ".
وتأملت كيف يعوضه الله عن الحرام بهذا المبلغ الحلال، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ترك شيئا لله عوضه خير منه) .
والتقيت به بعد فترة فقلت له مازحاً: ألم تجد مبلغا آخر؟ فقال ضاحكاً: لا.
ياله من دين
مراقبة الله " سمة بارزة للمتقين, وعلامة ظاهرة للمؤمنين, بها يحصل الفرقان بين الصادقين وأدعيائه.
ولقد جعل الله مراقبته وصفاً بارزاً لأصحاب الجنة فقال: (( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب )).
وقد يراقب المرء ربه أمام الناس, أما في الخلوة فلا يكون ذلك إلا لأهل التقى والصلاح.
قصتي مع صاحبي بدأت بأنني وجدت اتصالات كثيرة له فتعجبت وقلت في نفسي: لابد من وراء الأمر ما ورائه وجاوبته بعد فترة وإذا به يقول لي: أين أجدك؟ قلت له: نلتقي في صلاة العشاء.
وبعد الصلاة وإذا بالرجل يقول لي: وجدت مبلغاً من المال، فجاء في نفسي أنه مبلغ لا يتجاوز المئات القليلة - مائتين ونحوها - فقلت له: كم وجدت؟ فقال: وجدت خمسة آلاف ريال, ثم أدخل يده في جيبه وناولني إياها فأخذتها وعددتها فإذا هي أربعة آلاف وخمسمائة.
فقلت له: هذه أربعة آلاف وخمسمائة. فقال: سبحان الله! وأخذ يفتش في جيبه ثم وجدها ساقطة في أسفل الجيب, فتنفس الصعداء وقال: خذ هذه الخمسمائة بقيت المبلغ.
ولما أعطاني المبلغ كاملاً نظرت إليه نظرة إجلال وإكبار؛ لأنني لا أعرف أحداً أفقر منه, أو أكثر منه عوزاً ؛ وهو صاحب أسرة كبيرة في أشد الحاجة للمال, ومع ذا لم يحمله فقره وحاجته على أن يأخذ هذا المال, بل سلمه إياي كاملاً موفوراً؛ لأنه يخشى الله ويراقبه.
وقد وعد الله من يخشاه بالفوز المبين فقال: (( ومن يخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )).
أخذت المال وإذا بداخله بطاقة صرافه لأخت كريمة - هي صاحبة المال والبطاقة - اتصلت على زوجها وأخبرته الخبر وذكرت له حال الرجل وفقره المدقع.
فبعث لي أحد أبنائه وأخذ المبلغ, وأعطاني الابن من تلقاء نفسه لمن وجد المبلغ مكافئة قدرها ثلاثمائة ريال وذهب الابن.
فقلت في نفسي ليت أمك - صاحبة المال علمت القصة - لأني أعلم حب الأخوات للصدقة, ورحمتهن بالمساكين, ولم يمض الابن بعيداً إلا ويعود ويعطيني سبعمائة ريال تكملة الألف, فحمدت الله.
فناديت صاحبنا وقلت له: هذه ألف ريال من صاحبة من المال, رزقك الله إياها حلال, فأخذها وهو يكاد يبكي ويقول: أقسم بالله منذ فترة وأهلي في حاجة ماسة لم أجد ما أرسله إليهم.
قلت في تفسي: سبحان الله! أهله في حاجة ويجد مثل هذا المبلغ ومع ذا لا يأخذه ويجعله لحظ نفسه, ولكنها " تقوى الله ومراقبته ".
وتأملت كيف يعوضه الله عن الحرام بهذا المبلغ الحلال، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ترك شيئا لله عوضه خير منه) .
والتقيت به بعد فترة فقلت له مازحاً: ألم تجد مبلغا آخر؟ فقال ضاحكاً: لا.
ياله من دين