همي الدعوه
02 Aug 2009, 03:00 AM
رسالة إلى معدد
أم أحمد المكية
بســــم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين ، وبعد :
إضــــاءة :
قال تعالى : { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا }
التعدد تشريع عادل .. وحكمة معتبرة .. ومصلحة راجحة ..
شرعه الحكيم الخبير .. وهو عليم بذات الصدور .. وخبير بنفوس عباده .. عليم بما يصلح أمرهم .. وخبير بما يحقق سعادتهم ..خلق الخلق وهو أعلم بما يصلح لهم وينصلحون به ، فقد قال تعالى { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ..
وقفـــة :
عندما شرع الله التعدد لم يقصد أبداً إعنات المكلفين أو تكليفهم بما لا تطيقه أنفسهم ، فكل ما ثبت أنه تكليف من الله للعباد فهو داخل في مقدورهم وطاقتهم . ولكن شرط العدل أساس في القدرة ..وخوف الجور سبب في ترك الأمر ، قال الشيخ السعدي :" فإن خاف شيئا من هذا فليقتصر على واحدة، أو على ملك يمينه. فإنه لا يجب عليه القسم في ملك اليمين { ذَلِك } أي: الاقتصار على واحدة أو ما ملكت اليمين { أَدْنَى أَلا تَعُولُوا } أي: تظلموا.
وفي هذا أن تعرض العبد للأمر الذي يخاف منه الجور والظلم، وعدم القيام بالواجب -ولو كان مباحًا- أنه لا ينبغي له أن يتعرض له، بل يلزم السعة والعافية، فإن العافية خير ما أعطي العبد".أهـ
همســة :
أخي المعدد :
المرأة العاقلة لا ترفض التعدد ... ولكنها ترفض ممارسات المعدد الخاطئة ... واجتهاداته غير الموفقة ... وتأويلاته الفاسدة ..
المرأة الحكيمة لا تهدم بيتها لأجل التعدد .. ولكنها تهدم وتنقض عوج المعدد ..
المرأة المسددة لا تفرط في سعادتها لأجل التعدد .. ولكنها تفرط في معدد لا يعدل .. وعشير لا يشكر .. ورفيق درب لا يحفظ حق الصحبة ..
المرأة السعيدة لا تشقي نفسها لأجل التعدد .. ولكنها تشقى مع معدد يسعد نفسه على حساب غيره .. ويقدم روحه فداء راحته ..
وصيــة :
زوجي العزيز : إذا فكرت أن تتزوج عليّ فلا تنسى أنني مازلت لك زوجة على قيد الحياة ، ولم أمت ليرث قلبك غيري .
زوجي العزيز : إذا تزوجت عليّ فتذكر أنك قلبت حياتي (180 درجة ) فتمهل ، وتقبل ما صدر مني ، فقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ لَا بَأْس بِهِ عَنْ عَائِشَة مَرْفُوعًا " أَنَّ الْغَيْرَاء لَا تُبْصِر أَسْفَل الْوَادِي مِنْ أَعْلَاهُ " .
زوجي العزيز : إذا تزوجت عليّ ، فتذكر أن لي قلباً ومشاعر مختلطة ، فتلمس قلبي ، وتعاهدني يوم زواجك ، وقد فعله نبيك صلى الله عليه وسلم ، ففي ليلة زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها ، روى البخاري عن أنس t قال " فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله ، فقالت : وعليك السلام ورحمة الله ، كيف وجدت أهلك ، بارك الله لك ، فتقرَّى ([1]) حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة ، ويقلن له كما قالت عائشة ... الحديث " .
ومن حسن عشرته لأهله صلى الله عليه وسلم ، تعاهده لهن وزيارتهن والسؤال عن أحوالهن كل يوم:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل ، فكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن ... " .
زوجي العزيز : إذا تزوجت عليّ فأعرف أن لي عليك حقاً كاملاً فلا ينقص ، وواجباً قائماً فلا يسقط .
لفتــة :
إلى كل زوج أراد أن يعدد :
- وازن بين الإيجابيات والسلبيات .
- قارن بين المصالح والمفاسد .
- لا يكن قرارك ردة فعل أو حاجة طارئة أو شغل فراغ ، فردة الفعل غالباً يكن لها ردات فعل أكبر منها تصادمها وتسقطها، والحاجة الطارئة ما تلبث أن تزول وتبقى حسرتها ، والفراغ يملأ بالإزاحة ، فلا تزح المليء لتملأ الفراغ .
إلى كل زوج معدد :
- لا تنشغل بالفرع على حساب الأصل ، فيضيع الأصل ولا يكفي الفرع .
- انتبه : فالأولى ألفت وضعاً معيناً فتغير ، فتلطف وتدرج وحاسب وانتبه .
والثانية تدخل حياة جديدة ، وواقعاً مجهولاً ، فستقبل الجديد كما كان ، وتألف الواقع كما اتفق ، فلا تبالغ الود ، وتجزل العطاء ، وتملأ عليها جل الوقت ، بل توسط واحذر وسدد وقارب .
- إذا حضرت البيت فأسعد ، وإذا فارقت فأرفق .
- إذا أخطأت فاعترف ، وإذا قصرت فاعتذر .
- راجع نفسك وقوّم تصرفاتك ، وحاسب في تصرفاتك ، فكلماتك معدودة ، وأفعالك محسوبة .
- الكلمة الطيبة صدقة .. تفتح بها قلوباً مغلقة ، وتغلق بها ظنوناً سيئة .
- الابتسامة الحنونة كنز ..تسعد بها قلوباً حزينة ، وتمسح بها دموعاً أليمة .
- اغفر الزلل .. واصفح عن الخطأ .. واعذر العشيرة ، فالغيرة نار تحرق ود القلب فيغلظ ويقسو ، وتفسد حسن الظن فيسيء ويجفو ، وتذهب حلم الحليمة فتسقط وتكبو .
- فأطفئ الغيرة بماء ودك .. وأصلح القلب بجميل عفوك ..وحسن تعهدك .. ورقيق ثناءك ..
- حافظ على الزجاجة فلا تكسرها بتحول قلبك وانصراف ودك .. ولا تخدشها بشرود ذهنك .. وكثير صمتك ..
رسالة من زوجة أولى :
" إنني احترق كالشمعة ، وأذوب كالثلج المنصهر ، وأذبل كوردة قطفت وألقي بها في قارعة الطريق .
إنني كريشة تعصف بي الرياح .. وتقتلني الظنون والأوهام ..
إنني كزوجة كنت كل شيء في حياة زوجي ..ثم أصبحت على هامش الحياة ..كانت لنا حياة واحدة .. وقلباً مشتركاً .. فأصبح كل له حياته وأسراره .. وافترقت المشاعر على بوابة الأيام .
كنت تسكن قلبي .. وتملأ حياتي .. واليوم تأتي لتذهب وتظهر لتختفي ."
هذا مختصر لرسالة طويلة جداً ، تحكي فيها الزوجة الأولى معاناتها لزواج زوجها ، وانصراف قلبه عنها ، وتبدل حالها ، وتغير حياتها ،.
فهل الزواج بأخرى يعني القضاء على الأولى؟!
وهل الشغل بالثانية يبرر البعد عن الأولى وتهميشها ؟!
التعدد ميزان عادل ، لا تميل فيه الكفة .
التعدد مصلحة راجحة فلا يفسد غيره .
التعدد حكمة معتبرة فلا توضع في غير موضعها .
------------------------
([1]) أي تتبع .
صيد الفوائد
أم أحمد المكية
بســــم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين ، وبعد :
إضــــاءة :
قال تعالى : { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا }
التعدد تشريع عادل .. وحكمة معتبرة .. ومصلحة راجحة ..
شرعه الحكيم الخبير .. وهو عليم بذات الصدور .. وخبير بنفوس عباده .. عليم بما يصلح أمرهم .. وخبير بما يحقق سعادتهم ..خلق الخلق وهو أعلم بما يصلح لهم وينصلحون به ، فقد قال تعالى { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ..
وقفـــة :
عندما شرع الله التعدد لم يقصد أبداً إعنات المكلفين أو تكليفهم بما لا تطيقه أنفسهم ، فكل ما ثبت أنه تكليف من الله للعباد فهو داخل في مقدورهم وطاقتهم . ولكن شرط العدل أساس في القدرة ..وخوف الجور سبب في ترك الأمر ، قال الشيخ السعدي :" فإن خاف شيئا من هذا فليقتصر على واحدة، أو على ملك يمينه. فإنه لا يجب عليه القسم في ملك اليمين { ذَلِك } أي: الاقتصار على واحدة أو ما ملكت اليمين { أَدْنَى أَلا تَعُولُوا } أي: تظلموا.
وفي هذا أن تعرض العبد للأمر الذي يخاف منه الجور والظلم، وعدم القيام بالواجب -ولو كان مباحًا- أنه لا ينبغي له أن يتعرض له، بل يلزم السعة والعافية، فإن العافية خير ما أعطي العبد".أهـ
همســة :
أخي المعدد :
المرأة العاقلة لا ترفض التعدد ... ولكنها ترفض ممارسات المعدد الخاطئة ... واجتهاداته غير الموفقة ... وتأويلاته الفاسدة ..
المرأة الحكيمة لا تهدم بيتها لأجل التعدد .. ولكنها تهدم وتنقض عوج المعدد ..
المرأة المسددة لا تفرط في سعادتها لأجل التعدد .. ولكنها تفرط في معدد لا يعدل .. وعشير لا يشكر .. ورفيق درب لا يحفظ حق الصحبة ..
المرأة السعيدة لا تشقي نفسها لأجل التعدد .. ولكنها تشقى مع معدد يسعد نفسه على حساب غيره .. ويقدم روحه فداء راحته ..
وصيــة :
زوجي العزيز : إذا فكرت أن تتزوج عليّ فلا تنسى أنني مازلت لك زوجة على قيد الحياة ، ولم أمت ليرث قلبك غيري .
زوجي العزيز : إذا تزوجت عليّ فتذكر أنك قلبت حياتي (180 درجة ) فتمهل ، وتقبل ما صدر مني ، فقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ لَا بَأْس بِهِ عَنْ عَائِشَة مَرْفُوعًا " أَنَّ الْغَيْرَاء لَا تُبْصِر أَسْفَل الْوَادِي مِنْ أَعْلَاهُ " .
زوجي العزيز : إذا تزوجت عليّ ، فتذكر أن لي قلباً ومشاعر مختلطة ، فتلمس قلبي ، وتعاهدني يوم زواجك ، وقد فعله نبيك صلى الله عليه وسلم ، ففي ليلة زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها ، روى البخاري عن أنس t قال " فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله ، فقالت : وعليك السلام ورحمة الله ، كيف وجدت أهلك ، بارك الله لك ، فتقرَّى ([1]) حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة ، ويقلن له كما قالت عائشة ... الحديث " .
ومن حسن عشرته لأهله صلى الله عليه وسلم ، تعاهده لهن وزيارتهن والسؤال عن أحوالهن كل يوم:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل ، فكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن ... " .
زوجي العزيز : إذا تزوجت عليّ فأعرف أن لي عليك حقاً كاملاً فلا ينقص ، وواجباً قائماً فلا يسقط .
لفتــة :
إلى كل زوج أراد أن يعدد :
- وازن بين الإيجابيات والسلبيات .
- قارن بين المصالح والمفاسد .
- لا يكن قرارك ردة فعل أو حاجة طارئة أو شغل فراغ ، فردة الفعل غالباً يكن لها ردات فعل أكبر منها تصادمها وتسقطها، والحاجة الطارئة ما تلبث أن تزول وتبقى حسرتها ، والفراغ يملأ بالإزاحة ، فلا تزح المليء لتملأ الفراغ .
إلى كل زوج معدد :
- لا تنشغل بالفرع على حساب الأصل ، فيضيع الأصل ولا يكفي الفرع .
- انتبه : فالأولى ألفت وضعاً معيناً فتغير ، فتلطف وتدرج وحاسب وانتبه .
والثانية تدخل حياة جديدة ، وواقعاً مجهولاً ، فستقبل الجديد كما كان ، وتألف الواقع كما اتفق ، فلا تبالغ الود ، وتجزل العطاء ، وتملأ عليها جل الوقت ، بل توسط واحذر وسدد وقارب .
- إذا حضرت البيت فأسعد ، وإذا فارقت فأرفق .
- إذا أخطأت فاعترف ، وإذا قصرت فاعتذر .
- راجع نفسك وقوّم تصرفاتك ، وحاسب في تصرفاتك ، فكلماتك معدودة ، وأفعالك محسوبة .
- الكلمة الطيبة صدقة .. تفتح بها قلوباً مغلقة ، وتغلق بها ظنوناً سيئة .
- الابتسامة الحنونة كنز ..تسعد بها قلوباً حزينة ، وتمسح بها دموعاً أليمة .
- اغفر الزلل .. واصفح عن الخطأ .. واعذر العشيرة ، فالغيرة نار تحرق ود القلب فيغلظ ويقسو ، وتفسد حسن الظن فيسيء ويجفو ، وتذهب حلم الحليمة فتسقط وتكبو .
- فأطفئ الغيرة بماء ودك .. وأصلح القلب بجميل عفوك ..وحسن تعهدك .. ورقيق ثناءك ..
- حافظ على الزجاجة فلا تكسرها بتحول قلبك وانصراف ودك .. ولا تخدشها بشرود ذهنك .. وكثير صمتك ..
رسالة من زوجة أولى :
" إنني احترق كالشمعة ، وأذوب كالثلج المنصهر ، وأذبل كوردة قطفت وألقي بها في قارعة الطريق .
إنني كريشة تعصف بي الرياح .. وتقتلني الظنون والأوهام ..
إنني كزوجة كنت كل شيء في حياة زوجي ..ثم أصبحت على هامش الحياة ..كانت لنا حياة واحدة .. وقلباً مشتركاً .. فأصبح كل له حياته وأسراره .. وافترقت المشاعر على بوابة الأيام .
كنت تسكن قلبي .. وتملأ حياتي .. واليوم تأتي لتذهب وتظهر لتختفي ."
هذا مختصر لرسالة طويلة جداً ، تحكي فيها الزوجة الأولى معاناتها لزواج زوجها ، وانصراف قلبه عنها ، وتبدل حالها ، وتغير حياتها ،.
فهل الزواج بأخرى يعني القضاء على الأولى؟!
وهل الشغل بالثانية يبرر البعد عن الأولى وتهميشها ؟!
التعدد ميزان عادل ، لا تميل فيه الكفة .
التعدد مصلحة راجحة فلا يفسد غيره .
التعدد حكمة معتبرة فلا توضع في غير موضعها .
------------------------
([1]) أي تتبع .
صيد الفوائد