الفجر الصادق
22 Aug 2004, 05:36 PM
<div align="center">توقفنا في الجزء الأول عند
ما معنى الحياء؟ هل هو خلق مكتسب أم غريزي؟
هل يمكن لمن لا حياء عنده أن يملك من الحياء ما يردعه عن المعاصي؟
وأخيرًا كيف نغرس الحياء في نفوسنا؟
وقبل الإجابة عن هذه الأسئلة هناك قاعدة عريضة توضحها لنا الآية، أنه لابد من حاجز بين العبد وبين المعصية وهذه الآية هي قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى[40]فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعـات:40ـ41].
فتوضح لنا الآية شقين أساسيين هما:
1ـ خوف من مقام الله تعالى.
2ـ نهي للنفس وزجر لها عن هواها متى خالف أمر الله تعالى.
وهذا الشق الثاني يكون عن طريق زراعة موانع وبناء حواجز داخل النفس ترفع مستوى تحكم وسيطرة الإنسان على نفسه.
ولذا كانت العناية الربانية ثم النبوية بهذا البناء عظيمة كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [[إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق]].
ـ ولقد روى ابن ماجه في سننه وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء]].
فما معنى الحياء إذن؟
ـ الحياء كما عرفه أهل العلم في اللغة أنه انقباض وانزواء وانكسار في النفس يصيب الإنسان عند الخوف من فعل شيء يعيبه.
ـ والحياء مشتق من الحياة، ولذا قال بعض الفصحاء حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائة.
ـ كما عرفه علماء الشريعة بأنه خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
أو هو الامتناع عن فعل ما يعاب.
ـ وأخيرًا وهذا مرادنا هنا هو نهي النفس عن القبيح [وهو كل ما يغضب الله تعالى].
ونتساءل الآن هل الحياء خلق مكتسب أم غريزي؟
الحياء نوعان غريزي ومكتسب:
الحياء الغريزي: وهو الفطري الطبيعي.
والحياء المكتسب: هو الذي جعله الله تعالى من الإيمان وهو المكلف به [وهذا النوع هو مدار حديثنا] ومن كان فيه غريزة من الحياء فإنها تعينه على الحياء المكتسب.
عزيزتي الفتاة المسلمة:
لقد جاءت النصوص النبوية تؤكد على أن خلق الحياء من الإيمان في روايات كثيرة منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان]].
وفي رواية أخرى: [[الحياء من الإيمان]]، وفي وراية [[الحياء لا يأتي إلا بخير]]، وفي رواية أخرى [[الحياء خير كله أو كله خير]].
وعن عمران بن حصين قال صلى الله عليه وسلم [[الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ]].
فلماذا جعل الحياء من الإيمان؟
قال القاضي عياض وغيره من الشراح: [[إنما جعل الحياء من الإيمان ـ وإن كان غريزة ـ لأن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى قصد واكتساب وعلم، وأما كونه خيرًا كله ولا يأتي إلا بخير فأشكل حمله على العموم لأنه قد يصد صاحبه عن مواجهة من يرتكب المنكرات ويحمله على الإخلال ببعض الحقوق.
ـ والمراد بالحياء في هذه الأحاديث ما يكون شرعيًا، والحياء الذي ينشأ عن الإخلال بالحقوق ليس حياءً شرعيًا بل هو عجز ومهانة.
وإنما يطلق عليه حياء لمشابهته للحياء الشرعي، والحياء الشرعي هو خلق يبعث على ترك القبيح.
ومعنى أن [[الحياء كله خير ..]]. يحتمل أن يكون المعنى: من كان الحياء من خلقه الخير يكون فيه أغلب أو لكونه إذا صار عادة وتخلق به صاحبه يكون سببًا لجلب الخير له.
عزيزتي الفتاة المسلمة:
عن أبي مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم [[إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فافعل ما شئت]].
وفي شرح هذا الحديث في كتاب فتح الباري يقول: [[إن الذي يكف الإنسان عن مواقعة الشر هو الحياء، فإذا تركه صار كالمأمور طبعًا بارتكاب كل شر، وقيل: هو أمر تهديد أي إذا نزع منك الحياء فافعل ما شئت, فإن الله مجازيك عليه، وفيه إشارة إلى تعظيم أمر الحياء]].
فهل يمكن لمن لا حياء عندها أن تملك من الحياء ما يردعها عن المعاصي؟
أو يكف غرس الحياء في نفس الفتاة؟
هذا ما سنعرفه في الجزء الثالث من المقال فتابعوا معنا</div>
ما معنى الحياء؟ هل هو خلق مكتسب أم غريزي؟
هل يمكن لمن لا حياء عنده أن يملك من الحياء ما يردعه عن المعاصي؟
وأخيرًا كيف نغرس الحياء في نفوسنا؟
وقبل الإجابة عن هذه الأسئلة هناك قاعدة عريضة توضحها لنا الآية، أنه لابد من حاجز بين العبد وبين المعصية وهذه الآية هي قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى[40]فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعـات:40ـ41].
فتوضح لنا الآية شقين أساسيين هما:
1ـ خوف من مقام الله تعالى.
2ـ نهي للنفس وزجر لها عن هواها متى خالف أمر الله تعالى.
وهذا الشق الثاني يكون عن طريق زراعة موانع وبناء حواجز داخل النفس ترفع مستوى تحكم وسيطرة الإنسان على نفسه.
ولذا كانت العناية الربانية ثم النبوية بهذا البناء عظيمة كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [[إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق]].
ـ ولقد روى ابن ماجه في سننه وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء]].
فما معنى الحياء إذن؟
ـ الحياء كما عرفه أهل العلم في اللغة أنه انقباض وانزواء وانكسار في النفس يصيب الإنسان عند الخوف من فعل شيء يعيبه.
ـ والحياء مشتق من الحياة، ولذا قال بعض الفصحاء حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائة.
ـ كما عرفه علماء الشريعة بأنه خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
أو هو الامتناع عن فعل ما يعاب.
ـ وأخيرًا وهذا مرادنا هنا هو نهي النفس عن القبيح [وهو كل ما يغضب الله تعالى].
ونتساءل الآن هل الحياء خلق مكتسب أم غريزي؟
الحياء نوعان غريزي ومكتسب:
الحياء الغريزي: وهو الفطري الطبيعي.
والحياء المكتسب: هو الذي جعله الله تعالى من الإيمان وهو المكلف به [وهذا النوع هو مدار حديثنا] ومن كان فيه غريزة من الحياء فإنها تعينه على الحياء المكتسب.
عزيزتي الفتاة المسلمة:
لقد جاءت النصوص النبوية تؤكد على أن خلق الحياء من الإيمان في روايات كثيرة منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان]].
وفي رواية أخرى: [[الحياء من الإيمان]]، وفي وراية [[الحياء لا يأتي إلا بخير]]، وفي رواية أخرى [[الحياء خير كله أو كله خير]].
وعن عمران بن حصين قال صلى الله عليه وسلم [[الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ]].
فلماذا جعل الحياء من الإيمان؟
قال القاضي عياض وغيره من الشراح: [[إنما جعل الحياء من الإيمان ـ وإن كان غريزة ـ لأن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى قصد واكتساب وعلم، وأما كونه خيرًا كله ولا يأتي إلا بخير فأشكل حمله على العموم لأنه قد يصد صاحبه عن مواجهة من يرتكب المنكرات ويحمله على الإخلال ببعض الحقوق.
ـ والمراد بالحياء في هذه الأحاديث ما يكون شرعيًا، والحياء الذي ينشأ عن الإخلال بالحقوق ليس حياءً شرعيًا بل هو عجز ومهانة.
وإنما يطلق عليه حياء لمشابهته للحياء الشرعي، والحياء الشرعي هو خلق يبعث على ترك القبيح.
ومعنى أن [[الحياء كله خير ..]]. يحتمل أن يكون المعنى: من كان الحياء من خلقه الخير يكون فيه أغلب أو لكونه إذا صار عادة وتخلق به صاحبه يكون سببًا لجلب الخير له.
عزيزتي الفتاة المسلمة:
عن أبي مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم [[إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فافعل ما شئت]].
وفي شرح هذا الحديث في كتاب فتح الباري يقول: [[إن الذي يكف الإنسان عن مواقعة الشر هو الحياء، فإذا تركه صار كالمأمور طبعًا بارتكاب كل شر، وقيل: هو أمر تهديد أي إذا نزع منك الحياء فافعل ما شئت, فإن الله مجازيك عليه، وفيه إشارة إلى تعظيم أمر الحياء]].
فهل يمكن لمن لا حياء عندها أن تملك من الحياء ما يردعها عن المعاصي؟
أو يكف غرس الحياء في نفس الفتاة؟
هذا ما سنعرفه في الجزء الثالث من المقال فتابعوا معنا</div>