سهام الليل
24 Aug 2004, 02:49 AM
<div align="center">إن اغتناء الصحابة النفسي الذي استمد مادته من العقيدة الإسلامية هو الذي ساهم في إنجاح تطبيق التشريعات الإلهية في المدينة ، ثم جاءت أركان الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج لتعطي اغتناءهم النفسي مدداً مستمراً ساعدهم على الاستمرار في الالتزام بتنفيذ أوامر الشريعة وأداء واجباتهم الدينية في المراحل اللاحقة .
ولنتامل مع واقعة من الوقائع ــــــ وكيفية الاستجابة الايمانية للصحابيات االاوائل .
الأمر بالحجاب :
نزل الأمر الإلهي بالحجاب فقال تعالى : {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً} (الاحزاب ، 59) . وأنزل - تعالى - الأمر بالضرب على الجيوب فقال : {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن.......} (النور ، 31) .
فكيف كانت استجابة المجتمع الإسلامي لهذا الأمر الإلهي ؟
يوضح ذلك الحديث الذي رواه البخاري والذي قالت عائشة رضي الله عنها فيه: "رحم الله نساء المهاجرات الأُوَل لما نزل {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن أزرهنّ فاختمرن بها" .
إن استجابة الصحابيات لأمر الله بالاختمار والحجاب كانت سريعة وشاملة ، فقد شقّت الصحابيات بعض ثيابهن من أجل تحقيق الأمر الإلهي في الاختمار وستر الجيوب ، ولم ينتظرن حتى يُهيّئن للأمر عدته الخاصة ، ويدل هذا على اغتناء الصحابيات النفسي ، ويمكن أن نستشف معالم هذا الاغتناء في الأمور التالية :
1- تعظيم الصحابيات لأمر الله بالحجاب ، والخضوع لذلك الأمر بشق الثياب والاختمار بها .
2- رجاء الصحابيات الجنة بتنفيذ أمر الله بالحجاب ، وخوف النار عند عدم الالتزام به .
3- ثقة الصحابيات بالمنهج الإسلامي ويقينهن بأن الحجاب خير لهن ولأمتهن .
والآن على ضوء تلك الواقعة ..... التي تجلّت فيها استجابة الصحابيات العميقة والشاملة لأوامر الشريعة والتي دلّت على اغتنائهم النفسي
: من أين جاء هذا الاغتناء النفسي ؟ وما الذي ولّده ؟
ولدته العقيدة التي طرحها القرآن الكريم في مكة والتي تقوم على الإيمان بالله واليوم الآخر .
فقد بيّن القرآن الكريم والحديث الشريف أن الله - تعالى - خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وأنه خلق آدم من تراب ، وأنه خلق الملائكة من نور ، وأنه يعلم السرّ وأخفى ، وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم ، وأنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة ، وأن جميع المخلوقات تخضع لأمره تعالى ، وأنه قيّوم عليها إلخ... عندما يؤمن المسلم بالله - تعالى - بالصورة التي طرحها القرآن الكريم وبيّنها الرسول صلى الله عليه وسلم فلا شك أنه سيعظّم الله تعالى ، ويتجه إليه بالخضوع وحده تعالى .
وعندما يؤمن المسلم بأن الله - تعالى - خلق الأرض ذلولاً من أجل الناس ، وأنه سخّر لهم الشمس والقمر ، وأنه فصّل الليل والنهار من أجل أن يعملوا في النهار ويسكنوا في الليل ، وأنه سخّر لهم الأنعام والدوّاب من أجل أن يمتطوها ويأكلوا لحمها ، وأنه سخّر الرياح وأنزل الماء من السماء لينبت به نبات الأرض الذي يستمتعون بمنظره وبالطعام منه، عندما يؤمن بكل ذلك يتجه بالحب إلى الله تعالى .
وعندما يؤمن المسلم بأن هناك بعثاً وحساباً وأن هناك جنة وناراً : الجنة فيها نعيم لا يمكن أن يُقارن بأي نعيم في الدنيا ، والنار وقودها الناس والحجارة ، ليس من شك بأنه عندما يؤمن بهذا سيتجه إلى الإنفاق من مال الله الذي آتاه إياه ليقترب من الجنة ويبتعد عن النار ، وسيتجه إلى الالتزام بأوامر الله ونواهيه التي تكسبه الأجر الذي يزيد من حسناته ويقلّل من سيئاته لكي يفوز بالجنة وينجو من النار .
هذه هي بعض معالم العقيدة التي بناها الرسول صلى الله عليه وسلم في صحابته والتي كانت عاملاً رئيسياً في توليد اغتنائهم النفسي الذي أدى إلى إنجاح تطبيقات الشريعة في المدينة ، ثم جاءت أركان الإسلام وأبرزها الصلاة والصوم والحج والزكاة والتي تبلورت تشريعاتها في المدينة لتستمر في إغناء كيان الصحابة النفسي ، دافعة بهم إلى استشراف آيات الوحي الجديدة وإنفاذ أحكامها الشرعية ، منتهية بهم إلى ترسيخ كيان المجتمع الإسلامي بقيمه الوليدة وصورته الفاعلة الحيّة .
فالصلاة التي يمتثل فيها المسلم أمر ربّه بالتطهر والقيام والركوع والسجود في أوقات محددة من الليل والنهار تبني تعظيم الله ، والصوم الذي يمتنع فيها المسلم عن شهوة النساء والطعام والشراب في وقت محدد لا شك أنه يبني الخوف من عقاب الله تعالى والرجاء في ثوابه ، والزكاة التي يُخرج فيها المسلم قسطاً من ماله في الوجوه التي أوجبها الشرع تبني حب الله تعالى لأنه يتخلى عن شئ يحبه وهو المال من أجل محبوب أعظم وهو الله تعالى . والحج الذي يقصد فيه المسلم بيت الله الحرام ، متحملاً المشاق ومنفقاً الأموال يبني الخضوع لله تعالى .
منقول بتصرف
ـ فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين ـ
</div>
ولنتامل مع واقعة من الوقائع ــــــ وكيفية الاستجابة الايمانية للصحابيات االاوائل .
الأمر بالحجاب :
نزل الأمر الإلهي بالحجاب فقال تعالى : {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً} (الاحزاب ، 59) . وأنزل - تعالى - الأمر بالضرب على الجيوب فقال : {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن.......} (النور ، 31) .
فكيف كانت استجابة المجتمع الإسلامي لهذا الأمر الإلهي ؟
يوضح ذلك الحديث الذي رواه البخاري والذي قالت عائشة رضي الله عنها فيه: "رحم الله نساء المهاجرات الأُوَل لما نزل {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن أزرهنّ فاختمرن بها" .
إن استجابة الصحابيات لأمر الله بالاختمار والحجاب كانت سريعة وشاملة ، فقد شقّت الصحابيات بعض ثيابهن من أجل تحقيق الأمر الإلهي في الاختمار وستر الجيوب ، ولم ينتظرن حتى يُهيّئن للأمر عدته الخاصة ، ويدل هذا على اغتناء الصحابيات النفسي ، ويمكن أن نستشف معالم هذا الاغتناء في الأمور التالية :
1- تعظيم الصحابيات لأمر الله بالحجاب ، والخضوع لذلك الأمر بشق الثياب والاختمار بها .
2- رجاء الصحابيات الجنة بتنفيذ أمر الله بالحجاب ، وخوف النار عند عدم الالتزام به .
3- ثقة الصحابيات بالمنهج الإسلامي ويقينهن بأن الحجاب خير لهن ولأمتهن .
والآن على ضوء تلك الواقعة ..... التي تجلّت فيها استجابة الصحابيات العميقة والشاملة لأوامر الشريعة والتي دلّت على اغتنائهم النفسي
: من أين جاء هذا الاغتناء النفسي ؟ وما الذي ولّده ؟
ولدته العقيدة التي طرحها القرآن الكريم في مكة والتي تقوم على الإيمان بالله واليوم الآخر .
فقد بيّن القرآن الكريم والحديث الشريف أن الله - تعالى - خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وأنه خلق آدم من تراب ، وأنه خلق الملائكة من نور ، وأنه يعلم السرّ وأخفى ، وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم ، وأنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة ، وأن جميع المخلوقات تخضع لأمره تعالى ، وأنه قيّوم عليها إلخ... عندما يؤمن المسلم بالله - تعالى - بالصورة التي طرحها القرآن الكريم وبيّنها الرسول صلى الله عليه وسلم فلا شك أنه سيعظّم الله تعالى ، ويتجه إليه بالخضوع وحده تعالى .
وعندما يؤمن المسلم بأن الله - تعالى - خلق الأرض ذلولاً من أجل الناس ، وأنه سخّر لهم الشمس والقمر ، وأنه فصّل الليل والنهار من أجل أن يعملوا في النهار ويسكنوا في الليل ، وأنه سخّر لهم الأنعام والدوّاب من أجل أن يمتطوها ويأكلوا لحمها ، وأنه سخّر الرياح وأنزل الماء من السماء لينبت به نبات الأرض الذي يستمتعون بمنظره وبالطعام منه، عندما يؤمن بكل ذلك يتجه بالحب إلى الله تعالى .
وعندما يؤمن المسلم بأن هناك بعثاً وحساباً وأن هناك جنة وناراً : الجنة فيها نعيم لا يمكن أن يُقارن بأي نعيم في الدنيا ، والنار وقودها الناس والحجارة ، ليس من شك بأنه عندما يؤمن بهذا سيتجه إلى الإنفاق من مال الله الذي آتاه إياه ليقترب من الجنة ويبتعد عن النار ، وسيتجه إلى الالتزام بأوامر الله ونواهيه التي تكسبه الأجر الذي يزيد من حسناته ويقلّل من سيئاته لكي يفوز بالجنة وينجو من النار .
هذه هي بعض معالم العقيدة التي بناها الرسول صلى الله عليه وسلم في صحابته والتي كانت عاملاً رئيسياً في توليد اغتنائهم النفسي الذي أدى إلى إنجاح تطبيقات الشريعة في المدينة ، ثم جاءت أركان الإسلام وأبرزها الصلاة والصوم والحج والزكاة والتي تبلورت تشريعاتها في المدينة لتستمر في إغناء كيان الصحابة النفسي ، دافعة بهم إلى استشراف آيات الوحي الجديدة وإنفاذ أحكامها الشرعية ، منتهية بهم إلى ترسيخ كيان المجتمع الإسلامي بقيمه الوليدة وصورته الفاعلة الحيّة .
فالصلاة التي يمتثل فيها المسلم أمر ربّه بالتطهر والقيام والركوع والسجود في أوقات محددة من الليل والنهار تبني تعظيم الله ، والصوم الذي يمتنع فيها المسلم عن شهوة النساء والطعام والشراب في وقت محدد لا شك أنه يبني الخوف من عقاب الله تعالى والرجاء في ثوابه ، والزكاة التي يُخرج فيها المسلم قسطاً من ماله في الوجوه التي أوجبها الشرع تبني حب الله تعالى لأنه يتخلى عن شئ يحبه وهو المال من أجل محبوب أعظم وهو الله تعالى . والحج الذي يقصد فيه المسلم بيت الله الحرام ، متحملاً المشاق ومنفقاً الأموال يبني الخضوع لله تعالى .
منقول بتصرف
ـ فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين ـ
</div>