بوأسامة
23 Aug 2009, 02:12 PM
:: نحو قراءة صحيحة لكتاب الله ::
لا عجب ان يجد القلب راحته في تدبر القران وتفهم الفاظه ومقاصد اياته فهو انما يتذوق حلاوة مناجاه لكلام الخالق المحكم المفصل كيف لا وهو يتسامى عن دنياه ويتصور المعاني ليحلق في افاق الايات فعندها ترق النفس وتصيبها السكينة ويعتريها البكاء والوجل ثم يتجلى للقلب من المعاني ما يشعره بالقرب من الله فيطمئن الى ذكر رحمة ربه..)
كثيرا ما نسمع عن الاحساس بعظمة القران حين قرائته ولذة مناجاة الله وحلاوته ، وخشوع القلب ورقته ، وسمو الروح عند تلاوته ،ولكن أين كل ذلك حين قرائته لا حين التحدث عن فضائله ؟ لماذا لا نشعر نحن بكل هذا فقط نسمع عنه ؟ وان حصل فللحظات قليلة وقد لا تعود؟ هل يوجد في الدنيا فعلا احساس وروعة كهذا ونحن حرمنا انفسنا وقلوبنا منها؟ هل هو مجرد كلام انشائي يردده بعض الوعاظ ام انه واقع لا مبالغة فيه؟
لنعرف سر احساسهم بكل هذا القدر بعظمة القران وروعته نحتاج لان نقارن بين قرائتنا للقران وقراءة السلف
لماذا نقرا القران نحن ؟ ولماذا يقرأه السلف ؟
ما الذي كان يهم السلف في القران ؟ وما هو اكبر همنا حينما نقراه ؟
نحن
حريصين على ختم اكبر قدر ممكن من القران
نشتغل كثيرا بتلاوة اكبر قدر ممكن من القران ونتداول فيما بيننا الاحاديث التي
تحث على كثرة القراءة وفضائلها، وكذلك نتداول الاحاديث التي تدل على فضل تلاوة سور طوال مثل البقرة في اليوم الواحد من اجل البركة اوالشفاء وترانا كثيرا ما نقلب الصفحات بحثا عن نهاية الجزء او السورة متعجلين اياها
الخشوع مقتصر عند اكثرنا على ايات العذاب ووصف النار .
فتراه يقرأ ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وبشر المحسنين )) ويمر
عليها مرور الكرام فلا يرجو الله في نفسه ان يكون منهم ثم تراه من اغلظ الناس في معاملة خلق الله وكان الاية لا تعنيه !
ويقرأ ((ولا ياتل الو الفضل منكم والسعة ان ياتو اولي القربى والمسكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفو وليصفحو الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم ))
فلا تجد له اثرا في قلبه ولا تجعل دافعه للانفاق اكبر فتراه من اغنى الناس وله اقارب فقراء فيبخل ويشح ويحرص على كل قرشوكل هللة يصرفها عليهم ان فعل وقد يكون له جار الى جانبه محتاج فلا يطرا عليه ان يعطيهم من فضل الله الذي اتاه فلا يرجو عفو الله ولا رحمته !وهكذا في بقية الايات يتعامل معها كانه غير معني بها بل غيره هم المخاطبون فقط او كان القران انزل في الماضين ولم يتعداهم وان الواقع لا يدخل تحت ما في القران فيصرفه ذلك عن التفكر والتدبر او كان التدبر مقتصر على العلماء وعلى المفسرين بحجة انه من غير ذوي العلم والفقه
قصر الهمة على تحقيق القراءة وحسن التلاوة وقوة الاستحضار
فهمه حفظ الحروف والكلمات والمبالغة في تجويدها وتلحينها حتى يخرج به عن الحد المشروع فيضيق قلبه ان اخطا في الحرف والكلمة لئلا ينقص جاهه عند المخلوقين يفخر على الناس بالقران ويحتج على من دونه في الحفظ ليس له خشوع فيظهر على جوارحه وقرائته لا تجاوز حنجرته وقد يخيل له والبعض قد يخيل له الشيطان انه ما حقق تلاوة الحرف ولا اخرجه مخرجه فيصرفه عن فهم معنى ما يقرأ.
**************************************************
((قل امنو به اولا تؤمنو به ان اللذين اتو العلم من قبله اذا تتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ))
سورة الاسراء اية
107
************************************************** *******
فما رأي السلف في كل هذا، وهل كانو يختلفون عنا في شئ؟
اذا تأملت حال السلف مع وقرأت اقوالهم وأفعالهم في ذلك لوجدت الامر عجبا فلم يكن القران عندهم درسا يسمع او كتابا يتلى بقدر ما كان شعورا ينبض في قلب احدهم فهو يقرا القران لقصد وغاية عظمى فلا يهدأ له بال ولا يقر له قرار حتى يدركها وهي التدبر وقد وجدت ان ما ورد عندهم في الحث على التدبر من احوال ومواقف واقوال وايات اضعاف مثيلاتها الدالة على فضل القراءة بل اعمق اثرا واقوى حجة!
يقول الحسن البصري مبينا باختصار رائع حال السلف مع القرآن كلام الله :
((وإن من كان قبلكم رأو القرآن رسائل من ربهم ، فكانو يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار))
http://albustanji.com/vb/images/Ramadan2009_By_Trncat_Com/statusicon/user_offline.gif
لا عجب ان يجد القلب راحته في تدبر القران وتفهم الفاظه ومقاصد اياته فهو انما يتذوق حلاوة مناجاه لكلام الخالق المحكم المفصل كيف لا وهو يتسامى عن دنياه ويتصور المعاني ليحلق في افاق الايات فعندها ترق النفس وتصيبها السكينة ويعتريها البكاء والوجل ثم يتجلى للقلب من المعاني ما يشعره بالقرب من الله فيطمئن الى ذكر رحمة ربه..)
كثيرا ما نسمع عن الاحساس بعظمة القران حين قرائته ولذة مناجاة الله وحلاوته ، وخشوع القلب ورقته ، وسمو الروح عند تلاوته ،ولكن أين كل ذلك حين قرائته لا حين التحدث عن فضائله ؟ لماذا لا نشعر نحن بكل هذا فقط نسمع عنه ؟ وان حصل فللحظات قليلة وقد لا تعود؟ هل يوجد في الدنيا فعلا احساس وروعة كهذا ونحن حرمنا انفسنا وقلوبنا منها؟ هل هو مجرد كلام انشائي يردده بعض الوعاظ ام انه واقع لا مبالغة فيه؟
لنعرف سر احساسهم بكل هذا القدر بعظمة القران وروعته نحتاج لان نقارن بين قرائتنا للقران وقراءة السلف
لماذا نقرا القران نحن ؟ ولماذا يقرأه السلف ؟
ما الذي كان يهم السلف في القران ؟ وما هو اكبر همنا حينما نقراه ؟
نحن
حريصين على ختم اكبر قدر ممكن من القران
نشتغل كثيرا بتلاوة اكبر قدر ممكن من القران ونتداول فيما بيننا الاحاديث التي
تحث على كثرة القراءة وفضائلها، وكذلك نتداول الاحاديث التي تدل على فضل تلاوة سور طوال مثل البقرة في اليوم الواحد من اجل البركة اوالشفاء وترانا كثيرا ما نقلب الصفحات بحثا عن نهاية الجزء او السورة متعجلين اياها
الخشوع مقتصر عند اكثرنا على ايات العذاب ووصف النار .
فتراه يقرأ ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وبشر المحسنين )) ويمر
عليها مرور الكرام فلا يرجو الله في نفسه ان يكون منهم ثم تراه من اغلظ الناس في معاملة خلق الله وكان الاية لا تعنيه !
ويقرأ ((ولا ياتل الو الفضل منكم والسعة ان ياتو اولي القربى والمسكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفو وليصفحو الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم ))
فلا تجد له اثرا في قلبه ولا تجعل دافعه للانفاق اكبر فتراه من اغنى الناس وله اقارب فقراء فيبخل ويشح ويحرص على كل قرشوكل هللة يصرفها عليهم ان فعل وقد يكون له جار الى جانبه محتاج فلا يطرا عليه ان يعطيهم من فضل الله الذي اتاه فلا يرجو عفو الله ولا رحمته !وهكذا في بقية الايات يتعامل معها كانه غير معني بها بل غيره هم المخاطبون فقط او كان القران انزل في الماضين ولم يتعداهم وان الواقع لا يدخل تحت ما في القران فيصرفه ذلك عن التفكر والتدبر او كان التدبر مقتصر على العلماء وعلى المفسرين بحجة انه من غير ذوي العلم والفقه
قصر الهمة على تحقيق القراءة وحسن التلاوة وقوة الاستحضار
فهمه حفظ الحروف والكلمات والمبالغة في تجويدها وتلحينها حتى يخرج به عن الحد المشروع فيضيق قلبه ان اخطا في الحرف والكلمة لئلا ينقص جاهه عند المخلوقين يفخر على الناس بالقران ويحتج على من دونه في الحفظ ليس له خشوع فيظهر على جوارحه وقرائته لا تجاوز حنجرته وقد يخيل له والبعض قد يخيل له الشيطان انه ما حقق تلاوة الحرف ولا اخرجه مخرجه فيصرفه عن فهم معنى ما يقرأ.
**************************************************
((قل امنو به اولا تؤمنو به ان اللذين اتو العلم من قبله اذا تتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ))
سورة الاسراء اية
107
************************************************** *******
فما رأي السلف في كل هذا، وهل كانو يختلفون عنا في شئ؟
اذا تأملت حال السلف مع وقرأت اقوالهم وأفعالهم في ذلك لوجدت الامر عجبا فلم يكن القران عندهم درسا يسمع او كتابا يتلى بقدر ما كان شعورا ينبض في قلب احدهم فهو يقرا القران لقصد وغاية عظمى فلا يهدأ له بال ولا يقر له قرار حتى يدركها وهي التدبر وقد وجدت ان ما ورد عندهم في الحث على التدبر من احوال ومواقف واقوال وايات اضعاف مثيلاتها الدالة على فضل القراءة بل اعمق اثرا واقوى حجة!
يقول الحسن البصري مبينا باختصار رائع حال السلف مع القرآن كلام الله :
((وإن من كان قبلكم رأو القرآن رسائل من ربهم ، فكانو يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار))
http://albustanji.com/vb/images/Ramadan2009_By_Trncat_Com/statusicon/user_offline.gif