عمر المحمدي
29 Aug 2009, 02:30 PM
فكيف نعيش رمضان كما عاشه السلف:
أولاً: مراعاة أحكام الصيام:
فصيام رمضان ركن من أركان الإسلام، ولا يصح هذا الركن إلا بشرطين اثنين:
1- الإخلاص لله جل وعلا لقوله صلى الله عليه وسلم: { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى } الحدديث.
2- الإتباع لقوله صلى الله عليه وسلم: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } والواجب على المسلم المقبل على الصيام أن يراعي هذين الشرطين اللذين بهما يتحقق صيامه.
فأما مراعاة الإخلاص فتكون بتوجيه القلب إلى الله وحده وإرادة الثواب منه وحده. وأما مراعاة الإتباع في الصيام فتكون بالعلم بأحكام الصيام جميعها حتى يصح صيام السلم وينال به الفضل والثواب ويدفع به المغبة والعقاب.
وهل يعقل أن يحقق المسلم الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيام وهو يجهل واجبات الصيام ومبطلاته وأركانه.
أخي الكريم.. وحتى يكون صومك على هدي النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنصحك بتعلم أحكام الصيام والإطلاع عليها وسؤال أهل العلم والفتوى وحضور دروس التوعية والإرشاد، فإن الجهل بأحكام الصيام قد يوقع المسلم في محظور من محظورات الصيام أو مفطر من مفطراته.
ومما ينبغي الإلمام به في هذا الأمر بإيجاز:
الأول: أركان الصيام: وهي أربعة أركان:
النية – والإمساك عن المفطرات – والزمان وهو من طلوع الشمس إلى غروبها – والصائم - وهو المسلم البالغ العاقل القادر على الصوم الخالي من الموانع.
الثاني: مفسدات الصيام وهي:
1- الجماع في نهار رمضان.
2- إنزال المني باختياره.
3- الأكل والشرب متعمداً.
4- ما هو في حكم الأكل والشرب مثل حقنة الإبر المغذية والدم.
5- الحجامة.
6- التقيء العمد.
7- خروج دم الحيض والنفاس.
الثالث: مكروهات الصيام وهي كثيرة ومنها:
1- المبالغة في المضمضة والاستنشاق عند الوضوء.
2- الوصال في الصيام.
3- جمع الريق وابتلاعه.
الرابع: آداب الصيام الواجبة ومنها:
1- اجتناب الكذب.
2- اجتناب الغيبة.
3- اجتناب النميمة.
4- اجتناب شهادة الزور.
5- اجتناب الغش في المعاملات.
الخامس: آداب الصيام المحتسبة:
1- تأخير السحور وتعجيل الفطور.
2- كف اللسان عن اللغو وفضول الكلام.
3- إفطار الصائم.
4- التقرب إلى الله بالصدقة وصالح الأعمال.
أخي الكريم.. وتذكر أن التوفيق لصيام رمضان بإيمان واحتساب لا يتم إلا بمراعاة أحكامه وشروطه، واتباع هدي النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فيه، فليس الصيام مجرد جوع عن طعام وشراب، فقد قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه }.
أخي.. فلا يفوتك الإلمام بأحكام الصيام فإنها أساس الصيام، ولا يفوتنك العمل بها فإن العاملين بها قليل.
ثانياً: المحافظة على الفرائض:
فالصلاة هي عمود الدين وقبول الصيام يستلزم قبولها، فكيف يستسيغ أناس التفريط في الصلوات الواجبة وتضييعها، بينما يصومون في اليوم نفسه، وهم يعلمون أن الحفاظ على الصلوات في أوقاتها أوجب وأوكد في الإسلام.قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { العهد الذي بينا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر }.
كان ثابت البناني رحمه الله تعالى يقول: لا يكون عابد ابداً عابداً، وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان، الصوم والصلاة، لأنهما من لحمه ودمه.
قال مبارك بن فضالة: ( دخلت على ثابت البناني في مرضه وهو في علوله، وكان لا يزال يذكر أصحابه فلما دخلنا عليه قال: يا إخوتاه لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت اصلي، ولم أقدر أصوم كما كنت أصوم، ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله U كما كنت أذكره معهم. ثم قال: اللهم إذا حبستني عن ثلاث فلا تدعني في الدنيا ساعة: فمات من وقته ) وكثير من الناس تستهويه الأفلام والمسلسلات، أو النوم والغفلات فيعرض عن أداء الصلوات... ويحسب أن الأمر هيّن وهو عند الله عظيم.
ثالثاً: الحفاظ على التراويح:
قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }.
وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين – يعني بمئات الآيات – حتى كنا نعمد على العصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.
ومما ينبغي لك أخي الكريم مراعاته عدم الانصراف قبل الإمام فإن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة } وإن من تمام الإيمان والاحتساب في الصيام الحرص على القيام، وعدم التضجر منه أو التشاغل عنه في رمضان، لا سيما في زماننا حيث كثرت أسباب الفتنة وأصبحت قنوات عدة تتفنن في غرض البرامج المغرية والأفلام والمسلسلات بعد الإفطار مباشرة مما يجعل كثيراً من الناس عن القيام غافلين وبما يرونه من مجون ولهو معجبين.
رابعاً: الإكثار من الذكر وقراءة القرآن:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فالرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
وقد سبق أن ذكرنا نماذج من حرص السلف على تلاوة القرآن ومدارسته في رمضان، وكيف وقد أنزل الله فيه قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:185].
فشرَّف الله وقته بشرف القرآن، وجعل تلاوته فيه مضاعف أجرها، ووابل خيرها.
وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. وينبغي لك أخي الكريم تقرأه بتدبر وخشوع حتى تتذوق ثمرة التلاوة. وأن تحرص على الأذكار المأثورة فإنها مقامع الشيطان وسبيل نيل رضى الرحمن، لا سيما أذكار الصباح والمساء، والحمد والتسبيح والاستغفار ، فقد كان النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif { إذا صلى الغداة – أي الفجر – جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس }.
وصح عنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه قال :{ من صلى الفجر في حماعه ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حج وعمرة تامة تامة تامة }.
خامساً: ا لجود والصدقة: فعن أنس http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أفضل الصدقة صدقة في رمضان } وقد بين رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة حيث قال: { إن الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها ! قالوا لمن يارسول الله؟ قال: لمن طيّب الكلام، وأطعم الطعام وأداما لصيام، وصلى بالليل والناس نيام }.
وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره ثم طوى وأصبح صائماً.
وصور الصدقة والجود متعددة منها: إطعام الطعام، فقد قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناًً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم }.
وإفطار الصائم: فقد قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من فطر صائماً كان له مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيئاً }.
وكان كثير من السلف يؤثرون بفطورهم وهم صائمون منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل – وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
سادساً: الاعتكاف والإكثار من العبادة في العشر الأواخر: فسنة الاعتكاف قد تركها كثير من الناس القادرين عليها مع ورودها في الكتاب والسنة،وقد كان السلف أحرص على فعلها والقيام بها لما فيها من الأجر العظيم ولمناسبتها للعشر الأواخر التي تلتمس فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
والاعتكاف عبادة تتيسر معها سائر العبادات من قراءة للقرآن والصلاة والذكر والدعاء، فعن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: { كان النبي يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً }.
وللاعتكاف أحكام ينبغي على الصائم المريد لهذه العبادة الجليلة أن يطلع عليها، فبها يكون اعتكافه صحيحاً على السنة.
سابعاً: تحري ليلة القدر والإكثار من الدعاء: فإن الصوم من أسباب إجابة الدعاء، فينبغي للصائم أن يحرص عليه طيلة شهر رمضان فهو أوسع أبواب الخير وأسهل الطرق إليه، قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أعجز الناس من عجز عن الدعاء }.
ولا سيما وأن حرص المسلم على قيام رمضان يناسب وقته السحر وهو وقت مبارك تستجاب فيه الدعوات وتكفَّر فيه السيئات وتقضى فيه الحاجات.
واحذر أخي الكريم أن يفوتك الخير العظيم، والفضل الكريم: ليلة القدر، فقد قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }.
فأعظم بها من ليلة.. تغفر فيها سائر السيئات.. وتنال بها الدرجات...وإنها لحرية بالتحري.. وجديرة بالحرص عليها رجاء التوفيق لخيرها العظيم.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أولاً: مراعاة أحكام الصيام:
فصيام رمضان ركن من أركان الإسلام، ولا يصح هذا الركن إلا بشرطين اثنين:
1- الإخلاص لله جل وعلا لقوله صلى الله عليه وسلم: { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى } الحدديث.
2- الإتباع لقوله صلى الله عليه وسلم: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } والواجب على المسلم المقبل على الصيام أن يراعي هذين الشرطين اللذين بهما يتحقق صيامه.
فأما مراعاة الإخلاص فتكون بتوجيه القلب إلى الله وحده وإرادة الثواب منه وحده. وأما مراعاة الإتباع في الصيام فتكون بالعلم بأحكام الصيام جميعها حتى يصح صيام السلم وينال به الفضل والثواب ويدفع به المغبة والعقاب.
وهل يعقل أن يحقق المسلم الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيام وهو يجهل واجبات الصيام ومبطلاته وأركانه.
أخي الكريم.. وحتى يكون صومك على هدي النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنصحك بتعلم أحكام الصيام والإطلاع عليها وسؤال أهل العلم والفتوى وحضور دروس التوعية والإرشاد، فإن الجهل بأحكام الصيام قد يوقع المسلم في محظور من محظورات الصيام أو مفطر من مفطراته.
ومما ينبغي الإلمام به في هذا الأمر بإيجاز:
الأول: أركان الصيام: وهي أربعة أركان:
النية – والإمساك عن المفطرات – والزمان وهو من طلوع الشمس إلى غروبها – والصائم - وهو المسلم البالغ العاقل القادر على الصوم الخالي من الموانع.
الثاني: مفسدات الصيام وهي:
1- الجماع في نهار رمضان.
2- إنزال المني باختياره.
3- الأكل والشرب متعمداً.
4- ما هو في حكم الأكل والشرب مثل حقنة الإبر المغذية والدم.
5- الحجامة.
6- التقيء العمد.
7- خروج دم الحيض والنفاس.
الثالث: مكروهات الصيام وهي كثيرة ومنها:
1- المبالغة في المضمضة والاستنشاق عند الوضوء.
2- الوصال في الصيام.
3- جمع الريق وابتلاعه.
الرابع: آداب الصيام الواجبة ومنها:
1- اجتناب الكذب.
2- اجتناب الغيبة.
3- اجتناب النميمة.
4- اجتناب شهادة الزور.
5- اجتناب الغش في المعاملات.
الخامس: آداب الصيام المحتسبة:
1- تأخير السحور وتعجيل الفطور.
2- كف اللسان عن اللغو وفضول الكلام.
3- إفطار الصائم.
4- التقرب إلى الله بالصدقة وصالح الأعمال.
أخي الكريم.. وتذكر أن التوفيق لصيام رمضان بإيمان واحتساب لا يتم إلا بمراعاة أحكامه وشروطه، واتباع هدي النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فيه، فليس الصيام مجرد جوع عن طعام وشراب، فقد قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه }.
أخي.. فلا يفوتك الإلمام بأحكام الصيام فإنها أساس الصيام، ولا يفوتنك العمل بها فإن العاملين بها قليل.
ثانياً: المحافظة على الفرائض:
فالصلاة هي عمود الدين وقبول الصيام يستلزم قبولها، فكيف يستسيغ أناس التفريط في الصلوات الواجبة وتضييعها، بينما يصومون في اليوم نفسه، وهم يعلمون أن الحفاظ على الصلوات في أوقاتها أوجب وأوكد في الإسلام.قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { العهد الذي بينا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر }.
كان ثابت البناني رحمه الله تعالى يقول: لا يكون عابد ابداً عابداً، وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان، الصوم والصلاة، لأنهما من لحمه ودمه.
قال مبارك بن فضالة: ( دخلت على ثابت البناني في مرضه وهو في علوله، وكان لا يزال يذكر أصحابه فلما دخلنا عليه قال: يا إخوتاه لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت اصلي، ولم أقدر أصوم كما كنت أصوم، ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله U كما كنت أذكره معهم. ثم قال: اللهم إذا حبستني عن ثلاث فلا تدعني في الدنيا ساعة: فمات من وقته ) وكثير من الناس تستهويه الأفلام والمسلسلات، أو النوم والغفلات فيعرض عن أداء الصلوات... ويحسب أن الأمر هيّن وهو عند الله عظيم.
ثالثاً: الحفاظ على التراويح:
قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }.
وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين – يعني بمئات الآيات – حتى كنا نعمد على العصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.
ومما ينبغي لك أخي الكريم مراعاته عدم الانصراف قبل الإمام فإن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة } وإن من تمام الإيمان والاحتساب في الصيام الحرص على القيام، وعدم التضجر منه أو التشاغل عنه في رمضان، لا سيما في زماننا حيث كثرت أسباب الفتنة وأصبحت قنوات عدة تتفنن في غرض البرامج المغرية والأفلام والمسلسلات بعد الإفطار مباشرة مما يجعل كثيراً من الناس عن القيام غافلين وبما يرونه من مجون ولهو معجبين.
رابعاً: الإكثار من الذكر وقراءة القرآن:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فالرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
وقد سبق أن ذكرنا نماذج من حرص السلف على تلاوة القرآن ومدارسته في رمضان، وكيف وقد أنزل الله فيه قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:185].
فشرَّف الله وقته بشرف القرآن، وجعل تلاوته فيه مضاعف أجرها، ووابل خيرها.
وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. وينبغي لك أخي الكريم تقرأه بتدبر وخشوع حتى تتذوق ثمرة التلاوة. وأن تحرص على الأذكار المأثورة فإنها مقامع الشيطان وسبيل نيل رضى الرحمن، لا سيما أذكار الصباح والمساء، والحمد والتسبيح والاستغفار ، فقد كان النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif { إذا صلى الغداة – أي الفجر – جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس }.
وصح عنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه قال :{ من صلى الفجر في حماعه ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حج وعمرة تامة تامة تامة }.
خامساً: ا لجود والصدقة: فعن أنس http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أفضل الصدقة صدقة في رمضان } وقد بين رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة حيث قال: { إن الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها ! قالوا لمن يارسول الله؟ قال: لمن طيّب الكلام، وأطعم الطعام وأداما لصيام، وصلى بالليل والناس نيام }.
وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره ثم طوى وأصبح صائماً.
وصور الصدقة والجود متعددة منها: إطعام الطعام، فقد قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناًً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم }.
وإفطار الصائم: فقد قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من فطر صائماً كان له مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيئاً }.
وكان كثير من السلف يؤثرون بفطورهم وهم صائمون منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل – وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
سادساً: الاعتكاف والإكثار من العبادة في العشر الأواخر: فسنة الاعتكاف قد تركها كثير من الناس القادرين عليها مع ورودها في الكتاب والسنة،وقد كان السلف أحرص على فعلها والقيام بها لما فيها من الأجر العظيم ولمناسبتها للعشر الأواخر التي تلتمس فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
والاعتكاف عبادة تتيسر معها سائر العبادات من قراءة للقرآن والصلاة والذكر والدعاء، فعن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: { كان النبي يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً }.
وللاعتكاف أحكام ينبغي على الصائم المريد لهذه العبادة الجليلة أن يطلع عليها، فبها يكون اعتكافه صحيحاً على السنة.
سابعاً: تحري ليلة القدر والإكثار من الدعاء: فإن الصوم من أسباب إجابة الدعاء، فينبغي للصائم أن يحرص عليه طيلة شهر رمضان فهو أوسع أبواب الخير وأسهل الطرق إليه، قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أعجز الناس من عجز عن الدعاء }.
ولا سيما وأن حرص المسلم على قيام رمضان يناسب وقته السحر وهو وقت مبارك تستجاب فيه الدعوات وتكفَّر فيه السيئات وتقضى فيه الحاجات.
واحذر أخي الكريم أن يفوتك الخير العظيم، والفضل الكريم: ليلة القدر، فقد قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }.
فأعظم بها من ليلة.. تغفر فيها سائر السيئات.. وتنال بها الدرجات...وإنها لحرية بالتحري.. وجديرة بالحرص عليها رجاء التوفيق لخيرها العظيم.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.