أبو بدر 1
25 Aug 2004, 10:59 PM
<div align="center"> تبلد الإحساس </div>
أولاً: لبعد كثير من المسلمين عن دينهم: فقد أصابتنا الذلة لمّا تركنا الجهاد في سبيل الله، و تبايعنا بالعينة، و تعاملنا بالربا، و رضينا بالزرع، فسلط الله ذلاً لن ينزعه حتى نرجع إلى ديننا، فَعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ]رواه أبوداود وأحمد.
وأصبح الحال كما قال الشاعر:
نهارُك يا مغرورُ سهَوٌ وغفلةٌ وليلكُ نومٌ والرّدَى لك لازمُ
وشغلُك فيما سوف تكره غِبَّهُ كذلك في الدنيا تعيشَ البهائمُ
ثانيًا: لموت الشعور بالذنب والتقصير عند الكثيرين: حتى ظن الكثير منهم أنهم على خير عظيم، بل ربما لم يرد على خاطره أصلاً أنه مقصر في أمور دينه، فبمجرد قيامه ببعض الأركان و الواجبات؛ ظن نفسه قد حاز الإسلام كله، و أن الجنة تنتظره، و نسي مئات الصغائر التي يرتكبها صباحاً و مساء، من المعاصي التي استهانوا بها، والتي هي سبب للخسارة في الدنيا و الآخرة، فضلاً عن الكبائر، و الموبقات، و الفواحش، و الرشوة، و السرقة، و العقوق، و الكذب، و قطع الأرحام، و الخيانة، و الغش، و الغدر، و غير ذلك.
ثالثًا: لطغيان المادة والالتهاء بالدنيا عن الآخرة: فهؤلاء الغافلون قد أغلقت المادة أعينهم، و ألهتهم الحياة الدنيا عن حقيقة مآلهم، و إذا استمروا، ولم يتوبوا ويفيقوا من غفلتهم؛ فإن العذاب ينتظر:
أما والله لو علم الأنامُ لما خُلِقُوا لما غَفَلُوا ونامُوا
لقد خُلِقُوا لما لو أَبْصَرَتْهُ عيونُ قلوبِهم تاهُوا وهامُوا
ممـاتٌ ثـم قبرٌ ثم حشرٌ وتـوبيخٌ وأهوالٌ عظامُ
لهذه الأسباب كان لابد من تناول هذا الموضوع، وذلك من خلال العناوين التالية:
أولًا: ماذا نعني بتبلد الإحساس؟
معنى التبلّد: إنه ذل و استكانة، قال الفيروز آبادي: التبلد ضد التجلّد، و كذا قال ابن منظور.
معنى الإحساس: هو العلم بالحواس، وبليد الحس: ميت. و في قوله تعالى:{ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ...[60]}[سورة الأنعام]. قال البيضاوي:' ينيمكم و يراقبكم، سمّي النوم وفاة لما بينهما من المشاركة في زوال الإحساس'.
ثانيًا: مظاهر تبلد الإحساس:
1- قسوة القلوب: قال تعالى معاتبًا المؤمنين:{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ[16]}[سورة الحديد].
استبطأ الله قلوب المؤمنين فعاتبهم بهذه الآية..وهكذا قسوة القلب بطول الأمد، وبُعد العهد من النبوة والعبادة و الرسالة..هذه الغفلة المستحكِمة اليوم لابد من علاجها.
2- إلف كثير من المنكرات وعدم مقاومتها: فَتَبَلَّدَ الإحساس..هذا التبرج، والاختلاط، والغناء، والفحش، و هذه الدعارة الفضائية، والخوف من أن ينسلخ من القلوب كره المعصية و قُبحها؛ لأن المعاصي إذا توالت على النفوس، ألِفَتها وعاشت و تعايشت معها، و الواجب هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ]رواه أبوداود وابن ماجة وأحمد. فما حال شبابناوبناتنا؟ وما حال أسواقنا؟ ما حال بيوتنا؟ ما هذا التبلد في الإحساس الذي أصابنا حتى لم نعد ننكر كثيراً من المنكرات؟!
كثير من المنكرات منتشرة، لا تجد من يقاومها وينكرها، حتى الدعوة خفّت عند الكثيرين، شغل بالتجارة، شغل بالوظائف، شغل بالدنيا، وهكذا حياة الكثيرين: نوم، طعام، ثم ألعاب إلكترونية وغيرها، صفق بالأسواق، معاكسات، مغازلات، ثم سهر على القنوات، ثم نوم. ثم كثير من التفريط في الواجبات الشرعية وارتكاب للمحرمات!
3- الغفلة في مواطن الذكرى، وعن تذكر الموت، والجهل بما يكون بعده: فَتَبَلَّدَ الإحساس..ولو سألت بعض الناس: ماذا سيكون في القبر؟ وماذا سيكون في الآخرة؟ لجهل كثيراً مما يكون، بل تراهم حتى في مواضع التذكّر في المقابر يضحكون و يمزحون مع بعضهم، وهكذا تبلد إحساس.
4- الغفلة عن شكر النعمة: تَبَلَّدَ الإحساس حتى في النعم، أناس عندهم أموال..بيوت..أثاث..صحة..خير..وظائف.. طعام وشراب..لباس..كماليات وأشياء عجيبة في بيوتهم، لكن الحقيقة كما قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ] رواه البخاري.
5- عدم التأثر بالقرآن: مَن الذين يتأثرون بسماع القرآن الكريم؟ يتبلد الإحساس عند الكثيرين إذا سمعوا القرآن،
وهو عند كثير منهم أصوات من مقرئين يعجبهم لحنها وجمالها، لكن ليس لقلوبهم منها نصيب قال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[2]}[سورة الأنفال] . فيخشعون لذكره، و سماع آياته، و الأصل في المؤمن التدبّر والعلم بما أنزل الله، و العمل. إن حال المسلم مع كتاب الله ينبغي أن يكون اجتماع على تلاوته ومدارسته في مجالس تنزل عليها السكينة، وتغشاها الرحمة، وتحفها الملائكة.
6- تَبَلُّدٌ في الإحساس في قطاعات كثيرة من الناس: فَتَبَلَّدَ إحساس أركان الأسرة:
فالأب: لا يهتم بتربية أولاده، ولا بإيقاظهم للصلاة، لا يمنع المنكرات في البيت.. وهكذا .
والأم:لا تقوم على حجاب بناتها، ولا تمنع منكرات الحفلات.
والابن: تعود على شلة السوء، وسماع الغناء، والألعاب المحرمة، والمعاصي داخل وخارج البيت .
حتى بعض الذين هم في سدة التوجيه: من معلم و نحوه، كم منهم ينكر المنكرات؟!، كم منهم يعلّم؟!، يوجّه؟ يربّي؟ يعظ؟ يقص القصص؟ يذكّر؟ قليل الذين يبذلون من أوقاتهم في هذا.. حتى الطلاب تبلد إحساس كثير منهم، فهو لا يفيد و لا يستفيد.
7- عدم التأثر والتفاعل تجاه مصائب المسلمين وقضاياهم: وإذا وعظت أحدهم في هذا، قال: ما لنا ولهم، هؤلاء بعيدون عنا، هؤلاء في بلد بعيدة.. أين مفهوم الأمة الواحدة و الجسد الواحد؟!، المصائب هذه التي تصيب المسلمين، أليس الذي لا يهتم بأمر المسلمين ناقص الإيمان؟ أليس الذي لا يحزن لما أصاب إخوانه المسلمين من المصائب ناقص الإيمان؟ أين أنت من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى]رواه البخاري ومسلم. أجيوش الأعداء في البر والبحر والجو وكثير من المسلمين نائمون؟! أالخطر يدق الأبواب وتبلد في الإحساس وكأن شيئاً لا يحدق ولا أخطار قريبة؟!
8- تفسير كل ما يحدث بالتفسيرات المادية البحتة: فهذا من تبلد الإحساس، فمثلاً: الزلازل، يقولون هذه ارتطام طبقات الأرض. ما أحد -إلا من ندر- يقول: هل هذا عذاب؟، هل هذا انتقام إلهي؟ كذلك في الأوبئة و الأمراض، يقولون هذا سببه كذا، و فيروس كذا.. من الذي يفسر ذلك بأنه عقوبة إلهية لأهل المعاصي؟ ولمّا يحدث كسوف، تجد كاميرات، و ناس تصوّر، و نظّارات تقي من الأشعّة، ما هذا التبلد؟ إلى هذه الدرجة ؟
ثالثًا: من أسباب تبلد الإحساس:
1- ضعف الإيمان بالله، واليوم الآخر: ولهذا يغفل العبد، وهذا نقص في العقل؛ لذلك أهل النار يقولون:{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ[10]}[سورة الملك].
2- طغيان المادة على الناس، وحب الدنيا: والانشغال بها، فصارت القضية مادة في مادة، حتى صارت المادة تدخل في أمور دينية ، فصلة الرحم تُقطّع لأجل المادة، بر الوالدين يُنسى لأجل المادة، إطعام المسكين يُنسى، إكرام الضيف يُنسى... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ] رواه البخاري .
لماذا جعله عبدًا للدينار؟ لأنه يرضى ويسخط من أجله، يحب ويبغض من أجله، يحيا ويعمل من أجله..وهكذا، وهناك مَنْ عبدوا الوظائف، ونسوا أهليهم و دينهم؛ بهذا الركض وراء التجارات، والصناعات، والمُساهمات، و: [لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ]رواه البخاري ومسلم.
3- كثرة المعاصي: ومن آثارها في تبلد الإحساس
1- انسلخ من كثير من القلوب قبحها واستقباحها، حتى صارت عادة لكثير من العصاة الذين يحيون عليها ويعيشون من أجلها. حتى في وقت الابتلاء يعصون الله، إذا كان على سرير المستشفى يسمع الأغاني و يرى النساء المتبرجات وهو في حال الكربة، فأي حالٍ وصل إليه هؤلاء؟! إذا كان في الوقت الذي يؤمّل فيه أن يتوب، و يحتمل أن يرجع إلى الله هذا حاله، فما هي النتيجة المتوقعة؟!
2- المجاهرة بالمعصية في الشوارع، في الأسواق، فالنساء متبرجات أمام الناس ، أليس هذا مجاهرة بالمعصية؟
وهؤلاء الشباب بهذه المناظر العجيبة من التشبّه بالكفار وتقليدهم، الذين يعملون المنكرات في الأسواق علانية، يجلس في المطعم أمام الناس من وراء الزجاج علانية، و وُجِدت فواحش في مطاعم، فما معنى ذلك؟
3- إدمان الذنوب.. وموت القلوب:
رَأيْتُ الذّنُوبَ تُمِيتُ القلوب وقَدْ يُورِثُ الذّلّ إدمَانُها
وتَركُ الذّنُوبِ حياةُ القُلُوبِ وخُيْر لنفْسِكَ عِصْيَانُها
4- إلف المعصية وتعودها: والتعود عليها مصيبة أكبر من اقترافها لأول مرة { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ[100]}[سورة الأعراف]. وبعد الطبع يتبلد الإحساس، فالإنسان بعد ذلك لا يتأثر، لا يرعوي، لا يرجع، لا يتوب، لا يندم، لا يبكي، لا تدمع عينه، قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ]رواه مسلم. و لذلك بعض الناس تقول:وماذا فيها؟ و كأنك تتكلم عن قضية عادية مثل أكل أو شرب، مع أنه مقيم على كبيرة من الكبائر.
4- الإباحية والتعرّي و كشف العورات: في مواقع وقنوات ومجلات، فما هو أثر الإباحية في تبلد الإحساس؟ و دعونا ننتقل لكلام بعض الكفرة في هذا الموضوع لعله يكون عند بعض الناس أوقع، وجد عالم النفس دكتور إدوارد دورنستين من جامعة وسكنسون بأمريكا :أن الذين يخوضون في الدعارة و الإباحية غالباً ما يؤثر ذلك في أنفسهم عدم الاكتراث لمصائب الآخرين وتقبّل جرائم الاغتصاب.
هذا الكافر يلاحظ على قومه أن من انتشار الإباحية تصير نفوسهم فيها تقبُّل لجرائم الاغتصاب وتصير عندهم شيء طبيعي.
كما وجد عدد من الباحثين: أن مثل هذه الإباحية تُورث عدم المبالاة لهذه الجرائم وتحقيرها، و قام الباحث الكندي جيمس شيك بدراسة عدد من الرجال الذين تعرضوا لمصادر مواد إباحية بعضها مُقتَرفة بالعنف وبعضها لا يخالطه العنف، و كانت نتيجة هذه الدراسة أن الباحث وجد في كلتا الحالتين تأثيراً ملحوظاً في مبادئ و سلوك هؤلاء، و تقبّلهم بعد ذلك لاستعمال العنف لإشباع غرائزهم..هذا كلام أبحاث علمية من أناس كفار في رجال تعرضوا لتوالي صور و أفلام مكثفة من المواد الإباحية فكانت هذه النتيجة: تبلد الإحساس، يعني تقبُّل الجرائم، يعني تصبح الجريمة شيء عادي، ليست قبيحة، ليست مرفوضة، هنا الخطر، أن لا يصبح المنكر مرفوضاً، أن لا يصبح المنكر قبيحا.
5- من أسباب تبلد الإحساس:الظلم: الإنسان إذا تعود على الظلم؛ تبلد إحساسه، فلو جاء شخص وقال له: ألا تخشى أن يخسف الله بك الأرض؟ ألا تخشى أن ينزل الله عليك عذاباً؟ ألا تخشى أن يأخذ الله روحك؟ إن الله يمهل و لا يهمل، ستجد تبلد إحساس في القضية:{ ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ[42]}[سورة إبراهيم]. إمهال ليزدادوا إثماً ثم يأخذهم، فإذا أخذهم كان الأخذ أليما شديدًا.
6- إدمان المخدرات و شرب الخمور: ألا توجِد هذه تبلد في الإحساس؟! الآن مدمني المخدرات هؤلاء هل عندهم إحساس بواقع المسلمين، و المعاصي، و انتشار الفساد، و قضية النهوض بالأمة، فإذا صار نسبة كبيرة يتعاطونها فالإحساس هذا ماذا سيكون حاله؟
7- تحول بعض العبادات إلى عادات: وتمر مروراً عادياً جداً.
8- التعود على رؤية أهل البلاء كالأطباء مع أهل البلاء ، ومغسل الموتى ، وحفار القبور: إذا كثُر الإمساس قل الإحساس، لذلك لابد دائماً من مراجعة دورية لهذه القضايا التي يمر عليها يومياً و ربما يكون له فيها موعظة وعبرة و هو لا يعتبر ولا يستفيد.
9- عدم محاسبة النفس من أسباب تبلد الإحساس.
10- طول الأمل، وعدم التفكر في الموت من ذلك.
11- الأمنيات الزائفة.
12- التسويف.
13- مخالطة البطّالين.
14- كثرة الانشغال بالمباحات.
15- عدم الاشتياق إلى الجنة و إلى لقاء الله.
16- اللهو.
17- المناصب.
18- الأموال.
19- الألعاب الإلكترونية.
20- ترقيق كل فتنة لما قبلها: فمثلاً: كان بعض الناس يقول أن الذي لديه هذه القنوات المجاورة هذا يعتبر الآن شيء جيد، قنوات عرب سات، و لما جاءت قنوات عرب سات صار يقول: هذا ليس عنده إلا قنوات عرب سات هذا طيب لأن هناك أشخاص لديهم الديجيتل، و هكذا كل حال أنسانا ما قبله.
رابعًا:علاج تبلد الإحساس: ينبغي أن نعالج نفوسنا بأمور منها:
1- احتساب الأجر في الأعمال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ] رواه البخاري ومسلم. فاحتسب الأجر يا أخي
2-التوبة لعلها تزيل تبلد الإحساس: التوبة سبب نور القلب، ومحو أثر الذنب، و استجلاب محبة الرب، وإغاثة الله للتائبين:{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ...[52]}[سورة هود].
3- تدبر القرآن العظيم:{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[24]}[سورة محمد]. و ما تستطيع تتدبر إلا بمعرفة التفسير، على الأقل معاني كلمات الآية لكي تستطيع أن تتدبر.
4- التفكر في السموات والأرض يزيل التبلد ويحيي القلب.
5- الاعتناء بالمواعظ لنوقظ هذا الإحساس:{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ[55]}[سورة الذاريات].
'وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوب'ُرواه أبوداود والترمذي وابن ماجة وأحمد. هذه الموعظة التي ينبغي أن تكون بالأسلوب المؤثر، بالآيات والأحاديث، وليست بكلام البشر فقط، إنها موعظة تحيي النفوس.
6- الجهاد في سبيل الله: قال النبي صلى الله عليه و سلم: [ عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْهَمَّ وَ الْغَمَّ] رواه الطبراني في الأوسط وهو صحيح.
7- رحلات الطاعة والرحلة في طلب العلم، ولقاء العلماء: وطلبة العلم، هذه الرحلات العلمية فيها تغيير، و فيها مفاجئات، وفيها إذهاب لتبلد الإحساس، رحلات الطاعة عموماً: رحلة الحج، رحلات العمرة، رحلات طلب العلم، رحلات صلة الرحم.
8- محاسبة للنفس: تتذكر ماذا قمت من حق الله؟ ماذا قمت من حق الوالدين؟ وحق الناس؟ والجيران والأرحام؟ حاسب نفسك، كم آية حفظت؟، كم حديثاً قرأت؟ كم مسألة علمية جديدة تعلمت؟، كم ركعة ركعت؟ هل قرأت وردك من القرآن؟ اسأل نفسك. ثم الانتباه، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [201]}[سورة الأعراف]، الإنسان يقع في معاصي، لكن إذا وقع تذكر، وهذا هو الفرق بين معصية المؤمن ومعصية الفاسق الفاجر، أولئك إذا عصوا ما تذكروا، المؤمن إذا عصى تذكر فرجع.
9- استعمال النعم في الطاعة.
10- كثرة ذكر الموت: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ- يَعْنِي الْمَوْتَ-]رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد. ، يقول سعيد بن الجبير:' لو فارق الموت قلبي خشيت أن يفسد علي قلبي'
11- زيارة المقابر لأنها تذكر بالآخرة.
وأخيرًا: ينبغي أن ندرك حجم المأساة التي تعيشها الأمة، فهناك أناس بالرغم من كل المصائب العظيمة ليس عندهم أي انفعال ولا تصرف، ليس عنده ردة فعل إطلاقاً؛ لأنه لا يحس، يرى هجوم أعداء الإسلام الآن على المسلمين، يقولون عن نبينا إرهابي، و القرآن كتاب إرهاب، و الإسلام دين إرهاب... يقولون هذا علناً، و يصرّحون به في وسائلهم، فكل هذا الهجوم على الدين ما أنشأ عندنا غيرة ، ولا تحركاً للدفاع عنه، هذا جيري في برنامج ستون دقيقة يصف الرسول محمد صلى الله عليه و سلم بأنه إرهابي، و قال:' هذا كان رجلاً عنيفاً، رجل حرب،...إلخ، و بات
روبرتسون هذا القائد اليميني المتطرف-و كلهم متطرفون- في قناة فوكس يصف النبي صلى الله عليه و سلم بأنه مجرد متطرف ذو عيون متوحشة هكذا، و يقول عنه: سارق، قاطع طريق.
إذا رأى الإنسان المسلم أن الدين هكذا يُعمل به، ماذا يجب أن يتحرك في نفسه؟، لو كنت غير قادر على عمل شيء، فالله يثيبك على نيتك وعلى إحساسك، أما أننا نمكث هكذا بلا شيء،
فما المعنى بأن نحيا فلا نُحيي بنا الدينا وما المعنى بأن نجتر مجداً ماضـيـاً حيـنا
و حيـنـاً نُـطلق الآهـات ترويـحـاً و تسكينا
لابد أن نعمل، و هناك مجال كبير للعمل للإسلام، الدعوة باب مفتوح، عندنا جيران، أصحاب، أصدقاء، أقارب، يحتاجون إلى الدعوة؟ ماذا بذلنا معهم؟ نحتاج إلى عمل، و إذا سمع الإنسان التنصير ماذا يُنفَق عليه من ميزانيات ضخمة، لابد أن يكون في المقابل هناك انفعال لأن تعمل لهذا الدين، عام 99 فقط ميزانية التنصير 200 مليار دولار، و أشياء تحدث كثيرة من المؤتمرات والجهود العظيمة، ثم المسألة الآن في هذا الخِضم من الهجمة الشرسة على الإسلام وبلاد الإسلام وأهل الإسلام، و صلى الله وسلم على نبينا محمد.
من محاضرة:'ظَاهِرَة تَبَلُّدِ الْإِحْسَاسِ' للشيخ/ محمد صالح المنجد
أولاً: لبعد كثير من المسلمين عن دينهم: فقد أصابتنا الذلة لمّا تركنا الجهاد في سبيل الله، و تبايعنا بالعينة، و تعاملنا بالربا، و رضينا بالزرع، فسلط الله ذلاً لن ينزعه حتى نرجع إلى ديننا، فَعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ]رواه أبوداود وأحمد.
وأصبح الحال كما قال الشاعر:
نهارُك يا مغرورُ سهَوٌ وغفلةٌ وليلكُ نومٌ والرّدَى لك لازمُ
وشغلُك فيما سوف تكره غِبَّهُ كذلك في الدنيا تعيشَ البهائمُ
ثانيًا: لموت الشعور بالذنب والتقصير عند الكثيرين: حتى ظن الكثير منهم أنهم على خير عظيم، بل ربما لم يرد على خاطره أصلاً أنه مقصر في أمور دينه، فبمجرد قيامه ببعض الأركان و الواجبات؛ ظن نفسه قد حاز الإسلام كله، و أن الجنة تنتظره، و نسي مئات الصغائر التي يرتكبها صباحاً و مساء، من المعاصي التي استهانوا بها، والتي هي سبب للخسارة في الدنيا و الآخرة، فضلاً عن الكبائر، و الموبقات، و الفواحش، و الرشوة، و السرقة، و العقوق، و الكذب، و قطع الأرحام، و الخيانة، و الغش، و الغدر، و غير ذلك.
ثالثًا: لطغيان المادة والالتهاء بالدنيا عن الآخرة: فهؤلاء الغافلون قد أغلقت المادة أعينهم، و ألهتهم الحياة الدنيا عن حقيقة مآلهم، و إذا استمروا، ولم يتوبوا ويفيقوا من غفلتهم؛ فإن العذاب ينتظر:
أما والله لو علم الأنامُ لما خُلِقُوا لما غَفَلُوا ونامُوا
لقد خُلِقُوا لما لو أَبْصَرَتْهُ عيونُ قلوبِهم تاهُوا وهامُوا
ممـاتٌ ثـم قبرٌ ثم حشرٌ وتـوبيخٌ وأهوالٌ عظامُ
لهذه الأسباب كان لابد من تناول هذا الموضوع، وذلك من خلال العناوين التالية:
أولًا: ماذا نعني بتبلد الإحساس؟
معنى التبلّد: إنه ذل و استكانة، قال الفيروز آبادي: التبلد ضد التجلّد، و كذا قال ابن منظور.
معنى الإحساس: هو العلم بالحواس، وبليد الحس: ميت. و في قوله تعالى:{ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ...[60]}[سورة الأنعام]. قال البيضاوي:' ينيمكم و يراقبكم، سمّي النوم وفاة لما بينهما من المشاركة في زوال الإحساس'.
ثانيًا: مظاهر تبلد الإحساس:
1- قسوة القلوب: قال تعالى معاتبًا المؤمنين:{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ[16]}[سورة الحديد].
استبطأ الله قلوب المؤمنين فعاتبهم بهذه الآية..وهكذا قسوة القلب بطول الأمد، وبُعد العهد من النبوة والعبادة و الرسالة..هذه الغفلة المستحكِمة اليوم لابد من علاجها.
2- إلف كثير من المنكرات وعدم مقاومتها: فَتَبَلَّدَ الإحساس..هذا التبرج، والاختلاط، والغناء، والفحش، و هذه الدعارة الفضائية، والخوف من أن ينسلخ من القلوب كره المعصية و قُبحها؛ لأن المعاصي إذا توالت على النفوس، ألِفَتها وعاشت و تعايشت معها، و الواجب هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ]رواه أبوداود وابن ماجة وأحمد. فما حال شبابناوبناتنا؟ وما حال أسواقنا؟ ما حال بيوتنا؟ ما هذا التبلد في الإحساس الذي أصابنا حتى لم نعد ننكر كثيراً من المنكرات؟!
كثير من المنكرات منتشرة، لا تجد من يقاومها وينكرها، حتى الدعوة خفّت عند الكثيرين، شغل بالتجارة، شغل بالوظائف، شغل بالدنيا، وهكذا حياة الكثيرين: نوم، طعام، ثم ألعاب إلكترونية وغيرها، صفق بالأسواق، معاكسات، مغازلات، ثم سهر على القنوات، ثم نوم. ثم كثير من التفريط في الواجبات الشرعية وارتكاب للمحرمات!
3- الغفلة في مواطن الذكرى، وعن تذكر الموت، والجهل بما يكون بعده: فَتَبَلَّدَ الإحساس..ولو سألت بعض الناس: ماذا سيكون في القبر؟ وماذا سيكون في الآخرة؟ لجهل كثيراً مما يكون، بل تراهم حتى في مواضع التذكّر في المقابر يضحكون و يمزحون مع بعضهم، وهكذا تبلد إحساس.
4- الغفلة عن شكر النعمة: تَبَلَّدَ الإحساس حتى في النعم، أناس عندهم أموال..بيوت..أثاث..صحة..خير..وظائف.. طعام وشراب..لباس..كماليات وأشياء عجيبة في بيوتهم، لكن الحقيقة كما قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ] رواه البخاري.
5- عدم التأثر بالقرآن: مَن الذين يتأثرون بسماع القرآن الكريم؟ يتبلد الإحساس عند الكثيرين إذا سمعوا القرآن،
وهو عند كثير منهم أصوات من مقرئين يعجبهم لحنها وجمالها، لكن ليس لقلوبهم منها نصيب قال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[2]}[سورة الأنفال] . فيخشعون لذكره، و سماع آياته، و الأصل في المؤمن التدبّر والعلم بما أنزل الله، و العمل. إن حال المسلم مع كتاب الله ينبغي أن يكون اجتماع على تلاوته ومدارسته في مجالس تنزل عليها السكينة، وتغشاها الرحمة، وتحفها الملائكة.
6- تَبَلُّدٌ في الإحساس في قطاعات كثيرة من الناس: فَتَبَلَّدَ إحساس أركان الأسرة:
فالأب: لا يهتم بتربية أولاده، ولا بإيقاظهم للصلاة، لا يمنع المنكرات في البيت.. وهكذا .
والأم:لا تقوم على حجاب بناتها، ولا تمنع منكرات الحفلات.
والابن: تعود على شلة السوء، وسماع الغناء، والألعاب المحرمة، والمعاصي داخل وخارج البيت .
حتى بعض الذين هم في سدة التوجيه: من معلم و نحوه، كم منهم ينكر المنكرات؟!، كم منهم يعلّم؟!، يوجّه؟ يربّي؟ يعظ؟ يقص القصص؟ يذكّر؟ قليل الذين يبذلون من أوقاتهم في هذا.. حتى الطلاب تبلد إحساس كثير منهم، فهو لا يفيد و لا يستفيد.
7- عدم التأثر والتفاعل تجاه مصائب المسلمين وقضاياهم: وإذا وعظت أحدهم في هذا، قال: ما لنا ولهم، هؤلاء بعيدون عنا، هؤلاء في بلد بعيدة.. أين مفهوم الأمة الواحدة و الجسد الواحد؟!، المصائب هذه التي تصيب المسلمين، أليس الذي لا يهتم بأمر المسلمين ناقص الإيمان؟ أليس الذي لا يحزن لما أصاب إخوانه المسلمين من المصائب ناقص الإيمان؟ أين أنت من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى]رواه البخاري ومسلم. أجيوش الأعداء في البر والبحر والجو وكثير من المسلمين نائمون؟! أالخطر يدق الأبواب وتبلد في الإحساس وكأن شيئاً لا يحدق ولا أخطار قريبة؟!
8- تفسير كل ما يحدث بالتفسيرات المادية البحتة: فهذا من تبلد الإحساس، فمثلاً: الزلازل، يقولون هذه ارتطام طبقات الأرض. ما أحد -إلا من ندر- يقول: هل هذا عذاب؟، هل هذا انتقام إلهي؟ كذلك في الأوبئة و الأمراض، يقولون هذا سببه كذا، و فيروس كذا.. من الذي يفسر ذلك بأنه عقوبة إلهية لأهل المعاصي؟ ولمّا يحدث كسوف، تجد كاميرات، و ناس تصوّر، و نظّارات تقي من الأشعّة، ما هذا التبلد؟ إلى هذه الدرجة ؟
ثالثًا: من أسباب تبلد الإحساس:
1- ضعف الإيمان بالله، واليوم الآخر: ولهذا يغفل العبد، وهذا نقص في العقل؛ لذلك أهل النار يقولون:{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ[10]}[سورة الملك].
2- طغيان المادة على الناس، وحب الدنيا: والانشغال بها، فصارت القضية مادة في مادة، حتى صارت المادة تدخل في أمور دينية ، فصلة الرحم تُقطّع لأجل المادة، بر الوالدين يُنسى لأجل المادة، إطعام المسكين يُنسى، إكرام الضيف يُنسى... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ] رواه البخاري .
لماذا جعله عبدًا للدينار؟ لأنه يرضى ويسخط من أجله، يحب ويبغض من أجله، يحيا ويعمل من أجله..وهكذا، وهناك مَنْ عبدوا الوظائف، ونسوا أهليهم و دينهم؛ بهذا الركض وراء التجارات، والصناعات، والمُساهمات، و: [لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ]رواه البخاري ومسلم.
3- كثرة المعاصي: ومن آثارها في تبلد الإحساس
1- انسلخ من كثير من القلوب قبحها واستقباحها، حتى صارت عادة لكثير من العصاة الذين يحيون عليها ويعيشون من أجلها. حتى في وقت الابتلاء يعصون الله، إذا كان على سرير المستشفى يسمع الأغاني و يرى النساء المتبرجات وهو في حال الكربة، فأي حالٍ وصل إليه هؤلاء؟! إذا كان في الوقت الذي يؤمّل فيه أن يتوب، و يحتمل أن يرجع إلى الله هذا حاله، فما هي النتيجة المتوقعة؟!
2- المجاهرة بالمعصية في الشوارع، في الأسواق، فالنساء متبرجات أمام الناس ، أليس هذا مجاهرة بالمعصية؟
وهؤلاء الشباب بهذه المناظر العجيبة من التشبّه بالكفار وتقليدهم، الذين يعملون المنكرات في الأسواق علانية، يجلس في المطعم أمام الناس من وراء الزجاج علانية، و وُجِدت فواحش في مطاعم، فما معنى ذلك؟
3- إدمان الذنوب.. وموت القلوب:
رَأيْتُ الذّنُوبَ تُمِيتُ القلوب وقَدْ يُورِثُ الذّلّ إدمَانُها
وتَركُ الذّنُوبِ حياةُ القُلُوبِ وخُيْر لنفْسِكَ عِصْيَانُها
4- إلف المعصية وتعودها: والتعود عليها مصيبة أكبر من اقترافها لأول مرة { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ[100]}[سورة الأعراف]. وبعد الطبع يتبلد الإحساس، فالإنسان بعد ذلك لا يتأثر، لا يرعوي، لا يرجع، لا يتوب، لا يندم، لا يبكي، لا تدمع عينه، قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ]رواه مسلم. و لذلك بعض الناس تقول:وماذا فيها؟ و كأنك تتكلم عن قضية عادية مثل أكل أو شرب، مع أنه مقيم على كبيرة من الكبائر.
4- الإباحية والتعرّي و كشف العورات: في مواقع وقنوات ومجلات، فما هو أثر الإباحية في تبلد الإحساس؟ و دعونا ننتقل لكلام بعض الكفرة في هذا الموضوع لعله يكون عند بعض الناس أوقع، وجد عالم النفس دكتور إدوارد دورنستين من جامعة وسكنسون بأمريكا :أن الذين يخوضون في الدعارة و الإباحية غالباً ما يؤثر ذلك في أنفسهم عدم الاكتراث لمصائب الآخرين وتقبّل جرائم الاغتصاب.
هذا الكافر يلاحظ على قومه أن من انتشار الإباحية تصير نفوسهم فيها تقبُّل لجرائم الاغتصاب وتصير عندهم شيء طبيعي.
كما وجد عدد من الباحثين: أن مثل هذه الإباحية تُورث عدم المبالاة لهذه الجرائم وتحقيرها، و قام الباحث الكندي جيمس شيك بدراسة عدد من الرجال الذين تعرضوا لمصادر مواد إباحية بعضها مُقتَرفة بالعنف وبعضها لا يخالطه العنف، و كانت نتيجة هذه الدراسة أن الباحث وجد في كلتا الحالتين تأثيراً ملحوظاً في مبادئ و سلوك هؤلاء، و تقبّلهم بعد ذلك لاستعمال العنف لإشباع غرائزهم..هذا كلام أبحاث علمية من أناس كفار في رجال تعرضوا لتوالي صور و أفلام مكثفة من المواد الإباحية فكانت هذه النتيجة: تبلد الإحساس، يعني تقبُّل الجرائم، يعني تصبح الجريمة شيء عادي، ليست قبيحة، ليست مرفوضة، هنا الخطر، أن لا يصبح المنكر مرفوضاً، أن لا يصبح المنكر قبيحا.
5- من أسباب تبلد الإحساس:الظلم: الإنسان إذا تعود على الظلم؛ تبلد إحساسه، فلو جاء شخص وقال له: ألا تخشى أن يخسف الله بك الأرض؟ ألا تخشى أن ينزل الله عليك عذاباً؟ ألا تخشى أن يأخذ الله روحك؟ إن الله يمهل و لا يهمل، ستجد تبلد إحساس في القضية:{ ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ[42]}[سورة إبراهيم]. إمهال ليزدادوا إثماً ثم يأخذهم، فإذا أخذهم كان الأخذ أليما شديدًا.
6- إدمان المخدرات و شرب الخمور: ألا توجِد هذه تبلد في الإحساس؟! الآن مدمني المخدرات هؤلاء هل عندهم إحساس بواقع المسلمين، و المعاصي، و انتشار الفساد، و قضية النهوض بالأمة، فإذا صار نسبة كبيرة يتعاطونها فالإحساس هذا ماذا سيكون حاله؟
7- تحول بعض العبادات إلى عادات: وتمر مروراً عادياً جداً.
8- التعود على رؤية أهل البلاء كالأطباء مع أهل البلاء ، ومغسل الموتى ، وحفار القبور: إذا كثُر الإمساس قل الإحساس، لذلك لابد دائماً من مراجعة دورية لهذه القضايا التي يمر عليها يومياً و ربما يكون له فيها موعظة وعبرة و هو لا يعتبر ولا يستفيد.
9- عدم محاسبة النفس من أسباب تبلد الإحساس.
10- طول الأمل، وعدم التفكر في الموت من ذلك.
11- الأمنيات الزائفة.
12- التسويف.
13- مخالطة البطّالين.
14- كثرة الانشغال بالمباحات.
15- عدم الاشتياق إلى الجنة و إلى لقاء الله.
16- اللهو.
17- المناصب.
18- الأموال.
19- الألعاب الإلكترونية.
20- ترقيق كل فتنة لما قبلها: فمثلاً: كان بعض الناس يقول أن الذي لديه هذه القنوات المجاورة هذا يعتبر الآن شيء جيد، قنوات عرب سات، و لما جاءت قنوات عرب سات صار يقول: هذا ليس عنده إلا قنوات عرب سات هذا طيب لأن هناك أشخاص لديهم الديجيتل، و هكذا كل حال أنسانا ما قبله.
رابعًا:علاج تبلد الإحساس: ينبغي أن نعالج نفوسنا بأمور منها:
1- احتساب الأجر في الأعمال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ] رواه البخاري ومسلم. فاحتسب الأجر يا أخي
2-التوبة لعلها تزيل تبلد الإحساس: التوبة سبب نور القلب، ومحو أثر الذنب، و استجلاب محبة الرب، وإغاثة الله للتائبين:{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ...[52]}[سورة هود].
3- تدبر القرآن العظيم:{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[24]}[سورة محمد]. و ما تستطيع تتدبر إلا بمعرفة التفسير، على الأقل معاني كلمات الآية لكي تستطيع أن تتدبر.
4- التفكر في السموات والأرض يزيل التبلد ويحيي القلب.
5- الاعتناء بالمواعظ لنوقظ هذا الإحساس:{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ[55]}[سورة الذاريات].
'وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوب'ُرواه أبوداود والترمذي وابن ماجة وأحمد. هذه الموعظة التي ينبغي أن تكون بالأسلوب المؤثر، بالآيات والأحاديث، وليست بكلام البشر فقط، إنها موعظة تحيي النفوس.
6- الجهاد في سبيل الله: قال النبي صلى الله عليه و سلم: [ عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْهَمَّ وَ الْغَمَّ] رواه الطبراني في الأوسط وهو صحيح.
7- رحلات الطاعة والرحلة في طلب العلم، ولقاء العلماء: وطلبة العلم، هذه الرحلات العلمية فيها تغيير، و فيها مفاجئات، وفيها إذهاب لتبلد الإحساس، رحلات الطاعة عموماً: رحلة الحج، رحلات العمرة، رحلات طلب العلم، رحلات صلة الرحم.
8- محاسبة للنفس: تتذكر ماذا قمت من حق الله؟ ماذا قمت من حق الوالدين؟ وحق الناس؟ والجيران والأرحام؟ حاسب نفسك، كم آية حفظت؟، كم حديثاً قرأت؟ كم مسألة علمية جديدة تعلمت؟، كم ركعة ركعت؟ هل قرأت وردك من القرآن؟ اسأل نفسك. ثم الانتباه، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [201]}[سورة الأعراف]، الإنسان يقع في معاصي، لكن إذا وقع تذكر، وهذا هو الفرق بين معصية المؤمن ومعصية الفاسق الفاجر، أولئك إذا عصوا ما تذكروا، المؤمن إذا عصى تذكر فرجع.
9- استعمال النعم في الطاعة.
10- كثرة ذكر الموت: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ- يَعْنِي الْمَوْتَ-]رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد. ، يقول سعيد بن الجبير:' لو فارق الموت قلبي خشيت أن يفسد علي قلبي'
11- زيارة المقابر لأنها تذكر بالآخرة.
وأخيرًا: ينبغي أن ندرك حجم المأساة التي تعيشها الأمة، فهناك أناس بالرغم من كل المصائب العظيمة ليس عندهم أي انفعال ولا تصرف، ليس عنده ردة فعل إطلاقاً؛ لأنه لا يحس، يرى هجوم أعداء الإسلام الآن على المسلمين، يقولون عن نبينا إرهابي، و القرآن كتاب إرهاب، و الإسلام دين إرهاب... يقولون هذا علناً، و يصرّحون به في وسائلهم، فكل هذا الهجوم على الدين ما أنشأ عندنا غيرة ، ولا تحركاً للدفاع عنه، هذا جيري في برنامج ستون دقيقة يصف الرسول محمد صلى الله عليه و سلم بأنه إرهابي، و قال:' هذا كان رجلاً عنيفاً، رجل حرب،...إلخ، و بات
روبرتسون هذا القائد اليميني المتطرف-و كلهم متطرفون- في قناة فوكس يصف النبي صلى الله عليه و سلم بأنه مجرد متطرف ذو عيون متوحشة هكذا، و يقول عنه: سارق، قاطع طريق.
إذا رأى الإنسان المسلم أن الدين هكذا يُعمل به، ماذا يجب أن يتحرك في نفسه؟، لو كنت غير قادر على عمل شيء، فالله يثيبك على نيتك وعلى إحساسك، أما أننا نمكث هكذا بلا شيء،
فما المعنى بأن نحيا فلا نُحيي بنا الدينا وما المعنى بأن نجتر مجداً ماضـيـاً حيـنا
و حيـنـاً نُـطلق الآهـات ترويـحـاً و تسكينا
لابد أن نعمل، و هناك مجال كبير للعمل للإسلام، الدعوة باب مفتوح، عندنا جيران، أصحاب، أصدقاء، أقارب، يحتاجون إلى الدعوة؟ ماذا بذلنا معهم؟ نحتاج إلى عمل، و إذا سمع الإنسان التنصير ماذا يُنفَق عليه من ميزانيات ضخمة، لابد أن يكون في المقابل هناك انفعال لأن تعمل لهذا الدين، عام 99 فقط ميزانية التنصير 200 مليار دولار، و أشياء تحدث كثيرة من المؤتمرات والجهود العظيمة، ثم المسألة الآن في هذا الخِضم من الهجمة الشرسة على الإسلام وبلاد الإسلام وأهل الإسلام، و صلى الله وسلم على نبينا محمد.
من محاضرة:'ظَاهِرَة تَبَلُّدِ الْإِحْسَاسِ' للشيخ/ محمد صالح المنجد