همي الدعوه
11 Oct 2009, 03:14 PM
تقرير غولدستون والحصاد المر
بقلم : أحمد عمرو
مفكرة الإسلام: لم تكن هذه هي المرة الأولى في سجل عمالة عباس وسلطته تجاه الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه وتاريخه. لكنها هي المرة الأولى التي تأتي الخيانة عارية كما هي، دون أية محاولة للتلفيق أو التجميل كما يحدث في كل مرة.
شهدت أروقة الأمم المتحدة جهدًا مماثلاً إبان الحرب على غزة ومحاولة بعض الدول العربية والإسلامية لإصدار قرار من الأمم المتحدة لإدانة إسرائيل في حربها على غزة، لكن جهد السلطة المحموم وقتها حال دون إصدار ذلك القرار .
لم تكن هذه أول مرة، فقد شهدت أروقة الأمم المتحدة جهدًا مماثلاً إبان الحرب على غزة ومحاولة بعض الدول العربية والإسلامية لإصدار قرار من الأمم المتحدة لإدانة إسرائيل في حربها على غزة، لكن جهد السلطة المحموم وقتها حال دون إصدار ذلك القرار. وفي خضم صوت المدافع وزمجرة الطائرات وصراخ الثكالى من النساء والأطفال، مرت الفعلة دون محاسبة أو قل لم ينتبه لها أحد .
الجريمة الموثقة:
لقد شكك كثيرون أن يأتي تقرير صادر من الأمم المتحدة يدين إسرائيل، ولو أن التقرير بَرّء نتنياهو وزمرته، لكان لنا بعض عزاء، فلا هم من جلدتنا ولا يتكلمون بألسنتنا ولا تشغلهم قضيتنا، ولعددنا ذلك نفاقًا وتحيزًا وكيلاً بمكيالين .
كثيرًا ما صرخنا من ظلم الغرب وتحيزه ضد حقوقنا، سواء كان من دول، أو ممثلين عن هيئات وجمعيات دولية .
كنا نسمع عن تواطأ سلطة عباس ـ ولا أسميها الفلسطينية، لأنها لا تعبر عن الفلسطينيين ـ إبان الحرب على غزة، وصدرت كثير من التقارير الصحيفة تقول: إن الحرب على غزة جاءت بإيعاز من عباس وضغط منه. هذا ما أكده ليبرمان في حديثه لصحيفة «جيروزاليم بوست» في 23 /9والذي طالب السلطة الفلسطينية بأن تسحب دعواها التي قدمتها إلى المحكمة الجنائية الدولية.. واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب على غزة .
كنا نسمع عن تواطأ سلطة عباس ـ ولا أسميها الفلسطينية، لأنها لا تعبر عن الفلسطينيين ـ إبان الحرب على غزة، وصدرت كثير من التقارير الصحيفة تقول: إن الحرب على غزة جاءت بإيعاز من عباس وضغط منه. هذا ما أكده ليبرمان في حديثه لصحيفة «جيروزاليم بوست» في 23 /9والذي طالب السلطة الفلسطينية بأن تسحب دعواها التي قدمتها إلى المحكمة الجنائية الدولية.. واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب على غزة .
وبرر ذلك بقوله: إن السلطة التي طلبت من إسرائيل أن توجه ضربة قاصمة إلى حماس في غزة ليس لها أن تدعي عليها بعد ذلك بأنها ارتكبت جرائم حرب بحق القطاع .
صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقول: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو من اتخذ قرار مطالبة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتأجيل مناقشة تقرير غولدستون بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
وهذا تقرير آخر جاء هذه المرة من صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقول: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو من اتخذ قرار مطالبة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتأجيل مناقشة تقرير غولدستون بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
وأوضحت الصحيفة أن عباس اتخذ هذا القرار بعد زيارة القنصل العام الأميركي له، وذلك دون التشاور مع زملائه في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أو مع أعضاء حكومة تصريف الأعمال برئاسة سلام فياض .
وحسب معلومات استقتها هآرتس مما وصفتها بـ"مصادر فلسطينية مستقلة في رام الله"، فإن القنصل حمل معه "طلبًا لا لبس فيه" من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن يتم تأجيل مناقشة تقرير القاضي ريتشارد غولدستون في مجلس حقوق الإنسان .
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين فلسطينيين تحدثوا عن "ضغوط كبيرة ومتواصلة" من جانب الولايات المتحدة، التي هددت بأن تبني التقرير سيشوش المسيرة السلمية .
عباس اتصل بممثل منظمة التحرير الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف إبراهيم خريشة، وفاجأه بطلب عدم التصويت في الغد على تبني التقرير .
ومضت هآرتس في تقريرها الذي كتبته عميرة هاس لتؤكد أن عباس اتصل بممثل منظمة التحرير الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف إبراهيم خريشة، وفاجأه بطلب عدم التصويت في الغد على تبني التقرير كما كان مقررًا. وطلب خريشة أن يتلقى أمرًا مكتوبًا عبر الفاكس وهو ما حدث .
لكننا كنا نكذب أنفسنا ونقول: ليس هذا بصحيح، والسلطة كانت تُكذب تلك التقارير وكان يوجد سماعون لها .
لكن هذه المرة أسقط في يدهم، فالأمر ليس مجرد تقارير أو أحاديث صحفية، ولا هي جريمة فاعلها مجهول. بل جريمة موثقة وكل أركانها كاملة، وأدلتها واضحة .
مقايضة رخيصة:
والأكثر مهانة وعمالة من كل ذلك أن يتم تبرير الأمر بمقايضة رخيصة فمقابل رخصة للهواتف النقالة أو حفنة دولارات يتم التنازل عن دماء أكثر من 1400 شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال .
فقد كشفت مصادر صحفية وفقًا لوكالة "سما" الفلسطينية أن فياض تلقى اتصالات من واشنطن وتل أبيب "وصلت إلى حد التهديد بقطع كافة المساعدات التي تمنحها الإدارة الأمريكية للسلطة الفلسطينية وكذلك توقيف إسرائيل عائدات الضرائب التي تعتمد عليها السلطة في دفع رواتب موظفيها .
وأكدت المصادر أن فياض ـ عقب الاتصالات التي تلقاها ـ مارس ضغوطًا على السلطة الفلسطينية لسحب القرار لأنه سيشكل عقبة كبيرة في وجه المشاريع الاقتصادية في الضفة، وينعكس سلبًا على أداء حكومته .
ولعل هناك سؤالاً فات على الصحافيين أن يسألوه لعباس ورئيس وزرائه وسلطته هو أنه بكم أصبح الآن سعر الدم الفلسطيني في السوق العالمية؟
عباس عاريًا:
الكاتبة الإسرائيلية أوريت دغاني كانت قد وثقت الخلفية الثقافية لما يقترفه الجيش الإسرائيلي من جرائم إبادية في مقال نشرته صحيفة «معاريف 2009/1/1» قائلة: «إن المجتمع الإسرائيلي بات مستلبًا لثقافة الحرب، ولا يعرف أي لغة غيرها»، وتضيف: «إن الإسرائيليين يندفعون للحرب لأنهم يكرهون السلام، ويعتبرون أن القوة هي الخيار الوحيد لتحقيق الأهداف» وتوثق: «إن الحروب تجري في عروقنا مجرى الدم، حيث إننا نتصور أن من الطبيعي أن نندفع نحو الحرب التي يقتل ويجرح فيها الناس، لذا فإننا عادة ما نشعل حربًا بعد عامين ونصف العام تقريبًا على انتهاء آخر حرب خضناها».
وهذا ما دفع باراك أن يصرح بالقول (إن تقرير غولدستون لن يردعه من شن حروب في المستقبل).
فإذا كانت تلك هي أخلاق الإسرائيليين والتي اعترفوا بها بأنفسهم، فإن اللوم لا يطالهم بل يطال أولئك الذين تطوعوا لوضع الخرقة في فم الضحية حتى لا تصرخ ويسمع بها العالم، وإن كان لنا من عزاء من وراء تلك الفضيحة، فهو أن ورقة التوت الأخيرة التي كانت تستر عورة عباس وزمرته قد سقطت .
بقلم : أحمد عمرو
مفكرة الإسلام: لم تكن هذه هي المرة الأولى في سجل عمالة عباس وسلطته تجاه الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه وتاريخه. لكنها هي المرة الأولى التي تأتي الخيانة عارية كما هي، دون أية محاولة للتلفيق أو التجميل كما يحدث في كل مرة.
شهدت أروقة الأمم المتحدة جهدًا مماثلاً إبان الحرب على غزة ومحاولة بعض الدول العربية والإسلامية لإصدار قرار من الأمم المتحدة لإدانة إسرائيل في حربها على غزة، لكن جهد السلطة المحموم وقتها حال دون إصدار ذلك القرار .
لم تكن هذه أول مرة، فقد شهدت أروقة الأمم المتحدة جهدًا مماثلاً إبان الحرب على غزة ومحاولة بعض الدول العربية والإسلامية لإصدار قرار من الأمم المتحدة لإدانة إسرائيل في حربها على غزة، لكن جهد السلطة المحموم وقتها حال دون إصدار ذلك القرار. وفي خضم صوت المدافع وزمجرة الطائرات وصراخ الثكالى من النساء والأطفال، مرت الفعلة دون محاسبة أو قل لم ينتبه لها أحد .
الجريمة الموثقة:
لقد شكك كثيرون أن يأتي تقرير صادر من الأمم المتحدة يدين إسرائيل، ولو أن التقرير بَرّء نتنياهو وزمرته، لكان لنا بعض عزاء، فلا هم من جلدتنا ولا يتكلمون بألسنتنا ولا تشغلهم قضيتنا، ولعددنا ذلك نفاقًا وتحيزًا وكيلاً بمكيالين .
كثيرًا ما صرخنا من ظلم الغرب وتحيزه ضد حقوقنا، سواء كان من دول، أو ممثلين عن هيئات وجمعيات دولية .
كنا نسمع عن تواطأ سلطة عباس ـ ولا أسميها الفلسطينية، لأنها لا تعبر عن الفلسطينيين ـ إبان الحرب على غزة، وصدرت كثير من التقارير الصحيفة تقول: إن الحرب على غزة جاءت بإيعاز من عباس وضغط منه. هذا ما أكده ليبرمان في حديثه لصحيفة «جيروزاليم بوست» في 23 /9والذي طالب السلطة الفلسطينية بأن تسحب دعواها التي قدمتها إلى المحكمة الجنائية الدولية.. واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب على غزة .
كنا نسمع عن تواطأ سلطة عباس ـ ولا أسميها الفلسطينية، لأنها لا تعبر عن الفلسطينيين ـ إبان الحرب على غزة، وصدرت كثير من التقارير الصحيفة تقول: إن الحرب على غزة جاءت بإيعاز من عباس وضغط منه. هذا ما أكده ليبرمان في حديثه لصحيفة «جيروزاليم بوست» في 23 /9والذي طالب السلطة الفلسطينية بأن تسحب دعواها التي قدمتها إلى المحكمة الجنائية الدولية.. واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب على غزة .
وبرر ذلك بقوله: إن السلطة التي طلبت من إسرائيل أن توجه ضربة قاصمة إلى حماس في غزة ليس لها أن تدعي عليها بعد ذلك بأنها ارتكبت جرائم حرب بحق القطاع .
صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقول: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو من اتخذ قرار مطالبة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتأجيل مناقشة تقرير غولدستون بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
وهذا تقرير آخر جاء هذه المرة من صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقول: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو من اتخذ قرار مطالبة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتأجيل مناقشة تقرير غولدستون بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
وأوضحت الصحيفة أن عباس اتخذ هذا القرار بعد زيارة القنصل العام الأميركي له، وذلك دون التشاور مع زملائه في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أو مع أعضاء حكومة تصريف الأعمال برئاسة سلام فياض .
وحسب معلومات استقتها هآرتس مما وصفتها بـ"مصادر فلسطينية مستقلة في رام الله"، فإن القنصل حمل معه "طلبًا لا لبس فيه" من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن يتم تأجيل مناقشة تقرير القاضي ريتشارد غولدستون في مجلس حقوق الإنسان .
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين فلسطينيين تحدثوا عن "ضغوط كبيرة ومتواصلة" من جانب الولايات المتحدة، التي هددت بأن تبني التقرير سيشوش المسيرة السلمية .
عباس اتصل بممثل منظمة التحرير الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف إبراهيم خريشة، وفاجأه بطلب عدم التصويت في الغد على تبني التقرير .
ومضت هآرتس في تقريرها الذي كتبته عميرة هاس لتؤكد أن عباس اتصل بممثل منظمة التحرير الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف إبراهيم خريشة، وفاجأه بطلب عدم التصويت في الغد على تبني التقرير كما كان مقررًا. وطلب خريشة أن يتلقى أمرًا مكتوبًا عبر الفاكس وهو ما حدث .
لكننا كنا نكذب أنفسنا ونقول: ليس هذا بصحيح، والسلطة كانت تُكذب تلك التقارير وكان يوجد سماعون لها .
لكن هذه المرة أسقط في يدهم، فالأمر ليس مجرد تقارير أو أحاديث صحفية، ولا هي جريمة فاعلها مجهول. بل جريمة موثقة وكل أركانها كاملة، وأدلتها واضحة .
مقايضة رخيصة:
والأكثر مهانة وعمالة من كل ذلك أن يتم تبرير الأمر بمقايضة رخيصة فمقابل رخصة للهواتف النقالة أو حفنة دولارات يتم التنازل عن دماء أكثر من 1400 شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال .
فقد كشفت مصادر صحفية وفقًا لوكالة "سما" الفلسطينية أن فياض تلقى اتصالات من واشنطن وتل أبيب "وصلت إلى حد التهديد بقطع كافة المساعدات التي تمنحها الإدارة الأمريكية للسلطة الفلسطينية وكذلك توقيف إسرائيل عائدات الضرائب التي تعتمد عليها السلطة في دفع رواتب موظفيها .
وأكدت المصادر أن فياض ـ عقب الاتصالات التي تلقاها ـ مارس ضغوطًا على السلطة الفلسطينية لسحب القرار لأنه سيشكل عقبة كبيرة في وجه المشاريع الاقتصادية في الضفة، وينعكس سلبًا على أداء حكومته .
ولعل هناك سؤالاً فات على الصحافيين أن يسألوه لعباس ورئيس وزرائه وسلطته هو أنه بكم أصبح الآن سعر الدم الفلسطيني في السوق العالمية؟
عباس عاريًا:
الكاتبة الإسرائيلية أوريت دغاني كانت قد وثقت الخلفية الثقافية لما يقترفه الجيش الإسرائيلي من جرائم إبادية في مقال نشرته صحيفة «معاريف 2009/1/1» قائلة: «إن المجتمع الإسرائيلي بات مستلبًا لثقافة الحرب، ولا يعرف أي لغة غيرها»، وتضيف: «إن الإسرائيليين يندفعون للحرب لأنهم يكرهون السلام، ويعتبرون أن القوة هي الخيار الوحيد لتحقيق الأهداف» وتوثق: «إن الحروب تجري في عروقنا مجرى الدم، حيث إننا نتصور أن من الطبيعي أن نندفع نحو الحرب التي يقتل ويجرح فيها الناس، لذا فإننا عادة ما نشعل حربًا بعد عامين ونصف العام تقريبًا على انتهاء آخر حرب خضناها».
وهذا ما دفع باراك أن يصرح بالقول (إن تقرير غولدستون لن يردعه من شن حروب في المستقبل).
فإذا كانت تلك هي أخلاق الإسرائيليين والتي اعترفوا بها بأنفسهم، فإن اللوم لا يطالهم بل يطال أولئك الذين تطوعوا لوضع الخرقة في فم الضحية حتى لا تصرخ ويسمع بها العالم، وإن كان لنا من عزاء من وراء تلك الفضيحة، فهو أن ورقة التوت الأخيرة التي كانت تستر عورة عباس وزمرته قد سقطت .