دمـ تبتسم ـوع
14 Oct 2009, 06:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السائل
معالي الشيخ .. أمة المسلمين تمر بمحن، اليهود شرذمة قليلون وإنهم لنا غالبون، وأهل البدع والشر من الكهنة والعرافيين وأهل التنجيم، ومن رافع ألوية البدع والخرافات.
يكاد المسلم الغيور أن ييأس وأن يقنط، وبخاصة إذا قيل له أن الشر قد كثر والزم بيتك وامسك لسانك،
فهل هناك من كلمة تبين أن العلم الشرعي مخرج من الفتن بجميعها سواء كانت فتن عقدية أو في العبادات أو في غيرها؟
الشيخ:
لا شك أن العلم الشرعي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخرج من الفتن فإذا جاءت الفتن - والفتن لابد أن تأتي سنة الله جل وعلا في خلقه ليبتليهم ويمتحنهم – فلا مخرج من الفتن لا مخرج من الفتن إلا بالعلم الشرعي قال صلى الله عليه وسلم: ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي ). ولن نتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة إلا إذا سعينا لتعلمها والتفقه فيها وتلقيها عن أهلها.
أما وجود الكتاب والسنة في الرفوف ووجود الكتاب والسنة في المكتبات الضخمة هذا لا يكفي ولا يفيد شيئاً، فهذا مثل السلاح الذي لا يستعمل ولا يحمل، وقد هلك بنو اسرائيل وعندهم التوراة وعندهم العلم لمّا لم يعملوا به ولم يحملوه حق حمله، هلكوا وفيهم العلماء وفيهم الأحبار: { لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }.
فلا مخرج من هذه الفتن إلا بتعلم العلم النافع الذي به تعرف الحق من الباطل، تعرف الهدى من الضلال، وتعرف الصحيح من السقيم، قال الله عز وجل: { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }.
جاءنا هذا على يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام: ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ).
لا شك أنه يحدث الشرك والكفر والإلحاد في العقيدة.
لا شك أنه تحدث البدع والمحدثات والضلالات.
لا شك أنه يظهر دعاة الضلال ودعاة السوء.
كل هذا يحدث ولكن المخرج من هذا كله بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعلمهما والعمل بهما والرجوع إليهما، قال تعالى: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَئ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا }.
أما كون الإنسان ينعزل إذا جائت الفتن ويبقى في بيته هذا فيه تفصيل:
فالإنسان الذي لا يستطيع مقاومة الفتن، ولا يستطيع أن يتعلم العلم النافع، ولا يستطيع أن يرد الشبهات، ويقارع أهل الضلال، هذا يبقى في بيته ليسلم.
أما الإنسان الذي يستطيع أن يتعلم، ويستطيع أن يتكلم بالحق، ويدل على الصراط المستقيم، ويرد على أهل الضلال، ويلجم أهل الشر والمنافقين، فهذا يجب عليه أن يخرج من بيته وأن يجاهد في سبيل الله، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }.
يجاهدون بالحجة وباللسان وبالكتاب والسنة، وترد شبهاتهم وتفضح أباطيلهم،
فلو أن العلماء سكتوا و جلسوا في بيوتهم لتمادى أهل الضلال في ضلالهم، وأهل الطغيان في طغيانهم، ولسنحت الفرصة لشياطين الإنس والجن أن يضلوا الناس عن الصراط المستقيم فلا بد من مقارعتهم، قال تعالى: { فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ [ أي بالقرآن ] وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً }.
تفريغ الأخ
كريم إبراهيم الخطيب
منقول
السائل
معالي الشيخ .. أمة المسلمين تمر بمحن، اليهود شرذمة قليلون وإنهم لنا غالبون، وأهل البدع والشر من الكهنة والعرافيين وأهل التنجيم، ومن رافع ألوية البدع والخرافات.
يكاد المسلم الغيور أن ييأس وأن يقنط، وبخاصة إذا قيل له أن الشر قد كثر والزم بيتك وامسك لسانك،
فهل هناك من كلمة تبين أن العلم الشرعي مخرج من الفتن بجميعها سواء كانت فتن عقدية أو في العبادات أو في غيرها؟
الشيخ:
لا شك أن العلم الشرعي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخرج من الفتن فإذا جاءت الفتن - والفتن لابد أن تأتي سنة الله جل وعلا في خلقه ليبتليهم ويمتحنهم – فلا مخرج من الفتن لا مخرج من الفتن إلا بالعلم الشرعي قال صلى الله عليه وسلم: ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي ). ولن نتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة إلا إذا سعينا لتعلمها والتفقه فيها وتلقيها عن أهلها.
أما وجود الكتاب والسنة في الرفوف ووجود الكتاب والسنة في المكتبات الضخمة هذا لا يكفي ولا يفيد شيئاً، فهذا مثل السلاح الذي لا يستعمل ولا يحمل، وقد هلك بنو اسرائيل وعندهم التوراة وعندهم العلم لمّا لم يعملوا به ولم يحملوه حق حمله، هلكوا وفيهم العلماء وفيهم الأحبار: { لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }.
فلا مخرج من هذه الفتن إلا بتعلم العلم النافع الذي به تعرف الحق من الباطل، تعرف الهدى من الضلال، وتعرف الصحيح من السقيم، قال الله عز وجل: { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }.
جاءنا هذا على يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام: ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ).
لا شك أنه يحدث الشرك والكفر والإلحاد في العقيدة.
لا شك أنه تحدث البدع والمحدثات والضلالات.
لا شك أنه يظهر دعاة الضلال ودعاة السوء.
كل هذا يحدث ولكن المخرج من هذا كله بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعلمهما والعمل بهما والرجوع إليهما، قال تعالى: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَئ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا }.
أما كون الإنسان ينعزل إذا جائت الفتن ويبقى في بيته هذا فيه تفصيل:
فالإنسان الذي لا يستطيع مقاومة الفتن، ولا يستطيع أن يتعلم العلم النافع، ولا يستطيع أن يرد الشبهات، ويقارع أهل الضلال، هذا يبقى في بيته ليسلم.
أما الإنسان الذي يستطيع أن يتعلم، ويستطيع أن يتكلم بالحق، ويدل على الصراط المستقيم، ويرد على أهل الضلال، ويلجم أهل الشر والمنافقين، فهذا يجب عليه أن يخرج من بيته وأن يجاهد في سبيل الله، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }.
يجاهدون بالحجة وباللسان وبالكتاب والسنة، وترد شبهاتهم وتفضح أباطيلهم،
فلو أن العلماء سكتوا و جلسوا في بيوتهم لتمادى أهل الضلال في ضلالهم، وأهل الطغيان في طغيانهم، ولسنحت الفرصة لشياطين الإنس والجن أن يضلوا الناس عن الصراط المستقيم فلا بد من مقارعتهم، قال تعالى: { فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ [ أي بالقرآن ] وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً }.
تفريغ الأخ
كريم إبراهيم الخطيب
منقول