همي الدعوه
05 Nov 2009, 12:50 AM
بين عباس الجبان وعباس السلطة!!
| 16/11/1430
http://www.almoslim.net/files/images/thumb/ABBAS_BERETZ3(1)-thumb2.jpg
في قصيدة ساخرة نُشرت منذ نحو عشرين سنة ، اختار الشاعر أحمد مطر اسم (عباس) رمزاً للأنظمة العربية التي تتسلح حتى النخاع بذريعة الإعداد لمواجهة العدو الصهيوني، لكنها تصوّب هذه الأسلحة إلى رؤوس مواطنيها العزل المسالمين. فعباس في القصيدة يصقل سيفه باستمرار حتى بعد أن تستصرخه زوجته مستغيثة من ضيفه الذي راودها عن نفسها وسرق غنم الأسرة واحتل منزلها....وأخيراً يُسْأَل عباس: لمن تصقل سيفك يا عباس ؟ فيجيب بكل بلادة إحساس: اصقله لوقت الشدة!!!
ولعله من التوفيقات الربانية أن يقع اختيار الشاعر العراقي المشرد في بلاد الغرب، على اسم عباس قبل أن نُبتلى بمحمود عباس وتسلطه على حركة فتح ثم اختطافه منظمة التحرير الفلسطينية، بعد مشاركته اليهود في مؤامرة تصفية زعيمه ياسر عرفات، سواء أكان عبر اشتراك فعلي مع بطانته العميلة مثلما قالت صحف العدو نفسها ثم أعاد فاروق القدومي نشرها بعد عام كامل فتمت إزاحته من قيادة فتح والمنظمة مع أنه من أبرز رجالاتهما التاريخيين الأحياء، أو كان بصمته وتجاهله دعوات التحقيق في اغتيال عرفات.
لكن هنالك فارقاً واحداً ومهماً بين عباس القصيدة وعباس الواقع، فالأول جبان ورعديد لكنه ليس خائناً ولا مشاركاً في الاعتداء على جماعته.كما أن عباس الرمزي احتفظ بسلاحه ولو لم يستعمله للذود عن حِماه، في حين لا يترك عباس السلطة فرصة تمر دون أن يسعى بالقول وبالفعل إلى مصادرة الأسلحة المحدودة نوعاً وحجماً، التي يحصل عليها الشرفاء من أبناء فلسطين بشق الأنفس، لكي يقاوموا الصهاينة الغاصبين المدججين بأعتى ترسانة عسكرية في المنطقة كلها.
صحيح أن عصابة محمود عباس أخفقت في أداء دورها الأساسي وربما الوحيد وهو إنهاء خطر المقاومة الفلسطينية على الكيان اليهودي، فقد خسروا قطاع غزة واضطر سادتهم إلى شن عدوان غاشم بأنفسهم لكنه لم يحقق الغاية اللئيمة كذلك.لكن العصابة نجحت في البطش بالشعب المرابط في الضفة الغربية بالتنسيق التام مع الاحتلال، فلم يسمحوا له بالتظاهر المتكافئ مع جرائم الصهاينة في غزة، ولم يتيحوا له التعبير عن غضبه من خطة عباس وزمرته لوأد تقرير لجنة جولدستون قبل أن يجدوا أنفسهم مجبَرين على إعادة التصويت عليه في المجلس العالمي لحقوق الإنسان.
وصحيح أن محمود عباس ليس أول شخص هكذا في التاريخ ولن يكون الأخير، لكن حظه مع أولياء نعمته شر من أشباهه السابقين، فقد كان الغرب الصليبي واليهودي يمنح عملاءه في مواقع القيادة المفروضة رداء وطنياً زائفاً، فيقدمون لهم انتصارات هزيلة وجزئية لخداع البسطاء من العامة، أما عباس فقد جعلوه ـ بحسب يوسي بيلين ـ عميلاً مفضوحاً بلا ستر ولا لباس يواري سوءاته ولو كان من ريش صناعي.
وحتى تجميد الاستيطان بصفة مؤقتة تراجع البيت الأبيض عنه من خلال وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون، بالرغم من النص عليه في مقررات اللجنة الرباعية سيئة السمعة، منذ سنوات ولكن بلا طائل!!
بل إن القوم يسخرون من عباس على رؤوس الأشهاد، فيواصلون التهويد الوقح في القدس، والاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى المبارك، ويتابعون سرقة المياه التي يَحْرِمون الفلسطينيين أصحاب الأرض من الحصول على الماء النظيف للشرب على الأقل، ثم يكلفونه بهجاء المقاومة ليل نهار!!
وعلى المستوى الشخصي الشكلي المحض، أخذوا يزدرونه عملياً عبر اعتماد رئيس وزرائه اللا شرعي سلام فياض وكيلاً فعلياً لتمرير خططهم الخبيثة المسماة ب"السلام الاقتصادي"بحسب الاختراع الماكر الذي قام به توني بلير عندما كان رئيساً لحكومة بريطانيا صانعة الكيان الغاصب منذ البداية.فلم يعد لعباس اليوم من دور عندهم سوى اللقاءات الشكلية "البروتوكولية" باعتراف الصحف الأمريكية والصهيونية ذاتها ؛ فلو كان لدى عباس ذرة من الكرامة الشخصية لما بقي في موقعه المزري ودوره المخزي يوماً واحداً.
بقلم : الشيخ ناصر العمر
موقع المسلم
| 16/11/1430
http://www.almoslim.net/files/images/thumb/ABBAS_BERETZ3(1)-thumb2.jpg
في قصيدة ساخرة نُشرت منذ نحو عشرين سنة ، اختار الشاعر أحمد مطر اسم (عباس) رمزاً للأنظمة العربية التي تتسلح حتى النخاع بذريعة الإعداد لمواجهة العدو الصهيوني، لكنها تصوّب هذه الأسلحة إلى رؤوس مواطنيها العزل المسالمين. فعباس في القصيدة يصقل سيفه باستمرار حتى بعد أن تستصرخه زوجته مستغيثة من ضيفه الذي راودها عن نفسها وسرق غنم الأسرة واحتل منزلها....وأخيراً يُسْأَل عباس: لمن تصقل سيفك يا عباس ؟ فيجيب بكل بلادة إحساس: اصقله لوقت الشدة!!!
ولعله من التوفيقات الربانية أن يقع اختيار الشاعر العراقي المشرد في بلاد الغرب، على اسم عباس قبل أن نُبتلى بمحمود عباس وتسلطه على حركة فتح ثم اختطافه منظمة التحرير الفلسطينية، بعد مشاركته اليهود في مؤامرة تصفية زعيمه ياسر عرفات، سواء أكان عبر اشتراك فعلي مع بطانته العميلة مثلما قالت صحف العدو نفسها ثم أعاد فاروق القدومي نشرها بعد عام كامل فتمت إزاحته من قيادة فتح والمنظمة مع أنه من أبرز رجالاتهما التاريخيين الأحياء، أو كان بصمته وتجاهله دعوات التحقيق في اغتيال عرفات.
لكن هنالك فارقاً واحداً ومهماً بين عباس القصيدة وعباس الواقع، فالأول جبان ورعديد لكنه ليس خائناً ولا مشاركاً في الاعتداء على جماعته.كما أن عباس الرمزي احتفظ بسلاحه ولو لم يستعمله للذود عن حِماه، في حين لا يترك عباس السلطة فرصة تمر دون أن يسعى بالقول وبالفعل إلى مصادرة الأسلحة المحدودة نوعاً وحجماً، التي يحصل عليها الشرفاء من أبناء فلسطين بشق الأنفس، لكي يقاوموا الصهاينة الغاصبين المدججين بأعتى ترسانة عسكرية في المنطقة كلها.
صحيح أن عصابة محمود عباس أخفقت في أداء دورها الأساسي وربما الوحيد وهو إنهاء خطر المقاومة الفلسطينية على الكيان اليهودي، فقد خسروا قطاع غزة واضطر سادتهم إلى شن عدوان غاشم بأنفسهم لكنه لم يحقق الغاية اللئيمة كذلك.لكن العصابة نجحت في البطش بالشعب المرابط في الضفة الغربية بالتنسيق التام مع الاحتلال، فلم يسمحوا له بالتظاهر المتكافئ مع جرائم الصهاينة في غزة، ولم يتيحوا له التعبير عن غضبه من خطة عباس وزمرته لوأد تقرير لجنة جولدستون قبل أن يجدوا أنفسهم مجبَرين على إعادة التصويت عليه في المجلس العالمي لحقوق الإنسان.
وصحيح أن محمود عباس ليس أول شخص هكذا في التاريخ ولن يكون الأخير، لكن حظه مع أولياء نعمته شر من أشباهه السابقين، فقد كان الغرب الصليبي واليهودي يمنح عملاءه في مواقع القيادة المفروضة رداء وطنياً زائفاً، فيقدمون لهم انتصارات هزيلة وجزئية لخداع البسطاء من العامة، أما عباس فقد جعلوه ـ بحسب يوسي بيلين ـ عميلاً مفضوحاً بلا ستر ولا لباس يواري سوءاته ولو كان من ريش صناعي.
وحتى تجميد الاستيطان بصفة مؤقتة تراجع البيت الأبيض عنه من خلال وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون، بالرغم من النص عليه في مقررات اللجنة الرباعية سيئة السمعة، منذ سنوات ولكن بلا طائل!!
بل إن القوم يسخرون من عباس على رؤوس الأشهاد، فيواصلون التهويد الوقح في القدس، والاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى المبارك، ويتابعون سرقة المياه التي يَحْرِمون الفلسطينيين أصحاب الأرض من الحصول على الماء النظيف للشرب على الأقل، ثم يكلفونه بهجاء المقاومة ليل نهار!!
وعلى المستوى الشخصي الشكلي المحض، أخذوا يزدرونه عملياً عبر اعتماد رئيس وزرائه اللا شرعي سلام فياض وكيلاً فعلياً لتمرير خططهم الخبيثة المسماة ب"السلام الاقتصادي"بحسب الاختراع الماكر الذي قام به توني بلير عندما كان رئيساً لحكومة بريطانيا صانعة الكيان الغاصب منذ البداية.فلم يعد لعباس اليوم من دور عندهم سوى اللقاءات الشكلية "البروتوكولية" باعتراف الصحف الأمريكية والصهيونية ذاتها ؛ فلو كان لدى عباس ذرة من الكرامة الشخصية لما بقي في موقعه المزري ودوره المخزي يوماً واحداً.
بقلم : الشيخ ناصر العمر
موقع المسلم