المهــــــــــــا
11 Nov 2009, 04:58 AM
_ _ _ _ (يوم القيامه) _ _ _ _
اسأل الله العظيم ان ينفعني وأياكم بما نقرأ . . .
قال تعالى(واستمع يوم ينادي المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج)
يأمر الله ملكا ان ينادي على صخرة بيت المقدس أيتها العظام الباليه والاوصال المتقطعه واللحوم المتمزقه والشعور المتفرقه ان الله يأمركن ان تجتمعن لفصل القضاء
فتصور وقوع الصوت في سمعك ودعائك الى العرض على مالك الملك فيطير فؤادك ويشيب رأسك للنداء لانها صيحه واحده للعرض على الرب جل وعلا قال تعالى(فإنما هي زجرة واحده فإذا هم بالساهره)
فبينما أنت في فزع من الصوت أذ سمعت بانشقاق الارض فخرجت مغبرا من غبار قبرك قائما على قدميك شاخصا ببصرك نحو النداء قال تعالى(يوم تشقق الارض عنهم سراعا)
فتصور تعريك ومذلتك وانفرادك بخوفك وأحزانك في زحمة الخلائق خاشعة ابصارهم وأصواتهم ترهقهم الذله قال تعالى(وخشعت الاصوات للرحمن فلاتسمع الاهمسا)
وتصور تكوير الشمس وتناثر النجوم وانشقاق السماء من فوق الخلائق مع كثافه سمكها فيا هول صوت ذلك الانشقاق
تصور وقوفك مفردا عريانا حافيا وقد أدنيت الشمس من رؤوس الخلائق ولاظل لأحد الا ظل عرش رب العالمين فبينما أنت على تلك الحال المزعجه اشتد الكرب والوهج من حر الشمس ثم ازدحمت الامم وتدافعت وتضايقت الاقدام وانقطعت الاعناق من شده العطش والخوف العظيم
وانضاف الى حر الشمس كثره الانفاس وازدحام الاجسام والعطش تضاعف ولانوم ولاراحة وفاض عرقهم على الارض حتى استنقع ثم ارتفع على الابدان على قدر مراتبهم ومنازلهم عند ربهم بالسعاده والشقاوه
ثم تصور مجئ جهنم تقاد ولها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها قال تعالى(وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأني له الذكرى)
فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثا لركبته يقول يارب نفسي نفسي فتصور ذلك الموقف المهيل المفزع الذي قد ملأ القلوب رعبا وخوفا وقلقا وذعرا ياله من موقف ومنظر مزعج
وأنت لامحاله أحدهم فتوهم نفسك لكربك وقد علا العرق والفزع والرعب الشديد والناس معك منتظرون لفصل القضا الى دار السعاده اوالى دار الشقاء قال تعالى(وتنذر يوم الجمع لاريب فيه فريق في الجنةو فريق في السعير)
تصور أصوات الخلائق وهم ينادون باجمعهم منفرد كل واحد بنفسه ينادي نفسي قال تعالى(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها)
فبينما انت في تلك الحاله مملوء رعبا قد بلغت القلوب الحناجر من شده الاهوال والمزعجات والخوف اذ ارتفع عنق من النار يلتقط من امر بأخذه فينطوي عليهم ويلقيهم في النار ثم تصور الميزان وعظمته وقد نصب لوزن الاعمال وتصور الكتب المتطايره في الأيمان والشمائل وقلبك واجف وخايف متوقع أين يقع كتابك في يمينك او شمالك او وراء ظهرك
فالأتقياء يعطون كتبهم بايمانهم والاشقياء بالشمال او وراء الظهر
(عن انس قال:يؤتى بابن ادم يوم القيامه حتي يوقف بين كفتي الميزان ويوكل به ملك فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلان بن فلان سعاده لايشقي بعدها ابدا وان خف ميزانه نادى بصوت يسمع الخلائق شقى فلان ابن فلان شقاوة لايسعد بعدها أبدا)
تصور وانت واقف مع الخلائق الذين لايعلم عددهم الا الله سبحانه إذ نودي بأسمك على رؤوس الخلائق من الاولين والاخرين اين فلان ابن فلان هلم الى العرض على الله سبحانه
فقمت أنت لايقوم غيرك لما لزم قلبك من العلم من أنك المطلوب فقمت ترتعد فرائصك وتضطرب رجلاك وقلبك من شده الخوف
فتصور وقوفك بين يدي بديع السموات والارض الذي الارض جميعا قبضته يوم القيامه والسموات مطويات بيمينه القوي العزيز
وجوارحك مرتعده بيدك صحيفه محصا فيها الدقيق والجليل لاتغادر صغيرة ولاكبيرة فقرأتها بلسان كليل وقلب منكسر وداخلك من الخوف والحياء من الله الذي لم يزل اليك محسنا وعليك ساترا
فباي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك وبأي قدم تقف غدا بين يديه وبأي طرف تنظر اليه وبأي قلب تحتمل كلامه العظيم ومساءلته وتوبيخه
تصور نفسك بصغر جسمك بين يدي من السموات والارض كخردله في كفه الكبير المتعالي سبحانه
تصور نفسك بهذه الهيئه والاهوال محدقه بك من جوانبك ومن خلفك فكم من كبيرة قد نسيتها اثبتها عليك الملك وغيرها
فما ظنك بسؤال من قد امتلا سمعك من عظمته وجلاله كيف بك إن ذكرك مخالفتك له وركوبك معاصيه وقلة اهتمامك بنهيه ونظره اليك
ماذا تقول ان قال لك ياعبدي ماأجللتني أما استحييت مني اما راقبتني استخففت بنظري اليك ألم احسن اليك ألم انعم عليك ماغرك مني شبابك فيما أبليته وعمرك فيما افنيته ومالك من اين اكتسبته وفيم انفقته وعلمك ماذا عملت فيه
وكيف تثبت رجلاك عند الوقوف بين يديه الا ان يثبتك جل وعلا ويقدرك على ذلك وتبالغ فيك الجهد من الغم والحزن والخجل وبدا لك منه أحد امرين اما الرضا او الغضب
فأما يقول ياعبدي انا سترتها عليك في الدنيا وانا اغفر لك اليوم فقد غفرت لك كبير جرمك وكثير سيئاتك وتقبلت منك يسير احسانك
تصور رضاه عنك حينما تسمعه منه فامتلأ قلبك سرورا وكدت ان تموت من الفرح فأي سرور اعظم ثم خرجت الى الخلائق مستنير الوجه قد حل بك اكمل الجمال وكتابك بيمينك وقد شخصت ابصار الخلائق غبطه لك وتأسفا على ان ينالوا من الله سبحانه مثل مانلت
تصور ان لم يعف عنك ربك وايقنت بالهلاك وذهب بك الى جهنم مسود الوجه تتخطى الخلائق بسواد وجهك وكتابك بشمالك او وراء ظهرك تنادي بالويل والثبور والملك أخذ بعضدك ينادي هذا فلان ابن فلان قد شقى شقاء لايسعد بعده ابدا
تصور الصراط وهو الجسر المنصوب على متن جهنم امامك تصور مايحل بك من الوجل والخوف حين رفعت طرفك فنظرت اليه بدقته وحوضه وجهنم تضطرب وتتغيض وتخفق بامواجها من تحته
ولما قيل لك اركب طار عقلك رعبا وخوفا ثم إذا رفعت رجلك وانت تنفض لتركب الجسر فوقع قدمك على حدته ودقته فازداد فزعك ورجفان قلبك ورفعت رجلك الاخرى وانت مضطرب تتمروج من شده الخوف وقد اثقلتك الاوزار وانت تحملها على ظهرك وانت تنظر الناس يتهافتون من بين يديك وورائك واخرون يتخطفون بالكلاليب وتسمع العويل والبكاء
فتصور هذا بعقلك مادمت على قيد الحياة قبل ان يحال بينك وبينه لعلك ان تتلافى التفريط وتحاسب نفسك فبل ان يفوت الاوان فتبوأ بالفشل والحرمان
فتصور حالتك ان بؤت بالخسران وزلت رجلك عن الصراط وطار عقلك ثم زلت رجلك الاخرى فنكست على هامتك فلم تشعر الا والكلوب قد دخل بجلدك ولحمك
فجذبت به وبادرت اليك النار ثائره غضبانه لغضب مولاها وقد غلب على قلبك الندم والتأسف على اوقات ضيعتها فيما يسخط الله
تصور سماعك لنداء النار يقول عزوجل(هل امتلأت)وسمعت اجابتها له (هل من مزيد)
فذكرت الشراب بالدنيا فزعت الى الجحيم فتناولت الاناء من يد الخازن الموكل بعذابك فلما تناولته تمزعت كفك من تحته واحترقت من حرارته ثم قربته الى فمك والالم بالغ منك كل مبلغ فشوى وجهك وتساقط لحمه
ثم تجرعته فسلخ حلقك ثم وصل الى جوفك فقطع امعاءك قال تعالى(وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم)
فتصور نفسك مع الضائعين والخاسرين لعلك ان تلحق بالابرار والمقربين
وتصور حالتك لما اشتد بك الكرب والعطش وبلغ منك كل مبلغ وذكرت الجنان ومافيها من النعيم المقيم
ثم ذكرت شرابها وبرد مائها وذكرت ان فيها بعض القرابه من اب وام واخ وغيرهم من القرابه والاصدقاء فناديتهم بقلب محزون محترق تطلب منهم ماء او نحوه فاجابوك بالرد والخيبه فتقطع قلبك حسره
قال تعالى (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنه أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين)فيا خيبه من هذا حاله وهذا مآله
اذ خيبوا املك فيهم وبما رايت من غضبهم عليك لغضب ربك ففزعت الى الله بالنداء بطلب الخروج منها فبعد مده الله اعلم بها جاء الجواب (إخسؤا فيها ولا تكلمون)
فلما سمعت النداء بالتخسئه لك ولامثالك بقى نفسك من شده الضيق والالم والحسره مترددا في جوفك لامخرج له فضاقت نفسك ضيقا شديدا لايعلم مداه الا الله
وبقيت قلقا تزفر ولا تطيق الكلام ثم اتاك زياده حسره وندم حيث اطبق ابواب النار عليك وعلى اعدائه فيها فانقطع الامل كليا
قال تعالي(إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة)
فلو رايتهم لذاب قلبك فزعا ورعبا من سوء خلقهم ولخرجت روحك من نتن رائحتهم فكيف لو نظرت نفسك وانت فيهم وقد زال من قلبك الامل والرجاء
فمثل نفسك لعلك ان تتأثر فتستعد للقاء الله
فتصور تلك الاهوال والعظائم بعقل فارغ وعزيمه صادقه وراجع نفسك مادمت على قيد الحياه وتب الي الله توبه نصوحا عن مايكرهه مولاك وتضرع اليه وابك من خشيته لعله يرحمك ويقيل عثرتك
فأن الخطر عظيم والبدن ضعيف والموت منك قريب
*اللهم أَجِرْنَا من النار .. اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار ..
اللهم أجر مرسلها من النار .. اللهم أجرنا والمسلمين من النار ..
آمين . . آمين . . آمين
** انشرها و لك الدعاء و الأجر إن شاء الله تعالى
اسأل الله العظيم ان ينفعني وأياكم بما نقرأ . . .
قال تعالى(واستمع يوم ينادي المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج)
يأمر الله ملكا ان ينادي على صخرة بيت المقدس أيتها العظام الباليه والاوصال المتقطعه واللحوم المتمزقه والشعور المتفرقه ان الله يأمركن ان تجتمعن لفصل القضاء
فتصور وقوع الصوت في سمعك ودعائك الى العرض على مالك الملك فيطير فؤادك ويشيب رأسك للنداء لانها صيحه واحده للعرض على الرب جل وعلا قال تعالى(فإنما هي زجرة واحده فإذا هم بالساهره)
فبينما أنت في فزع من الصوت أذ سمعت بانشقاق الارض فخرجت مغبرا من غبار قبرك قائما على قدميك شاخصا ببصرك نحو النداء قال تعالى(يوم تشقق الارض عنهم سراعا)
فتصور تعريك ومذلتك وانفرادك بخوفك وأحزانك في زحمة الخلائق خاشعة ابصارهم وأصواتهم ترهقهم الذله قال تعالى(وخشعت الاصوات للرحمن فلاتسمع الاهمسا)
وتصور تكوير الشمس وتناثر النجوم وانشقاق السماء من فوق الخلائق مع كثافه سمكها فيا هول صوت ذلك الانشقاق
تصور وقوفك مفردا عريانا حافيا وقد أدنيت الشمس من رؤوس الخلائق ولاظل لأحد الا ظل عرش رب العالمين فبينما أنت على تلك الحال المزعجه اشتد الكرب والوهج من حر الشمس ثم ازدحمت الامم وتدافعت وتضايقت الاقدام وانقطعت الاعناق من شده العطش والخوف العظيم
وانضاف الى حر الشمس كثره الانفاس وازدحام الاجسام والعطش تضاعف ولانوم ولاراحة وفاض عرقهم على الارض حتى استنقع ثم ارتفع على الابدان على قدر مراتبهم ومنازلهم عند ربهم بالسعاده والشقاوه
ثم تصور مجئ جهنم تقاد ولها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها قال تعالى(وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأني له الذكرى)
فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثا لركبته يقول يارب نفسي نفسي فتصور ذلك الموقف المهيل المفزع الذي قد ملأ القلوب رعبا وخوفا وقلقا وذعرا ياله من موقف ومنظر مزعج
وأنت لامحاله أحدهم فتوهم نفسك لكربك وقد علا العرق والفزع والرعب الشديد والناس معك منتظرون لفصل القضا الى دار السعاده اوالى دار الشقاء قال تعالى(وتنذر يوم الجمع لاريب فيه فريق في الجنةو فريق في السعير)
تصور أصوات الخلائق وهم ينادون باجمعهم منفرد كل واحد بنفسه ينادي نفسي قال تعالى(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها)
فبينما انت في تلك الحاله مملوء رعبا قد بلغت القلوب الحناجر من شده الاهوال والمزعجات والخوف اذ ارتفع عنق من النار يلتقط من امر بأخذه فينطوي عليهم ويلقيهم في النار ثم تصور الميزان وعظمته وقد نصب لوزن الاعمال وتصور الكتب المتطايره في الأيمان والشمائل وقلبك واجف وخايف متوقع أين يقع كتابك في يمينك او شمالك او وراء ظهرك
فالأتقياء يعطون كتبهم بايمانهم والاشقياء بالشمال او وراء الظهر
(عن انس قال:يؤتى بابن ادم يوم القيامه حتي يوقف بين كفتي الميزان ويوكل به ملك فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلان بن فلان سعاده لايشقي بعدها ابدا وان خف ميزانه نادى بصوت يسمع الخلائق شقى فلان ابن فلان شقاوة لايسعد بعدها أبدا)
تصور وانت واقف مع الخلائق الذين لايعلم عددهم الا الله سبحانه إذ نودي بأسمك على رؤوس الخلائق من الاولين والاخرين اين فلان ابن فلان هلم الى العرض على الله سبحانه
فقمت أنت لايقوم غيرك لما لزم قلبك من العلم من أنك المطلوب فقمت ترتعد فرائصك وتضطرب رجلاك وقلبك من شده الخوف
فتصور وقوفك بين يدي بديع السموات والارض الذي الارض جميعا قبضته يوم القيامه والسموات مطويات بيمينه القوي العزيز
وجوارحك مرتعده بيدك صحيفه محصا فيها الدقيق والجليل لاتغادر صغيرة ولاكبيرة فقرأتها بلسان كليل وقلب منكسر وداخلك من الخوف والحياء من الله الذي لم يزل اليك محسنا وعليك ساترا
فباي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك وبأي قدم تقف غدا بين يديه وبأي طرف تنظر اليه وبأي قلب تحتمل كلامه العظيم ومساءلته وتوبيخه
تصور نفسك بصغر جسمك بين يدي من السموات والارض كخردله في كفه الكبير المتعالي سبحانه
تصور نفسك بهذه الهيئه والاهوال محدقه بك من جوانبك ومن خلفك فكم من كبيرة قد نسيتها اثبتها عليك الملك وغيرها
فما ظنك بسؤال من قد امتلا سمعك من عظمته وجلاله كيف بك إن ذكرك مخالفتك له وركوبك معاصيه وقلة اهتمامك بنهيه ونظره اليك
ماذا تقول ان قال لك ياعبدي ماأجللتني أما استحييت مني اما راقبتني استخففت بنظري اليك ألم احسن اليك ألم انعم عليك ماغرك مني شبابك فيما أبليته وعمرك فيما افنيته ومالك من اين اكتسبته وفيم انفقته وعلمك ماذا عملت فيه
وكيف تثبت رجلاك عند الوقوف بين يديه الا ان يثبتك جل وعلا ويقدرك على ذلك وتبالغ فيك الجهد من الغم والحزن والخجل وبدا لك منه أحد امرين اما الرضا او الغضب
فأما يقول ياعبدي انا سترتها عليك في الدنيا وانا اغفر لك اليوم فقد غفرت لك كبير جرمك وكثير سيئاتك وتقبلت منك يسير احسانك
تصور رضاه عنك حينما تسمعه منه فامتلأ قلبك سرورا وكدت ان تموت من الفرح فأي سرور اعظم ثم خرجت الى الخلائق مستنير الوجه قد حل بك اكمل الجمال وكتابك بيمينك وقد شخصت ابصار الخلائق غبطه لك وتأسفا على ان ينالوا من الله سبحانه مثل مانلت
تصور ان لم يعف عنك ربك وايقنت بالهلاك وذهب بك الى جهنم مسود الوجه تتخطى الخلائق بسواد وجهك وكتابك بشمالك او وراء ظهرك تنادي بالويل والثبور والملك أخذ بعضدك ينادي هذا فلان ابن فلان قد شقى شقاء لايسعد بعده ابدا
تصور الصراط وهو الجسر المنصوب على متن جهنم امامك تصور مايحل بك من الوجل والخوف حين رفعت طرفك فنظرت اليه بدقته وحوضه وجهنم تضطرب وتتغيض وتخفق بامواجها من تحته
ولما قيل لك اركب طار عقلك رعبا وخوفا ثم إذا رفعت رجلك وانت تنفض لتركب الجسر فوقع قدمك على حدته ودقته فازداد فزعك ورجفان قلبك ورفعت رجلك الاخرى وانت مضطرب تتمروج من شده الخوف وقد اثقلتك الاوزار وانت تحملها على ظهرك وانت تنظر الناس يتهافتون من بين يديك وورائك واخرون يتخطفون بالكلاليب وتسمع العويل والبكاء
فتصور هذا بعقلك مادمت على قيد الحياة قبل ان يحال بينك وبينه لعلك ان تتلافى التفريط وتحاسب نفسك فبل ان يفوت الاوان فتبوأ بالفشل والحرمان
فتصور حالتك ان بؤت بالخسران وزلت رجلك عن الصراط وطار عقلك ثم زلت رجلك الاخرى فنكست على هامتك فلم تشعر الا والكلوب قد دخل بجلدك ولحمك
فجذبت به وبادرت اليك النار ثائره غضبانه لغضب مولاها وقد غلب على قلبك الندم والتأسف على اوقات ضيعتها فيما يسخط الله
تصور سماعك لنداء النار يقول عزوجل(هل امتلأت)وسمعت اجابتها له (هل من مزيد)
فذكرت الشراب بالدنيا فزعت الى الجحيم فتناولت الاناء من يد الخازن الموكل بعذابك فلما تناولته تمزعت كفك من تحته واحترقت من حرارته ثم قربته الى فمك والالم بالغ منك كل مبلغ فشوى وجهك وتساقط لحمه
ثم تجرعته فسلخ حلقك ثم وصل الى جوفك فقطع امعاءك قال تعالى(وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم)
فتصور نفسك مع الضائعين والخاسرين لعلك ان تلحق بالابرار والمقربين
وتصور حالتك لما اشتد بك الكرب والعطش وبلغ منك كل مبلغ وذكرت الجنان ومافيها من النعيم المقيم
ثم ذكرت شرابها وبرد مائها وذكرت ان فيها بعض القرابه من اب وام واخ وغيرهم من القرابه والاصدقاء فناديتهم بقلب محزون محترق تطلب منهم ماء او نحوه فاجابوك بالرد والخيبه فتقطع قلبك حسره
قال تعالى (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنه أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين)فيا خيبه من هذا حاله وهذا مآله
اذ خيبوا املك فيهم وبما رايت من غضبهم عليك لغضب ربك ففزعت الى الله بالنداء بطلب الخروج منها فبعد مده الله اعلم بها جاء الجواب (إخسؤا فيها ولا تكلمون)
فلما سمعت النداء بالتخسئه لك ولامثالك بقى نفسك من شده الضيق والالم والحسره مترددا في جوفك لامخرج له فضاقت نفسك ضيقا شديدا لايعلم مداه الا الله
وبقيت قلقا تزفر ولا تطيق الكلام ثم اتاك زياده حسره وندم حيث اطبق ابواب النار عليك وعلى اعدائه فيها فانقطع الامل كليا
قال تعالي(إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة)
فلو رايتهم لذاب قلبك فزعا ورعبا من سوء خلقهم ولخرجت روحك من نتن رائحتهم فكيف لو نظرت نفسك وانت فيهم وقد زال من قلبك الامل والرجاء
فمثل نفسك لعلك ان تتأثر فتستعد للقاء الله
فتصور تلك الاهوال والعظائم بعقل فارغ وعزيمه صادقه وراجع نفسك مادمت على قيد الحياه وتب الي الله توبه نصوحا عن مايكرهه مولاك وتضرع اليه وابك من خشيته لعله يرحمك ويقيل عثرتك
فأن الخطر عظيم والبدن ضعيف والموت منك قريب
*اللهم أَجِرْنَا من النار .. اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار ..
اللهم أجر مرسلها من النار .. اللهم أجرنا والمسلمين من النار ..
آمين . . آمين . . آمين
** انشرها و لك الدعاء و الأجر إن شاء الله تعالى