همي الدعوه
12 Nov 2009, 04:15 AM
حب دينك سبب ثباتك عليه
بقلم : عبيدالله القحطاني
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الهادي إلى الصراط المستقيم محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم على النهج القويم. أما بعد:
فإن من تأمل في الحديث الذي رواه البخاري في أول كتابه عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما يرويه عن أبي سفيان رضي الله عنه في خبر دخوله على هرقل وسؤالاته له عن الرسول صلى الله عليه وسلم يستوقفه سؤاله لأبي سفيان عندما قال له: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ - يقصد هل من دخل دين محمد يتركه ساخطاً عليه - قال أبو سفيان: لا , فقال وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب.
فهذه إشارة عجيبة أشار إليها هذا الرجل العاقل وهي أن التمسك بالدين مبني على الحب له والرضا به وعدم السخط عليه، فمن أحبه تمسك به ومن سخطه تركه، وميزة دين الإسلام الصافي أن من عرفه وتغلغل في قلبه لا يتركه مهما كانت الظروف والأسباب.
لقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يعدلون بفرحهم بالإسلام فرحهم بأي شيء آخر، فقد جاء عند مسلم (2639) عن أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال: وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسوله. قال: فإنك مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنك مع من أحببت، قال أنس فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم .
ولذلك صبروا على الأذى والتعذيب من كفار قريش صبروا على الجوع صبروا على الفقر صبروا على الغربة صبروا على كل شيء في سبيل أن يستمسكوا بدينهم؛ لأن الإيمان قد تغلغل حبه في قلوبهم وخالطتها بشاشته تلك فمهما جرى فإنهم لا يتركونه .
ومصيبتنا اليوم تكمن في أناس همهم إيغار الصدور على الدين وإسخاط القلوب على الشريعة جردوا لذلك أقلامهم ورسومهم وأفلامهم فإنها نكبة عظمى وبلية كبرى أن يكون في صدر العبد بغض لدين الله وسخطة عليه أو على أهله أو على شيء من رسومه فذلك هو الهلاك المبين فقد يؤتى العبد من حيث لا يشعر ولا يدري فتكون مصيبته في دينه والعياذ بالله فلذلك كان أعظم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأكثره يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
لقد بلينا اليوم بأقوام يصورون الدين بأنه تخلف ورجعية وانه يقف في وجه التقدم والتطور يصورون علماء الشريعة بأنهم لا يفقهون الواقع وأن فتاواهم وعلومهم قد كانت لزمن مضى ولا تصلح لهذا الزمان يبغضون الدين إلى الناس بإيغار الصدور على أهله فينسبون إليهم ماهم منه برا ء ويضخمون الأخطاء إن وجدت ليبغضهم الناس ويمقتهم المجتمع.
وليس المقصود الأشخاص في المقام الأول بل ما يحملونه من هدى ونور فلم يبق شيء إلا نالوا منه العلماء والدعاة والقضاة والأئمة والخطباء والجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القران وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها وظهر أثر ذلك جليا في تغير نظرة بعض الناس للمستقيمين الذين يظهر عليهم التمسك بالسنة في هيئاتهم ولباسهم فتجد فظاظة القول وكيل التهم ونظرات الاستهجان وسوء الأدب أحيانا.
ولذلك علينا الحذر من هذا المنزلق الخطير؛ لأنه يؤدي إلى بغض الدين فيهون تركه وتذهب الحمية له والغضب لمحاربه إذا انتهكت وهذا ما يريده المفسدون.
أختم بسؤال أين ومع من تريد أن تكون يوم القيامة؟ الجواب: ارجع لحديث أنس في مقالتي هذه واقرأه بتمعن ثم انظر إلى قلبك ومن يحب؟.
ياله من دين
بقلم : عبيدالله القحطاني
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الهادي إلى الصراط المستقيم محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم على النهج القويم. أما بعد:
فإن من تأمل في الحديث الذي رواه البخاري في أول كتابه عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما يرويه عن أبي سفيان رضي الله عنه في خبر دخوله على هرقل وسؤالاته له عن الرسول صلى الله عليه وسلم يستوقفه سؤاله لأبي سفيان عندما قال له: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ - يقصد هل من دخل دين محمد يتركه ساخطاً عليه - قال أبو سفيان: لا , فقال وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب.
فهذه إشارة عجيبة أشار إليها هذا الرجل العاقل وهي أن التمسك بالدين مبني على الحب له والرضا به وعدم السخط عليه، فمن أحبه تمسك به ومن سخطه تركه، وميزة دين الإسلام الصافي أن من عرفه وتغلغل في قلبه لا يتركه مهما كانت الظروف والأسباب.
لقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يعدلون بفرحهم بالإسلام فرحهم بأي شيء آخر، فقد جاء عند مسلم (2639) عن أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال: وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسوله. قال: فإنك مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنك مع من أحببت، قال أنس فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم .
ولذلك صبروا على الأذى والتعذيب من كفار قريش صبروا على الجوع صبروا على الفقر صبروا على الغربة صبروا على كل شيء في سبيل أن يستمسكوا بدينهم؛ لأن الإيمان قد تغلغل حبه في قلوبهم وخالطتها بشاشته تلك فمهما جرى فإنهم لا يتركونه .
ومصيبتنا اليوم تكمن في أناس همهم إيغار الصدور على الدين وإسخاط القلوب على الشريعة جردوا لذلك أقلامهم ورسومهم وأفلامهم فإنها نكبة عظمى وبلية كبرى أن يكون في صدر العبد بغض لدين الله وسخطة عليه أو على أهله أو على شيء من رسومه فذلك هو الهلاك المبين فقد يؤتى العبد من حيث لا يشعر ولا يدري فتكون مصيبته في دينه والعياذ بالله فلذلك كان أعظم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأكثره يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
لقد بلينا اليوم بأقوام يصورون الدين بأنه تخلف ورجعية وانه يقف في وجه التقدم والتطور يصورون علماء الشريعة بأنهم لا يفقهون الواقع وأن فتاواهم وعلومهم قد كانت لزمن مضى ولا تصلح لهذا الزمان يبغضون الدين إلى الناس بإيغار الصدور على أهله فينسبون إليهم ماهم منه برا ء ويضخمون الأخطاء إن وجدت ليبغضهم الناس ويمقتهم المجتمع.
وليس المقصود الأشخاص في المقام الأول بل ما يحملونه من هدى ونور فلم يبق شيء إلا نالوا منه العلماء والدعاة والقضاة والأئمة والخطباء والجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القران وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها وظهر أثر ذلك جليا في تغير نظرة بعض الناس للمستقيمين الذين يظهر عليهم التمسك بالسنة في هيئاتهم ولباسهم فتجد فظاظة القول وكيل التهم ونظرات الاستهجان وسوء الأدب أحيانا.
ولذلك علينا الحذر من هذا المنزلق الخطير؛ لأنه يؤدي إلى بغض الدين فيهون تركه وتذهب الحمية له والغضب لمحاربه إذا انتهكت وهذا ما يريده المفسدون.
أختم بسؤال أين ومع من تريد أن تكون يوم القيامة؟ الجواب: ارجع لحديث أنس في مقالتي هذه واقرأه بتمعن ثم انظر إلى قلبك ومن يحب؟.
ياله من دين