عبيد المبين
04 Sep 2004, 03:30 PM
<div align="center"> أيها الأحبة جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أناأخوكم الملقب بـينكم بـ( عبيد المعين ) أعلن تراجعي عن هذا اللقب .. وكنت قد اخترته على عجل عند تسجيلي في الملتقى .. ولم يخطر ببالي أن فيه إشكالا ، لكثرة ما يتردد لدينا في الحي لوجود من يسمى به .. ومع علاقة عائلة هذا الأخ بعدد من أهل العلم ، إلا أنني لم أسمع عليه اعتراضا مما جعل التسمي به غير مستنكر لدي إطلاقا ، ولا سيما مع وجود مادة عون في عدد من الأدعية الثابتة ..
ولكن راسلني أحد الإخوة مستنكرا التسمي بعبيد المعين ، فسألته لم ؟ هل ظهر لك فيه محذور شرعي ؟ فأجاب بأنه لا يعلم فيه محذورا شرعيا غير أنه ثقيل على اللسان .. فرددت عليه بأن صعوبة النطق تعالج برياضة الفك كما يقول علماء التجويد ، وذكرت له بيت ابن الجزري :
وليس بينـه وبين فعلـه *** سوى رياضة امريء بفكه
لماذا إذاً أتراجع عن هذه التسمية ؟
أقول : لقد خالجني شك في سلامتها شرعا .. بعد اعتراض هذا الأخ المبارك وإن كان اعتراضه من وجه مختلف ..
ولذلك فمنذ مدة وأنا أبحث هل لفظ : ( المعين ) يعد - شرعا - اسما من أسماء الله عز وجل ؟ فلم أجد كلاما علميا أطمئن إلى سلامته ، وغاية ما وجدت : اشتهار التسمية بعبيد المعين حتى عند بعض العلماء الأوائل للأشخاص ولبعض المؤلفات مثل : فتح المعين .. ونحو ذلك ؛ ولم أجد نصاً يدل عليه .. حتى في كلام شراح تلك الكتب أجدهم لا يعترضون على هذه التسمية !
نعم يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه المستعان ، الذي يستعين به عباده فيعينهم ، وهذا ثابت بالكتاب والسُّنَّة.. ومن أدلته قولـ الله تعالى : <font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font>إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ<font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font> ؛ و قولـه : <font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font>فَصَبْرٌ جَـمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصـِفُون<font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font> ؛ و قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( 000اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) ؛ وقوله : (( ...إذا سألت ؛ فاسأل الله ، وإذا استعنت ؛ فاستعن بالله 000)) .
ومن المتقرر عند أهل العلم والمعرفة ما يُميِّز الاسم عن الصفة ، والصفة عن الاسم أمور ، منها : أن الأسماء يشتق منها صفات ، أما الصفات ؛ فلا يشتق منها أسماء ، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم ، صفات الرحمة والقدرة والعظمة ، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء اسم المريد والجائي ، مثلا .
وقد عدَّ بعض العلماء ( المستعان ) من أسماء الله ، منهم ابن العربي في أحكام القرآن ، ويحتاج إلى مزيد بحث .
أما (المعين) ؛ فلم أقف على دليل يثبت أنه من أسماء الله ، خلاف ما هو منتشر في القديم والحديث من التسمية بعبد المعين ؛ بل نص بعض الباحثين على أنه ليس من أسماء الله عز وجل .
ومن وجد دليلا يثبت أنه اسم فليفدنا مشكورا مأجورا بفضل الله .
ومن المتقرر عند أهل العلم أن أسماء الله عز وجل توقيفية ، أي أنه لا يقال : هذا اسم من أسماء الله عز وجل إلا بعد الوقوف على دليل يثبت ذلك .
كما أن من المتقرر أيضا : أن الله عز وجل يتعبد بأسمائـه ، فنقول : عبد الكريم ، وعبد الرحـمن ، وعبد العزيز ، لكن لا يُتعبد بصفاته ؛ فلا نقول : عبد الكرم ، وعبد الرحمـة ، وعبد العزة ؛ كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه ، فنقول : يا رحيم ! ارحمنا ، ويا كريم! أكرمنا ، ويا لطيف! الطف بنا ، لكن لا ندعو صفاته فنقول : يا رحمة الله! ارحمينا ، أو : يا كرم الله ! أو :يا لطف الله ! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف ؛ فالرحمة ليست هي الله ، بل هي صفةٌ لله ، وكذلك العزة ، وغيرها ؛ فهذه صفات لله ، وليســـت هي الله ، ولا يجوز التعبد إلا لله ، ولا يدعى غير الله .
وخروجا من هذا الإشكال :
أخبركم أني قد غيرت الاسم من ( عبيد المعين ) ..
وهو بعد التغيير ( عبيد المبين ) .. وذلك للتعريف باسم غير مشهور من أسماء الله تعالى ؛ ولقربه وزنا من لفظ ( المعين ) ، فيكون التغيير أيسر .
و ( المبين ) اسم من أسماء الله عز وجل ثابت بدلالة القرآن الكريم : في قول الله تعالى : <font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font>يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ<font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font> .
والمعنى فقد قال ابن جرير في تفسير هذه الآية : " يقول : ويعلمون يومئذ أنَّ الله هو الحق الذي يبين لهم حقائق ما كان يعدهم في الدنيا من العذاب ، و يزول حينئذ الشك فيه عن أهل النفاق الذين كانوا فيما كان يعدهم في الدنيا يمترون)) .
وقال قَوَّام السُّنَّة الأصبهاني : ((المبين : ومعناه البيِّن أمره ، وقيل : البيِّن الربوبية والملكوت ، يقال : أبان الشيء بمعنى تبين ، وقيل معناه : أبان للخلق ما احتاجوا إليه)).
هذا والله أسأل أن يوفقنا لما يحب ويرضى ، ويهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه .؟ وصلى اللهم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا . </div>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أناأخوكم الملقب بـينكم بـ( عبيد المعين ) أعلن تراجعي عن هذا اللقب .. وكنت قد اخترته على عجل عند تسجيلي في الملتقى .. ولم يخطر ببالي أن فيه إشكالا ، لكثرة ما يتردد لدينا في الحي لوجود من يسمى به .. ومع علاقة عائلة هذا الأخ بعدد من أهل العلم ، إلا أنني لم أسمع عليه اعتراضا مما جعل التسمي به غير مستنكر لدي إطلاقا ، ولا سيما مع وجود مادة عون في عدد من الأدعية الثابتة ..
ولكن راسلني أحد الإخوة مستنكرا التسمي بعبيد المعين ، فسألته لم ؟ هل ظهر لك فيه محذور شرعي ؟ فأجاب بأنه لا يعلم فيه محذورا شرعيا غير أنه ثقيل على اللسان .. فرددت عليه بأن صعوبة النطق تعالج برياضة الفك كما يقول علماء التجويد ، وذكرت له بيت ابن الجزري :
وليس بينـه وبين فعلـه *** سوى رياضة امريء بفكه
لماذا إذاً أتراجع عن هذه التسمية ؟
أقول : لقد خالجني شك في سلامتها شرعا .. بعد اعتراض هذا الأخ المبارك وإن كان اعتراضه من وجه مختلف ..
ولذلك فمنذ مدة وأنا أبحث هل لفظ : ( المعين ) يعد - شرعا - اسما من أسماء الله عز وجل ؟ فلم أجد كلاما علميا أطمئن إلى سلامته ، وغاية ما وجدت : اشتهار التسمية بعبيد المعين حتى عند بعض العلماء الأوائل للأشخاص ولبعض المؤلفات مثل : فتح المعين .. ونحو ذلك ؛ ولم أجد نصاً يدل عليه .. حتى في كلام شراح تلك الكتب أجدهم لا يعترضون على هذه التسمية !
نعم يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه المستعان ، الذي يستعين به عباده فيعينهم ، وهذا ثابت بالكتاب والسُّنَّة.. ومن أدلته قولـ الله تعالى : <font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font>إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ<font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font> ؛ و قولـه : <font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font>فَصَبْرٌ جَـمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصـِفُون<font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font> ؛ و قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( 000اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) ؛ وقوله : (( ...إذا سألت ؛ فاسأل الله ، وإذا استعنت ؛ فاستعن بالله 000)) .
ومن المتقرر عند أهل العلم والمعرفة ما يُميِّز الاسم عن الصفة ، والصفة عن الاسم أمور ، منها : أن الأسماء يشتق منها صفات ، أما الصفات ؛ فلا يشتق منها أسماء ، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم ، صفات الرحمة والقدرة والعظمة ، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء اسم المريد والجائي ، مثلا .
وقد عدَّ بعض العلماء ( المستعان ) من أسماء الله ، منهم ابن العربي في أحكام القرآن ، ويحتاج إلى مزيد بحث .
أما (المعين) ؛ فلم أقف على دليل يثبت أنه من أسماء الله ، خلاف ما هو منتشر في القديم والحديث من التسمية بعبد المعين ؛ بل نص بعض الباحثين على أنه ليس من أسماء الله عز وجل .
ومن وجد دليلا يثبت أنه اسم فليفدنا مشكورا مأجورا بفضل الله .
ومن المتقرر عند أهل العلم أن أسماء الله عز وجل توقيفية ، أي أنه لا يقال : هذا اسم من أسماء الله عز وجل إلا بعد الوقوف على دليل يثبت ذلك .
كما أن من المتقرر أيضا : أن الله عز وجل يتعبد بأسمائـه ، فنقول : عبد الكريم ، وعبد الرحـمن ، وعبد العزيز ، لكن لا يُتعبد بصفاته ؛ فلا نقول : عبد الكرم ، وعبد الرحمـة ، وعبد العزة ؛ كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه ، فنقول : يا رحيم ! ارحمنا ، ويا كريم! أكرمنا ، ويا لطيف! الطف بنا ، لكن لا ندعو صفاته فنقول : يا رحمة الله! ارحمينا ، أو : يا كرم الله ! أو :يا لطف الله ! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف ؛ فالرحمة ليست هي الله ، بل هي صفةٌ لله ، وكذلك العزة ، وغيرها ؛ فهذه صفات لله ، وليســـت هي الله ، ولا يجوز التعبد إلا لله ، ولا يدعى غير الله .
وخروجا من هذا الإشكال :
أخبركم أني قد غيرت الاسم من ( عبيد المعين ) ..
وهو بعد التغيير ( عبيد المبين ) .. وذلك للتعريف باسم غير مشهور من أسماء الله تعالى ؛ ولقربه وزنا من لفظ ( المعين ) ، فيكون التغيير أيسر .
و ( المبين ) اسم من أسماء الله عز وجل ثابت بدلالة القرآن الكريم : في قول الله تعالى : <font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font>يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ<font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font> .
والمعنى فقد قال ابن جرير في تفسير هذه الآية : " يقول : ويعلمون يومئذ أنَّ الله هو الحق الذي يبين لهم حقائق ما كان يعدهم في الدنيا من العذاب ، و يزول حينئذ الشك فيه عن أهل النفاق الذين كانوا فيما كان يعدهم في الدنيا يمترون)) .
وقال قَوَّام السُّنَّة الأصبهاني : ((المبين : ومعناه البيِّن أمره ، وقيل : البيِّن الربوبية والملكوت ، يقال : أبان الشيء بمعنى تبين ، وقيل معناه : أبان للخلق ما احتاجوا إليه)).
هذا والله أسأل أن يوفقنا لما يحب ويرضى ، ويهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه .؟ وصلى اللهم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا . </div>