دمـ تبتسم ـوع
23 Nov 2009, 08:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لئن كان الباطل ينتفش وينتفج، ويرغي ويزبد؛ من أجل أن يرعب خصومه بقوته الموهومه، فإن الحق تكمن قوته في هدوئه، وسريانه في مسارب النفس المتعرجة، ليستقر في القلب؛ فيتفاعل ويؤثر، ويكون مركباً من القناعة، لا تغيره ولا تفككه، ولا تُضعفه موادّ جديدة تُضاف أو تردّ عليه.
إن ناتج القوة المستخرج من الهدوء مَرّ بين حسابات معقدة في مواقف صعبة، وتفريق حكيم بين البرود والتراخي وموت الضمير، وبين الاندفاع الحكيم.
..
يرى المتأمل لسيرة الإصلاح على وجه الأرض أن صفة الهدوء الممزوجة بالحكمة والقوة هي المُلازمة لكل حركة غَيّرت أو لاتزال تغيّر، و من تأمل سير الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فإنه ليرى العجب في طريقة تناولهم للحوادث والوقائع، بل الواضح في بدايات نشر الإسلام أنها تمتعت بصور رائعة للهدوء؛ علماً أن ذاك الهدوء لم يكن من مستلزمات ذاك الوقت.
كان عليه الصلاة والسلام يرى أن القوة في وقته الراهن تكون بقدر هدوئه في ضبط النفس، وتقنين الردود المتوقعة من الملتحقين حديثاً في الإسلام_رضي الله عنهم_، وكان هدوؤه عليه الصلاة والسلام عملاً وممارسةً ينتظر من نتاجها الكثير، لذا لما استأذنه ملك الجبال بعقاب من تمرّد ومَن ظلمه مِن قومه، تعامل بأقصى درجات القوة، وذلك حين تناول الموضوع تناولاً هادئاً، فعفا عنهم، وأمل بعودتهم، فأنتج هدوؤه الأثر المعلوم؛ لقد كان يعلم عليه السلام نتاج هدوئه وجدواه، بل ويُحَكّمهُ أمام المعضلات والحوادث.
لنتأمل مثلاً صلح الحديبية، وكيف تناول ذلك الاتفاق، مع تصوّر تجليات ذلك الهدوء في دعوته ومستقبلها.
صورة أخرى حين بال الأعرابي في المسجد، وكيف أثمر هدوء النبي -صلى الله عليه وسلم- معه! كذا وموقفه عليه السلام من حاطب بن أبي بلتعة، وكيف كان حاطب، وبم عامله عليه السلام، وكيف أصبح حاطب بعدها!
مواقف كثيرة تبرهن على أن الهدوء نتاج قوة نفس وحكمة وبُعد نظر، واستعلاء على الذات ودواعيها، إنها-قوة الهدوء- الحكمة المنشودة، والطريقة المفقودة في كثيرٍ من الممارسات.
إن المتأمل لسير الأنبياء -عليهم السلام- في تعاملهم مع الدعوة والخصوم ليجد تعاملاً لا يمكن أن يوصم بصفة تدل على العنف والعنفوان، بل الروية والتؤدة، والتعامل مع القضايا من حولهم تعاملاً يُوحي لك بأن الحياة ليست جولة واحدة، والصدح بالحق ليست حرقة في الصدر تنفث من ألم داخلي! بل إن سيرهم ـ عليهم السلام ـلتخبرنا أن مؤمل الإصلاح يرى أن التراكمات التي تبني معروفاً وخيراً ليست وليدة تشنجات، ولا خريجة تصرفات غير مسؤولة.
إن قوة الهدوء فنٌ بديلٌ للغضب.
كـ/يوسف بن صالح الهذلول
لئن كان الباطل ينتفش وينتفج، ويرغي ويزبد؛ من أجل أن يرعب خصومه بقوته الموهومه، فإن الحق تكمن قوته في هدوئه، وسريانه في مسارب النفس المتعرجة، ليستقر في القلب؛ فيتفاعل ويؤثر، ويكون مركباً من القناعة، لا تغيره ولا تفككه، ولا تُضعفه موادّ جديدة تُضاف أو تردّ عليه.
إن ناتج القوة المستخرج من الهدوء مَرّ بين حسابات معقدة في مواقف صعبة، وتفريق حكيم بين البرود والتراخي وموت الضمير، وبين الاندفاع الحكيم.
..
يرى المتأمل لسيرة الإصلاح على وجه الأرض أن صفة الهدوء الممزوجة بالحكمة والقوة هي المُلازمة لكل حركة غَيّرت أو لاتزال تغيّر، و من تأمل سير الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فإنه ليرى العجب في طريقة تناولهم للحوادث والوقائع، بل الواضح في بدايات نشر الإسلام أنها تمتعت بصور رائعة للهدوء؛ علماً أن ذاك الهدوء لم يكن من مستلزمات ذاك الوقت.
كان عليه الصلاة والسلام يرى أن القوة في وقته الراهن تكون بقدر هدوئه في ضبط النفس، وتقنين الردود المتوقعة من الملتحقين حديثاً في الإسلام_رضي الله عنهم_، وكان هدوؤه عليه الصلاة والسلام عملاً وممارسةً ينتظر من نتاجها الكثير، لذا لما استأذنه ملك الجبال بعقاب من تمرّد ومَن ظلمه مِن قومه، تعامل بأقصى درجات القوة، وذلك حين تناول الموضوع تناولاً هادئاً، فعفا عنهم، وأمل بعودتهم، فأنتج هدوؤه الأثر المعلوم؛ لقد كان يعلم عليه السلام نتاج هدوئه وجدواه، بل ويُحَكّمهُ أمام المعضلات والحوادث.
لنتأمل مثلاً صلح الحديبية، وكيف تناول ذلك الاتفاق، مع تصوّر تجليات ذلك الهدوء في دعوته ومستقبلها.
صورة أخرى حين بال الأعرابي في المسجد، وكيف أثمر هدوء النبي -صلى الله عليه وسلم- معه! كذا وموقفه عليه السلام من حاطب بن أبي بلتعة، وكيف كان حاطب، وبم عامله عليه السلام، وكيف أصبح حاطب بعدها!
مواقف كثيرة تبرهن على أن الهدوء نتاج قوة نفس وحكمة وبُعد نظر، واستعلاء على الذات ودواعيها، إنها-قوة الهدوء- الحكمة المنشودة، والطريقة المفقودة في كثيرٍ من الممارسات.
إن المتأمل لسير الأنبياء -عليهم السلام- في تعاملهم مع الدعوة والخصوم ليجد تعاملاً لا يمكن أن يوصم بصفة تدل على العنف والعنفوان، بل الروية والتؤدة، والتعامل مع القضايا من حولهم تعاملاً يُوحي لك بأن الحياة ليست جولة واحدة، والصدح بالحق ليست حرقة في الصدر تنفث من ألم داخلي! بل إن سيرهم ـ عليهم السلام ـلتخبرنا أن مؤمل الإصلاح يرى أن التراكمات التي تبني معروفاً وخيراً ليست وليدة تشنجات، ولا خريجة تصرفات غير مسؤولة.
إن قوة الهدوء فنٌ بديلٌ للغضب.
كـ/يوسف بن صالح الهذلول