دمـ تبتسم ـوع
23 Nov 2009, 09:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بُنَيَّتي المؤمنة العفيفة :
(الحب) إكسير الحياة، وليس من شيء صالح إلاّ ويُبنى على الحب، وهو أجمل ما جمع بين قلبين، به تحلو الحياة، وتهمس الشفاة، وتطرب النفوس، وتحيا القلوب، بل لستُ أدري كيف يكون (الآدمي) آدمياً بلا حب !!
إلاّ أن مولانا الرحيم سبحانه وتعالى، وهو العالم بما يُصلح أحوالنا، ويحفظنا من أن يتحول (الحب) من معناه الأسمى، إلى ما يسوء المتحابين، ويضيع عليهم أمر دينهم ودنياهم، أمرنا بجملة من الهدايات التي تحفظنا من منزلقات هذا المسار .
هذه المُنزلقات تُبَيِّنُه تجربة هذه الأخت إذ تقول :
"تعرَّفت على شاب بالصدفة، يعني واحد اتصل غلطان، ومن بعدها كان يتصل كل يوم بالصبح، حاولت أصده، أصده، أصده، لكن بالأخير وقعت، كان صوته "حلو وحنون"، وأنا كنت دائماً وحيدة، محتاجة أحداً بجانبي، أنا كنت محتاجة أحب أحداً، كنت أرتاح له، وأفضفض كل اللي بخاطري، وقلت له قصة حياتي، هذا الشخص أنا أجزم لك أنه أحبني جداً، لدرجة التعلق بي، لكن في النهاية هدّدني، وقال لي: والله لأفضحك، وأحطم أسرار حياتك، قعدت أترجاه، وقلت له حرام عليك، خفت، خسرت نفسي، خسرت عقلي، جاءتني حالة مرضية، كنت أقعد أبكي، وأخاف من كل شيء، ولو كان صغيراً، أقعد أكرر خائفة، خائفة، أحس أنه سيهدم حياتي، أبغي أن أحافظ على سمعتي، وشرف أبوي، وأريد التخلص من هذا الشاب الذي يحاصرني، حتى وأنا في بيتي ".
وعلى هذا ينبغي تبيان أن الحُب على ثلاثة أضرب :
الأول: الحُب الطبيعي؛ وهو ميلان القلب إلى شريك الحياة بناءً على ما سمع عنه من صفات حسنة حين رغبته الزواج منه .
الثاني: الحُب العفيف؛ وهو مشاعر قلبية تسيطر على الإنسان، يُحس من خلالها انجذاباً وارتياحاً واشتياقاً للمحبوب، سواء أرغب الزواج منه أم لم يرغب، وبشرط ألاّ تتجاوز المشاعر القلبية إلى ممارسات سلوكية .
الثالث: الحُب المذموم؛ وهو اجتماع المشاعر القلبية مع الممارسات السلوكية المُحَرَّمة كالخلوة، والقبلة، والرسائل الغرامية، وتبادل الصور، ونحو ذلك .
أما الأول فمستحب، بل ويتم التأكيد عليه، وعليه ينبغي لكل مقدم على الزواج رجلاً كان أم امرأة أن يستحضر الصفات الحسنة في شريك حياته، ويجعلها ماثلة أمام عينيه، ويستخلص منها مشاعر الحب والاحترام والاشتياق لشريك الحياة .
وأما الثاني؛ فمحمود إذا صاحب هذا الحب رغبة وعمل للزواج من المحبوب .
وأما الثالث؛ فقاصمة الظهر، وميدان غضب جبار السموات والأرض، قال تعالى: (وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ). (1) ، أي متخذات أخلاء،
وعلى هذا فلا يجوز للفتاة أن تتخذ رفيقاً لها أو صاحباً خارج حدود العلاقة الشرعية وهي الزواج.. كما أنه لا يجوز للفتى أن يكون له علاقة بفتاة خارج هذه العلاقة أيضاً .
...................................
والفتاة قد تَتَعَرَّض لتيَّارات عاطفية لا تَصمُد مشاعرها الغَضَّة أمامها، فتُشرِع الأبواب أمامها، ليسرح (الحب) ويمرح، لا يلوي على شيء، ولا يدري في أي مدرج يستقر، فقد أمر نبي الهدى والرحمة -صلى الله عليه وسلم- بمراعاة مشاعرها؛ لأن عاطِفتها تَجيشُ بسرعة، وتندفع بقوة، حتى خَشِيَ عليها حُسن صوت أنجشةَ رضي الله عنه، فقال له: "رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير".(2) .وصف النساء بالقوارير لرقّتهن، فإن القواريرُ من الزُّجاج، يُسْرِع إِليها الكسر ولا تقبل الجَبْرَ. فالفتاة رقيقة المشاعر، مرهفة الأحاسيس، لا تتحمل الضغوطات الكبيرة، ولا التعاملات القاسية، ولا تصمد أمام المواقف العاطفية إلاّ ما رحم الله، تحتاج عناية وملاحظة خاصة، حتى تكون ناجحة في حياتها، موزونة خطواتها، ليس للإحباط والانحراف إليها سبيل .
فإن كُنْتِ – ابنتي الكريمة - قد تَلَبَّستِ بعلاقة مع أحدهم، سواء أكانت هذه العلاقة في مهدها، أم غير ذلك، أو رأيتِ معاكسة من أحد الذئاب، فاعتبري بمن سبقك، ولا تكوني أنت عبرة لمن سيأتي بعدك؛ فإن المغبون من كان عبرة لغيره،
لذا أوصيكِ بالتالي :
1- المعاكسة باب كل شرٍّ، تبدأ الخطوة الأولى، بمعسول الكلام، والمديح المُتْقن، والتنفيس عمَّا يعتلج في الصدور، والإغراء بالزواج، حتى إذا استحكمت الأمور، وظفر الذئب بحاجته، رمى الضحيَّة غيرَ مبالٍ في أي وادٍ هَلَكَتْ، بعد أن سَلَبَ منها أعز ما تملك، وذهب يبحث عن فريسة أخرى. . والنتيجة: خسارة الفتاة لنفسها، كقارورة انكسرت فانطفأ بريقها وجمالها، ثم تشويه لسمعتها، وربَّما - كما هو حال كثيرات - حمل من سفاح، ابن زنا، فضلاً عن غضب الله ومقته، وشديد عذابه .
إذا لم تخافي الله، جبار السموات والأرض، من أنعمَ عليكِ بنعمة السمع والبصر والجمال، القادر على أن يسلبكِ كل نعمة، فاستحي من عباد الله، واخشي فضيحة تحرق أنفاسك، وتزلزل سُمعة أخواتِك وأسرتك، فإن لم يكن ذلك فارعي أبوين كبيرين ربَّياك، وبذلا مهجتيهما سهراً ونَصَباً لتسعدي، إنَّك تعبثين بشرفك وعرضك، تعبثين بما لا تعادله كنوز الأرض كلِّها، في مقابل شهوة يسيرة، أو حلاوة مؤقَّتة. إنِّي أذكِّرُكِ بجبَّار السماوات والأرض؛ فإنه يغار أن تُؤتى محارمه، وإنِّي لأخشى أن ينتقم منكِ انتقام عزيز مقتدر .
اسمعي إلى هذا المعاكس ماذا يقول: "ليس عندي أي استعداد للزواج من فتاة كنت أعاكسها؛ لأنني على يقين تام بأنها كما استجابت لي فقد سبق لها أن استجابت لغيري، وستستجيب لآخر، فضلاً عن أني أحتقر كل فتاة تسمح لنفسها بالمعاكسة، وأنا أكلمها في الهاتف لأحقق غرضي، ولكن في داخلي أنظر إليها بكل احتقار ".
وهذا يقول لمن يعاكسها عندما عرضت عليه الزواج: "أريدك عذراء العواطف، وأنت لست كذلك، وكيف أثق بك وقد أخذت رقمك من الشارع". وثالث يقول: "إنها تكلمني وتضحك معي، وربما تخرج معي، وليس بيني وبينها أي رابط، فما الذي يضمن لي غداً ألاّ تكلم غيري وألاّ تخرج مع غيري ".
2- اقطعي علاقتك بهذا الشخص قطعاً تاماً، وبلا خوف أو تردّد، لا تتصلي عليه، ولا تُجيبيه مهما كان، واعلمي أن أي تواصل بينكِ وبينه سيجلبُ لك سخط الله وعقابه، إنَّكِ لن تجني من ذلك إلاّ أن تخسري نفسك، وسمعتك، وإيمانك، واستقرارك، وإن كنتِ الآن تشعرين بشيء من حلاوة الكلمات، ودفء المشاعر واللقاءات. فما أكثر من كانت البداية رغبة في الزواج، والنهاية عرض قد استبيح، وحياة فقد كل معنى للحياة .
3- حين ترين ابتزازاً من أحد الذئاب؛ لا تستسلمي لأي ضغوط، ولا تعبئي بأي تهديد، ثقي بمن له الأمر من قبل ومن بعد، ثقي بمولاك وخالقك، ثقي بجبار السماوات والأرض، ثقي برحمان الدنيا والآخرة، فإن هذا الشخص ضعيف مسكين، يكفيه أنه في حزب الشياطين، و (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) .
تأمَّلي هذا الحديث المبارك، فإنَّكِ إن حفظت نفسك، حفظك الله، يقول من لا ينطق عن الهوى:
(احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، و إذا استعنت فاستعن بالله، و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلاّ قد كتبه الله عليك، جفت الأقلام و رُفعت الصحف). (4) .
4-عليكِ هذه اللحظة؛ تغيير رقم جوالك، بل ورقم هاتف المنزل، إن استطعت، واحذفي الإيميل الخاص بك، وامتنعي عن الدخول إلى المنتديات والمواقع السلبية وغرف الدردشة التي لا تعينك على الطاعة والمعروف، احذفي قنوات الفساد من طبق الاستقبال في منزلكم، واقطعي علاقتك بصديقات السوء. ارفعي هاتف المنزل من غرفتك الخاصة، واجعليه في مكان عام، ولا تحرصي على الرد لكل اتصال، وإذا أجبتِ فلا تخضعي بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، واحذري الأسواق؛ وخصوصاً إذا لم يكن معك محرم بالغ حكيم .
واحذري الفراغ فإنه عدو قاتل؛ فمن لم يشغل نفسه بالطاعة، شغلته بالمعصية، ولذا ليكن لك برنامج تُحَقِّقين فيه ذلك، ويزيدك قربى إلى الله .
5- إذا رأيتِ أن الأمور بدأت تخرج عن سيطرتك، فانظري إلى من تثقين فيه، من والديك أو إخوتك أو زوجك، وأطلعيه على ما أنتِ فيه، فإنه ومهما صدر منه، فهو أرحم ألف ألف مرَّة، من ذلك الذئب الذي يترصَّد لك، لا يرقب فيك ذمَّة ولا إيماناً. لا تخافي، لا تقولي أخشى ألاّ يفهموني، لا يُخوّفكِ الشيطان بأوليائه، (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). ،
فإن خوفك هو سلاح هذا المجرم، أزيحي هذا الهم عن كاهلك، لتكسبي سعادة الدنيا والآخرة، وإن تَحَمَّلت في سبيلها شيئاً من ردود أفعال من حولك، فأنتِ الرابحة أخيراً، فقد اشتريتِ مرضاة الله، وربح البيع يا ابنة الكرام الشرفاء .
كما يمكنك الاستعانة بأقرب مركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو مهاتفتهم وعرض حالتك عليهم ليساعدوك بستر مساعدة أبوية حانية، ويمكنك أيضاً الاتصال على مركز البلاغات ضد العنف والإيذاء في وزارة الشؤون الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، برقم : (1919)، وسوف يدلونكِ على الطريقة السليمة التي تقومين بها، واعلمي أن الحزم والعقل جناحاكِ إلى علاج ما أنتِ فيه، لكي لا تُعالجي النار بالنار، فالعاطفة وحدها لا تنفع هنا، والخشية من كلام الناس، أو تهديد هذا الذئب، كل ذلك عقبة ينبغي تجاوزها .
6- اركني إلى الغني القادر، الكريم القاهر، الرؤوف العظيم، أهريقي دموعك على مصلاك بين يديه، استغفريه وتوبي إليه، حافظي على الصلوات في أوقاتها، والسنن الرواتب، وعليكِ بأذكار الصباح والمساء، ثم الله الله بالدعاء، سلي الله أن يُحَصِّن فرجك، ويُطَهِّر قلبك، ويزيد إيمانك، ويخسأ شيطانك، ويفك رهانك، سليه أن يصرف عنك شر الأشرار، وكيد الفجار، وأن ييسر أمرك، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر عينك به، وأن يجعلك صالحة مصلحة، بارَّة تقيَّة نقيَّة .
................................
ابنتي الفاضلة . .
جاء في استفتاء نشره موقع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عام 1430هـ، عن أسباب انتشار ظاهرة الابتزاز، شارك فيه: (2269) مصوتاً، كانت قائمة الأسباب لحدوث الابتزاز: قلة الوعي الديني، بنسبة 49%، تلتها: الفضائيات الهابطة، بنسبة 24%، ثم انشغال الأسرة، بنسبة: 16%، ثم صحبة السوء، بنسبة: 11 %.
هذه أبرز أسباب الابتزاز فتغلَّبي عليها، فأنت في طريقٍ ليست ممهَّدة، وإن كانت لذيذة طيبة، تحتاجين خلالها إلى بذل جهدك، واستفراغ وسعك، والتحلِّي بالصبر، والتَّغلب على حظوظ النفس، والتقرب إلى مولاك الرحيم؛ لتحصدي ثماراً يانعة، وحياة طيبة، ومرضاة من ربِّك الرحيم، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ). ،
يقول مطرف بن عبدالله رحمه الله: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النيَّة".(7)، فإن عَلِمَ الله منكِ نيَّةً صالحة، وكُنْتِ حيث أمركِ الله، كَتَبَ قبولكِ في السماء والأرض، (إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَـاءِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ). .
قال النووي رحمه الله: (قال العلماء محبة الله تعالى لعبده هي إرادته الخير له، وهدايته، وإنعامه عليه، ورحمته، وبغضه إرادة عقابه أو شقاوته، ونحوه، وحب جبرائيل والملائكة يحتمل وجهين: أحدهما استغفارهم له وثناؤهم عليه ودعاؤهم، والثاني أن محبتهم على ظاهرها المعروف من المخلوقين وهو ميل القلب إليه واشتياق إلى لقائه، وسبب حبهم إياه كونه مطيعاً لله تعالى محبوباً له). (9) .
||
بُنيَّتي الكريمة . .
خذي قرارك الآن الآن، واحتسبي عودتك عن سلوكيات السوء قربى إلى مولاك الكريم القادر، فإن الله مطلع على فِعالك، ولا تجعليه أهون الناظرين إليك، (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا).، الأمر جد خطير،
تأملي هذا الحديث:
(لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله هباء منثوراً. قال ثوبان: يا رسول الله! صفهم لنا جلهم لنا؛ أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها). .
(اشتر نفسك اليوم فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضايع يوم لا تصل فيها إلى قليل ولا كثير، ذلك يوم التغابن، يوم يعض الظالم على يديه). .
إذا أنتَ لم ترحلْ بزادٍ من التقى
وأبصرتَ يوم الحشر مَن قد تزوّدا
ندمتَ على أن لا تكونَ كمثله
وأنك لم ترصدْ كما كان أرصدا
انجي بنفسك، ولا يغرَّنكِ حلمُ الله عليك، (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)، فأنتِ أجنبية عنه، لا تحلين له، وليس من رابطة شرعية تُسوِّغ هذه العلاقة، وإذاً لم يتبق إلاّ مباركة الشيطان الرجيم لها، وتذكري أن لسانك وعينك وأذنك وجوارحك كلها غداً تشهد عليك، (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). ، (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ). .
بقلمـ / عادل بن سعد الخوفي
بُنَيَّتي المؤمنة العفيفة :
(الحب) إكسير الحياة، وليس من شيء صالح إلاّ ويُبنى على الحب، وهو أجمل ما جمع بين قلبين، به تحلو الحياة، وتهمس الشفاة، وتطرب النفوس، وتحيا القلوب، بل لستُ أدري كيف يكون (الآدمي) آدمياً بلا حب !!
إلاّ أن مولانا الرحيم سبحانه وتعالى، وهو العالم بما يُصلح أحوالنا، ويحفظنا من أن يتحول (الحب) من معناه الأسمى، إلى ما يسوء المتحابين، ويضيع عليهم أمر دينهم ودنياهم، أمرنا بجملة من الهدايات التي تحفظنا من منزلقات هذا المسار .
هذه المُنزلقات تُبَيِّنُه تجربة هذه الأخت إذ تقول :
"تعرَّفت على شاب بالصدفة، يعني واحد اتصل غلطان، ومن بعدها كان يتصل كل يوم بالصبح، حاولت أصده، أصده، أصده، لكن بالأخير وقعت، كان صوته "حلو وحنون"، وأنا كنت دائماً وحيدة، محتاجة أحداً بجانبي، أنا كنت محتاجة أحب أحداً، كنت أرتاح له، وأفضفض كل اللي بخاطري، وقلت له قصة حياتي، هذا الشخص أنا أجزم لك أنه أحبني جداً، لدرجة التعلق بي، لكن في النهاية هدّدني، وقال لي: والله لأفضحك، وأحطم أسرار حياتك، قعدت أترجاه، وقلت له حرام عليك، خفت، خسرت نفسي، خسرت عقلي، جاءتني حالة مرضية، كنت أقعد أبكي، وأخاف من كل شيء، ولو كان صغيراً، أقعد أكرر خائفة، خائفة، أحس أنه سيهدم حياتي، أبغي أن أحافظ على سمعتي، وشرف أبوي، وأريد التخلص من هذا الشاب الذي يحاصرني، حتى وأنا في بيتي ".
وعلى هذا ينبغي تبيان أن الحُب على ثلاثة أضرب :
الأول: الحُب الطبيعي؛ وهو ميلان القلب إلى شريك الحياة بناءً على ما سمع عنه من صفات حسنة حين رغبته الزواج منه .
الثاني: الحُب العفيف؛ وهو مشاعر قلبية تسيطر على الإنسان، يُحس من خلالها انجذاباً وارتياحاً واشتياقاً للمحبوب، سواء أرغب الزواج منه أم لم يرغب، وبشرط ألاّ تتجاوز المشاعر القلبية إلى ممارسات سلوكية .
الثالث: الحُب المذموم؛ وهو اجتماع المشاعر القلبية مع الممارسات السلوكية المُحَرَّمة كالخلوة، والقبلة، والرسائل الغرامية، وتبادل الصور، ونحو ذلك .
أما الأول فمستحب، بل ويتم التأكيد عليه، وعليه ينبغي لكل مقدم على الزواج رجلاً كان أم امرأة أن يستحضر الصفات الحسنة في شريك حياته، ويجعلها ماثلة أمام عينيه، ويستخلص منها مشاعر الحب والاحترام والاشتياق لشريك الحياة .
وأما الثاني؛ فمحمود إذا صاحب هذا الحب رغبة وعمل للزواج من المحبوب .
وأما الثالث؛ فقاصمة الظهر، وميدان غضب جبار السموات والأرض، قال تعالى: (وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ). (1) ، أي متخذات أخلاء،
وعلى هذا فلا يجوز للفتاة أن تتخذ رفيقاً لها أو صاحباً خارج حدود العلاقة الشرعية وهي الزواج.. كما أنه لا يجوز للفتى أن يكون له علاقة بفتاة خارج هذه العلاقة أيضاً .
...................................
والفتاة قد تَتَعَرَّض لتيَّارات عاطفية لا تَصمُد مشاعرها الغَضَّة أمامها، فتُشرِع الأبواب أمامها، ليسرح (الحب) ويمرح، لا يلوي على شيء، ولا يدري في أي مدرج يستقر، فقد أمر نبي الهدى والرحمة -صلى الله عليه وسلم- بمراعاة مشاعرها؛ لأن عاطِفتها تَجيشُ بسرعة، وتندفع بقوة، حتى خَشِيَ عليها حُسن صوت أنجشةَ رضي الله عنه، فقال له: "رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير".(2) .وصف النساء بالقوارير لرقّتهن، فإن القواريرُ من الزُّجاج، يُسْرِع إِليها الكسر ولا تقبل الجَبْرَ. فالفتاة رقيقة المشاعر، مرهفة الأحاسيس، لا تتحمل الضغوطات الكبيرة، ولا التعاملات القاسية، ولا تصمد أمام المواقف العاطفية إلاّ ما رحم الله، تحتاج عناية وملاحظة خاصة، حتى تكون ناجحة في حياتها، موزونة خطواتها، ليس للإحباط والانحراف إليها سبيل .
فإن كُنْتِ – ابنتي الكريمة - قد تَلَبَّستِ بعلاقة مع أحدهم، سواء أكانت هذه العلاقة في مهدها، أم غير ذلك، أو رأيتِ معاكسة من أحد الذئاب، فاعتبري بمن سبقك، ولا تكوني أنت عبرة لمن سيأتي بعدك؛ فإن المغبون من كان عبرة لغيره،
لذا أوصيكِ بالتالي :
1- المعاكسة باب كل شرٍّ، تبدأ الخطوة الأولى، بمعسول الكلام، والمديح المُتْقن، والتنفيس عمَّا يعتلج في الصدور، والإغراء بالزواج، حتى إذا استحكمت الأمور، وظفر الذئب بحاجته، رمى الضحيَّة غيرَ مبالٍ في أي وادٍ هَلَكَتْ، بعد أن سَلَبَ منها أعز ما تملك، وذهب يبحث عن فريسة أخرى. . والنتيجة: خسارة الفتاة لنفسها، كقارورة انكسرت فانطفأ بريقها وجمالها، ثم تشويه لسمعتها، وربَّما - كما هو حال كثيرات - حمل من سفاح، ابن زنا، فضلاً عن غضب الله ومقته، وشديد عذابه .
إذا لم تخافي الله، جبار السموات والأرض، من أنعمَ عليكِ بنعمة السمع والبصر والجمال، القادر على أن يسلبكِ كل نعمة، فاستحي من عباد الله، واخشي فضيحة تحرق أنفاسك، وتزلزل سُمعة أخواتِك وأسرتك، فإن لم يكن ذلك فارعي أبوين كبيرين ربَّياك، وبذلا مهجتيهما سهراً ونَصَباً لتسعدي، إنَّك تعبثين بشرفك وعرضك، تعبثين بما لا تعادله كنوز الأرض كلِّها، في مقابل شهوة يسيرة، أو حلاوة مؤقَّتة. إنِّي أذكِّرُكِ بجبَّار السماوات والأرض؛ فإنه يغار أن تُؤتى محارمه، وإنِّي لأخشى أن ينتقم منكِ انتقام عزيز مقتدر .
اسمعي إلى هذا المعاكس ماذا يقول: "ليس عندي أي استعداد للزواج من فتاة كنت أعاكسها؛ لأنني على يقين تام بأنها كما استجابت لي فقد سبق لها أن استجابت لغيري، وستستجيب لآخر، فضلاً عن أني أحتقر كل فتاة تسمح لنفسها بالمعاكسة، وأنا أكلمها في الهاتف لأحقق غرضي، ولكن في داخلي أنظر إليها بكل احتقار ".
وهذا يقول لمن يعاكسها عندما عرضت عليه الزواج: "أريدك عذراء العواطف، وأنت لست كذلك، وكيف أثق بك وقد أخذت رقمك من الشارع". وثالث يقول: "إنها تكلمني وتضحك معي، وربما تخرج معي، وليس بيني وبينها أي رابط، فما الذي يضمن لي غداً ألاّ تكلم غيري وألاّ تخرج مع غيري ".
2- اقطعي علاقتك بهذا الشخص قطعاً تاماً، وبلا خوف أو تردّد، لا تتصلي عليه، ولا تُجيبيه مهما كان، واعلمي أن أي تواصل بينكِ وبينه سيجلبُ لك سخط الله وعقابه، إنَّكِ لن تجني من ذلك إلاّ أن تخسري نفسك، وسمعتك، وإيمانك، واستقرارك، وإن كنتِ الآن تشعرين بشيء من حلاوة الكلمات، ودفء المشاعر واللقاءات. فما أكثر من كانت البداية رغبة في الزواج، والنهاية عرض قد استبيح، وحياة فقد كل معنى للحياة .
3- حين ترين ابتزازاً من أحد الذئاب؛ لا تستسلمي لأي ضغوط، ولا تعبئي بأي تهديد، ثقي بمن له الأمر من قبل ومن بعد، ثقي بمولاك وخالقك، ثقي بجبار السماوات والأرض، ثقي برحمان الدنيا والآخرة، فإن هذا الشخص ضعيف مسكين، يكفيه أنه في حزب الشياطين، و (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) .
تأمَّلي هذا الحديث المبارك، فإنَّكِ إن حفظت نفسك، حفظك الله، يقول من لا ينطق عن الهوى:
(احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، و إذا استعنت فاستعن بالله، و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلاّ قد كتبه الله عليك، جفت الأقلام و رُفعت الصحف). (4) .
4-عليكِ هذه اللحظة؛ تغيير رقم جوالك، بل ورقم هاتف المنزل، إن استطعت، واحذفي الإيميل الخاص بك، وامتنعي عن الدخول إلى المنتديات والمواقع السلبية وغرف الدردشة التي لا تعينك على الطاعة والمعروف، احذفي قنوات الفساد من طبق الاستقبال في منزلكم، واقطعي علاقتك بصديقات السوء. ارفعي هاتف المنزل من غرفتك الخاصة، واجعليه في مكان عام، ولا تحرصي على الرد لكل اتصال، وإذا أجبتِ فلا تخضعي بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، واحذري الأسواق؛ وخصوصاً إذا لم يكن معك محرم بالغ حكيم .
واحذري الفراغ فإنه عدو قاتل؛ فمن لم يشغل نفسه بالطاعة، شغلته بالمعصية، ولذا ليكن لك برنامج تُحَقِّقين فيه ذلك، ويزيدك قربى إلى الله .
5- إذا رأيتِ أن الأمور بدأت تخرج عن سيطرتك، فانظري إلى من تثقين فيه، من والديك أو إخوتك أو زوجك، وأطلعيه على ما أنتِ فيه، فإنه ومهما صدر منه، فهو أرحم ألف ألف مرَّة، من ذلك الذئب الذي يترصَّد لك، لا يرقب فيك ذمَّة ولا إيماناً. لا تخافي، لا تقولي أخشى ألاّ يفهموني، لا يُخوّفكِ الشيطان بأوليائه، (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). ،
فإن خوفك هو سلاح هذا المجرم، أزيحي هذا الهم عن كاهلك، لتكسبي سعادة الدنيا والآخرة، وإن تَحَمَّلت في سبيلها شيئاً من ردود أفعال من حولك، فأنتِ الرابحة أخيراً، فقد اشتريتِ مرضاة الله، وربح البيع يا ابنة الكرام الشرفاء .
كما يمكنك الاستعانة بأقرب مركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو مهاتفتهم وعرض حالتك عليهم ليساعدوك بستر مساعدة أبوية حانية، ويمكنك أيضاً الاتصال على مركز البلاغات ضد العنف والإيذاء في وزارة الشؤون الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، برقم : (1919)، وسوف يدلونكِ على الطريقة السليمة التي تقومين بها، واعلمي أن الحزم والعقل جناحاكِ إلى علاج ما أنتِ فيه، لكي لا تُعالجي النار بالنار، فالعاطفة وحدها لا تنفع هنا، والخشية من كلام الناس، أو تهديد هذا الذئب، كل ذلك عقبة ينبغي تجاوزها .
6- اركني إلى الغني القادر، الكريم القاهر، الرؤوف العظيم، أهريقي دموعك على مصلاك بين يديه، استغفريه وتوبي إليه، حافظي على الصلوات في أوقاتها، والسنن الرواتب، وعليكِ بأذكار الصباح والمساء، ثم الله الله بالدعاء، سلي الله أن يُحَصِّن فرجك، ويُطَهِّر قلبك، ويزيد إيمانك، ويخسأ شيطانك، ويفك رهانك، سليه أن يصرف عنك شر الأشرار، وكيد الفجار، وأن ييسر أمرك، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر عينك به، وأن يجعلك صالحة مصلحة، بارَّة تقيَّة نقيَّة .
................................
ابنتي الفاضلة . .
جاء في استفتاء نشره موقع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عام 1430هـ، عن أسباب انتشار ظاهرة الابتزاز، شارك فيه: (2269) مصوتاً، كانت قائمة الأسباب لحدوث الابتزاز: قلة الوعي الديني، بنسبة 49%، تلتها: الفضائيات الهابطة، بنسبة 24%، ثم انشغال الأسرة، بنسبة: 16%، ثم صحبة السوء، بنسبة: 11 %.
هذه أبرز أسباب الابتزاز فتغلَّبي عليها، فأنت في طريقٍ ليست ممهَّدة، وإن كانت لذيذة طيبة، تحتاجين خلالها إلى بذل جهدك، واستفراغ وسعك، والتحلِّي بالصبر، والتَّغلب على حظوظ النفس، والتقرب إلى مولاك الرحيم؛ لتحصدي ثماراً يانعة، وحياة طيبة، ومرضاة من ربِّك الرحيم، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ). ،
يقول مطرف بن عبدالله رحمه الله: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النيَّة".(7)، فإن عَلِمَ الله منكِ نيَّةً صالحة، وكُنْتِ حيث أمركِ الله، كَتَبَ قبولكِ في السماء والأرض، (إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَـاءِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ). .
قال النووي رحمه الله: (قال العلماء محبة الله تعالى لعبده هي إرادته الخير له، وهدايته، وإنعامه عليه، ورحمته، وبغضه إرادة عقابه أو شقاوته، ونحوه، وحب جبرائيل والملائكة يحتمل وجهين: أحدهما استغفارهم له وثناؤهم عليه ودعاؤهم، والثاني أن محبتهم على ظاهرها المعروف من المخلوقين وهو ميل القلب إليه واشتياق إلى لقائه، وسبب حبهم إياه كونه مطيعاً لله تعالى محبوباً له). (9) .
||
بُنيَّتي الكريمة . .
خذي قرارك الآن الآن، واحتسبي عودتك عن سلوكيات السوء قربى إلى مولاك الكريم القادر، فإن الله مطلع على فِعالك، ولا تجعليه أهون الناظرين إليك، (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا).، الأمر جد خطير،
تأملي هذا الحديث:
(لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله هباء منثوراً. قال ثوبان: يا رسول الله! صفهم لنا جلهم لنا؛ أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها). .
(اشتر نفسك اليوم فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضايع يوم لا تصل فيها إلى قليل ولا كثير، ذلك يوم التغابن، يوم يعض الظالم على يديه). .
إذا أنتَ لم ترحلْ بزادٍ من التقى
وأبصرتَ يوم الحشر مَن قد تزوّدا
ندمتَ على أن لا تكونَ كمثله
وأنك لم ترصدْ كما كان أرصدا
انجي بنفسك، ولا يغرَّنكِ حلمُ الله عليك، (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)، فأنتِ أجنبية عنه، لا تحلين له، وليس من رابطة شرعية تُسوِّغ هذه العلاقة، وإذاً لم يتبق إلاّ مباركة الشيطان الرجيم لها، وتذكري أن لسانك وعينك وأذنك وجوارحك كلها غداً تشهد عليك، (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). ، (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ). .
بقلمـ / عادل بن سعد الخوفي