همي الدعوه
23 Dec 2009, 12:53 AM
ماذا وراء الهجوم على الشيخ المنجّد ؟!
الثلاثاء 22, ديسمبر 2009
أبو لـُجين إبراهيم
لجينيات - يُشفق الناس كثيراً على قرون الوعل الذي ذهب بغباء وحمق شديدَين يناطح صخرة لا طاقة له بها، ويثير دهشتهم أكثر أن قطار الغباء لا يتوقف بالوعل إلا عند محطته الأخيرة، حينما تتهاوى قرونه من فرط إعيائها وقوة الصخرة.
والأعجب من ذلك، جهل الوعل بأن الصخرة لا تشعر بنطحاته تلك؛ إلا كما تشعر النخلة إذا حطت أو طارت من على أحد فروعها ذبابة..!
وهذا هو حال الجاهل الذي يناصب فقهاء ودعاة الأمة العداء، حيث لا يكف عن فبركة التهم والكيد لهم، ليشفي غيظ قلبه من هؤلاء العلماء الذين تقطع دعوتهم حبل أهوائه وشهواته؛ لذلك يلج في التطاول على جنابهم أو على خطابهم الدعوي الذي ينشر المفاهيم الشرعية، التي تقلق وتزعج نزوات من هم على طينته.
ووعل قصتنا هذه المرة هو "الأفاك الإقصائي"، الذي أدمن قلمه الكذب تماماً مثل صاحبه لأن القلم على دين خليله، حتى أنه قد يحق لنا أن نطلق عليه "قلم الكذب"، ذلك لأن هذا القلم يكرس به صاحبه الانحطاط الأخلاقي للمنكرات التي يهواها، ويحاول ناطحاً في كل ما يكتب أن يوهن الخطاب الشرعي ذاته عبر اتهام العلماء قاطبة، وآخرهم الشيخ محمد صالح المنجد إمام وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر الذي لم يتغير ولم يتلون كما يفعل بعض الدعاة هذه الأيام !!
ولا يحتاج العلماء أمثال الشيخ محمد صالح المنجد، عناء تدبيج المقالات لذكر فضلهم وتتبع مآثرهم وجهودهم في الدعوة والإصلاح، بقدر ما يحتاج أمثال "القلم الكذاب"هذا لفضح أغراضه بين الناس ليحتاطوا من سموم كتاباته، التي يهدف من ورائها إسقاط العلماء، لكي يتخلص هو ومن على شاكلته من كلفة الانقياد لشرع الله رب العباد.
وتبدو إقصائية "القلم الكذاب"رغم ليبراليته التي يتشدق بها حينما يصف الشيخ بقوله "السوري محمد المنجد"، ولا ندري أهي سُبة في حق الرجل الذي استقر به المقام في المملكة العربية السعودية هو وجميع أسرته الكريمة ينهل من معين علمائها منذ أن كان في الخامسة من عمره، ولم يغادرها ولو لمرة واحدة وقد قارب عمره الخمسين عاماً، ولو حتى إلى البحرين أقرب البلاد إلى المملكة ومع ذلك كله لم يحصل حتى الآن على الجنسية السعودية !
أم هو جرم أن استقر الأمر بالشيخ داعيًا إلى الله موفيا حق هذه البلاد العزيزة على نفسه والتي يأمن فيها العلماء على أنفسهم وأهلهم، ويقيني في هذا أن "القلم الكذاب" يتستر خلف نعرته الإقصائية للنيل من الشريعة ذاتها، فمذهبه الفاسد لن يجعله يجرؤ بالمطالبة باستبعاد بعض الأقلام الليبرالية من أرض الحرمين ومنعهم من الكتابة على خلفية منطقه الإقصائي الأعرج ..؟!
ومساهمة منا في تنوير ظلام الجهل لدى "الأقلام الكاذبة" قاطبة نلفت بصرها أن الشيخ محمد المنجد درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالرياض، ثم انتقل إلى المنطقة الشرقية وأنهى فيها دراسته الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن..
ونهل من علم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله ، والشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، وأخذ تصحيح قراءة القرآن على الشيخ سعيد آل عبد الله .
ومن شيوخه كذلك : الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان ، والشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان ، والشيخ محمد ولد سيدي الحبيب الشنقيطي، والشيخ عبد المحسن الزامل، والشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود.
ونذكر علاقته الوطيدة بالشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - حيث كانت علاقته به ممتدة على مدى سنوات طويلة ، وهو الذي دفعه إلى التدريس وكتب إلى مركز الدعوة والإرشاد بالدمام باعتماد التعاون معه في المحاضرات والخطب والدروس العلمية وبسبب الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - أصبح خطيباً وإماماً ومحاضراً .
وللشيخ محمد المنجد سلسلة محاضرات تربوية ودروس شهرية في كل من الرياض وجدة ، وبرنامج في إذاعة القرآن الكريم، وله العديد من المشاركات في برامج تلفزيونية وأشرطة في دروس متنوعة تقدر بآلاف الساعات الصوتية على مدى 25 عاماً حيث بدأ متفرغاً باذلاً كل حياته ووقته في الدعوة إلى الله منذ عام 1406هـ.
وله كذلك عدة مؤلفات اخترنا منها " الدليل إلى الموضوعات الإسلامية صدر منه ثلاثة أجزاء "ظاهرة ضعف الإيمان" "صراع مع الشهوات" " أربعون نصيحة لإصلاح البيوت " أريد أن أتوب ولكن " شكاوى وحلول "أخطار تهدد البيوت " التنبيهات الجلية لكثير من المنهيات الشرعية " كيف تقرأ كتابا " الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس " مسابقات في العلم الشرعي " ماذا تفعل في الحالات الآتية " 33 سبباً للخشوع في الصلاة " العادة السيئة " مسائل في الدعوة والتربية " محرمات استهان بها الناس ـ يجب الحذر منها "وسائل الثبات على دين الله " 70 مسألة في الصيام .. ونوصي "القلم الكذاب"وبقية التيار الليبرالي الإقصائي الحاقد على الشيخ الاستعانة بهذه الكتب للتداوي من حمقهم ، وعلى الله الشفاء..!
وقد أنشأ الشيخ محمد المنجد موقع "الإسلام سؤال وجواب" على شبكة الانترنت عام 1996 م بعدة لغات أجنبية ، وما زال العمل قائماً فيه إلى الآن، كما يتولى الإشراف على مجموعة مواقع الإسلام وتضم ثمانية مواقع، ويشرف على مجموعة زاد العلمية الدعوية التي تضم أنشطة في مجال الجوال والاتصالات والإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والنشر.
بعد ذلك يخرج علينا "القلم الكذاب"مدعياً في مقال عنوانه مرسل مثير للسخرية والرثاء في ذات الوقت، السخرية من ضحالة أكذوبته والرثاء لحال فريقه الإقصائي الليبرالي الذي بات متخبطاً لا يؤمن حتى بشعار الحرية الإنسانية التي يروج لها، وتحت عنوان "شيخ سوري يثير غضب السعوديين ويطالبون بترحيله"، صاغ القلم كذبة جديدة وكأن جميع المواطنين السعوديين يرفضون الشيخ المنجد وكل ما يقوله، ونسى الرجل في خضم كذبه أنه لن يستطيع أن يخدع الناس طيلة الوقت، فقد فضح هجومه عوار ليبراليته التي من المفترض - بحسب زعمه- أنها لا تفرق بين تركي و سوري أو سعودي حيث أنهم على قدم المساواة في الحرية والحقوق الإنسانية..!
والحقيقة الثابتة التي يتعمد "القلم الكذاب "وفريقه الإقصائي تجاهلها هي أخوة الإسلام الراسخة بين المسلمين حتى في حالة اختلاف الديار أو تباعد الأزمان، وهي الأمر المؤكد من عند الله تعالى ليس من عند فلان ولا فلان، ولا نشأت عن مواثيق دولية ولا أعراف قبلية وهو قوله سبحانه ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) ..
وكما نَطَق بذلك وحكم به الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، وقال عليه الصلاة والسلام "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا"، وليس ذلك فقط بل على حين ترى هذا الدين يجمع الأبيض والأسود والعربي والعجمي إذا كانوا من أهله وحملته، فإنه يفرق بين الولد وأبيه والأخ وأخيه والقريب وقرابته إذا لم يكونوا على هذا الدين الإسلامي العظيم.
أوَما سمعت يا أيها القلم الكذاب قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ? وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَ?ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) التوبة ، وقوله جل ثناؤه: ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )
أوَتظن يا قلماً بالكذب ينبض أن تفريق أمة المسلمين يُعد أمرًا سهلاً ؟!، كلا ثم كلا، إنه يجمعهم اشتراكهم في أفضل أمة، وخير كتاب، وأفضل رسول، فربهم واحد، ودينهم واحد، وطريقهم واحد، وهدفهم واحد، لا تفرقهم ليبرالية إقصائية دعاتها على أبواب جهنم والمفسدون من أمثالك تشيع في كتاباتهم أنيميا الإنصاف والمنطق، مستخدمين آلية الإقصاء والطعن في العلماء سعوديين وغير سعوديين، ولا أدل من مقالك الذي طعنت خلاله في بعض المشائخ والمعنون بـ"مشايخ الصحوة في السعودية يستعدون للسفر إلى باريس ولندن"، بل وطعنت في الشريعة ذاتها وغيبياتها الأخروية التي يستخف بها أمثالك ، وذلك في مقالك الأسود المعنون بـ" خيالات الجنة..تخبو في دبي وتزدهر في الصومال!" ، ثم أنت لا تتورع عن ربط الحديث عن الآخرة بالإرهاب، بل وتربط الترغيب بالثواب في الجنة بالهوس الجنسي أو العوز الاقتصادي أو محاولة أدلجة أدمغة الناس على نمط سياسي معين، وهو ما اتهمت به علماء البلاد صراحة بقولك " ويسيطر رجال الدين على مراكز مهمة لتغذية الخيال أهمها المدارس والمساجد لإبقاء فكرة الجنة قوية جداً"..!
وسقطاتك على هذا النحو كثيرة جداً حتى أنها تكاد تحوي كل ما تبثه من سموم، ولا يعنينا تقصي تلك السقطات إلا في حال تهجمك على الشريعة من خلال تطاولك على علمائها ودعاتها، أما حينما تعود مراهقاً وتفضح مكنون غرائزك وشهوانيتك تحت عنوان" مراهقات سعوديات يظهرن بصور غريبة ومليئة بالدلالات"، حينئذ لا يعنينا أن تسهر الليل بطوله تقلب صفحات الإنترنت واليوتيوب بحثاً عن صورة فتاة خليعة، ترص تحتها أكاذيبك بوحي من شيطانك وتدعي أفكا أن هذا حال معظم حرائر السعودية.
وبغض النظر عن صحة المنهج القائل بأنه يجب أن لا يكتب في قضايا المجتمع السعودي إلا السعوديين .. فإننا حينما نطالب بمنهج ندعيه ينبغي أن تكون مطالبتنا بتطبيقه على جميع الأطياف والتوجهات لا على توجه دون آخر وقد طالبت بعض الأقلام الليبرالية بإقصاء الشيخ محمد المنجّد حفظه الله عن الكتابة في الشأن السعودي بدعوة أنه سوري لكننا نعرف عدم صدقهم في تطبيق هذا المنهج على الكتاب ضمن تياراتهم فليلى الأحدب مثلا طبيبة توليد سورية تتدخل كثيرا في القضايا الثقافية السعودية بل إنها لا تتورع عن نقد ثوابت المجتمع السعودي وعلى صفحات الصحافة السعودية ومن ذلك دعواها أن المسيحيين واليهود لا يصح إطلاق الكفر عليهم ودخولها في مساجلة في هذا الموضوع مع الدكتور محمد الهرفي تلك المساجلة التي انتهت بإيقاف السعودي الدكتور محمد الهرفي عن الكتابة في صحيفة الوطن وإبقاء السورية ليلى الأحدب كاتبة حتى هذه الساعة .
مثالاً آخر خالص جلبي الذي لا ينفك ينتقد المنهج السلفي ويزعم في كتاباته أنه منهجا ينبغي أن يدفن ويصلى عليه وهذان الكاتبان ليلى وخالص جلبي لم ينبسا ببنت شفا عن قضايا المجتمع السوري والثقافة السورية فلماذا يترك لهما الحبل على قاربه في استفزاز المجتمع السعودي بأسره وعلى صحافته ويمنع على الشيخ محمد المنجّد حفظه الله أن يكتب أو يتكلم مؤيدا ثوابت المجتمع السعودي مدافعاً عن أصالته مطالباً بنفي الدرن والخبث عن ساحاته .
وكما أكدنا في السطور السابقة أن الشيخ محمد صالح المنجّد حفظه الله لم يغادر أرض المملكة العربية السعودية منذ أن جاءها وعمره خمس سنوات فإن هذين الكاتبين لم يعيشا في المملكة العربية السعودية إلا بعد أن أصبحت مصدراً للرزق بالنسبة لهما !
وليس مستغرباً على من كان الكذب بضاعته أن ينساق وراء موقع "ميمري" الصهيوني الذي اجتزأ مقطع من حلقة سجلت للشيخ المنجد وترجمها وأرسلها إلى وكالات الأنباء العالمية، التي تلقفت الغنيمة ووضعت لها عنوانا ساخراً هو "فتوى قتل الميكي ماوس"..!
الغريب أن"القلم الكذاب" صم أذنيه عن رد الشيخ محمد صالح المنجد الذي أكد فيه إنه لم يصدر عنه أي بيان أو فتوى خاصة بقتل الـ"ميكي ماوس" ومعلوم أن هذه شخصية كرتونية وهمية فكاهية لا دم لها حتى يهدر، ولا روح فيها".
بل إن الشيخ تبسم مستغرباً أنه لو سئل طفل صغير هل يمكن قتل الـ"ميكي ماوس" فسيضحك ويقول مستحيل، مشيرًا إلى أن مصدر هذه الضجة مقطع من حلقة تلفزيونية من برنامج الراصد الأسبوعي الذي يعرض على قناة المجد وتم بثها قبل أكثر من شهر وقد تناولت موضوع أثر الصور في النفوس".
وقال الشيخ إنه "لم تكن الحلقة عن هذه الشخصية الكرتونية أصلا بل كانت عن أثر الصور في النفوس عموما، وكان الخطاب فيها إلى الآباء والأمهات والمربين، وتطرقت لعشرات من القضايا التربوية والعلمية منها بيان أثر الأفلام الكرتونية على الأطفال".
إلا أنه وبعد هذا التكذيب من طرف الشيخ المنجد وفضح النوايا الصهيونية في الإعلام، يخرج علينا"القلم الكذاب" بمقال تحت عنوان" استياء واستغراب بسبب ظهور صاحب فتوى "ميكي ماوس" على القناة السعودية الرسمية"، تظهر فيه حنقك وغيظك على منهج الشيخ المعتدل والمقبول من أهل البلاد وعلمائها، وكأنك بذلك تفضح تبعية ما ينفثه قلمك إلى ما ينفثه أسيادك الصهاينة ويروجون له في مؤسساتهم الإعلامية الغربية.
وفي الأخير ننصحك يا قلما متلوناً بالكذب أن تقلل من جرعات الإسناد للمجاهيل في جملك المرسلة من قبيل " استياء واستغراب" و" وتساءل عدد من المراقبين" و" قال أحد المعلقين" و" يقول متحدث آخر" و" يقول أحد المصادر الخاصة"، لأن كل هذه أسانيد تعلم أنت كما نعلم نحن كذبها، أولها عوير وأوسطها كسير وآخرها هو أنت أيها الراوي، مجرد إقصائي محترق الأحشاء غيظاً ليس فيه خير..!
الثلاثاء 22, ديسمبر 2009
أبو لـُجين إبراهيم
لجينيات - يُشفق الناس كثيراً على قرون الوعل الذي ذهب بغباء وحمق شديدَين يناطح صخرة لا طاقة له بها، ويثير دهشتهم أكثر أن قطار الغباء لا يتوقف بالوعل إلا عند محطته الأخيرة، حينما تتهاوى قرونه من فرط إعيائها وقوة الصخرة.
والأعجب من ذلك، جهل الوعل بأن الصخرة لا تشعر بنطحاته تلك؛ إلا كما تشعر النخلة إذا حطت أو طارت من على أحد فروعها ذبابة..!
وهذا هو حال الجاهل الذي يناصب فقهاء ودعاة الأمة العداء، حيث لا يكف عن فبركة التهم والكيد لهم، ليشفي غيظ قلبه من هؤلاء العلماء الذين تقطع دعوتهم حبل أهوائه وشهواته؛ لذلك يلج في التطاول على جنابهم أو على خطابهم الدعوي الذي ينشر المفاهيم الشرعية، التي تقلق وتزعج نزوات من هم على طينته.
ووعل قصتنا هذه المرة هو "الأفاك الإقصائي"، الذي أدمن قلمه الكذب تماماً مثل صاحبه لأن القلم على دين خليله، حتى أنه قد يحق لنا أن نطلق عليه "قلم الكذب"، ذلك لأن هذا القلم يكرس به صاحبه الانحطاط الأخلاقي للمنكرات التي يهواها، ويحاول ناطحاً في كل ما يكتب أن يوهن الخطاب الشرعي ذاته عبر اتهام العلماء قاطبة، وآخرهم الشيخ محمد صالح المنجد إمام وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر الذي لم يتغير ولم يتلون كما يفعل بعض الدعاة هذه الأيام !!
ولا يحتاج العلماء أمثال الشيخ محمد صالح المنجد، عناء تدبيج المقالات لذكر فضلهم وتتبع مآثرهم وجهودهم في الدعوة والإصلاح، بقدر ما يحتاج أمثال "القلم الكذاب"هذا لفضح أغراضه بين الناس ليحتاطوا من سموم كتاباته، التي يهدف من ورائها إسقاط العلماء، لكي يتخلص هو ومن على شاكلته من كلفة الانقياد لشرع الله رب العباد.
وتبدو إقصائية "القلم الكذاب"رغم ليبراليته التي يتشدق بها حينما يصف الشيخ بقوله "السوري محمد المنجد"، ولا ندري أهي سُبة في حق الرجل الذي استقر به المقام في المملكة العربية السعودية هو وجميع أسرته الكريمة ينهل من معين علمائها منذ أن كان في الخامسة من عمره، ولم يغادرها ولو لمرة واحدة وقد قارب عمره الخمسين عاماً، ولو حتى إلى البحرين أقرب البلاد إلى المملكة ومع ذلك كله لم يحصل حتى الآن على الجنسية السعودية !
أم هو جرم أن استقر الأمر بالشيخ داعيًا إلى الله موفيا حق هذه البلاد العزيزة على نفسه والتي يأمن فيها العلماء على أنفسهم وأهلهم، ويقيني في هذا أن "القلم الكذاب" يتستر خلف نعرته الإقصائية للنيل من الشريعة ذاتها، فمذهبه الفاسد لن يجعله يجرؤ بالمطالبة باستبعاد بعض الأقلام الليبرالية من أرض الحرمين ومنعهم من الكتابة على خلفية منطقه الإقصائي الأعرج ..؟!
ومساهمة منا في تنوير ظلام الجهل لدى "الأقلام الكاذبة" قاطبة نلفت بصرها أن الشيخ محمد المنجد درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالرياض، ثم انتقل إلى المنطقة الشرقية وأنهى فيها دراسته الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن..
ونهل من علم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله ، والشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، وأخذ تصحيح قراءة القرآن على الشيخ سعيد آل عبد الله .
ومن شيوخه كذلك : الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان ، والشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان ، والشيخ محمد ولد سيدي الحبيب الشنقيطي، والشيخ عبد المحسن الزامل، والشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود.
ونذكر علاقته الوطيدة بالشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - حيث كانت علاقته به ممتدة على مدى سنوات طويلة ، وهو الذي دفعه إلى التدريس وكتب إلى مركز الدعوة والإرشاد بالدمام باعتماد التعاون معه في المحاضرات والخطب والدروس العلمية وبسبب الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - أصبح خطيباً وإماماً ومحاضراً .
وللشيخ محمد المنجد سلسلة محاضرات تربوية ودروس شهرية في كل من الرياض وجدة ، وبرنامج في إذاعة القرآن الكريم، وله العديد من المشاركات في برامج تلفزيونية وأشرطة في دروس متنوعة تقدر بآلاف الساعات الصوتية على مدى 25 عاماً حيث بدأ متفرغاً باذلاً كل حياته ووقته في الدعوة إلى الله منذ عام 1406هـ.
وله كذلك عدة مؤلفات اخترنا منها " الدليل إلى الموضوعات الإسلامية صدر منه ثلاثة أجزاء "ظاهرة ضعف الإيمان" "صراع مع الشهوات" " أربعون نصيحة لإصلاح البيوت " أريد أن أتوب ولكن " شكاوى وحلول "أخطار تهدد البيوت " التنبيهات الجلية لكثير من المنهيات الشرعية " كيف تقرأ كتابا " الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس " مسابقات في العلم الشرعي " ماذا تفعل في الحالات الآتية " 33 سبباً للخشوع في الصلاة " العادة السيئة " مسائل في الدعوة والتربية " محرمات استهان بها الناس ـ يجب الحذر منها "وسائل الثبات على دين الله " 70 مسألة في الصيام .. ونوصي "القلم الكذاب"وبقية التيار الليبرالي الإقصائي الحاقد على الشيخ الاستعانة بهذه الكتب للتداوي من حمقهم ، وعلى الله الشفاء..!
وقد أنشأ الشيخ محمد المنجد موقع "الإسلام سؤال وجواب" على شبكة الانترنت عام 1996 م بعدة لغات أجنبية ، وما زال العمل قائماً فيه إلى الآن، كما يتولى الإشراف على مجموعة مواقع الإسلام وتضم ثمانية مواقع، ويشرف على مجموعة زاد العلمية الدعوية التي تضم أنشطة في مجال الجوال والاتصالات والإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والنشر.
بعد ذلك يخرج علينا "القلم الكذاب"مدعياً في مقال عنوانه مرسل مثير للسخرية والرثاء في ذات الوقت، السخرية من ضحالة أكذوبته والرثاء لحال فريقه الإقصائي الليبرالي الذي بات متخبطاً لا يؤمن حتى بشعار الحرية الإنسانية التي يروج لها، وتحت عنوان "شيخ سوري يثير غضب السعوديين ويطالبون بترحيله"، صاغ القلم كذبة جديدة وكأن جميع المواطنين السعوديين يرفضون الشيخ المنجد وكل ما يقوله، ونسى الرجل في خضم كذبه أنه لن يستطيع أن يخدع الناس طيلة الوقت، فقد فضح هجومه عوار ليبراليته التي من المفترض - بحسب زعمه- أنها لا تفرق بين تركي و سوري أو سعودي حيث أنهم على قدم المساواة في الحرية والحقوق الإنسانية..!
والحقيقة الثابتة التي يتعمد "القلم الكذاب "وفريقه الإقصائي تجاهلها هي أخوة الإسلام الراسخة بين المسلمين حتى في حالة اختلاف الديار أو تباعد الأزمان، وهي الأمر المؤكد من عند الله تعالى ليس من عند فلان ولا فلان، ولا نشأت عن مواثيق دولية ولا أعراف قبلية وهو قوله سبحانه ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) ..
وكما نَطَق بذلك وحكم به الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، وقال عليه الصلاة والسلام "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا"، وليس ذلك فقط بل على حين ترى هذا الدين يجمع الأبيض والأسود والعربي والعجمي إذا كانوا من أهله وحملته، فإنه يفرق بين الولد وأبيه والأخ وأخيه والقريب وقرابته إذا لم يكونوا على هذا الدين الإسلامي العظيم.
أوَما سمعت يا أيها القلم الكذاب قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ? وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَ?ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) التوبة ، وقوله جل ثناؤه: ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )
أوَتظن يا قلماً بالكذب ينبض أن تفريق أمة المسلمين يُعد أمرًا سهلاً ؟!، كلا ثم كلا، إنه يجمعهم اشتراكهم في أفضل أمة، وخير كتاب، وأفضل رسول، فربهم واحد، ودينهم واحد، وطريقهم واحد، وهدفهم واحد، لا تفرقهم ليبرالية إقصائية دعاتها على أبواب جهنم والمفسدون من أمثالك تشيع في كتاباتهم أنيميا الإنصاف والمنطق، مستخدمين آلية الإقصاء والطعن في العلماء سعوديين وغير سعوديين، ولا أدل من مقالك الذي طعنت خلاله في بعض المشائخ والمعنون بـ"مشايخ الصحوة في السعودية يستعدون للسفر إلى باريس ولندن"، بل وطعنت في الشريعة ذاتها وغيبياتها الأخروية التي يستخف بها أمثالك ، وذلك في مقالك الأسود المعنون بـ" خيالات الجنة..تخبو في دبي وتزدهر في الصومال!" ، ثم أنت لا تتورع عن ربط الحديث عن الآخرة بالإرهاب، بل وتربط الترغيب بالثواب في الجنة بالهوس الجنسي أو العوز الاقتصادي أو محاولة أدلجة أدمغة الناس على نمط سياسي معين، وهو ما اتهمت به علماء البلاد صراحة بقولك " ويسيطر رجال الدين على مراكز مهمة لتغذية الخيال أهمها المدارس والمساجد لإبقاء فكرة الجنة قوية جداً"..!
وسقطاتك على هذا النحو كثيرة جداً حتى أنها تكاد تحوي كل ما تبثه من سموم، ولا يعنينا تقصي تلك السقطات إلا في حال تهجمك على الشريعة من خلال تطاولك على علمائها ودعاتها، أما حينما تعود مراهقاً وتفضح مكنون غرائزك وشهوانيتك تحت عنوان" مراهقات سعوديات يظهرن بصور غريبة ومليئة بالدلالات"، حينئذ لا يعنينا أن تسهر الليل بطوله تقلب صفحات الإنترنت واليوتيوب بحثاً عن صورة فتاة خليعة، ترص تحتها أكاذيبك بوحي من شيطانك وتدعي أفكا أن هذا حال معظم حرائر السعودية.
وبغض النظر عن صحة المنهج القائل بأنه يجب أن لا يكتب في قضايا المجتمع السعودي إلا السعوديين .. فإننا حينما نطالب بمنهج ندعيه ينبغي أن تكون مطالبتنا بتطبيقه على جميع الأطياف والتوجهات لا على توجه دون آخر وقد طالبت بعض الأقلام الليبرالية بإقصاء الشيخ محمد المنجّد حفظه الله عن الكتابة في الشأن السعودي بدعوة أنه سوري لكننا نعرف عدم صدقهم في تطبيق هذا المنهج على الكتاب ضمن تياراتهم فليلى الأحدب مثلا طبيبة توليد سورية تتدخل كثيرا في القضايا الثقافية السعودية بل إنها لا تتورع عن نقد ثوابت المجتمع السعودي وعلى صفحات الصحافة السعودية ومن ذلك دعواها أن المسيحيين واليهود لا يصح إطلاق الكفر عليهم ودخولها في مساجلة في هذا الموضوع مع الدكتور محمد الهرفي تلك المساجلة التي انتهت بإيقاف السعودي الدكتور محمد الهرفي عن الكتابة في صحيفة الوطن وإبقاء السورية ليلى الأحدب كاتبة حتى هذه الساعة .
مثالاً آخر خالص جلبي الذي لا ينفك ينتقد المنهج السلفي ويزعم في كتاباته أنه منهجا ينبغي أن يدفن ويصلى عليه وهذان الكاتبان ليلى وخالص جلبي لم ينبسا ببنت شفا عن قضايا المجتمع السوري والثقافة السورية فلماذا يترك لهما الحبل على قاربه في استفزاز المجتمع السعودي بأسره وعلى صحافته ويمنع على الشيخ محمد المنجّد حفظه الله أن يكتب أو يتكلم مؤيدا ثوابت المجتمع السعودي مدافعاً عن أصالته مطالباً بنفي الدرن والخبث عن ساحاته .
وكما أكدنا في السطور السابقة أن الشيخ محمد صالح المنجّد حفظه الله لم يغادر أرض المملكة العربية السعودية منذ أن جاءها وعمره خمس سنوات فإن هذين الكاتبين لم يعيشا في المملكة العربية السعودية إلا بعد أن أصبحت مصدراً للرزق بالنسبة لهما !
وليس مستغرباً على من كان الكذب بضاعته أن ينساق وراء موقع "ميمري" الصهيوني الذي اجتزأ مقطع من حلقة سجلت للشيخ المنجد وترجمها وأرسلها إلى وكالات الأنباء العالمية، التي تلقفت الغنيمة ووضعت لها عنوانا ساخراً هو "فتوى قتل الميكي ماوس"..!
الغريب أن"القلم الكذاب" صم أذنيه عن رد الشيخ محمد صالح المنجد الذي أكد فيه إنه لم يصدر عنه أي بيان أو فتوى خاصة بقتل الـ"ميكي ماوس" ومعلوم أن هذه شخصية كرتونية وهمية فكاهية لا دم لها حتى يهدر، ولا روح فيها".
بل إن الشيخ تبسم مستغرباً أنه لو سئل طفل صغير هل يمكن قتل الـ"ميكي ماوس" فسيضحك ويقول مستحيل، مشيرًا إلى أن مصدر هذه الضجة مقطع من حلقة تلفزيونية من برنامج الراصد الأسبوعي الذي يعرض على قناة المجد وتم بثها قبل أكثر من شهر وقد تناولت موضوع أثر الصور في النفوس".
وقال الشيخ إنه "لم تكن الحلقة عن هذه الشخصية الكرتونية أصلا بل كانت عن أثر الصور في النفوس عموما، وكان الخطاب فيها إلى الآباء والأمهات والمربين، وتطرقت لعشرات من القضايا التربوية والعلمية منها بيان أثر الأفلام الكرتونية على الأطفال".
إلا أنه وبعد هذا التكذيب من طرف الشيخ المنجد وفضح النوايا الصهيونية في الإعلام، يخرج علينا"القلم الكذاب" بمقال تحت عنوان" استياء واستغراب بسبب ظهور صاحب فتوى "ميكي ماوس" على القناة السعودية الرسمية"، تظهر فيه حنقك وغيظك على منهج الشيخ المعتدل والمقبول من أهل البلاد وعلمائها، وكأنك بذلك تفضح تبعية ما ينفثه قلمك إلى ما ينفثه أسيادك الصهاينة ويروجون له في مؤسساتهم الإعلامية الغربية.
وفي الأخير ننصحك يا قلما متلوناً بالكذب أن تقلل من جرعات الإسناد للمجاهيل في جملك المرسلة من قبيل " استياء واستغراب" و" وتساءل عدد من المراقبين" و" قال أحد المعلقين" و" يقول متحدث آخر" و" يقول أحد المصادر الخاصة"، لأن كل هذه أسانيد تعلم أنت كما نعلم نحن كذبها، أولها عوير وأوسطها كسير وآخرها هو أنت أيها الراوي، مجرد إقصائي محترق الأحشاء غيظاً ليس فيه خير..!